فأعطاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم الشعرَ كُلَّهُ.. أيُّ منزلةٍ هذه التي بلَغَها أبو طلحة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! لقد كان في الناس أبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعلي، وكبارُ المهاجرين السابقين، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختصَّهُ دونَهم بهذا الفضل والتكريم، وهذا يدعونا أن نرجِعَ إلى سيرة ذلك الصحابي الجليل، لنبحثَ ..
أما بعد:
عباد الله: في صحيح مسلم وغيره: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لما رَمَى جمرةَ العقبةِ في حجة الوداع، ونحَرَ هديَهُ دعا الحلاق، فبدأ بشِقِّ رأسِه الأيمن، فأمر -صلى الله عليه وسلم- بقسمته بين الناس، وكان معه الآلاف من أصحابه، فتفرَّقَ بينهم شعرُ أكرم الخلق، منهم من كان نصيبُه شعرةً واحدة، ومنهم من ظَفِرَ بشعرتَيْنِ، وكُلٌّ فَرِحٌ بما نال. ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "احْلِقِ الشِّقَّ الآخرَ". فحلَقَهُ.. واجتمع الشعرُ بين يديه، وتعلَّقَتْ به العيونُ، وإذا برسول الله يسأل: هاهنا أبو طلحة؟ أين أبو طلحة؟ فتقدم أبو طلحة.. زيدُ بن سهلٍ الأنصاري... من بين جموع الناس، فأعطاه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الشعرَ كُلَّهُ.. أيُّ منزلةٍ هذه التي بلَغَها أبو طلحة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!
لقد كان في الناس أبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعلي، وكبارُ المهاجرين السابقين، لكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اختصَّهُ دونَهم بهذا الفضل والتكريم، وهذا يدعونا.. أن نرجِعَ إلى سيرة ذلك الصحابي الجليل، لنبحثَ فيها عما تميَّزَ به.. رضي الله عنه وأرضاه.
سأذكُرُ -أيها الإخوة- مَشاهِدَ من سيرة أبي طلحة، تكشفُ لنا شخصيةَ هذا الرجلِ الفذِّ.
روى الطبرانيُّ وابنُ حبان وغيرهما بإسناد حسن: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلَسَ يومًا لأصحاب الصفة يُقرئهم، وقد شَدَّ على بطنه حجَرًا، وظهر عليه أثرُ الجوع، فمرَّ أبو طلحة، فرآه على هذه الحال، لم يتحمَّلْ ذلك المنظر، ولم يُطِقْ.. أن يبْقَى كالعاجزِ مكتوفَ اليدين، ذهب فورًا إلى بيته، وقال لامرأته: إني عَرَفْتُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجوع، فهل عندكِ شيء؟ قالت: ما عندي إلا مدٌّ مِنْ شَعِيرٍ، إنْ جاءنا رسولُ الله وحدَهُ أشبعناه، وإنْ جاء ومعه أحَدٌ قلَّ عنهم. قال: اعْجِنِيْهِ وأصْلحِيهِ عسى أن ندعوَ رسولَ الله فيأكلَ عندنا، فصنعتْ منه قُرْصًا واحدًا. وأرْسَلَ أَبُو طَلْحَةَ ربيبَهُ أنسَ بن مالك، قال: اذْهَبْ، فَقُمْ قَرِيبًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِذَا قَامَ فَدَعْهُ حَتَّى يَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ، ثم قل له: إن أبي يدعوك. وَلا يَعْلَمْ بِكَ أَحَدٌ، ولا تدعُ غيرَه فتفضحَني. أقبَل أنسٌ على مجلسِ رسولِ الله، وإذا به يسأله: "أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟" قال: نعم، فقال النبي لأصحابه: "أجِيبُوا أبا طلحة"، فقام معه بضعةٌ وثمانون رَجُلاً!! وأخذَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِ أنسِ بنِ مالك، فشدَّها بيده، وانطلق ذلك الجمعُ الغفير، يَشُقُّ طُرُقَاتِ المدينةِ إلى بيتِ أبي طلحة، ولا تَسَلْ عن حال أنس، وقد أحاطَ به الناسُ، وهو يتذكرُ وصيةَ أبي طلحة ألا يُخبِرَ أحدًا، ويُفكرُ في قُرْصِ الشعيرِ الواحد، كيف سَيُشْبِعُ هؤلاء.
فلما دنَوا من البيت، تركَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يد أنس، فانطلقَ مُسْرِعًا يتقدَّمُهُمْ، دَخَل على أبي طلحة، قال: "يَا أَبَتَاهُ، دَعَوْتُ رسول الله فَدَعَا أَصْحَابَهُ، وجَاءَكَ بِهِمْ. فاغتم أبو طلحةَ لهذا الموقفِ الحَرِجِ، وقال يا أمَّ سُليم، قد جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس، وليس عندنا ما نُطْعِمُهم. قالت: اللهُ ورسولُه أعلم".
فخرَجَ من بيته يستقبِلُهُمْ. قال: يا رسولَ الله. ما عندنا شيءٌ.. إلا قُرْصٌ.. رأيتُكَ طاوِيًا.. فصَنَعَتْهُ لك أمُّ سُليم. وإِنَّمَا أَرْسَلْتُ أَنَسًا يَدْعُوكَ وَحْدَكَ، وَلَمْ يَكُ عِنْدِي مَا يُشْبِعُ مَنْ أَرَى.
فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وقال: "هَلُمَّ مَا عِنْدَكَ؛ إنَّ الله سيجعلُ فيه بركةً". فوَضَع الصَّحْفَةَ بين يديْهِ، وفيها ذلك القُرْصُ الوحِيدُ، وعَصَرَ عكَّةَ سمْنٍ كانت عندَهم حتى خرج منها شيءٌ يسيرٌ، فمسَحَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- القُرْصَ به، وقال: "بسم الله" فانتفَخ. ووَضَعَ يدَهُ عليه، ودعا عشرةً من أصحابِه، فأكلوا، ثم دعَا غيرَهم، وما زال يدعُوهمْ عشرةً عشرةً، حتى شبِعُوا جميعًا، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- واضعٌ يدَهُ على وسَطِ الطعامِ، فرَفَعَ يدَهُ، فإذا هو لم يَنْقُصْ منه شيء، وأكَلَ أهلُ البيتِ، وجَمَعَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ ما تبقَّى فأهدَتْه لِجِيرَانِهَا.
في موقفٍ آخرَ -في الصحيحين وغيرهما-: أنَّ رجلا أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني مَجْهُودٌ -يعني أصابني الجَهْدُ والمشقةُ والجوع-. أراد رسول الله أن يُواسِيَهُ، فبدأ بنفسِه وأهلِ بيته، أرْسَلَ إلى أزواجِه أمهاتِ المؤمنين، فكان الجوابُ: والذي بَعَثَكَ بالحقِّ ما عندنا إلا الماء. فتوجَّه -صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابِه، قال: "مَنْ يُضِيفُ هَذَا.. الليلةَ؟، يرحمهُ الله"، فبادرَ أحدُهم، ليغتنِمَ رحمةَ الله وثوابَه، وقال: أنا يا رسول الله.
لم يكن هذا المُتكلِّمُ أكثرَ الحاضرين مالًا، ولا أوْفَرَهُم طعامًا وشَرابًا، وما كان هو الوحيد الذي توجَّه له الخِطابُ، فالحاضرون جماعةٌ، لكنَّهُ كان مِنْ أسْرَعِهِم إلى الخير، لقد كان أبا طلحة -رضي الله عنه-.
انطلقَ بالضيفِ إلى بيتِهِ، فقال لامرأته: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ولا تَدَّخِرِي عنه شيئًا. قَالَتْ: والله مَا عِنْدَنَا.. إِلَّا قُوتُ الصبيان.
وقد يهُونُ على الإنسان أنْ يَجُوعَ؛ لكنَّ رؤيتَه لأطفالِه وَهُمْ جِياعٌ.. مؤلمةٌ وشديدةٌ على النفس.
نظَرَ أبو طلحة إلى الحال، والرُّجوعُ بالضيفِ وَرَدُّهُ مُحَال، فأخَذ يَضَعُ مع امرأتِهِ خِطَّةً لذلك الموقِف، قال: نَوِّمِي صِبيانَكِ، وإذا أرادوا العَشَاءَ فَعَلِّلِيْهِمْ – يعني: اشغليهم بشيء-، فإذا دَخَل ضيفُنا فقرِّبي الطَّعامَ، وَأَرِيهِ أَنَّا نَطْعَمُ مَعَهُ، ثم قُومِي إلى السراجِ فأطفئيهِ، واتْرُكِي الطعامَ لِضَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
فصَنَعَا ذلك، ونَجَحَتِ الخطَّة، وأكَلَ الضيفُ حتى شبع، وهو لا يشعُرُ بحرجٍ ولا إثْقَاٍل، ولا يَدريْ أنَّ البيتَ كلَّهُ جائعٌ مِنْ أجْلهِ!!
بَاتَ الضيفُ هَانِئًا، وباتَ أبو طلحةَ جائِعَا، وامرأتُهُ وصِبيانُه كذلك، ليس في بُطُونهم شيءٌ؛ إكرامًا لضيفٍ وَفَدَ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فَلَمَّا تَنَفَّسَ الصباحُ، وَوُلِدَ الفَجْرُ، وانشَقَّ الضِّياءُ، غدا أبو طلحةَ كَعَادتِهِ، ليُصَلي الفجرَ مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وإذا بالوحيِ قد نزَلَ من السماءِ، وإذا بالعَمَلِ الصالحِ الذي أخفَاهُ أبو طلحةَ في جوفِ بيتِهِ، لا يَعلمُ به ضيفُهُ ولا أحدٌ من الخَلْقِ، يتنزَّلُ به قُرآنٌ يُتلى إلى يوم القيامة. وإذا بِرَسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لقد عَجِبَ اللهُ - أَوْ قال: ضحِكَ الله - مِنْ صَنِيْعِكُما بضَيْفِكُما الليلةَ"، وأنزل سبحانه: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر:9].
وأختِمُ بهذا المشْهَدِ من سيرةِ أبي طلحةَ -رضي الله عنه-:
لمَّا نَزَلَ قولُه تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [آل عمران:92]، سَمِعَ أبو طلحةَ الآيةَ، ووقَعَتْ في قَلْبِهِ قبل أُذُنِهِ، علِمَ أنه كلامُ الله، وتيقَّنَ أن ربَّهُ سبحانَهُ يَدْعُوهُ، ويُخاطِبُهُ بِأَمْرٍ واضحٍ، أنه لن يَنَال البر، ولن يَصِلَ إليه، حتى يُنْفِقَ مما يُحبُّهُ لِنَفْسِهِ.
وأَخَذَ أبو طلحة -رضي الله عنه- يَستعْرِضُ أموالَهُ ومُمْتَلَكَاتِهِ، ولِكُلٍّ مِنها نصيبٌ مِنَ الحُبِّ، ووَرَاءَ كلِّ مالٍ قِصَّةٌ في اكْتِسابِه ورِعَايَتِهِ والانتفَاعِ به.
وفَكَّرَ وتأمَّلْ.. وفتَّشَ في قَلبِهِ ومَشَاعِرِه.. أيُّ هذهِ الأموالِ أَحَبُّ إليه، أيُّ هذهِ المُمْتَلَكَاتِ أقْرَبُ إلى قلبِه، وأَعَزُّ على نفْسِهِ، وأحْظَى عندَهُ وأغْلَى.. فإذا هو (بِيْرُحَاء)، بُستانٌ بِجِوارِ المسجدِ النبوي، حافِلٌ بالنخْلِ، وفيه ماءٌ طيِّبٌ عَذْبٌ، كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يأتِيْهِ ويشرَبُ منه.
واتَّخذَ أبو طلحةَ القرارَ الحاسِمَ، الذي لا ترَدُّدَ فيه ولا رُجُوعَ بعدَهُ، ومَضَى إلى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّ اللهَ يقولُ: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)، وِإنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للهِ، أَرْجُوْ بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عند الله، ولَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّها ما أعلنتُها، فَضَعْهَا يَا رَسُوْلَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ". فقال عليه الصلاة والسلام: "بَخٍ بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ.. وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِيْنَ"، فَقَسَمَها أبو طلحةَ بين أقارِبِه صدقَةً لوجه الله.
أيها الإخوةُ الكرام: هذه ثلاثةُ مَوَاقِفَ.. مِنْ سِيرةِ أبي طلحةَ الأنصاريِّ -رضي الله عنه-، وفِيْها مِنَ العِبَرِ والعِظَاتِ شيءٌ كثير، لكنْ.. هناكَ مَعْنًى مُشْتَرَك، وَصِفَةٌ جامِعةٌ، تكرَّرَتْ في هذِهِ المواقِفِ، وظَهَرَتْ بِجَلاءٍ وَوُضوحٍ، وكانَتْ من أعْظَمِ ما يُمَيِّزُ ذلك الصحابيِّ الجليل، فما هِيَ هذه الصِّفَة؟!
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من آيٍ وهدىً مستقيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: مِنْ أعْظَمِ ما يُميِّزُ سيرةَ أبي طلحةَ -رضي الله عنه-: المُبادَرَةُ الإيجابِيَّةُ. يَرَى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-.. وعليه آثارُ الجُوع، فيُبادِرُ لِيَصْنَعَ له طَعَامًا، دُوْنَ طَلَبٍ مِنْ أحَدٍ، ولا تَكْليفٍ ولا تَصْرِيحٍ ولا تَلْميحٍ..
ويَسْمَعُ نبيَّهُ -صلى الله عليه وسلم-، يَدْعُو إلى إكرامِ ضيفِهِ، فَيُبادِرُ، ويُسْرِعُ به إلى بيتِه، مع قِلَّةِ الإمْكَانيات.
ويَسْمَعُ أَمْرَ اللهِ بالإنفاقِ، فَيُبادِرُ لامْتِثالِه، ويتَصَدَّقُ بأَنْفَسِ أَمْوَالِهِ وأَحَبِّها إليه.
إنها مُبادراتٌ إيْجَابيةٌ، لم يَفْرِضْهَا عليه أَحَدٌ، ولم يُطَالِبْهُ بها أحَد، إلا ضَمِيرُهُ الحيُّ، وقلبُهُ الذي امتَلأَ بِحُبِّ اللهِ ورسولِه، وصِدْقِ الرغبةِ فيما عنده سبحانه.
وبِمِثْلِ هذه المبادراتِ يَعْظُمُ الإنسانُ في ميزانِ الله؛ فَهَلِ الرِّجالُ إلا مَوَاقِف، وهلِ الرِّفْعَةُ والمنزِلَةُ والثَّناءُ الحسَنُ إلا بأفْعالٍ نَهَضَ لها أرْبَابُ الهِمَمِ وأصْحابِ السَّبْقِ، وتَقَاصَر عنها غيرُهُمْ.
الناسُ -أيها الإخوة- لا يَتَفاوَتُون بالقُدُراتِ ولا بالأنسابِ ولا بالأَجْسَامِ، ولكن بالهِمَمِ والعَزائمِ والإِقْدامِ.
إنَّنا بحاجَةٍ -أيها الإخوةُ- إلى مثْلِ هذه المُبادرَاتِ.. كُلٌّ في مَيْدَانِهِ.. مُبَادَرَاتٌ... في تَبَنِّي مشاريعِ الخيرِ، في إقامةِ الأوقافِ، في الإنفاقِ لنَشْرِ دينِ الله في الأرض.
وفي تَعْليمِ الناسِ، ودَعْوَتِهِم إلى الله. وفي توعيةِ الشبابِ، وإقامةِ البرامج التي تَخْدِمُ المجتمعَ، وتوظيفِ الإعْلامِ لخدمَةِ الدِّينِ.. وغيرِها مِنَ المجَالاتِ التي لا تُحْصَى، وهي تحتَاجُ إلى مُبادَراتٍ إيجابية..
كُلُّنا -أيها الإخوةُ- قَادِرٌ على فِعْلِ شيءٍ إيجابيٍّ ومُؤَثِّرٍ.. في مجتمَعِهِ، أو مَقَرِّ عَمَلِهِ، أو في حيِّه، أو عائلتِه أو بَيْتِهِ.
ما مِنَّا أحدٌ، ألا وأمامَهُ أبوابٌ للخيرِ، وبينَ يدَيْهِ فُرَصٌ للأجْرِ،.. فَبادِرْ ولا تَتأخَّرْ، واعْزِمْ ولا تَتَردَّدْ، إنْ لم يكُنْ أنْتَ فَمَنْ؟! وإنْ لم يَكُنِ الآنَ فَمَتَى؟!
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي