صُودرت العقول، وأُفسدت الفِطر عن طريق الإعلام الفاسد بقنواته ومواقعه، مسموعه ومقروءه ومرأيه، فغناء صاخب لا يفتر ليلاً ولا نهارًا، وفُحش وفساد وأفكار مستوردة من أعدائنا وصور خليعة ومسلسلات تربي على الرذيلة، وتحارب العفة والفضيلة ورياضة ذهبت بالعقول التي خلقها الله -عز وجل- لعبادته لتعقل أمره ونهيه إلى سلسلة من الغزو المكثف، ولهذا قال بعض أعداء الإسلام: "كأس وغانية يفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعلها ألف مدفع"، ماذا كانت النتيجة حين سمحنا لأنفسنا أن نتربى على...
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- والاستمساك بدينه القويم والثبات عليه حتى الممات؛ فإننا في زمن كثرت فيه الفتن، والتبس فيه الحق بالباطل والمعروف بالمنكر، واتُّبِعَ الهوى وأعرض أقوام عن الهدى.
أيها المسلمون: في الجمعة الماضية كان الحديث عن الخمور والمخدرات، وما تسببها من أضرار بالغات، وما تجره على الأفراد والمجتمعات من آثار وحسرات، وما تحدثه للعقول والأجسام من إفساد وتغيير وإهلاك وتدمير، من أجل هذا حُوربت في أنحاء العالم كله ورُتب على التعامل بها عقوبات وتحذيرات، وإنها -لعمر الله- لتستحق هذا وأكثر منه.
أما اليوم فنتحدث عن مخدرات من نوع آخر لا تقل شرّا ولا خطرًا عما سبق الحديث عنه بل لربما تكون أشد ضررًا وأعمق أثرًا من المخدرات الحسية، وإن كانت هذه المخدرات لم تلقَ اهتماما وعناية كما حظيت به المخدرات الحسية.
إنها مخدرات العقائد ومخدرات الأخلاق التي لا تفتك بالجسم فقط، بل بالقلب، ولا تُذهب المال فحسب، بل تقضي على الدين والعقيدة، إنها فتنة عمياء تسمم العقول السليمة وتشوّه الأفكار النيرة، فهي بحق كما قال العليم الخبير (وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ)، وقال -عز وجل- (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ).
فعمى القلب عن الحق، واتباعه للهوى، وانصرافه عن عبادة الله، وانشغاله بعبادة الشيطان، واتباعه لأهواء النفوس أعظم وأشد من الموت، فالموت يقطع الإنسان عن الدنيا وأهلها وذاك يقطعه عن الله والدار الآخرة ويفوته سعادة الأبد.
وكما أن للمخدرات الحسية مروجين؛ فإن للمخدرات المعنوية مروجين أيضًا بأعداد كثيرة، بل لربما روج للمخدرات المعنوية المنحرف والسوي إلا من رحم الله، ويقف لترويج هذه المخدرات المعنوية اليهود وأمم الغرب وفئام من أهل العلمنة أصحاب الشهوات حتى أصحبت حياة المسلمين المتمسكين بدينهم في هذا الزمن حياة محفوفة بالأخطار من كل جانب، نسأل الله الوفاة على الإسلام والسنة.
يا أيها الإخوة: صُودرت العقول، وأُفسدت الفِطر عن طريق الإعلام الفاسد بقنواته ومواقعه، مسموعه ومقروءه ومرأيه، فغناء صاخب لا يفتر ليلاً ولا نهارًا، وفُحش وفساد وأفكار مستوردة من أعدائنا وصور خليعة ومسلسلات تربي على الرذيلة، وتحارب العفة والفضيلة ورياضة ذهبت بالعقول التي خلقها الله -عز وجل- لعبادته لتعقل أمره ونهيه إلى سلسلة من الغزو المكثف، ولهذا قال بعض أعداء الإسلام: "كأس وغانية يفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعلها ألف مدفع".
ماذا كانت النتيجة حين سمحنا لأنفسنا أن نتربى على أفكار غربية عن ديننا وعقيدتنا ومجتمعنا المؤمن المحافظ؟! وحين سمحنا لأولادنا أن تربيهم وسائل الهدم والإفساد.
لقد ذابت في نفوس كثير من الناس عقيدة الولاء والبراء، الولاء لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين، والبراءة من الكفر وأهله، بل صار البعض يشكّك في ثبوت هذا الأصل العظيم، ولا يشعر نحو الكافر ببغض، بل ربما لأحبه أكثر من محبة المؤمن.
أما التشبه بالكفار أكثر في ملابسهم وهيأتهم وأعمالهم وقصات شعورهم، فأمر اشتهر بين أعداد من الشباب والفتيات، وصدق الإمام بن عقيل -رحمه الله- حين قال: "إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم على أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في المواقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطئتهم لأعداء الشريعة ".
فلا إله إلا الله، ماذا فُعل بأمة الإسلام اليوم؟! وماذا يخطط لها في عقر دارها، الخطر محدق والوضع مؤلم، وأعداؤنا يعملون ليلاً ونهارًا لتحويل المسلمين إلى سائمة من بهيمة الأنعام وقطيع مهزوز العقيدة غارق في الشهوات لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا حتى يخسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.
يقول الله -عز وجل- في وحيه المنزل: (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [البقرة:105]، ويقول سبحانه: (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء)، ويقول جل وعلا: (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) [الممتحنة:2].
هذا كيد الأعداء الظاهرين يتمالئون مع المنافقين والمنافقات الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف الذين تربوا على أفكار هؤلاء الأعداء، وصاروا يشيعون الفاحشة في مجتمعات المسلمين، ويسعون جادين إلى تذويب الإسلام وتمييع أحكامه، ولهم الآن صولات وجولات على المرأة المسلمة يبغونها الفتنة ويريدون القضاء على حجابها وعفافها وحياءها بدعوات آثمة.
كل هذا لنشر الخلاعة والمجون والتبرج والسفور والاختلاط بين أهل الإسلام مستغلين ما أتيح لهم من إمكانيات ووسائل لنشر باطلهم وترويج فسادهم، والله لا يصلح عمل المفسدين.
أيها المسلمون: انفتحت الدنيا على الناس، وتغلب الجانب المادي على حياة الكثير وتغيرت أمور، وظهرت منكرات، وانتشر الفساد على وضع ينذر بالخطر والعقوبات، إي والله فتن متلاطمة في وقتنا هذا يرقّق بعضها بعضًا، والراغب في نجاة نفسه لا يدري بأيها يبدأ بالمقاومة، ولا يدري بأيها يفر إلى الله -عز وجل- أم من فتنة الدنيا وزينتها أم من الفتنة بالعلم وآفاته، أم من فتنة الشرك والأهواء والبدع، أم من فتنة الشحناء والبغضاء والحزبيات التي دبّت إلينا كما كانت في الأمم من قبل، أم هي فتنة وسائل الإعلام المتعددة ووسائل الاتصال الحديثة أم فتنة النساء.
وإن كنت في شك من تأثير هذه الفتن على الأعم الأغلب منا، فانظر كم عدد المصلين من المسلمين في صلاة الفجر! وكم عدد من يسافرون في الإجازات إلى خارج البلاد لإشباع شهواتهم المحرمة! وكم عدد من يحضرون إلى الدروس والمحاضرات! في مقابل هذا أعداد لا حصر لها في مدرجات الملاعب وفي مقاهي الإنترنت، وأمام القنوات وعلى الشواطئ والمنتزهات، ومن يتجولون في المواقع ابتغاء الفتنة.
ساعات تمضى يا عباد الله وأعمار تُطوى يُسأل عنها المرء وعليها يحاسب، وليست من اللهو البريء ولا ممن يعين على حق. فيا سبحان الله ألهذا خُلقنا؟ أم بهذا أمرنا؟!
لقد قال الله تبارك وتعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56]، فهل هذا يحقق العبودية لله أم يعين عليها؟ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) [المؤمنون:115]، أيحسب الإنسان أن يترك سدى!
فيا أيها المرء احذر غرور الأمل، وتلاعب الشيطان لا تغتر بالدنيا (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [فاطر:6].
وإياك أن تكون ممن يقول: الناس كلهم هكذا، فقد قال الله: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف:103]، وقال -عز وجل- (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ)، وقال: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ:13].
تذكر أيها الإنسان أن شيطان الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض ليفسدوا شبابنا وفتياتنا عن طريق فتن الشبهات والشهوات؛ لينسوهم بأن الموت يأتي بغتة، وأن القبر منزل إلى يوم البعث، وأن الحساب موقف لا مفر منه ثم المستقر بعد ذلك إما في الجنة أو النار (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) [الانشقاق:6]، فيا ليت شبابنا يعلمون، يا ليت شبابنا يعلمون ما يراد بهم!!
أيها المسلم: أسرع بتوبة إلى الله؛ فقد رأيت العبر بعينك وسمعت المواعظ بأذنيك، وعلمت بأن الموت قد أخذ أقرب الناس إليك ثم هو في سير حثيث حتى ينزل بك: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)، قال ابن عباس: "فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم"، وقال: "فروا منه إليه واعملوا بطاعته".
وهذا مما تواجه به هذه الفتن بأن يتوجه المرء إلى الله بصدق، ويلجأ إليه، ويديم التضرع والدعاء ففي الحديث: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن"، لقد قحطت العين من البكاء من خشية الله، وقحطت الأرض من المطر بذنوب العباد، وهذا السيل الجارف من المخدرات من الأخلاق والقيم والعقائد يجب أن تقاوم بخوف من الله يملأ القلوب وعلم بكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وبالقيام بالدعوة إلى الله -عز وجل-.
إن هذه الفتن المتلونة لا بد أن يقابلها تقوى لله، لا بد أن تُقابل بالعمل الصالح وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلا سَحقت مجتمعنا ودمرت ما أمامها.
لقد أُصيب المسلمون بالذلة والشرور، وتداعى عليهم الأعداء، وكثرت فيهم الفتن وكان من أعظم أسباب ذلك: ضعفهم في الدعوة إلى الله -عز وجل-، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعطيلهم الجهاد والميل إلى الدنيا.
إن ما يجب أن تواجه به هذه الفتن: لزوم الجماعة، ونبذ الفرقة فالجماعة رحمة والفرقة عذاب والخلاف شر والمسئولية مشتركة بين أكبر مسئول وأصغر مسئول فرب الأسرة والأم ومحاضن التعليم، ومن بسط الله يده كلهم مسئولون عن هذا.
إن مما تواجه به هذه الفتن الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة، فكلما قوي هذا الجانب في قلب العبد كان أبعد عن الشهوات التي هي باب خطير من أبواب هذه الفتن ما اعتزال أهلها ومصاحبة الصادقين وملازمة مجالس الأخيار.
أيها المسلمون: لقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم: "العبادة في الهرج كهجرة إليَّ"، فملازمة العبادة في وقت الفتن عمل صالح كالهجرة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الناس يجهلون عن العبادة وينشغلون بالفتن الحاضرة.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ثبتنا على الإسلام والسنة (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران:8]، آمين، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الحمد لله، وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم صلّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الناظر في الواقع اليوم وما حل بنا من مصائب وويلات وفتن عظيمة على مستوى الأفراد والمجتمعات ليأخذه الأسى والتوجع منه مأخذًا عظيمًا، حتى إن اليأس يوشك أن يتسلل إلى نفسه لولا عظيم الأمل في وعد الله الحق في قوله جل وعز (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) [غافر:51]، وفي قوله: (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) [الصافات:173]، وفي قوله -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة: 20- 21].
وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" (رواه البخاري ومسلم).
إن مما يزيل اليأس، ويعزي النفس: معرفة المسلم بسنن الله في عباده، وأن ما أصابنا من مصائب وفتن إنما هو من عند أنفسنا، وبسبب ذنوبنا، وما طرأ على حياتنا من بُعد عن الله ونسيان للآخرة، وانغماس في الملذات، وإقبال على الدنيا، ولهث وراء الحصول على شيء من متاعها، فنتج من هذا كثير من المعاصي والمنكرات والفتن المتنوعة، وغفلنا عن الاستعداد للآخرة.
وما دام أن الداء والدواء قد عُرف فما بقي سوى مخالفة هوى النفس، وإرغام الشيطان بتحقيق العبودية لله، والاستقامة على دينه؛ ليتحقق للإنسان ما وعد به الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء"، قيل: وما الغرباء يا رسول الله؟ قال: "الذين يصلحون ما أفسده الناس" أو "الذين يصلحون ما فسد الناس".
فكن من الغرباء، ولا تغتر بكثرة الهالكين، فقد وضح الطريق وقامت الحجة، والله الموفق وحده.
اللهم ثبتنا على الإسلام والسنة حتى نلقاك عليها.
اللهم أعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن..
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي