اطلب الرزق مظانّه، وابحث عنه في أماكنه وأسبابه، سواء سعيًا وبحثًا، أم عملًا وأجرًا، واثبت في رزقٍ فتحه الله عليك، وعمل يسَّر الله سببه إليك، فالقاعدة التربوية السلوكية تقول: "من ثبت نبَت"، و"من فُتح له باب رزق وسبب مفتوح فليلزمه"، ولا يستقل الربح والأجرة، ويستكثر التعب والمشقة، فالقليل غدًا يكون كثيرًا، واليسير غدًا يكون كبيرًا، وإنما السيل اجتماع النقط. فاعمل واجمع، ورتِّب حياتك، ونظم، واقتصد في عيشك، وارصد لك مالًا لدَيْن أو عرض، أو جائحة أو كارثة أو مرض.
الحمد لله الخالق، الذي أوجد عباده من العدم، ورزقهم من الطيبات، وأسبغ عليهم النعم.
وأشهد أن لا إله إلا الله، كتب الرزق، وشرع الأسباب للعرب والعجم. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حثَّ على التكسب وعمل اليد والمشي بالقدم، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه أهل الخير والكرم.
أما بعد: عباد الله: اتقوا من أُمرتم بتقواه، وأطيعوا من وعدكم رضاه، فهنيئًا لمن رضي الله عنه وأرضاه.
أيها المسلمون: موضوع يحسن طرقه، وذكره ونشره، لاسيما في هذه الأزمنة وكثرة الأمة، وهو عنوان هذه الخطبة: البذل والطلب في المال المكتسب.
إن فضل الكسب وطلب المعيشة، وألا يجلس الإنسان على غير عالة، فمن نعم المولى أن يسر أسباب المعيشة، وطلب الرزق والحلال، وشرع لهم الكسب وحضَّهم عليهم، وبيَّن طرقه المتنوعة، وأسبابه المتعددة، ولهذا قال سبحانه: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ) [الملك: 15].
والمعاش كما قال ابن خلدون –رحمه الله-: "اعلم أن المعاش هو عبارة عن ابتغاء الرزق والسعي في تحصيله، وهو مفعل من العيش، كأنه لما كان العيش الذي هو الحياة لا يحصل إلا بهذه جُعلت موضعًا له على طريق المبالغة". ا.هـ.
أيها المؤمنون: ولأهمية الكسب وطلب المعاش، لاسيما في الوقت الحاضر؛ لاتساع الدنيا، وتنوع المادة، وكثرة الحاجيات، واختلاف الطلبات، وكثرة الديون، والمصاريف، وشئون الحياة.
فطلب المعاش سُنة نبوية، وفعل الأسباب فعلة عقدية، والناس في طلب المعاش بين طرفي نقيض:
فمنهم: من أصبح عالة على غيره، وعلى أسرته ومجتمعه، أو ينتظر زكوات سنوية، وعوائد حولية، ومنه نشأت البطالة، فقعد صاحبه عن الكسب والمعيشة، بحجة الكفاية.
وصنف آخر: من استولت الدنيا على قلبه، وحب المادة على وقته، فجمع فأوعى، حتى طلبه من غير حله، ومن غير طرقه، فأكل الحرام، وتغذى بالحرام، فهو كما قال الملك العلام: (الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) [الهمزة: 2- 3].
وخير الأمور أوسطها، من سعى وطلب، وبذل واكتسب، وعليه يجب إشعار الشباب خصوصًا، والمنتظرين الوظائف ثانيًا، ألا يبقوا عالة، وعلى غيرهم وما في أيديهم ناظرة، ويعيشوا في الكسل والضعف والبطالة، والاتكالية والعجز والمهانة.
ومن حكمته سبحانه: أن جعل النهار معاشًا، مستنيرًا مشرقًا، يتمكن الناس من طلب معاشهم، وذهابهم ومجيئهم، وتجارتهم وتكسبهم، (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً) [النبأ: 11]، وقال سبحانه: (وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) [القصص: 77]، قال ابن كثير: أي مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح، فإن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، ولزوارك عليك حقًّا، فآت كل ذي حق حقه. ا.هـ.
وبيَّن –سبحانه- أن من أقسام الناس: من مسافرين يضربون في الأرض، يبتغون الرزق مظانه، ويبحثون عن أسبابه ومكانه، كما قال سبحانه: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ) [المزمل: 20]، بل أمر بطلب الرزق، والسعي في البحث عن المعاش، (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ) [الملك: 15]، يقول ابن كثير: "أي: فسافروا حيث شئتم من أقطارها، وترددوا من أقاليمها وأرجائها، في أنواع المكاسب والتجارات، واعلموا أن سعيكم لا يُجدي عليكم شيئًا إلا أن ييسره الله لكم، ولهذا قال: (كُلُوا مِن رِّزْقِهِ) [الملك: 15]، فالسعي بالسبب لا ينافي التوكل، ومناكبها أطرافها وفجاجها ونواحيها". ا.هـ.
فذلل الله الأرض وبسطها، ومهَّدها وفرشها، ليتمكن العباد في مصالحها، واستقرارها وطلب معاشها، وحتى بعدما يؤدي العبد حق ربه، شرع له أن يطلب فضله، فبعد أداء الجمعة قال سبحانه: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ) [الجمعة: 10]: انتشروا للتجارة والتصرف فيما تحتاجون إليه، من أمر معاشكم، انطلقوا واذهبوا.
ومن أطيب المكاسب، وأجل المطالب: السعي في طلب الرزق والرغائب، روى البخاري في صحيحه، وبوب عليه: باب كسب الرجل وعمله بيده، قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده"، وطلب المعاش والرزق خيرٌ من الذلة وسؤال الخُلق، روى الشيخان من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- مرفوعًا: "والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره، خير له من أن يأتي رجلًا أعطاه الله من فضله فيسأله، أعطاه أو منعه".
لحمل الصخر من قنن الجبال *** أحب إليّ من منن الرجال
يقول الناس هذا عيب *** فقلت العيب في ذل السؤال
ومن حثّ الشارع على الكسب: ما رواه البخاري ومسلم –عليهما رحمة الله-: "ما من مسلم يزرع زرعًا، أو يغرس غرسًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة"، بل لما سُئل عليه الصلاة والسلام: أي الكسب أفضل أو أطيب؟ قال: "عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور".
فالطلب والسعي في الكسب ليس عيبًا، بل عزة وشرف ورفعة، وشهامة ورجولة ومنعة، طالما أنه متمسك بدينه وخلقه، وأدبه وسمته.
ألا إنما التقوى هي العز والكرم *** وحبك للدنيا هو الذل والسقم
وليس على عبد تقي نقيصةٌ *** إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجم
فيا أيها الشاب: اطلب الرزق مظانّه، وابحث عنه في أماكنه وأسبابه، سواء سعيًا وبحثًا، أم عملًا وأجرًا، واثبت في رزقٍ فتحه الله عليك، وعمل يسَّر الله سببه إليك، فالقاعدة التربوية السلوكية تقول: "من ثبت نبَت"، و"من فُتح له باب رزق وسبب مفتوح فليلزمه"، ولا يستقل الربح والأجرة، ويستكثر التعب والمشقة، فالقليل غدًا يكون كثيرًا، واليسير غدًا يكون كبيرًا، وإنما السيل اجتماع النقط.
توكل على الرحمن في كل حاجة *** ولا تؤثرن العجز يومًا على الطلب
ألم تر أن الله قال لمريم *** وهزي إليك الجزع يسّاقط الرطب
ولو شاء أن يجتنيه من غير هزه *** جنته ولكن كل شيء له سبب
والحياة حياة عمل، وجد وطلب، وبذل وتضحية وكسب، ولهذا جاءت الآثار عن السلف الأخيار: فعن عائشة –رضي الله عنها- قالت: "كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمَّال أنفسهم" (رواه البخاري في صحيحه).
وعن عمر –رضي الله عنه- قال: "أيم الله لأن أموت في شُعبة رحلي وأنا أبتغي بمالي من الأرض من فضل الله، أحب إليّ من أن أموت على فراشي" (أخرجه سعيد بن منصور).
فطلب المعيشة ليس بالتمني والكسل، والعجز والتغني.
وما طلب المعيشة بالتمني *** ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئك بمجيئها طورًا وطورا *** تجئك بحمأة وقليل ماء
والسوق فتح أبوابه، وعرض سلعه وأسبابه.
علامَ سؤال الناس والرزق واسع *** وأنت صحيح لم تخنك الأصابع
وفي العيش أوطار وفي الأرض مذهب *** عريض وباب الرزق في الأرض واسع
فكن طالبًا للرزق من رازق الغنى *** وخلِّ سؤال الناس؛ فالله صانع
ولما قدم عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه- المدينة، قال مقالته المشهورة: "دلوني على سوق المدينة".
وقالت عائشة –رضي الله عنها-: "كان أبو بكر –رضي الله عنه- أتجر قريش حتى دخل في الإمارة".
والإنسان يكدح ويعمل، ولا يقف ويجنح. وعند أحمد: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليسمع".
واسمع أثر عمر –رضي الله عنه-؛ قال الحارث: كان الرجل منا تنتج فرسه، فينحرها، فيقول: أنا أعيش حتى أركب هذا. فجاءنا كتاب عمر: "أن أصلحوا ما رزقكم الله، فإن في الأمر تنفسًا".
فاعمل واجمع، ورتِّب حياتك، ونظم، واقتصد في عيشك، وارصد لك مالًا لدَيْن أو عرض، أو جائحة أو كارثة أو مرض.
أيها المسلمون: المكاسب متنوعة، والتجارات متعددة، ومنها: التجارة والصناعة، والحراثة والزراعة، وعمل اليد والإجارة، وأفضلها أنفعها، وأجمعها أحوجها، وكل إنسان أعرف بما يُصلحه وينفعه، وعمل المرء خير له من مسألته، قال عمر: "لكسبة فيها بعض الدناءة خير من مسألة الناس". وفي مسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير".
وفي زماننا هذا كثرت الأنواع، وتفننت التجارات، فانظر ما هو أصلح لك، وأنفع لمستقبلك، ولا يُثقل حياتك، أو يُنقص إيمانك، أو يُبعدك عن ربك.
والكسب -أيها الأمة- تارة يكون واجبًا، وهو ما يقيم به صلبه، ويكفيه مؤنته، ويُذهب عنه عن غيره منّته، وما يجب على من يلزمه قوته، ويسدد دينه، ويقضي حاجته.
ويستحب التكسب لأجل الادخار، لما يحتاج إليه في الليل والنهار، وما يُنفق ويتصدق منه، وما هو عمل صالح في أعمال الخير، بذلًا وإنفاقًا، برًّا وإحسانًا، صلة وإرفاقًا، فعند أحمد: (نعم المال الصالح للرجل الصالح"، وجاء عن سعيد بن المسيب قوله: "لا خير في من لا يجمع المال، يكفُّ به وجهه، ويؤدي أمانته، ويصل به رحمه".
والخلاصة: أن اكتساب المرء من الوجوه المباحة مباحة.
فيُشترط في الكسب ألا يضيع واجبًا، أو يرتكب محرمًا، وما عداه فهو حلال مباح.
فاحرصوا -أيها الآباء- على تشجيع أولادكم، ودعمهم والمساهمة معهم، وفتح باب التفاؤل، وحسن الظن، والجدية في العمل، وتوجيههم وإرشادهم، بل يجب علينا عامة توجيه هذه الشريحة، وتوظيفها، والسعي لفئة الشباب وإعمالهم، وتشغيلهم وسد فراغهم، والوقوف معهم، وبذل الأسباب لهم، فهم أبناؤنا وشبابنا، وجيلنا وخلفنا.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
هذا: وللكسب ضوابط، وآداب وروابط:
أولها: أن يكون حلالًا مباحًا. إذ كسب الحلال فرض واجب، والله طيِّب لا يقبل إلا طيبًا.
وثانيها: عدم المبالغة في الكدح، والحرص والكدّ؛ خشية أن يُفتتن في حب الدنيا وزخرفها، وتجره إلى ما لا يُحمد عاقبتها، فشهوة المال إذا استحكمت صعب الخروج والتخلص.
وثالثها: أن يكون من بواعث الكسب التقرب إلى الله، والدخول في مجالات الخير، لاسيما العلم وأهله، والدعوة وأصحابها.
ورابعها: إتقان العمل وإتمامه، والنصح في العمل وإكماله، صادقًا، ناصحًا، أمينًا، عاملًا، ناجحًا، استشارة واستخارة.
وخامسها: التفقه في كسبه وبيعه، وتجارته وشرائه، حتى يعبد الله على بصيرة، ويحفظ ماله، ويكون في ذلك على بينة، ويسلم من كسب المال من حرامه وتبعته.
وسادسها: أن يتوكل على الله في بيعه وكسبه، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 2، 3].
توكلت في رزقي على الله خالقي *** ولو كان في قاع البحار العوامق
فما كان من رزق فليس يفوتني *** ولو لم يكن مني اللسان بناطق
سيأتي به الله الكريم بفضله *** وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
وسابعها: أن يعلم علم اليقين أن فعله وكسبه إنما هو مجرد سبب في رزقه، ورزقه مكتوب وهو في بطن أمه، وأمره الله بفعل الأسباب، والتوفيق والرزق عند رب الأرباب.
الحمد لله ليس الرزق بالطلب *** ولا العطايا لذي عقل ولا أدب
إن قدر الله شيئًا أنت طالبه *** يومًا وجدت إليه أقرب السبب
وإن أبى الله ما تهوى فلا طلب *** يُجدي عليك ولو حاولت من كثب
وثامنها: أن الكسب وطلبه لا ينافي الإيمان والتوكل ولا ينقصه، بل من التوكل فعل الأسباب، وطرق الأبواب.
وتاسعها: أن يعلم أن الرزق محدود، ولن يفارق هذه الحياة حتى يستكمل رزقه، ونصيبه وحقه، (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) [هود: 6].
وعاشرها: دعاء الله بالرزق الحلال، والسبب المباح الواسع في المجال.
وكذلك: اعلم أن الرزق لا يجرّه حرص حريص، ولا تردّه كراهية كارِه، ولا يُدرك بالعقل، فالله يرزق الناطق والصامت.
ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا *** هلكن إذن من جهلهن البهائم
ولو أن العقول تجر رزقًا *** لكان الرزق عند ذوي العقول
ومن مقاصد الكسب: تلبية الغريزة الفطرية من حب المال وطلبه، وإعانة المسلم على أداء عبادة ربه، ويؤدي فرضه ونفله.
ومن المقاصد: التعفف عن ذلّ المسألة، والاحتياج إلى الآخرين، والبعد عن ذم المسألة، والوعيد الشديد في طلب المسألة، ففي صحيح مسلم: "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم".
أبا هاني لا تسأل والتمس *** بكفيك فضل الله فالله أوسع
فلو تسأل الناس ترابًا لأوشكوا *** إذا قلت هاتوا أن يملوا فيمنعوا
ومنها: إعطاء النفس توازنها في حوائجها وطلبها.
وكذا: يسد الفراغ، فيسلم من اللغو والبطالة، والفساد والعالة، فالفراغ يولد المحاذير، وينشر الفساد.
ومن مقاصده: الاستقرار النفسي، فالعملي يقضي على الأمراض النفسية، والتوجهات الفكرية، والانحرافات العقلية، ويورث الإحساس بالمسؤولية، والحالة الاجتماعية.
ومن مقاصده: نفع الغير، وتبادل الخير، وإعانة الآخرين على قضاء حوائجهم، وسد فاقتهم، والوقوف عند أزماتهم.
وبالكسب الطيب قدوة وتأسّ بالأنبياء وخيار الأمة، فكانوا يمارسون ألوانًا من الأعمال، كالإجارة ورعاية الأغنام، والنجارة والتجارة، والسلف كانوا يمارسون الحرف والأعمال، فمن ألقابهم: البزار، والقفال، والزجاج، والخراز، والجصاص، والقطان، والحذاء، والنجار.
ومن المقاصد: أنه يلبِّي رغبات الإنسان، وينأى به عن الشهوات والعصيان، فالفقر والجوع قد يعرض المرء إلى الفسوق والعصيان.
وكذا: إقامة المجتمع الإسلامي، والترابط والتراحم الإنساني، مما يزيل الفقر والفاقة، ويسد الفقر والحاجة، ويحفظ الأمن والأمان، وصيانة الأعراض والبلدان، وعدم احتياج الأمة إلى غيرها، بل تسدّ حاجتها بنفسها، وتفعل طاقاتها، وتُشغِل شبابها، وتملأ فراغها بما يعود عليها نفعه.
وأخيرًا:
واجعل المال إلى الله زادًا *** واجعل الدنيا طريقًا وجسرا
إنما التاجر حقًا يقينًا *** تاجر يربح حمدًا وأجرا
أيها المسلمون: صلوا وسلموا على محمد بن عبد الله، صلوات الله وسلامه عليه، وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وسائر العشرة، وجميع الآل والصحابة.
عليك منِّي صلاة الله طاهرة *** ما شعَّ من كوكب في الكون أو أفلا
تسلو بذكرك أرواح وأفئدة *** وكل تسلية نعلو بها نُزُلا
والله أعلم.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي