لا إله إلا الله

عادل العضيب
عناصر الخطبة
  1. منزلة كلمة: لا إله إلا الله .
  2. من فضائلها .
  3. عصمتها لدم قائلها .
  4. شروط الانتفاع بها .
  5. تكالب الأعداء على أهلها بحلب .

اقتباس

"لا إله إلا الله" أرفع كلمة، وأنفع كلمة، وأطيب كلمة، وأعظم كلمة، وأصدق كلمة، وأبرك كلمة، وأجمل كلمة، وأجلّ كلمة، قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم:24-25].

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: عباد الله، أيها المسلمون: العروة الوثقى، كلمة التقوى، كلمة الله العليا، كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام، بها انقسم الناس إلى شقي وسعيد، ومقبول وطريد، بها انفصلت دار الكفر عن دار الإسلام، وتميزت دار النعيم من دار الشقاء والظلام.

أفضل شُعب الإيمانِ وأعلى مراتب الدين كلمة "لا إله إلا الله"، قال -عليه الصلاة والسلام-: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ: بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ" متفق عليه.

لأجلها خلق الله الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، قال ربنا -جل وعلا-: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [النحل:36].

"لا إله إلا الله" أفضل ذكر ينطق به، اللسان قال -عليه الصلاة والسلام-: "أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله" رواه النسائي والترمذي عن جابر -رضي الله عنه- وحسنه ابن حجر والألباني.

"لا إله إلا الله" هي الكلمة التي ورثها إمام الحنفاء إبراهيم -عليه السلام- لذريته وأتباعه إلى يوم القيامة، قال ربنا -جل وعلا-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [البقرة:132].

"لا إله إلا الله" هي الكلمة التي قامت بها السماوات والأرض، وصحت السنة والفرض، وكانت النجاة يوم العرض، عليها أسست الملة، ونصبت القبلة، وجردت سيوف الجهاد؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" متفق عليه.

"لا إله إلا الله" أرفع كلمة، وأنفع كلمة، وأطيب كلمة، وأعظم كلمة، وأصدق كلمة، وأبرك كلمة، وأجمل كلمة، وأجلّ كلمة، قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم:24-25].

"لا إله إلا الله" هي محض حق الله على العباد، في الصحيحين، عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- على حمار فقال: "يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟"، قلت: الله ورسوله أعلم! قال -عليه الصلاة والسلام-: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا".

"لا إله إلا الله" هي الكلمة العاصمة للدم والمال، مَن نطق بها حفظ ماله ودمه وعرضه، فليس لأحد أن يستبيح ماله أو دمه أو عرضه إلا بسلطان الشرع، في الصحيحين، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلاهَ إِلاَّ الله. فَمَنْ قَالَ: لاَ إِلاهَ إِلاَّ الله؛ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى الله".

وفي صحيح الإمام مسلم، عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية، فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلا فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أقال لا إله إلا الله وقتلته؟"، قال: قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفا من السلاح! قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟"، فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.

وفي رواية لمسلم: "فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟"، كيف يصنع أولئك الذين ينحرون مسلما وهو يردد: لا إله إلا الله، إذا جاءت لا إله إلا الله يوم القيامة؟!. قال: قلت: يا رسول الله، استغفر لي، قال: "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟"، قال: فجعل لا يزيد على أن يقول: "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟".

قال سعد -رضي الله عنه-: "وأنا -والله!- لا أقتل مسلما حتى يقتله ذو البطين"، يعني أسامة، قال: قال رجل: ألم يقل الله -تعالى-: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ)؟ قال: قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة، وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة.

وفي صحيح مسلم، عن المقداد بن الأسود أنه قال: يا رسول الله، أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت لله، وفي رواية: لما أهويت لأقتله قال: لا إله إلا الله، أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقتله"، فقال: قلت: يا رسول الله، إنه قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها، أفأقتله؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قالها".

ومن فضائل "لا إله إلا الله" أنها موجبة لدخول الجنة لمن وفقه الله ونطق بها قبل الممات، قال -عليه الصلاة والسلام-: "من كان أخر كلامه من الدنيا "لا إله إلا الله" دخل الجنة" رواه أبو داود وغيره عن معاذ بن جبل وصححه الألباني.

وهي سبب لنيل شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي صحيح الإمام البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟"، قال -عليه الصلاة والسلام-: "من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه".

وهي أول ما يدعي إليه الناس، قال -عليه الصلاة والسلام- لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله" متفق على صحته.

وهي أعظم من الجبال، وأثقل من السماء والأرض في الميزان، في مسند الإمام أحمد أن نوحا -عليه السلام- قال لابنه عند موته: "آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ، لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ، رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ، كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً، قَصَمَتْهُنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".

وهي سبب لتكفير السيئات ومغفرة الذنوب، ففي الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلا، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَكَ عُذْرٌ أَوْ حَسَنَةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ، فَتَخْرُجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ؟ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ"رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني.

وبهذه الكلمات العظيمة دعا يونس -عليه السلام- وهو في بطن الحوت في ظلمات ثلاث: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".

فما أعظمها من كلمة! تالله إنها كلمة الحق، ودعوة الحق، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "شهادة أن لا إله إلا الله رأس كل تقوى، وهي كلمة الله العليا".

فلا إله إلا الله كلمة التوحيد والإخلاص، وهي المنشور الذي لا دخول للجنة إلا به، والحبل الذي لا يصل إلى الله إلا من تعلق به.

اللهم أحينا على لا إله إلا الله، وأمتنا على لا إله إلا الله، وابعثنا على لا إله إلا الله. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران:18].

قلت ما سمعتم وأستغفر الله إنه كان غفارا.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وصلى الله وسلم وبارك على الشافع المشفع يوم المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادة الغرر، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: فيا معاشر المسلمين، لا إله إلا الله كلمة عظيمة، لكن نفعها وفضائلها لا تحصل إلا لمن عرف معناها، وعمل بمقتضاها.

قيل للحسن البصري -رحمه الله-: إن ناسا يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال -رحمه الله-: "من قالها وأدى حقها وفرضها دخل الجنة".

وقال وهب بن منبه -رحمه الله- لمن قال له: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: "بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك".

عباد الله: إن معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، فإذا شهدت أن لا إله إلا الله لم تصرف شيئاً من العبادة لغير الله، لم تدع إلا الله، ولم تذبح إلا لله، ولم تستعن إلا بالله، ولم تتوكل إلا على الله.

كما أن من عرف معنى لا إله إلا الله جعل الدين والشرع حاكما على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، فلم يشرع من الأنظمة ما يخالف شرع الله.

عباد الله: يسمع بعض الناس عن فضائل "لا إله إلا الله" ثم يقول: نحرص على العقيدة الصحيحة وما سواها مغفور! ونسي هذا أو تناسى أن الله عذب أقواما ودمر دولا وأهلك شعوبا يشهدون أن "لا إله إلا الله" لما تعدوا حدود الله وخالفوا مقتضى "لا إله إلا الله".

إن "لا إله إلا الله" لن تنجي من عذاب الله في الدنيا والآخرة من نطق بها بلسانه وخالفها بفعاله، فقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أن رجلا أخذ شملة من الغنائم قبل أن تقسم فقال -عليه الصلاة والسلام-: "إن الشَّمْلَةَ لتشتعل عليه نارا".

هذا شهد أن "لا إله إلا الله"، وجاهد مع رسول الله، وقُتل مجاهدا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومع هذا اشتعلت عليه الشملة نارا.

ومر -عليه الصلاة والسلام- على قبرين فقال: "إنهما لَيُعذبان، وما يعذبان في كبير"، ثم قال: "بلى إنه كبير، أما أَحَدُهُمَا فكان لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَأما الآخر فكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ"، يعذب في قبره لأنه كان لا يستتر من بوله! هذا شهد أن لا إله إلا الله.

وأما في الدنيا، فقد رأينا وسمعنا ما حل بدول إسلامية من دمار وهم يشهدون أن لا إله إلا الله لما ظهرت فيهم المنكرات، ونحن إذا سرنا على طريقهم فسيحل بنا ما حل بهم إذا ضاع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا تبرجت النساء واختلطت بالرجال وأقيمت حفلات الغناء وظهر الزنا، نزل العذاب ولو شهدنا أن لا إله إلا الله.

عباد الله: "لا إله إلا الله" هي الرابط العظيم بين المسلمين، وإن إخواننا في حلب في بلاد الشام اجتمع الأعداء عليهم، النظام من جهة، والطيران الروسي من جهة، وحزب الشيطان من جهة، حلب تباد، حلب تدمر، حلب تحترق، حلب تسير على خطى أخواتها من مدن الشام، اليوم صلاة الجمعة لم تقم في حلب تحسبا للقصف العشوائي.

يا الله! متى ينتهي هذا المسلسل؟! يا الله! متى تنتهي هذه الدموع؟! يا الله! متى تنتهي هذه الآلام؟! يا الله! يا الله! متى ينتهي هذا الليل الطويل؟! يا الله! أليس لهذا الليل من صبح؟!

حلب تسير على خطى أخواتها من مدن الشام، والعالم يبارك هذه المجازر؛ لأن أهلها شهدوا أن لا إله إلا الله.

فاللهم انتصر لهم، اللهم انتصر لهم يا ناصر المستضعفين؛ فلا ناصر لهم سواك، اللهم دمر عدوهم وأدر عليه دائرة السوء يا قوي يا قادر، اللهم احقن دماءهم واحفظ أعراضهم، اللهم إنا نستودعك أهلنا في حلب، اللهم احفظهم بحفظك، واحرسهم بعينك التي لا تنام يا قوي يا قادر.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم احفظ أعراضهم، اللهم عجل لهم بالنصر والتمكين، يا قوي يا قادر.

يا رب نصرك! نصرك يا الله! اللهم أرنا عز الإسلام قبل الممات، اللهم أرنا عز الإسلام قبل الممات، الله أرنا عز الإسلام قبل الممات.

اللهم إن أمورنا ترجع إليك، وحالنا لا تخفى عليك، أصابنا الذل والهوان، اللهم يا قوي يا قادر ابعث لهذا الدين ناصرا واجعلنا من أنصاره، اللهم ابعث لدينك ناصرا واجعلنا من أنصاره يا قوي يا قادر.

اللهم آمنا في دورنا، وأصلح ولاة أمورنا، اللهم ول علينا خيارنا واكفنا شر أشرارنا، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا ومن عذاب الآخرة.

اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا أيامه بصحة وعافية وسلامة يا رب العالمين.

اللهم اغفر لنا ولوالدِينا، اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحشر:10].

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي