ما يصنع بالعيد اليوم من خرج بهيجاً في صورته وترك زوجة تئن من بطشه، وعاملاً سلب حقه، وأُمَّا وأباً لم تستلذ بعد ببره وجوده؟! ما يصنع بالعيد اليوم من حرم غيره مباهجه، وخرج مزهواً في صورة ظالم أو حاقد أو منافق! العيد عيد القلوب المتسامحة والأرواح المتفائلة والأنفس المستعلية على أدران الدنيا .يجب أن يتوسع الفرح اليوم ليشمل كل من حولك، فتمد يدك مسلِّماً متجاوزًا لكل المواقف السابقة ضارباً بأحداث النزاع والشقاق عرض الحائط!
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فقد قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهل المدينة فوجدهم يلعبون في يومين فسألهم عنها ثم قال: "قد أبدلكم الله خيراً منهما الفطر والأضحى"! هذه دعوة للفرح، للعيد، للبهجة، للحياة، لشروق الشمس في ساحات الربيع! أهلاً بالعيد معنًى ووجداناً، ومشاعر، وأنساً، وفيضاً من الجمال في الأنفس والمشاعر والأرواح!
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الفرح عبادة وفنه اليوم أن تفرِّح مقطوعاً يحتاج وصلك، وقريباً يود أن يرى برك وجودك! كم من أخت لم تتزوّج أو مطلقة ليس لها بعد الله إلا أنت، فما أنت صانع لها في أيام العيد!
يجب أن يتوسع الفرح اليوم ليشمل كل من حولك، فتمد يدك مسلِّماً متجاوزًا لكل المواقف السابقة ضارباً بأحداث النزاع والشقاق عرض الحائط!
ما يصنع بالعيد اليوم من خرج بهيجاً في صورته وترك زوجة تئن من بطشه، وعاملاً سلب حقه، وأُمَّا وأباً لم تستلذ بعد ببره وجوده؟!
ما يصنع بالعيد اليوم من حرم غيره مباهجه، وخرج مزهواً في صورة ظالم أو حاقد أو منافق! العيد عيد القلوب المتسامحة والأرواح المتفائلة والأنفس المستعلية على أدران الدنيا .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
العيد والبناء:
ثلاثون يوماً كانت كافية جداً لتربيتنا على معركة الأهداف، وصناعة القيم وبناء العادات .. السؤال المهم: ماذا تعني لك هذه الثلاث؟ وهل أضحت تشغل حيَزاً من همك؟ وتأخذ جزءاً مثيراً في واقعك؟ ما الأهداف التي خرجت بها في العيد؟ أو تنوى صناعتها والعيش لها بعد العيد؟ ما القيم التي تأصلت في نفسك خلال ثلاثين يوماً ماضية؟ هل تأهلت لضبط تلك القيم أم ما زلت؟ ما العادات التي خرجت بها من رمضان؟ والعادات التي تخليت عنها في ذات الوقت؟
لقد خضنا معركة الأهداف فصمنا ثلاثين يومًا، وقمنا التراويح والقيام وختمنا القرآن وثمة تفاوت مثير فيما بيننا في هذه الأهداف أوجبه الوعي والفكر والتوفيق أو الخذلان! وفي النهاية انتهت القصة وطُويت الصحف وهذا الجمع هو مشهد الختام فيا لحسن ذلك المجهد المتعب في الطريق! ويا لخيبة المفرّط المضيّع في مشاهد الختام!
والله لو دفع المفرّط عمره اليوم ما استرد دقيقة من أيامه الفاضلة! وما تنفع الحسرات بعد الفوات! ولو عرف الجاد المثابر المناضل المجاهد في أيام رمضان ماذا كتب له لما وسعه البكاء من الفرح!
السؤال المتكرر: هل تعيش لهدف! لقضية؟ هل ثمة شيء يشغلك؟ ويستحوذ على فكرك؟ ما الذي يؤرقك في صبحك ومسائك؟ ما سهمك في بناء مجتمعك ووطنك وأمتك؟ على قدر هذا المعنى ستكون مثيراً في الدارين وبفواتها تصبح هامشاً لا قيمة له وآخرتك في النهاية كدنياك لا فرق!
ما القيم التي تكوّنت لك من خلال هذا الشهر؟ ماذا يعني لك الوقت وقد رأيت في رمضان أثر الدقيقة في صحة عبادتك وفسادها؟ هل ولدت في نفسك هذه القيمة وستبدأ في توظيف وقتك وخدمة رسالتك ومنهجك أم لم نستوعب الدرس بعد!
ما قيمة الجماعة في نفسك بعد إن عشت اجتماع الشمل ومباهج الألفة على مدار شهر في الصيام والقيام؟ ما قيمة الوحي في قلبك ومشاعرك بعد أن أمضيت شهراً كاملاً كل حركتك كانت بنص ووحي ودليل حتى يومك هذا الذي حدده النص ناهيك عن فرحك وثوبك الجديد! هل سنتحوّل لعبيد صادقين لله –تعالى- يحركنا النص الشرعي الصحيح أو ستتوسع لدينا في المسألة قولان، وفيها خلاف، وفلان أفتى بغير ذلك! وحينئذ يصبح رمضان صورة لا قيمة لها في مستقبل الأيام .
لم نر أحداً في شهر رمضان بكامله فطر بغير التمر، ولم نسمع أحداً تركه لغيره وقال لأنه سنة وليس واجباً بل كانوا يجلسون على سفرة واحدة ولا تمتد أيديهم لغير التمر فهل ستتمدد في حياتنا السنة! وتأخذ موقعها في تصرفاتنا؟ وتجل وتعظم أم سنكفنها مع تكفين سفرة الإفطار؟
مشاهد الإفطار التي تمت والزيارات بين الأسر هل ستتمدد وتتوسع وتزدان مشاهد الألفة ورمضان كان بوابتها أو هي مجرد صور تحضر في رمضان وتموت في وداعة؟
هذه أسئلة قيمية جاء رمضان بتأصيلها واستغرق زمناً في تمكينها في نفوسنا، وإذا أردنا أن نقيس نجاحنا من عدمه فلننظر إلى تمدد هذه الدروس في واقعنا فهو الشهادة العملية لأثر المدرسة الرمضانية .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
لقد علمنا رمضان أن العبادات لها حقائق وصور، وبيّن لنا أن الصور لا تنفع صاحبها في شيء فقال -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، فهذا في الظاهر والصورة صائم واستغرق ذات الوقت وبذل ذات الجهد غير أن جزءاً من جوارحه لم يصم، وبعض منها لم ينضبط فصارت عبادته في النهاية صورة لا واقع لها فأكمل أيامه وأنقص في الحقيقة روح تلك العبادة ومعناها!
وهكذا في كل عبادة يريد الشارع منها روحها ومعناها قبل صورتها وشكلها!
فرق كبير جداً بين معايد خرج يلبس جديداً مثيراً وقلبه في المقابل ينشد تسامحاً وحباً، وبين آخر حوّل العيد إلى صورة وشكل فدثّر جسده بالجديد وما زال قلبه يعج بالمنكرات من الحسد والهجر والنزاع والشقاق! أما رأيتم ذلك المعايد الذي خرج مزهواً بصورته ولعنة الله تعالى تطارده في كل مساحة من الأرض (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) [محمد: 22- 23].
كم هم الذين ختموا القرآن في شكل صور! وكم هم الذين حوَّلوا مشاهد قراءته مشاهد مثيرة للعمل! ختم القرآن مراراً وقرأ قول ربه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ * فَإِن لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِه) [البقرة: 278- 279]، ولم يرعوِ عن صور ومشاهد الربا عاملاً، وكاتباً، وبائعاً، ومشترياً، وفي الحديث "لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء".
يا لها من صورة مؤلمة تلك التي يأتي فيها المرابي يوم القيامة في صورة مصروع كلما حاول القيام عاد صريعاً على مرأى من العالمين! ويا له من مشهد مؤسف حين يسل المرابي سيفاً يحارب به رب العالمين! اليوم بطاقات ائتمانية، وسلع صورية، وسداد قرض بمنفعة وغداً حسرات وندامات وويلات ليس لها نهاية!
قرأ القرآن وختمه مراراً وقرأ في مضامينه (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) [النساء: 36]، فلا هو الذي أحسن لوالديه، ولا هو الذي رعى حق القرابة والجوار ولا هو الذي أعطى الناس حقوقها!!
هذه مشاهد من الخصام النكد بين صور العبادات ومقاصدها الكبرى تتكرر في كل مرة وتعاد في كل حين .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
لقد امتن الله –تعالى- على هذه البلاد بنعم كثيرة يأتي على رأسها كونها قبلة المسلمين ومأوى أفئدة المؤمنين في بقاع الأرض قاطبة، ومن هذه النعم رغد العيش والأمن الذي يملأ أرجاءها بفضل الله –تعالى- ونعمه كما قال تعالى ممتناً: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [قريش: 4]، والتفجيرات التي شهدتها بلادنا جزء من محاولة العدو في تبديد صور هذه النعم في بلاد الحرمين.
والسؤال أيها المعايدون: ما دورنا في الحفاظ على هذه النعم؟ ما مسؤولية كل فرد وواجب كل إنسان! من السهولة أن نحشد تضامناً صورياً في وسائل التواصل الاجتماعي ونصنع هاشتاقات تندد بالحوادث غير أننا في الحقيقة لم نصنع شيئاً وما زالت الصور والمظاهر تشغلنا عن الحقائق التي نواجهها كل يوم.
لقد ملّكنا القرآن الحل الكفيل ببقاء الأمن ورغد العيش (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96]، إذا رأيتم متخلفاً عن الطاعة، موغلاً في المعصية، مفسداً في الأرض فهذا سبب بلاء الأمة وفتنها ومشكلاتها الكبرى كل حين! وهو فتيل الإرهاب الأول ومادته السُمّية الأخطر!
موقد الإرهاب اليوم منكرات الأفراح التي تُذبح فيها الفضيلة ويداس على النعم ويهتك فيها ستر الحياء لأبعد الصور، ويقف صاحبها في النهاية يندد بالإرهاب ويشتكي من الفكر الضال والله يقول: (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئَِّّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل: 112]، مقوضو الأمن وهادمو بنيان ما نحن فيه الفسقة الذين ينشرون المنكرات ويوسعون في دائرتها (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) [الإسراء: 16].
إننا نتعامل مع مشكلاتنا اليوم كما تعامل الطبيب المشغول مع الحالة الحرجة التي يمر بها مريضه حين تمكنت الغرغرينا من قدمه اليمنى فوهم فقطع رجله اليسرى فما انتبه حتى ودع مريضه الحياة.
علينا أن نؤمن بأن كل فرد مسؤول عن هذه الحوادث والفتن، وليست الحلول الكفيلة هي الهاشتاقات والواتس المقتصرة على التنديد فتلك بضاعة المفلسين!
الحل أن نُصلح ما بيننا وبين الله تعالى، وأن نقوم بأدوارنا ونتخلى عن هذه السلبية المقيتة، وأن يتحوّل ولاؤنا من دور التنديد ووسائل التواصل إلى دور الحرث وتربية الأجيال وتأهيل الطاقات وبناء العقول وإثارة تفكيرها من خلال برامج ومشروعات جادة لأجيال الأمة .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
إن الأمة اليوم تعاني أسوأ أمراضها، وعلى رأس هذه الأمراض وأفتكها أمراض الأفكار والمفاهيم، وحين ترى مسلماً يهتك دماً حراماً والله تعالى يتوعده: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93]، لتدرك عظم الضلال الذي أصاب هؤلاء.
وحين تمعن في المسألة فتجده يقتل مسلماً في حياض الحرم الآمن تعلم علم اليقين أن المسألة بلغت ذروة الضلال والفساد والفوضى. وإذا كانت الأمة ستظل تحارب هذا الضلال بالهاشتاقات والواتس وهي قاعدة متكئة على أسرتها سيطول زمان آلامنا في الواقع!
وإذا أردت أن تعرف مأساتنا الحقيقية فسترى في مساء عيدك هذا من بكى على وطنه وشجب حادث الأمس، واستنكره، وكتب في الواتس والليلة سيحوّل مباهج العيد إلى مفاسد، وقد يرقص الليلة على قيم دينه ووطنه وسيوسع في دوائر الفساد وغداً سيشارك مأجوراً في الهاشتاق الجديد حين تسفك الدماء.
حلول أزماتنا يبدأ من إصلاح ما بيننا وبين الله تعالى وإقامة شرائعه، والوقوف عند حدوده وتعظيم أوامره وإجلال نواهيه.
ويبدأ ثانياً من إعمار واقعنا بالعمل، وملأ مساحاته بالأهداف، وإحياء لغة المشاريع والأفكار، والجهد والبذل والتضحية والبناء كل في دائرته ومسؤوليته ومهمته.
على أن الحقائق أبلج من كل واقع، وسيظل المارقون في دين الله تعالى بكيدهم وغيظهم ولن ينالوا من الإسلام شيئاً، وسيمضي رغم أنوف المعارضين، وقد قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال: 36].
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
من العايدين، وكل عام وأنتم بخير. هذا عيدكم يا أهل الإسلام، هذه أيام أفراحكم، هذه أيام الشوق والمشاعر والوجدان، املئوا قلوبكم من أشواق العيد، زوروا بعضكم، وتسامحوا، وتعانقوا، واصفحوا عن بعض، واكتبوا للعيد معنى جديداً في أوقاتكم.
إياكم أن يقف الشيطان اليوم في طريقكم فيذكركم بالراحلين ويحرمكم من الفرح، أولئك قدموا على كريم، وما عند الله تعالى أبهج للمؤمنين من الدنيا بأسرها، ما لكم وللحزن إنما هو حيلة البائسين!
إياكم أن يموت العيد بالاتكالية، أحيوا اللقاءات الأسرية، والمجتمعية، وأحسنوا النية فيها، ووسعوا في مباهج العيد من خلالها تزدان لكم الحياة، وتشرق شمس العيد في قلوبكم من جديد.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي