المسيح الدجال (2)

إبراهيم بن صالح العجلان

عناصر الخطبة

  1. موطن خروج الدجال وموعد خروجه
  2. أتباع الدجال
  3. يجري الله على يدي الدجال من الخوارق ما يبهر العقول ويحير الألباب فتنة للناس واختبارًا
  4. ذكر شيء من فتن الدجال
  5. مدة مكث الدجال في الأرض
  6. موقف الناس من الدجال
  7. أعظم الناس رسوخًا وثباتًا في فتنة الدجال
  8. كيف يقتل الدجال وينتهي أمره
  9. ماذا ينتظر اليهود والنصارى والروافض؟
  10. أوجه التشابه بين الرافضة واليهود في هذا المنتظر المخلص

معاشر المسلمين: ويستمر الحديث عن الدجال وأخباره، وتقدم أن أبرز حادثة تدل على خروجه، هي فتح المسلمين مدينة القسطنطينية، فعلى إثرها يكون الدجال، وأول هذا الخروج يكون من غضبة يغضبها المسيح الدجال، كما ثبت بذلك الحديث عند مسلم في صحيحه.

ولعل غضبه ذاك هو بسبب انتصار أهل الإسلام على عباد الصليب في الملحمة الكبرى، وفتح القسطنطينية بعد ذلك.

يخرج هذا الأعور الكذاب ليقضي على دولة الإسلام، وليجعل لليهود مجداً خالداً، وشأواً عالياً .

أما مكان خروجه، فقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الجهة التي يطلع منها، ثم حدد المدينة التي يخرج منها مع كتائبه وطلائعه.

روى مسلم في صحيحه، من حيث أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان"، وقال صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال من يهودية أصبهان معه سبعون ألفان من اليهود"، رواه أحمد وهو حديث حسن، قال ابن كثير وغيره: أصبهان، حارة أو محلة يقال لها اليهودية.

عباد الله: وهذا موطن خروجه، ثم يتوجه بعد ذلك إلى جزيرة العرب من جهة العراق، قال صلى الله عليه وسلم: "إنه خارج بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً.. يا عباد الله فاثبتوا" رواه مسلم.

وإذا خرج هذا الدجال يتبعه كثير من الخلق إلا من ثبّته على الإيمان من أهل الإسلام، وذلك لما معه من الخوارق والشبهات والشهوات .

أما أول زمرته، ورأس حربته فهم اليهود، الذي طالما انتظروه ومنَّوا أتباعهم بخروجه. قال صلى الله عليه وسلم: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة"، رواه مسلم في صحيحه، والطيلسان قماش يوضع على الكتفين والظهر، خال من الخياطة.

ويتبع الدجال أيضًا كثير من العجم، وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "كأن وجوههم المجان المطرقة" أي في اتساعها وامتلائها.

ويتبع الدجال أيضًا أخلاط من الناس، وغالبهم من الأعراب؛ وذلك لقلة علمهم، وغلبة جهلهم.

قال صلى الله عليه وسلم: "وإن من فتنة أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك، أتشهد أني ربك، فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بني، اتبعه فإنه ربك" رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث صحيح.

ويتبعه أيضاً النساء، وما ذاك بسبب سرعة تأثرهن، وشدة ضعفهن، قال صلى الله عليه وسلم: "يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّ قَنَاةَ فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ" رواه الإمام أحمد.

إخوة الإيمان: ويدعي الدجال أنه رب العباد فيدعو الناس لعبادته، ويجعل الله على يديه من الخوارق ما يبهر العقول، ويحير الألباب، ويكون بلاء لأهل الأرض ليميز الله فتنته الخبيث من الطيب والكافر والمنافق من المؤمن، ومن يريد ثواب الدنيا ممن يريد الله والدار الآخرة.

-فمن فتنه العظام -أعاذنا الله من فتنته- أنه معه جنة ونار، يمتحن بها العباد، بيد أن جنته نار، وناره جنة.

– ومن فتنته أيضًا: سرعة تنقل في الأرض، وصف النبي صلى الله عليه وسلم سرعته: "بالغيث إذا استدبرته الريح"، أي يسرع كسرعة الغيم إذا حركته الرياح.

– ومن فتنته أيضًا: أنه يخرج وقت جوع وقحط وفقر، فيأمر السماء فتمطر ماءها، ويأمر الأرض فتخرج نباتها، وأنه يمر بالأرض الخربة فيقول أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل (أي تتبعه هذه الكنوز كما تتبع النحل أميرها).

– ومن فتنته أيضاً: أنه يمر بالقوم فيدعوهم فلا يستجيبون له، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ولا تبقى سائبة إلا هلكت .

– ومن فتنته أيضًا: أنه يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف، فيقطعه جزأين أي قطعتين، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجه يضحك.

عباد الله: ويستمر الدجال في إغراء الناس بالشهوات، والتلبيس عليهم بالشبهات، ومعه في ذلك شياطين وأتباعه ويكون مكثه في الأرض أربعين يوماً، أول أيامه كسنة، والثاني كشهر، والثالث كجمعة ثم بقية أيامه كأيام السنة .

وأما موقف الناس تجاه هذا الدجال فقد انقسموا إلى شطرين: شطر هرب وفر من مواجهته إلى الجبال، قال صلى الله عليه وسلم: "ليفرن الناس من الدجال في الجبال، قالت أم شريك: يا رسول الله! فأين العرب يومئذ، قال: هم قليل" رواه مسلم في صحيحه.

وشطر آخر من أهل الإيمان من خيار أهل الأرض يومئذ، وهم قلة قرروا مواجهة الدجال وإعلان الجهاد ضده، ويكون اجتماعهم حول أكناف بيت المقدس، وأميرهم المهدي الذي بشَّر به النبي صلى الله عليه وسلم أمته، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال" رواه الإمام أحمد وأبو داوود وهو حديث صحيح.

عباد الله: ولا يدع الأعور الدجال مكاناً إلا دخله، وامتحن أهله إلا مكة والمدينة، على كل نقب منها ملك بيده سيف يصده عنها.

وفي مسند الإمام أحمد بسند صححه ابن حجر قال صلى الله عليه وسلم: "الدجال لا يقرب أربعة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، ومسجد الأقصى".

ويلوذ كثير من المسلمين بمكة والمدينة فيتوجه الدجال بجيوشه وعساكره وشياطينه إلى المدينة، ويضرب معسكره عن الظُّريب الأحمر (وهو موضع قرب المدينة) في أرض سبخة (أي رملية لا تنبت لملوحتها)، والدجال ممنوع من دخول المدينة، فترجف المدينة بأمر الله ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، وفي رواية: يخرج إليه أشرارها فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد.

وفي الحديث الصحيح عند أحمد: "يذهب الدجال إلى جبل أُحد، فيصعد الجبل، فينتظر إلى المدينة فيقول لأصحابه: أترون هذا القصر الأبيض، هذا مسجد أحمد".

ويبقى الأعور الكذاب خارج المدينة لا يستطيع دخولها، ويشيع خبره بين الناس في المدينة، فيخرج إليه رجل من خيرة أهل الأرض يومئذ ليواجه الدجال بحقيقته وكذبه، ويفضحه أمام خاصته وبطانته، فتتلقاه مسالح الدجال (أي طليعة جنوده) فيقولون للرجل: أين تعمد، فيقول أعمد إلى هذا الذي خرج، فيقولون: أو ما تؤمن بربنا، فيقول ما بربنا خفاء فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدًا دونه، فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه الرجل المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيأمر الدجال به فيُشبَّح (أي يمد على بطنه)، فيوسع ظهره وبطنه ضرباً، ثم يقول الدجال: أو تؤمن بي، فيقول له الرجل المؤمن: أنت المسيح الكذاب، فيأمر الدجال بمنشار فينشر الرجل من مفرق رأسه حتى يفرق بين رجليه، ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم، فيستوي قائماً، ثم يقول له: أتؤمن بي، فيقول الرجل: ما ازددت فيك إلا بصيرة، ثم يقول الرجل للناس: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس، فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل بين رقبته إلى ترقوته نحاساً، فلا يستطيع إليه سبيلاً، فيأخذه الدجال بيده ورجليه فيقذفه في النار، فيحسب الناس إنما قذفه في النار، وإنما ألقي في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هو أعظم الناس شهادة عند رب العالمين" رواه مسلم في صحيحه.

بعد هذا الموقف يتوجه الدجال الأعور إلى الشام للقضاء على الطائفة التي أعلنت قتاله والجهاد ضده من بين سائر الناس، فيحاصرهم الدجال حصار شديداً، فيثبت أهل الإيمان ويصبرون على كثرة عدد عدوهم، وقوة عتادهم .

ويزداد البلاء، وتظلم المحن، ويمنّي الدجال أتباعه بالقضاء على البقية الباقية من المعارضين لسياسيته.

ويأذن الله تعالى بعد ذلك أن يرى عباده آية من آياته، فينزل نبي الله عيسى بن مريم الذي زعم أتباع الدجال وزمرته أنهم قتلوه، ينزل من السماء إلى الأرض عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين (أي لابس ثوبين مصبوغين) واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ، وبينما السلمون يستعدون لصلاة الفجر يسوون صفوفهم لم يفجأهم إلا عيسى بن مريم قد أقبل يصلي معهم، فيفرح المسلمون ويعلمون أن فرج الله قد أتى، فيقدمونه ليصلي بهم، فيأبي نبي الله إلا أن يصلي خلف إمامهم.

فإذا سلموا من صلاتهم سار ابن مريم عليه السلام ومن معه قاصدين المسيح الدجال، والدجال يومئذ متوجه إلى بيت المقدس، فإذا رأى الدجال عيسى عليه السلام خنس وذل وذاب كما يذوب الملح في الماء ويرى الناس هذا الجبار الذي طالما فتن العباد وادعى الربوبية، يرونه يفر ويهرب، فينطلق ابن مريم في أثره فيدركه بباب لد (وهو مكان في فلسطين وعليه الآن قاعدة عسكرية لليهود)، ويقول ابن مريم له: "إن لي فيك ضربة لن تفوتني فيقتله بحربته حتى يرى أثر الدم على رأس الحربة".

ويعمل أهل الإسلام السيف على أتباع الدجال على كثرتهم وتفرقهم واختباءهم، عند ذلك يتكلم الشجر والحجر، ويقول: "يا مسلم يا عبد الله! هذا يهودي خلفي: تعال فاقتله، إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود".

بعد ذلك يأتي عيسى بن مريم عليه السلام إلى قوم قد عصمهم الله من الدجال فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة.

يقول تعال عن نبيه عيسى عليه السلام: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾[الزخرف:61].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدى سيد المرسلين.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عبده المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اجتبى.

أما بعد: فيا عباد الله، وعند التأمل في عقيدة اليهود لمخلصهم المنتظر، وأخبارهم، وأفعاله بعد خروجه نجد أمراً عجيباً وشيئاً مدهشاً، نجد أن هذه العقيدة عقيدة انتظار المخلص قد انتقلت عدواها وحماها إلى المذهب الشيعي، فأصبح من مسلمات مذهب الرافضة الإيمان بخروج الغائب المنتظر، والمسمى عندهم بصاحب الزمان وقائم آل بيت.

فعقيدة الرافضة في انتظار غائبهم، لا تختلف في جوهرها وحقيقتها عن عقيدة يهود في انتظار المسيح، بل إن الناظر والمدقق في روايات الشيعة عن هذا المنتظر ليجد تشابها كبيراً بين ما يذكره اليهود عن مخلصهم وما تذكره الرافضة عن قائمهم.

وحتى لا يكون الكلام تجنبًا ورجمًا بالتهم، تستنطق كتب الرافضة عن حقيقة هذا المهدي وأفعاله وهل هو رحمة أم نقمة على أهل الإسلام.

– فاليهود ينتظرون هذا المسيح ليحي ملكهم، ويحكم العالم فيه بشريعتهم، وكذا الرافضة تزعم أن المهدي المنتظر يحكم في الناس بشريعة آل داود وبتوراة موسى.

روى الكليني في كتابه الكافي -وهو أهم مصدر عند الشيعة ونص غير واحد من آياتهم ومراجعهم على صحة كل فيه- رواية مفتراة عن الصادق أنه قال: "إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان، ولا يسأل بينة"، وهذا القائم الذي لا يحكم شريعة محمد يأتي بقرآن جديد غير القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

جاء في كتاب الغيبة للنعماني -وهو من عمدة مراجعهم في موضوع المنتظر- رواية عن أحد أئمتهم أنه قال: "كأني أنظر إلى القائم يبايع الناس على كتاب جديد وأمر جديد وسلطان جديد".

وجاء في كتاب الغيبة للنعماني: أن هذا القائم يدعو الله باسمه بالعبرانية، وأن هذا القائم سيكون أنصاره من اليهود أيضا، كما ذكر ذلك شيخهم المقيد في كتابه الإرشاد .

عباد الله: ويعتقد اليهود أن مسيحهم سيجمع تشتت اليهود في العالم في مدينة اليهود المقدسة وهي القدس، وكذا الرافضة تؤمن بقضية اجتماع الشيعة زمن المهدي في مدينة الكوفة.

جاء في كتاب بحار الأنوار لمحمد بن باقر المجلس -مفتي الدولة الصفوية- في تفسير قوله تعالى: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[البقرة:148]، قال: إذا قام قائمنا يجمع الله شيعتنا من جميع البلدان، وذلك إذا ضرب أصحاب القائم فساطيطهم في مسجد الكوفة.

– ويعتقد اليهود أن ملكهم المنتظر لن يحكم العالم إلا بعد مجازر يقتل فيها ثلثي العالم، والرافضة قد رسمت من هذا الغائب المنتظر صورة مذهلة جعلت منه أعظم مجرم، وأكبر مُبِير لأمة الإسلام وللعرب خاصة .

جاء في كتابي الغيبة وبحار الأنوار: أن القائم يخرج موتوراً أسفاً قد جرد السيف على عاتقه.

وفي كتاب الرجعة للأصفهاني: عن أبي عبد الله قال: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس، فقيل: إذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي.

وجاء في بحار الأنوار: إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف .

وجاءت عندهم عشرات الروايات عن قتل المهدي المنتظر لجنس العرب، ولا شك أن تخصيص جنس العرب دليل على تغلغل العرق المجوسي أيضا في المذهب الشيعي.

عباد الله: ويؤمن اليهود أن عهد المسيح بركة فتنبع الجبال لبنًا وعسلاً، وتطرح الأرض فطيراً وملابس من الصوف. وكذا الرافضة تزعم أن عهد القائم عهد خيرات وبركات.

روى المجلس في بحار الأنوار: إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه لا يحمل أحد منكم طعاماً وشراباً، حتى إذا نزلوا ظاهر الكوفة انبعث الماء واللبن فمن كان جائعاً شبع، ومن كان عطشاناً روي.

– ومن عقائد اليهود في مسيحهم أن هذا المسيح سيخرج أعداء اليهود من قبوره ويعذبهم بعد ذلك، وكذا الرافضة تزعم في قائمهم أنه سيخرج أعداء آل البيت من قبورهم، ويعذبهم على عداوتهم وسلب حقوق آل البيت وأول من يبدأ به القائم هو أبو بكر وعمر.

روى المجلس في بحار الأنوار وغيره رواية عن أحد أئمتهم أنه قال: أول ما يخرج القائم يخرج هذين -أي أبا بكر وعمر -يخرجهما رطبين غضين، فيحرقهما ويذريهما في الريح ويكسر المسجد.

وفي كتاب الرجعة للأحسائي وغيره: أن هذا القائم سيحيي عائشة أم المؤمنين وسيقيم عليها الحد. -ويعتقد اليهود أن المسيح إذا خرج ستتغير أجسام اليهود فتبلغ قامة الرجل منهم مائتي ذراع، وكذلك أعمارهم تطول، وكذا الرافضة تؤمن بهذه الخرافات عند خروج غائبهم، جاء في كتاب الكافي: إذا قام قائمنا أمد الله عز جل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم.

وفي بحار الأنوار رواية تقول: إذا قام قائمنا أذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلاً.

عباد الله: والتابوت رمز مقدس عند اليهود، فيعتقدون أنهم أذا حملوا التابوت معهم في حروبهم لا ينهزمون وشابهتهم الرافضة في هذا الاعتقاد، جاء في كتاب الرجعة للأحسائي رواية تقول: عندما يخرج القائم يخرج التابوت فيستفتح به المدن.

هذه بعض أوجه التشابه بين الرافضة واليهود في هذا المنتظر المخلص، مما يؤكد جلياً تغلغل أيادي اليهود في المذهب الشيعي، وقد ذكر غير واحد من أئمة الإسلام وأهل الاختصاص في المل والنحل كابن تيمية وغيره أن الرافضة شابهت اليهود في مسائل شتى، أوصلها بعضهم إلى أربعين مسألة. قال بعض العلماء عن مذهب الرافضة بذرة نصرانية غرستها اليهود في أرس مجوسية.

نسأل الله عز وجل أن يحفظ دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من كل عدو حاقد، وأن يقينا شر أعدائنا والمتربصين بنا، وأن يرفع راية أهل السنة ويعلي شأنهم، أنه سبحانه بالإجابة جدير، وهو نعم المولى ونعم النصير.


تم تحميل المحتوى من موقع