ومضَتْ سنةُ الأضاحِي علَمًا للملَّةِ الإبراهيميةِ، وسنَّةً باقيةً فِي العالمينَ، يقتدونَ بالخليلِ فيهَا إلَى يومِ الدينِ، وسنةً فِي الشريعةِ المُحمَّديةِ، تُذكِّرُ بالتضحيةِ والفداءِ، والصدقِ والوفاءِ، والصبرِ والثباتِ عندَ المِحنةِ والبلاءِ، وحُسنِ الاستجابةِ للهِ فِي السرَّاءِ والضرَّاءِ. ولتدركْ هذهِ الأمةُ أنَّ الإسلامَ هوَ أنْ تستسلمَ لأمرِ اللهِ طائعةً راضيةً واثقةً ملبيةً. يَا للهِ مَا أعظمَ هذهِ التضحيةَ منَ الأبِ؟! يَا للهِ مَا أعظمَ هذَا البرِّ منَ الابنِ؟! وهلْ هناكَ تضحيةٌ أعظمُ منْ أنْ يقدمَ أحدنَا ولدهُ فلذةَ كبدهِ وحشاشةَ قلبهِ قربانًا لربهِ؟ ...
الحمدُ للهِ الكريمِ الذِي أسبغَ نعمهُ علينَا ظاهرةً وباطنةً، الرحيمِ الذِي لمْ تزلْ ألطافهُ علَى عبادهِ متواليةٍ متظاهرةٍ، العزيزِ الذِي خضعتْ لعزتهِ رقابُ الجبابرةِ، أحمدهُ حمدَ عبدٍ لمْ تزلْ ألطافهُ عليهِ متتابعةً متواترةً.
وأشهدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ وحدهُ لَا شريكَ لهُ شهادةً أرجُو بهَا النجاةَ فِي الدارِ الآخرةِ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسولهُ صاحبُ الآياتِ والمعجزاتِ الباهرةِ.
أمَّا بعدُ، فيَا أيها المسلمونَ:
سارَ إبراهيمُ الخليلُ -عليهِ السلامُ- بزوجهِ هاجرِ وابنهِ الرضيعِ إسماعيلَ منْ بلادِ الشامِ حتَّى وصلَ بهمَا إلَى الأرضِ المباركةِ إلَى جبالِ مكةَ ووضعهمَا فِي ذلكَ الوادِي الموحشِ وتركهمَا هناكَ وحيدينِ.
تعلقتْ هاجرُ بثيابِ إبراهيمَ -عليهِ السلامُ- وهوَ يهمُّ بالرجوعِ وقالتْ: "يَا إبراهيمُ أينَ تذهبُ وتدعنَا ليسَ معنَا مَا يكفينَا؟" فلمْ يجبهَا.
لم يجبهَا الخليلُ لأنهُ لَا يعلمُ إلَّا أنَّ اللهَ أمرهُ بوضعهمَا فِي ذلكَ الوادِي المقفرِ, ولا بدَّ منَ الطاعةِ والامتثالِ لهُ.
قالتْ هاجرُ: "آللهُ أمركَ بهذَا؟ قالَ: نعمْ. قالتْ: فاذهبْ إذًا فإنَّ اللهَ لنْ يضيعنَا".
إيمانٌ عميقٌ، وثقةٌ باللهِ عجيبةٌ.
امرأةٌ وطفلٌ رضيعٌ فِي مكانٍ ليسَ بهِ أنيسٌ ولَا حسيسٌ، فِي مكانٍ ليسَ به طعامٌ ولَا ماءٌ، ومعَ ذلكَ تذعنُ لأمرِ اللهِ وتثقُ بوعدِ اللهِ ورحمتهِ. فيأتيهَا الفرجُ.
وكمْ كانتْ منزلتهَا عظيمةٌ، وكمْ كانتْ بركتهَا علَى الناسِ كثيرةٌ!
ومَا هيَ إلَّا سويعاتٌ تمضِي قبلَ أنْ ينفذَ الماءُ منَ السقاءِ، ويتلوَّى إسماعيلُ الصغيرُ منَ العطشِ.
ولمْ يكنْ أمامَ تلكَ المرأةِ الضعيفةِ منْ حلٍّ سوَى أنْ تقومَ باستطلاعِ المكانِ، فتصعدُ جبلَ الصفَا لتنظرَ هلْ فِي الأفقِ منْ أحدٍ.
وهيَ تدعُو وتستغيثُ باللهِ تعالَى. ولمْ ترَ أحدًا.
تنزلُ منَ الصفَا إلَى الوادِي الذِي بينهُ وبينَ المروةِ حتَّى إذَا بلغتْ بطنَ الوادِي رفعتْ درعهَا ثمَّ سعتْ سعيَ الإنسانِ المجهودِ وكأنهَا تريدُ أنْ تسابقَ الزمنَ لترقَى إلَى المروةِ فلمَّا وصلتْ أعلَى ذلكَ الجبلِ نظرتْ فإذَا بهَا لَا ترَى أحدًا منْ تلكَ الجهةِ، فتنزلُ مرةً أخرَى إلَى الصفَا.
فعلتْ ذلكَ سبعَ مراتٍ تصعدُ الصفَا وتنظرُ وتدعُو وتنزلُ ثمَّ تصعدُ المروةَ وتدعُو ثمَّ تنزلُ، قالَ النبيُّ –صلى الله عليه وسلم-: "فلذلكَ سعَى الناسُ بينهمَا".
قطعتْ هاجرُ الأملَ منَ الخلقِ ولمْ يبقَ إلَّا أملهَا ورجاؤهَا فِي الخالقِ الذِي توجهتْ إليهِ بالدعاءِ. وإذَا بهَا تسمعُ صوتًا. قالتْ: قدْ أسمعتَ إنْ كانَ عندكَ غوثٌ. فإذَا هيَ بالملكِ عندَ قدمِ الرضيعِ, وقدْ بحثَ بعقبهِ حتَّى ظهرَ الماءُ المباركُ. فأخذتْ تزمُّ الماءَ وتحيطهُ بحوضٍ منَ الرملِ وتملأُ سقاءهَا.
قالَ النبيُّ –صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ جبريلَ لما ركضَ زمزمَ بعقبهِ جعلتْ أمُّ إسماعيلَ تجمعُ البطحاءَ. ثمَّ قالَ: رحمَ اللهُ هاجرَ لوْ تركتهَا كانتْ عينًا معينًا" (صححهُ الألبانيُّ).
كانَ إبراهيمُ -عليهِ السلامُ- قدْ دعَا اللهَ تعالَى قائلًا: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم: 37].
فأتَى اللهَ بقبيلةٍ منَ اليمنِ فحلُّوا فِي ذلكَ الوادِي فأنستْ بهمْ هاجرُ وابنهَا إسماعيلُ. فكانتْ هاجرُ وابنهَا نواةً لهذَا البلدِ المباركِ.
وهذهِ هيَ عاقبةُ الصبرِ واليقينِ. التِي ينبغِي أنْ تكونَ فِي شعورِ كلِّ مسلمٍ.
ومَا إنْ ينتهِي ذلكَ الابتلاءُ لإبراهيمَ وهاجرَ وابنهمَا -بالنجاحِ والفوزِ برضَا اللهِ تعالَى- حتَّى يبدأَ امتحانٌ جديدٌ أقوَى منَ الأولِ.
لمْ يلبثِ الولدُ إسماعيلُ أنْ شبَّ وكبرَ، وكانَ فِي كلِّ يومٍ يزدادُ تعلُّق قلبِ الوالدِ بهِ، حتَّى بلغَ معهُ السعيَ فصارَ يرافقهُ فِي شؤونهِ، ويعينهُ علَى مصالحِ الحياةِ، ولمْ يكدْ يأنسُ بهِ، ويؤمِّلُ فيهِ، حتَّى يرَى الوالدُ في منامهِ تلكَ الرؤَيا الخطيرةَ أنهُ يرَى أنهُ يذبحُ ولدهُ! ورؤيَا الأنبياءِ حقٌّ وتشريعٌ.
وهنَا جاءَ الامتحانُ والابتلاءُ المبينُ كمَا سماهُ اللهُ؛ فمَا أعظمهُ مِن أمْرٍ! ومَا أشقَّهُ علَى نفسِ الوالدِ! فهوَ لم يُطلَبْ منهُ أنْ يرسلَ بابنهِ الوحيدِ إلَى ساحاتِ القتالِ، ولم يُطْلبْ منهُ أنْ يكلفهُ أمراً تنتهِي بهِ حياتهُ، أوْ يوكلَ الأمرُ إلَى شخصٍ آخرَ إنمَا طُلِب منهُ أنْ يتولَّى هوَ ذبحهُ بيدهِ! ومعَ ذلكَ لم يترددْ ولمْ يتروَّ فِي الأمرِ أوْ يتلكأُ، بلْ تلقاهُ بكلِّ رضاءٍ وتسليمٍ، ولبَّى منْ غيرِ ترددٍ، واستسلمَ منْ غيرِ جزعٍ ولا اضطرابٍ
قالَ تعالَى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) سبحانَ اللهِ! مَا هذَا الإيمانُ ومَا هذهِ الطاعةُ ومَا هذَا التسليمُ؟!
فماذَا يكونُ منْ أمرِ الغلامِ، الذِي يعرضُ عليهِ الذبحُ، تصديقاً لرؤيَا رآهَا أبوهُ؟ إنهُ يرتقِي إلَى المنزلةِ التِي ارتقَى إليهَا أبوهُ.
(قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات: 102].
إنهُ يتلقَّى الأمرَ فِي طاعةٍ واستسلامٍ ورضًى ويقينٍ.
ويخطوانِ إلَى التنفيذِ: فيقتادُ إبراهيمُ ابنهُ لتنفذَ حكمَ اللهِ تعالَى.
فماذَا جرَى لما أخذَ السكينَ ليذبحهُ أتَى لطفُ اللهِ -عزَّ وجلَّ-، وأتتْ رحمتهُ -سبحانهُ وتعالَى-، فلمْ تذبحِ السكينُ، ومنْ عادةِ السكينِ أنهَا تذبحُ، ولكنَّ حكمةَ اللهِ -عزَّ وجلَّ- أنْ يمنعهَا منَ الذبحِ. فالبحرُ يغرقُ، ولكنَّ قدرةَ اللهِ تمنعهُ أنْ يغرقَ موسَى -عليهِ السلامُ-. والنارُ تحرقُ -وهذهِ منْ سننِ اللهِ الكونيةِ- ولكنَّ قدرةَ اللهِ تمنعهَا أنْ تحرقَ إبراهيمَ -عليهِ السلامُ-. والسكينُ أيضاً تذبحُ ولكنَّ قدرةَ اللهِ تمنعهَا أنْ تذبحَ إسماعيلَ -عليهِ السلامُ-.
ويفدِي اللهُ هذهِ النفسَ التِي أسلمتْ وأطاعتْ. يفديهَا بذبحٍ عظيمٍ، قيلَ: إنهُ كبشٌ وجدهُ إبراهيمُ مهيأً بفعلِ ربهِ وإرادتهِ ليذبحهُ بدلاً منْ إسماعيلَ!.
ومضَتْ سنةُ الأضاحِي علَمًا للملَّةِ الإبراهيميةِ، وسنَّةً باقيةً فِي العالمينَ، يقتدونَ بالخليلِ فيهَا إلَى يومِ الدينِ، وسنةً فِي الشريعةِ المُحمَّديةِ، تُذكِّرُ بالتضحيةِ والفداءِ، والصدقِ والوفاءِ، والصبرِ والثباتِ عندَ المِحنةِ والبلاءِ، وحُسنِ الاستجابةِ للهِ فِي السرَّاءِ والضرَّاءِ.
ومضتْ بذلكَ سنةُ النحرِ فِي الأضحَى، ذكرَى لهذَا الحادثِ العظيمِ لترجعُ إليهِ الأمةُ المسلمةُ لتعرفَ فيهِ حقيقةَ أبيهَا إبراهيمَ، الذِي تتبعُ ملتهُ، والذِي ترثُ نسبهُ وعقيدتهُ. والذِي تنعمُ ببركةِ دعوتهِ إلَى يومِ القيامةِ.
ولتدركْ هذهِ الأمةُ أنَّ الإسلامَ هوَ أنْ تستسلمَ لأمرِ اللهِ طائعةً راضيةً واثقةً ملبيةً.
يَا للهِ مَا أعظمَ هذهِ التضحيةَ منَ الأبِ؟! يَا للهِ مَا أعظمَ هذَا البرِّ منَ الابنِ؟! وهلْ هناكَ تضحيةٌ أعظمُ منْ أنْ يقدمَ أحدنَا ولدهُ فلذةَ كبدهِ وحشاشةَ قلبهِ قربانًا لربهِ؟ وهلْ هناكَ برٌّ أعظمُ منْ أنْ يقدمَ أحدنَا رقبتهُ لأبيهِ ليذبحهُ؟ وهلْ أبقَى هذَا الأبُ الجوادُ الكريمُ تضحيةً تعدلُ هذهِ التضحيةَ؟ وهلْ أبقَى هذَا الغلامُ برًّا علَى وجهِ الأرضِ يعدلُ هذَا البرَّ؟
قالَ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-: مَا قامَ بدينِ اللهِ كلهِ إلَّا إبراهيمُ -عليهِ السلامُ-، قدمَ جسمهُ للنيرانِ، ومالهُ للضيفانِ، وقدمَ ولدهُ للقربانِ، قالَ تعالَى: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) [النجم:37]، فقامَ بأمرِ اللهِ كلهِ وقالَ تعالَى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [النحل: 120] فكانَ وحدهُ أمةً..
فسلامٌ علَى أبِي الأنبياءِ، وسلامٌ علَى إمامِ الحُنفاءِ، سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ..
اللهمَّ صلِّ علَيه وعلَى جميعِ الأنبياءِ والمرسلينَ وعلَى خاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ.
الخطبةُ الثَّانيةُ:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ والصّلاةُ والسّلامُ علَى سيّدِ المرسلينَ، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وليُّ الصّالحينَ وأشهدُ أنَّ سيّدنَا محمّدًا عبدهُ وصفيّهُ.
أيهَا الأحبةُ، ليسَ المقصودُ منَ الأضحيةِ لحومهَا التِي تُطعَمُ، ولَا دماؤهَا التِي تراقُ، بلْ وراءَ ذلكَ مقاصدُ عظيمةٌ، وحكمٌ كريمةٌ؛ كمَا قالَ تعالَى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) [الحج: 37].
منْ أهمِّ مقاصدِ الأضحيةِ: توحيدُ اللهِ سبحانهُ وتعالَى، وإخلاصُ العبادةِ لهُ وحدهُ، وذلكَ بذكرهِ وتكبيرهِ عندَ الذبحِ، قالَ تعالَى عنِ الأضاحِي: (كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج: 37].
هذَا إذَا كانَ الذبحُ للهِ وحدهُ أمَّا التقربُ بهَا إلَى غيرِ اللهِ منَ الأولياءِ وأصحابِ المشاهدِ وغيرهمْ فقدْ جاءَ فِي الأثرِ الذِي أخرجهُ أحمدُ وأبُو نعيمٍ عنْ سلمانَ الفارسيِّ أنهُ قالَ: "دخلَ الجنةَ رجلٌ فِي ذبابٍ، ودخلَ النارَ رجلٌ فِي ذبابٍ"، قالُوا: وكيفَ ذلكَ؟ قالَ: "مرَّ رجلانِ علَى قومٍ لهمْ صنمٌ لَا يجُوزُهُ أحدٌ حتَّى يقربَ لهُ شيئًا، فقالُوا لأحدهمَا: قرِّب، قالَ: ليسَ عندِي شيءٌ أقربُ، قالُوا لهُ: قربْ ولوْ ذبابًا، فقربَ ذبابًا، فخلَّوا سبيلهُ، فدخلَ النارَ، وقالُوا للآخرِ: قربْ، قالَ: مَا كنتُ لأقربَ لأحدٍ شيئًا دونَ اللهِ - عزَّ وجلَّ - فضربُوا عنقهُ، فدخلَ الجنةَ".
دلَّ هذَا الأثرُ علَى أنَّ الذبحَ عبادةٌ؛ ولهذَا لَا يتقربُ بهَا إلَى غيرِ اللهِ؛ فإنهَا منْ أجلِ العباداتِ التِي شرعهَا سبحانهُ؛ ولهذَا حذرَ الشرعُ الكريمُ منْ صرفِ هذهِ العبادةِ لغيرِ اللهِ، وسماهُ شركًا، بلْ ولعنَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- منْ فعلهُ؛ كمَا فِي الحديثِ الذِي رواهُ مسلمٌ "لعنَ اللهُ منْ ذبحَ لغيرِ اللهِ".. الحديث.
ومنْ مقاصدِ الأضحيةِ، التذكيرُ بقصةِ الذبيحِ إسماعيلَ -عليهِ السلامُ-، ومَا فِي قصتهِ معَ أبيهِ منَ العبرِ والعظاتِ، والدلائلِ والمعجزاتِ، ممَّا يزيدُ المؤمنَ ثقةً وثباتاً، ومنْ مقاصدهَا الائتساءُ بالمصطفَى عليهِ الصلاةُ والسلامُ، فقدْ ضحَّى رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ-.
ومنْ مقاصدِ الأضحيةِ أيضاً، شكرَ اللهُ على نِعَمِهِ، وإحسانهِ إلَى خلقهِ، قالَ تعالَى: (كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج: 37].
وفِي ذبحِ المسلمِ للأضحيةِ توسعةٌ علَى نفسهِ وأهلِ بيتهِ، وفِي الإهداءِ منهَا توسعةٌ أيضاً علَى الأصدقاءِ والأقاربِ والجيرانِ، وفِي التصدّقِ بالبعضِ الآخرِ توسعةٌ علَى الفقراءِ والمحتاجينَ، وإغناءٌ لهمْ عنِ السؤالِ فِي هذَا اليومِ..
اللهمَّ اجعلنَا منَ المحسنينَ ومنَ التَّائبينَ المنيبينَ واجعلْ ذرِّياتنَا منَ الصّالحينَ الطّائعينَ البارّينَ والحمدُ للهِ ربُّ العالمينَ.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي