النهي عن الغش

عبد الله بن محمد الخليفي
عناصر الخطبة
  1. ضعف الأمانة بين الناس وابتلاء أرباب الحرف والمكاسب بالغش .
  2. مفاسد الغش وعواقبه الوخيمة .
  3. قصة نبوية في النهي عن الغش وبعض الفوائد المستفادة منها .

اقتباس

أيها المسلمون: إن دين الإسلام الذي اعتنى بحق الفرد، وحق الجماعة، وحرص كل الحوص على دفع الحقوق إلى أربابها كاملة موفورة؛ ينهاكم عن غش إخوانكم المسلمين، ويأمركم بكل صراحة أن يخبروا بالحقيقة كما هي، على ضوء الصدق، وحسن المعاملة، وأن الغش مخدعة ومكيدة من الشيطان لإخوانكم، يورث الضغائن، ويلد الأحقاد، ويقلل البركة، ويغضب الله في ارتكاب معاصيه، ويسيء إلى الخلق بانتهاك ...

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي وفقا لدين الإسلام، أحمده تعالى على توفيقه، وأشكره على إنعامه وبره.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله؛ القائل: "من غشا فليس منا".

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى- واعلموا أنه لا تتم التقوى إلا باتباع شرع الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-، بأن توقعوها حسب الأوامر الشرعية.

عباد الله: إن أمانة بعض الناس قد ضعفت، حتى أقدموا على الغش الذي حرمه الله سبحانه، ونهى عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وعظم أمره حتى جعل فاعله في معزل عن الحق.

إن الغش قد ابتلي به أكثر أرباب الحرف والمكاسب.

فيا أيها المسلمون-: إن دين الإسلام الذي اعتنى بحق الفرد، وحق الجماعة، وحرص كل الحوص على دفع الحقوق إلى أربابها كاملة موفورة؛ ينهاكم عن غش إخوانكم المسلمين، ويأمركم بكل صراحة أن يخبروا بالحقيقة كما هي، على ضوء الصدق، وحسن المعاملة، وأن الغش مخدعة ومكيدة من الشيطان لإخوانكم، يورث الضغائن، ويلد الأحقاد، ويقلل البركة، ويغضب الله في ارتكاب معاصيه، ويسيء إلى الخلق بانتهاك حرماتهم، وخدع أبصارهم.

والغش حرام في كل شيء؛ فالمؤمن الكامل الإيمان يطمح بنفسه عن الوقوع في مثل هذه الدناءات التي تورث الشخص العجز والغم والهم، وفقدان الثقة.

ولو لم يكن في الغش إلا أنه اعتداء على حرمة الأخ في الإنسانية والدين، لكان ذلك وازعا عن ارتكاب مثل هذه الجرائم المخالفة لشرع الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

وأحزم الناس من يفكر في العواقب، وينصح نفسه ويضعها في أعلى مرتبة من مراتب الشرف والعدالة، ليبارك الله له فيما بين يديه، وليسعد في الدارين بأعلى عليين.

وقد جاء عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من غشنا فليس منا".

وقد رأى صلى الله عليه وسلم تمرا يباع، فأدخل يده فيه، فنالت أصابعه بللا، فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟" فقال: أصابته السماء يا رسول الله، فقال: "ألا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غشنا فليس منا".

وعلى ضوء هذا الإشراق النبوي المبارك يجب أن يفهم الناس أمور دينهم في العبادات والمعاملات، بل وفي جميع العقود الشرعية.

وما لازم إنسان الصدق إلا أحبه الله، وحببه إلى العباد.

وفق الله المسلمين إلى تبادل النصيحة، وملازمة الصدق.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

(إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) [النحل:128].

أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي