موسم الحج وتكفير الذنوب

عبدالباري بن عواض الثبيتي
عناصر الخطبة
  1. نجاح موسم الحج .
  2. فضائل الأعمال مُكفِّراتٌ للذنوب .
  3. أهمية الصدق مع الله والصدق مع النفس .
  4. فضائل ذكر الله. .

اقتباس

لقد منَّ الله علينا بنعمةِ مواسِم الطاعات التي تترادِفُ خيراتُها، وتغمُرُنا فيها رحماتُ الربِّ - سبحانه - بالمغفِرة؛ فمن المُوفَّقين - جعلَنا الله وإياكم منهم - من رجعَ كيوم ولدَتْه أمُّه، ومنهم من غفرَ الله له ذنوبَ سنتين. تلك المرتبَةُ السنِيَّةُ التي بلغَها المُوفَّقُون، والصفحةُ البيضاءُ النقِيَّةُ التي نالَ شرفَها المُشمِّرون، تلفِتُ نظرَ العاقِلَ، وتجعلُه يسعَى للمُحافظةِ على هذا السُّمُوِّ، والبقاءِ ثابتًا في هذا العلُوِّ، الذي ينالُ به جلالَ المغفِرة ونقاءَ الرحمة.

الخطبة الأولى:

الحمدُ لله، الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، الحمدُ لله عدد ما في السماء، والحمدُ لله عدد ما في الأرض، والحمدُ لله عدد ما بينهما، والحمدُ لله عدد كل شيءٍ، الحمدُ لله ملءَ ما في السماء، والحمدُ لله ملءَ ما في الأرض، والحمدُ لله ملءَ ما بينهما، والحمدُ لله ملءَ كل شي.

 وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آلهِ وصحبِه وسلَّم.

أما بعد: فأُوصِيكم ونفسي بتقوَى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].

أوشكَت أعمالُ الحجِّ على الانتِهاء، وبدأَت قوافِلُ الحَجيج تحزِمُ أمتِعتَها قافِلةً إلى ديارِها، بعد موسمٍ ناجحٍ وحافِلٍ بخدماتٍ مُتكاملةٍ، وإنجازاتٍ جليلة، وجهودٍ تعاضدَت فيها كلُّ القطاعات التي بذلَت عملاً دؤُوبًا، وطوَّرَت فِكرًا حديثًا لخدمةِ الحُجَّاج والزوَّار.

فجزَى الله وُلاةَ أمر هذه البلاد الذين أنفقُوا بسَخاء، وأشرَفُوا بوفاء، وبارَكَ في رجالٍ صادِقين صنَعُوا مجدًا وإتقانًا في خُطط الحجِّ.

فأُخرِسَت الأبواقُ الناعِقة التي تُشوِّهُ الحقائِق، وتُزيِّفُ الأحداث، وأشعةُ الشمس لا يحجُبُها غِربال.

لقد منَّ الله علينا بنعمةِ مواسِم الطاعات التي تترادِفُ خيراتُها، وتغمُرُنا فيها رحماتُ الربِّ - سبحانه - بالمغفِرة؛ فمن المُوفَّقين - جعلَنا الله وإياكم منهم - من رجعَ كيوم ولدَتْه أمُّه، ومنهم من غفرَ الله له ذنوبَ سنتين.

تلك المرتبَةُ السنِيَّةُ التي بلغَها المُوفَّقُون، والصفحةُ البيضاءُ النقِيَّةُ التي نالَ شرفَها المُشمِّرون، تلفِتُ نظرَ العاقِلَ، وتجعلُه يسعَى للمُحافظةِ على هذا السُّمُوِّ، والبقاءِ ثابتًا في هذا العلُوِّ، الذي ينالُ به جلالَ المغفِرة ونقاءَ الرحمة.

سلوكُ الأتقِياء في كل وقتٍ وحينٍ: مُدافعةُ السيئات بالحسنات، قال الله تعالى: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) [هود: 114].

التنقِيةُ المُستمرَّة من لَوثات الحياة، والتطهيرُ الدائِمُ لصحيفة العمل لا ينقطِعان بانتِهاء المواسِم، ولا يقتصِرُ أمرُهما على مكانٍ مُحدَّد، أو زمانٍ معلُوم؛ ذلك أن شُؤم الذنوب يُورِثُ الحرمان، ويُعقِّبُ الخِذلان. وإن قيدَ الذنوبِ يمنعُ من المشيِ إلى طاعةِ الله والمُسارَعةِ إلى خِدمته.

ولهذا يتلمَّسُ المُسلمُ الأعمالَ التي تُكفِّرُ الذنوبَ، وترفعُ الدرجات على مدارِ العام؛ تزكِيةً لنفسٍ تنشُدُ النقاءَ والارتِقاء.

ومن أجلِّ أسبابِ المغفِرة: توحيدُ الله وإفرادُه بالعبادة؛ فمن حقَّق كلمةَ التوحيدِ في قلبِه، أخرجَت منه كلَّ ما سِوى الله محبَّةً، وتعظيمًا، وإجلالاً، ومهابةً، وحينئذٍ تحرِقُ ذنوبَه كلَّها ولو كانت مثلَ زَبَد البحر، وربما قلَبَتها حسنات.

وتُكفَّرُ الذنوبُ: بالتزوُّد بالتقوَى خيرِ زادٍ، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق: 5].

وكلُّ فضائلِ الأعمال مُكفِّراتٌ للذنوبِ، وميدانٌ فَسيحٌ لتطهيرِ النفسِ من أدرانِ المعاصِي، وجلاءِ القلوبِ من لَوثات الغَفلة، ومن ذلك:

إحسانُ الوضوء والطهارة، وتعظيمُ أداء الصلاة على وقتِها مع الجماعة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أدُلُّكم على ما يمحُو الله به الخطايا، ويرفعُ به الدرجات؟». قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إسباغُ الوضوء على المكارِه، وكثرُ الخُطا إلى المساجِد، وانتِظارُ الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّباط».

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من تطهَّر في بيتِه، ثم مشَى إلى بيتٍ من بُيوتِ الله ليقضِيَ فريضةً من فرائِضِ الله، كانت خُطوتاه إحداهما تحُطُّ خطيئة، والأخرى ترفعُ درجة».

وقال - عليه الصلاة والسلام -: «تحترِقُون تحترِقُون، فإذا صلَّيتُم الفجرَ غسَلَتْها، ثم تحترِقُون تحترِقُون، فإذا صلَّيتُم الظهرَ غسَلَتْها، ثم تحترِقُون تحترِقُون، فإذا صلَّيتُم العصرَ غسَلَتْها، ثم تحترِقُون تحترِقُون، فإذا صلَّيتُم المغرِبَ غسَلَتْها، ثم تحترِقُون تحترِقُون، فإذا صلَّيتُم العشاءَ غسَلَتْها، ثم تنامُون فلا يُكتَبُ عليكم حتى تستيقِظُوا».

وتُكفَّرُ السيئاتُ، وتُرفعُ الدرجاتُ بالبَذلِ والإنفاقِ والصدقةِ؛ قال الله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ) [البقرة: 271].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطفِئُ الماءُ النارَ».

القيامُ بالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر من مُكفِّرات الذنوبِ ورِفعة الدرجات؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «فِتنةُ الرَّجُلِ في أهلِه ومالِه وجارِه تُكفِّرُها الصلاةُ، والصدقةُ، والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المُنكَر».

الصِّدقُ مع الله ومع النفسِ، والعيشُ بصِدقٍ في الحياة من مُكفِّرات الذنوبِ؛ قال الله تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الزمر: 33- 35].

كما أن الإيمانَ الذي يثبُتُ في محلِّ الابتِلاء يُكفّرُ الذنوبَ، ويرفعُ الدرجات؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما يُصيبُ المُؤمنَ من وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ، حتى الهمِّ يُهَمُّه، إلا كُفِّر به من سيئاتِه».

تنمِيةُ الحياة بعِمارة الأرض وإصلاحِها تُكفَّرُ بها الذنوبُ، وبَذلُ الخير بالإحسانِ إلى الناسِ يرفعُ الدرجات؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «بينَما رجُلٌ يمشِي بطريقٍ وجدَ غُصنَ شوكٍ فأخذَه، فشكَرَ الله له فغفَرَ له».

وفي غَمرة الفَرحَة ببُلوغ هذه المواسِم، والاغتِرافِ من مَعينِ فضلِها وثوابِها، يبتهِلُ العبدُ إلى ربِّه أن يُلهِمَه الهُدى والثبات، فيقولُ كما كان يقولُ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم -: «اللهمَّ إني أسألُك الثباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ»، ويقولُ: «يا مُقلِّبَ القلوبِ! ثبِّت قلبِي على دينِك».

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله، فاستغفِروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله نالَ رِضاه المُوفَّقُون، وبهُداه اهتدَى المُهتَدون، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أقرَّ بذلك المُؤمنون، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه ينالُ شفاعتَه المُتَّبِعون، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه ما ذكرَه الذاكِرون.

أما بعدُ: فأُوصِيكم ونفسي بتقوَى الله.

ذِكرُ الله يُغدِقُ فيضًا غامِرًا من النَّفحات؛ فبكلماتٍ يسيرةٍ في لحظاتٍ وجيزَةٍ، وبنيَّةٍ صادِقةٍ تُمحَى الذنوبُ، وينالُ المُسلمُ أعلى الدرجات؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قدير في يومٍ مائةَ مرَّة، كانت له عَدلَ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبَت له مائةُ حسنة، ومُحِيَت عنه مائةُ سيِّئة، وكانت له حِرزًا من الشيطان يومَه ذلك حتى يُمسِي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاءَ به، إلا أحدٌ عمِلَ أكثرَ من ذلك».

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من قال حين يسمعُ المُؤذِّنُ: وأنا أشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأن مُحمدًا عبدُه ورسولُه، رضِيتُ بالله ربًّا، وبمُحمَّدٍ رسولاً، وبالإسلام دينًا، غُفِرَ له ذنبُه».

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من قال: سُبحان الله وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرَّة، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثلَ زَبَد البحر».

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من سبَّح اللهَ في دُبُر كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وحمِدَ اللهَ ثلاثًا وثلاثين، وكبَّرَ اللهَ ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعةٌ وتِسعُون، وقال تمامَ المائة: لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قدير، غُفِرَت خطاياه وإن كانت مثلَ زَبَد البحر».

هذا غيضٌ من فَيضِ نفَحَات الكريم المنَّان، والسَّعيدُ من ابتهَلَ المكرُمات، وسعَى في تكفيرِ ذنوبِه، ورفع درجاتِه؛ ليلقَى ربَّه بصحيفةِ أعمالٍ طاهِرةٍ نقِيَّة؛ فإن الله - عز وجل - يبسُطُ يدَه بالليل ليتُوبَ مُسيءُ النهار، ويبسُطُ يدَه بالنهار ليتُوبَ مُسيءُ الليل، حتى تطلُعَ الشمسُ من مغرِبِها.

ألا وصلُّوا - عبادَ الله - على رسولِ الهُدى، فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجه وذريتِه، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحمَ الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًّا وسائرَ بلاد المُسلمين.

اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.

اللهم كُن للمُسلمين المُستضعَفين في كل مكانٍ، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظَهيرًا، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم.

اللهم مُنزِلَ الكتاب، مُجرِيَ السحاب، هازِمَ الأحزاب، اهزِم أعداءَك أعداءَ الدين، وانصُر المُسلمين عليهم يا ربَّ العالمين.

اللهم إنا نسألُك الجنةَ، ونعوذُ بك من النار، اللهم إنا نسألُك من الخير كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم، ونعوذُ بك من الشرِّ كلِّه، عاجِلِه وآجلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم.

اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عِصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخير وخواتِمَه وجوامِعَه، وأولَه وآخرَه، وظاهرَه وباطنَه، ونسألُك الدرجاتِ العُلَى من الجنةِ يا ربَّ العالمين.

اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدَى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.

اللهم ابسُط علينا من برَكاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك، اللهم إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك، وفُجاءةِ نقمتِك، وجميعِ سخَطِك.

اللهم اغفِر لوالدِنا ولوالدِيهم، اللهم ارحَم موتانا، واشفِ مرضانا، وتولَّ أمرَنا يا ربَّ العالمين.

اللهم وفِّق إمامَنا وولِيَّ أمرنا لما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق جميعَ وُلاة أمور المُسلمين للعملِ بكتابِك، وتحكيمِ شرعِك يا ربَّ العالمين.

اللهم احفَظ رِجالَ أمننا يا رب العالمين، اللهم احفَظ جنودَنا المُرابِطين على الثُّغور، اللهم واحفَظهم في ذريَّتهم وعقِبِهم وأموالهم وأولادهم يا رب العالمين، اللهم احفَظهم بحفظِك، واكلأهم برعايتِك إنك على كل شيء قدير.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10].

اللهم احفظ حُجَّاج بيتك الحرام، اللهم رُدَّهم إلى ديارهم سالمين غانِمِين يا رب العالمين، اللهم اجعَله حجًّا مبرُورًا، وسَعيًا مشكُورًا، وذنبًا مغفُورًا، وعملاً صالِحًا مُتقبَّلاً مبرُورًا يا رب العالمين.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].

فاذكُروا الله يذكُركُم، واشكُروه على نِعَمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي