وداع شهر رمضان

علي عبد الرحمن الحذيفي
عناصر الخطبة
  1. رمضان شهر القرآن .
  2. فضل تلاوة القرآن وتدبره .
  3. أعظم مقاصد القرآن الكريم .
  4. الحث على الاجتهاد في آخر شهر رمضان .
  5. أحكام زكاة الفطر وآدابها. .

اقتباس

والقرآنُ الكريم هو أعظمُ مُعجِزةٍ لنبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ما سمِعَه أحدٌ يعلمُ معانِيَه إلا آمنَ بصدقٍ ويقينٍ ومحبَّةٍ، وما كفرَ أحدٌ به إلا باستِكبارٍ وعنادٍ وإعراضٍ، ففازَ المُؤمنون، وخابَ وشقِيَ المُعرِضون. وإن هذا القرآن العظيم له سُلطانٌ على القلوب، وتأثيرٌ على النفوس في رمضان وفي غيره، ولكن سُلطانَه وتأثيرَه في رمضان أشدُّ وأقوَى، بسبب أن الروحَ تصفُو بالصومِ وأنواعِ العبادات، فتُقبِلُ على القرآن وتتنعَّمُ به، وتضعُفُ موادُّ الشرِّ في البدَن بضعفِ مادَّة الشُّرورِ ومُجانبَةِ المُحرَّمات، فتقوَى الروحُ على الهوَى ونوازِعِ الشيطانِ. فأكثِروا من تلاوة هذا الكتاب في أيامِكم الباقِية، وتدبَّرُوه، فما نزلَ هذا القرآنُ المجيدُ إلا ليرحمَكَم به الله.

الخطبة الأولى:

الحمدُ لله، الحمد لله ذي العظمة والعزَّة والجلال والإكرام، أسبغَ على خلقِه الإنعام، ورغَّبَ خلقَه في الشكر ليزيدَهم حتى يبلُغُوا التمام، وحذَّرَهم من كُفر نعمِه ليُعافِيهم من سَلبِها، ويُنجِيَهم من الكفر والفُسوق والإجرام، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه.

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ القدوسُ السلام، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الذي بلغَ في العبادات أعلَى مقام، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ وعلى آله وصحبِه الكرام.

أما بعد:

فاتقوا الله الذي خلقَكم وبسطَ لكم من فضلِه؛ فربُّنا أهلٌ أن يُتَّقى، وأهلٌ أن يُرجَى، بيدِه الدنيا والأخرى، ما خابَ من عبَدَه ورجاه، وما أفلحَ من كفرَ نعمَه واتَّبعَ هواه.

أيها المُسلمون:

هذا شهرُكم سيِّدُ الشهور، غشِيَتكم فيه من الله الرحمة، وتمَّت عليكم فيه النعمة. شهرٌ أنزلَ الله فيه القرآنَ العظيم، وهو أعظمُ رحمةٍ وأعظمُ نعمة؛ فبه يسعَدُ السُّعداء، ويُحرَمُ العمل به الأشقِياء، قال الله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء: 9]، وقال تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) [لقمان: 2، 3].

والقرآنُ الكريم هو أعظمُ مُعجِزةٍ لنبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ما سمِعَه أحدٌ يعلمُ معانِيَه إلا آمنَ بصدقٍ ويقينٍ ومحبَّةٍ، وما كفرَ أحدٌ به إلا باستِكبارٍ وعنادٍ وإعراضٍ، ففازَ المُؤمنون، وخابَ وشقِيَ المُعرِضون.

وإن هذا القرآن العظيم له سُلطانٌ على القلوب، وتأثيرٌ على النفوس في رمضان وفي غيره، ولكن سُلطانَه وتأثيرَه في رمضان أشدُّ وأقوَى، بسبب أن الروحَ تصفُو بالصومِ وأنواعِ العبادات، فتُقبِلُ على القرآن وتتنعَّمُ به، وتضعُفُ موادُّ الشرِّ في البدَن بضعفِ مادَّة الشُّرورِ ومُجانبَةِ المُحرَّمات، فتقوَى الروحُ على الهوَى ونوازِعِ الشيطانِ.

فأكثِروا من تلاوة هذا الكتاب في أيامِكم الباقِية، وتدبَّرُوه، فما نزلَ هذا القرآنُ المجيدُ إلا ليرحمَكَم به الله.

ومن تتبَّع الآيات والأحاديث تبيَّن له بغايةِ البيان أن السعادةَ كلَّها ترجِعُ إلى تلاوةِ القرآن العظيم والعملِ به، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29، 30]، وقال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 156].

وعن ابن عباسٍ: قال رجلٌ: يا رسولَ الله! أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: «الحالُّ المُرتحِلُ». قال: وما الحالُّ المُرتحِل؟ قال: «الذي يضرِبُ من أولِ القرآن إلى آخره، كلما حلَّ ارتحَلَ» (رواه الترمذي).

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُقال لصاحبِ القرآن: اقرأ وارقَ ورتِّل كما كنتَ تُرتِّلُ في الدنيا، فإن منزلتَك عند آخر آيةٍ تقرؤُها» (رواه الترمذي وأبو داود).

ومن عمِلَ بالقرآن فهو من أهل القرآن ولو لم يكُن حافِظًا، ومن لم يعمَل بالقرآن فليس من أهل القرآن ولو كان حافِظًا.

وقد نزل القرآنُ العظيمُ لغايتَين عظيمتَين، ومهمتين كبيرتَين:

أولاهما: حفظُ الإنسان من ظُلم نفسِه؛ فأعدَى الأعداء للإنسان نفسُه وهواه، قال الله تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) [يوسف: 53].

وظُلم الإنسان لنفسِه بالتوجُّه بالعبادات التي هي حقُّ الله إلى التقرُّب بها إلى المخلُوق، بدُعائِه أو رجائِه أو طلبِ نزول الخيرات، ودفع الشُّرور والمُهلِكات من المخلُوق، أو الاستِعانةِ به، قال الله تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13].

وظُلمُ الإنسان لنفسِه باتباع ملذَّاته المُحرَّمة، وتضييع الفرائِض، قال الله تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم: 59]. وهو وادٍ في جهنَّم.

والغايةُ الثانيةُ للقرآن الحكيم: حفظُ الإنسان من ظُلم أخيهِ الإنسان في دمِه أو مالِه أو عِرضِه؛ بل حرَّم القرآنُ ظُلمَ الحيوان، فالظلمُ شرٌّ كلُّه، وما هلكَ فردٌ أو أمةٌ إلا بالظلم والبغيِ، قال الله تعالى: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) [الكهف: 59]، وقال تعالى: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت: 40].

وجاء القرآنُ في رمضان لنشر العدلِ والإحسانِ، ودفعِ الفساد، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].

ومن أعظم الظُّلم والعُدوان وأخبَثه: بخسُ الناس حُقوقَهم المعنوية، وإلغاءُ فضائلِهم، وحسَدُهم على ما أعطاهم الله من النِّعَم، وانتِقاصُ كرامتهم، بفعلٍ أو قولٍ يحطُّ من منزلتهم ورُتبتهم، ويغمِطُ مواهِبَهم.

وإذا كان هناك سعيٌ لمنعِ حقٍّ معنويٍّ عن مُؤهَّلٍ لذلك الحق، كان هذا أعظمَ من الظٌّلم في الدرهم والدينار، وفي هذه الحال لا تسأل عن ضَرَر المحسُود الموهوب بسبب الظُّلم والحسَد، وقد يتضرَّرُ بضرره من لا يُحصِيهم إلا الله، وويلٌ لمن كثُر خُصماؤُه في الحقوق المعنويَّة المنُوعِ منها المُؤهَّلُون لها.

فما أعظمَ رحمة الله بحماية الإنسان بالقرآن المُنزَّل في رمضان من جميع أنواع الظُّلم والعُدوان، والبغي المعنويِّ والماديِّ، قال الله تعالى: (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) [الأعراف: 85].

والبخسُ المعنويُّ أشدُّ ظُلمًا وأشقُّ على النفوسِ البريئة.

وقال تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [المطففين: 1- 6].

ولذَّةُ بغيِ الحسَد ساعة، والنَّدامةُ إلى قيامِ الساعة.

عباد الله:

من أحسنَ في هذا الشهر فيما مضَى، فليحمَد الله وليزِد في الاجتِهاد، ومن فرَّط فليتُب، وليختِم شهرَه بخيرٍ، فالأعمالُ بالخواتِيم، وليسأل كلُّ مُسلمٍ حُسنَ الخاتِمة دائمًا.

عن البراء بن عازبٍ - رضي الله عنه - قال: أتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ مُقنَّعٌ بالحديد، فقال: يا رسولَ الله! أُقاتِلُ أو أُسلِم؟ قال: «أسلِم ثم قاتَلَ». فأسلمَ، فقاتلَ ثم قُتِل، فقال - عليه الصلاة والسلام -: «عمِلَ قليلاً وأُجِر كثيرًا» (رواه البخاري ومسلم).

فانظُر حُسن الخاتِمة وخاتمة العمل، قال الله تعالى: (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [البقرة: 223].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنا وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المُرسَلين، أقول قولي هذا وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم ولسائر المسلمينٍ من كل ذنبٍ، فاستغفِروه.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له القويُّ المتين، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أجمعين.

أما بعد: فاتقوا الله حقَّ التقوَى.

عباد الله:

فرضَ الله زكاةَ الفِطر طُهرةً للصائِمِ، وجبرًا لما حصلَ في الصوم.

عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: "فرضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صدقةَ الفطرِ صاعًا من بُرٍّ، أو صاعًا من شَعير، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من زَبيبٍ، أو صاعًا من أقِط".

ويُجزِئُ أن تُخرَج من قُوت البلد؛ كالأرز، والذرة، والدخل، ونحو ذلك. ومِقدارُه ثلاثة كيلو إلا شيئًا، والأحوَط ثلاثة كيلو.

وتُخرَجُ عن الكبير والصغير، والذَّكَر والأُنثَى، ويجوزُ إخراجُها قبل العيدِ بيومٍ أو يومَين، والأفضلُ قبل الصلاةِ إن تيسَّر.

ويُسنُّ ليلةَ العيد كثرةُ التكبير إلى خُروجِ الإمام، لقول الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185].

عباد الله:

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا».

فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمامِ المرسلين.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمُسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، وأذِلَّ الكفرَ والكافرين يا رب العالمين، اللهم دمِّر أعداءَك أعداءَ الدين، اللهم انصُر كتابَك وسُنَّة نبيِّك يا قويُّ يا متين.

اللهم ألِّف بين قلوبِ المُسلمين، وأصلِح ذاتَ بينهم، برحمتِك يا أرحم الراحمين، اللهم اجمَعهم على الحقِّ يا رب العالمين، إنك على كل شيءٍ قدير.

اللهم ارفَع ما نزلَ بالمُسلمين من الكُربات في كل مكانٍ اضطُهِدوا فيه، اللهم ارفَع ما نزلَ بهم من الكُرُبات والمصائِبِ والشدائِد، اللهم أطعِم جائِعَهم، اللهم أغنِ فقيرَهم يا رب العالمين، اللهم آمِن خوفَ الخائِفِين منهم، اللهم أنزِل الأمنَ والرحمةَ والرخاءَ والأمنَ والإيمان في بلادِ المُسلمين يا رب العالمين.

اللهم عليك بالظالِمين الذين يظلِمون المُسلمين في دمائِهم، ويظلِمُونهم في أعراضِهم، ويظلِمونهم يا رب العالمين في دينِهم، ويضطهِدونَهم في دينِهم، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونَك.

اللهم ارحَم حالَ المُسلمين في سُوريا، وارحَم حالَ المُسلمين في العراق، اللهم وأصلِح حالَ المُسلمين في اليمَن برحمتِك يا أرحم الراحمين، اللهم ارحَم حالَ المُسلمين في الشام إنك على ل شيء قدير، يا رب العالمين، ويا أرحم الراحمين، وارحَم حالَ المُسلمين في كل مكان فإنهم مُضطرُّون إلى رحمتِك، ليس لهم غيرُك يا رب العالمين.

اللهم احفَظ بلادَنا، اللهم احفَظ بلادَنا من المُعتَدين والظالِمين يا رب العالمين، اللهم واحفَظ جنودَنا، اللهم وسدِّدهم، اللهم احفَظ جنودَنا في كل مكانٍ، وسدِّدهم، ووفِّقهم، واحفَظهم فيما يخافُون عليه يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.

اللهم وفِّق عبدَك خادم الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، اللهم انصُر به الحقَّ وأهلَه، اللهم انصُر به الحقَّ وأهلَه، اللهم انصُر به الحقَّ وأهلَه يا رب العالمين، اللهم انصُر به دينَك إنك على كل شيء قدير، ووفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى، ولما فيه الخيرُ للإسلامِ والمُسلمين يا رب العالمين.

اللهم أعِذنا وذُريَّاتنا من إبليس وذريَّته وشياطينه وجنودِه، اللهم أعِذنا من شُرور أنفُسِنا ومن سيِّئات أعمالِنا.

اللهم إنا نعوذُ بك من سُوء القضاء، ومن شماتة الأعداء، ومن درَك الشقاء، ومن جَهد البلاء.

اللهم إنا نسألُك يا رب العالمين فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكرات، وحبَّ المساكين.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90- 91].

فاذكُروا الله العظيم الجليل على نعمِه، واشكُروه على آلائِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي