تزكية النفس

عبد الله بن ناصر الزاحم
عناصر الخطبة
  1. تزكية النفوس غاية الرسالة .
  2. تعلق فلاح العبد بزكاة نفسه .
  3. سمات أصحاب القلوب السليمة .
  4. أعلى مراتب سلامة القلوب .
  5. معينات على تطهير القلوب .

اقتباس

القلوب منبع المشاعر، ومصدر العواطف، ومحرك الأخلاق، وموجه التصرفات، إذا صلَحت صلحت الأعمال والأخلاق، وتصلح الأجساد، ففي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ"...

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، لا إله إلا هو رب العرش العظيم. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له...

أما بعد: فاتقوا الله -تعالى- حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واحذروا غضب الجبار، فإن أجسادكم على النار لا تقوى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

عباد الله: القلوب منبع المشاعر، ومصدر العواطف، ومحرك الأخلاق، وموجه التصرفات، إذا صلَحت صلحت الأعمال والأخلاق، وتصلح الأجساد، ففي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ"، وفي المسند أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه".

معاشر المؤمنين: إن تزكية النفوس هي إحدى الغايات التي بعث بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول الحق -تبارك وتعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [آل عمران:164].

بل إن من تدبر كتاب الله -تعالى- يرى أن كثيرا من الآيات تصب معانيها على القلب، بل إن الإيمان والتقوى والأنس بالله ولذة مناجاته وكل أنواع الخير لا تتوطن إلا في القلوب، وتزداد فيها كلما زادت طهارتها وزكاتها، وتقل في القلب الذي يشوبه شيء من الغل والحسد والأنانية وسوء الظن.

لذا؛ كان من دعاء إبراهيم الخليل -عليه السلام-: (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:87-89].

وروى النسائي عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في صلاته: "اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما".

وقد علق الله -تعالى- فلاح العبد على زكاة نفسه بعد أن أقسم أحد عشر قسماً، فقال -سبحانه-: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس:9-10].

وفي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا".

أيها المسلمون: إن القلوب السليمة والنفوس الزكية هي التي امتلأت بالتقوى والإيمان، وفاضت بالخير والإحسان، وانطبع صاحبها على كل خلق جميل، وانطوت سريرته على الصفاء والنقاء وحب الخير للآخرين، فهو من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، وهؤلاء هم أحب الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأقربهم إليه يوم القيامة، فعن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون".

عباد الله: إن سلامة الصدر من كمال الإيمان وحسن الإسلام، وصاحب الصدر السليم يحبه الله، ويألف الناس ويألفونه، ويحبهم ويحبونه، مع ما يجد في قلبه من السعادة والانشراح، وتلك صفات أهل الجنة الذين قال الله عنهم: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:47].

إن العناية بسلامة الصدر وصفاء القلب من أهم المهمات، يوفق صاحبُها إن دعا إلى الله، ويشعر باللذة عندما يناجي ربه، ويعيش في طمأنينة وسكينة، راضيا بما قسم الله، وهي ضرورة لصلاح الدنيا والفوز في الآخرة، ولا يوفق المجتمع إلا إذا كانت أخلاقه متينةً تورث الثقةَ بين أفراده وتبني مصالحَه، ولا يكبحُ جماحَ البشر إلا استقامةُ ضمائرهم وصفاء نواياهم.

جاء في الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال: "بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ".

.

وقيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- أي الناس أفضل؟ قال: "كُلُّ مَخْمُومِ القَلْبِ، صدُوقِ اللِّسَانِ"، قالوا: صدوق اللسان نعرفه. فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد" رواه ابن ماجة والبيهقي بسند صحيح.

وخرج الإمام أحمد وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عن رجل من الأنصار: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة"، وتكرر ذلك في ثلاثة مجالس، فلما تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- ولم ير منه مزيد عمل من النوافل سأله، فقال: "ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا، ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه"، فقال عبد الله: "هذه التي بلغت بك، وهى التي لا نطيق".

عباد الله: من أراد إصلاح حاله فليأخذ بقول الله -عز وجل-: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأعراف:199-200]. أي: اقبل اليسير الممكن من أخلاق الناس وأعمالهم، كما قال مجاهد -رحمه الله-: "اقبل الأعذار، واسلك العفو والمساهلة، واترك الاستقصاء في البحث والتفتيش عن حقائق بواطنهم، اصبر على ذلك، واعف عن نقائصهم وأخطائهم في الصحبة والجوار والأخذ والعطاء؛ لتمضي الحياة سهلة لينة".

والمسلم مأمور بالإعراض عن الجاهلين وعدم مجاراتهم في الخصام واللجاج، لأن ذلك يورث الضغائن، وينمي الأحقاد، ويفسد القلوب، فإذا أطاش السفيه عقل الحليم فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

يقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيام ولا صلاة، وإنما بسخاء الأنفس، وسلامة الصدر، والنصح للأمة" شعب الإيمان.

واعلموا -عباد الله- أن أعلى المراتب مراقبة الله -تعالى- وتقواه، وملء القلب بمحبة الله، وقد أوصى كل الأنبياء أقوامهم بما وصاهم الله به من التقوى؛ لأنها منبع طهارة النفوس والزكاة.

كما ينبغي أن يروض المسلم نفسه على الرضا يما قسم الله وقدر، وليتذكر ثواب الله ورفعة الدرجات لمن طهر قلبه، وأن ذلك يعود عليه بالخير في العاجل والآجل، وهذا يحتاج إلى ترويض نفس ومجاهدة، والله -تعالى- يقول: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت:69]

ومن رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخُله حسد، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:10].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله ...

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119].

عباد الله: إن مما يعين على التخلق بالأخلاق الكريمة، ويصفي القلوب من أدرانها، ويزكي النفوس ويعليها، التمسك بأخلاق القرآن وآدابه، وبما جاء في السنة المطهرة، منها قول الله -عز وجل-: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [المجادلة:10]، وقد نهى النبي أن يتناجى اثنان دون الثالث من أجل أن ذلك يحزنه، كل هذا من أجل تطييب النفوس، ومراعاة المشاعر، وجبر الخواطر، وسد مداخل الشيطان ووساوسه.

كما أن الإحسان إلى الخلق والصدقة على الفقراء من أسباب زكاء النفس، قال الله -عز وجل-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة:103].

وأما إفشاء السلام والبداءةُ به فله شأن عظيم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ" رواه مسلم، وعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ" رواه مسلم.

كما أن العفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان تعود على قلب صاحبها بالسكينة والطمأنينة وهدوء النفس وراحة البال، وقد وصف الله -عز وجل- أهل الجنة بقوله: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين) [آل عمران:134]، وقال -سبحانه-: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:34].

واعلم -عبد الله- أن التغاضي والتغافل عن أخطاء الآخرين من أخلاق الأكابر والعظماء، ودليل على سمو النفس وشفافيتها، ومن امتلأ قلبه بالإيمان، وصفا من الأضغان؛ فإنه سريع العفو والغفران، واقرأ موقف نبي الله يوسف -عليه السلام- مع إخوته، قال لهم: (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:92]، لم يعاتبهم حتى مجرد المعاتبة! بل دعا لهم؛ ولذا استحق ميراث النبوة، ورفع الله قدره في الدنيا والآخرة.

ومما يعين: البشر، وطلاقة الوجه، والتبسم في وجه أخيك المسلم، فمع أنه صدقة كما في الحديث، فإنه أيضا يطيّب النفوس، ويقارب الأرواح، ويشيع روح المحبة والإخاء، وينشر الثقة والأمان.

وإياك والمراء والجدال! فإنه يُذْكي العداوة، ويورث الشقاق، ويدعو لطلب التشفي والانتصار.

ومن أخلاق المؤمنين التي ذكرها الله في كتابه قول الله -تعالى- عنهم: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [المائدة:54]، ووصف حال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بقوله: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح:29].

ومما يربي على مكارم الأخلاق: مصاحبة الأخيار، ومجالسة أولي الفضل، وذوي المروءات، فالإنسان مولع بمحاكاة من حوله، شديد التأثر بمن يصاحبه، وكذا مطالعة أخبارهم، وإدامة النظر في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي سير صحابته -رضي الله عنهم-. وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:  "إن عبداً من عباد الله بعثه الله -عز وجل- إلى قومه، فكذبوه، وشجوه، فجعل يمسح الدم عن جبينه ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطارد ويشرد ويؤذى ويكذَّب، فلما عاد إلى مكة منتصراً، قال لأهلها: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

إنها أخلاق الأنبياء، لا تحمل الحقد ولا الشحناء، ولا تعرف الحسد ولا البغضاء، وعلى نهجهم سار الأتقياء والصالحون.

اللهم إنا نسألك أن تصلح قلوبنا، وأن تصلح فساد أمرنا، اللهم اهدنا لصالح الأقوال والأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيء الأعمال والأقوال والأخلاق فإنه لا يصرفه إلا أنت، إنك على كل شيء قدير.

اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، واعف عنا فإنك علينا قادر يا أرحم الراحمين.

عباد الله: صلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، سيد الأولين والآخرين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، فقد أمر الله بذلك في كتابه المبين فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي