إذا تاه دليلنا، واحتار رأينا، وما وجدنا وسيلة نعرف فيها الخير من الشر؛ علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نهرع إلى الصلاة، فعلمنا صلاة الاستخارة. ثم إذا ضعفت قوتنا، وقل سعينا عن إدراك ما نريد ما استطعنا أن نفعل، بذلنا كل الجهد، ما استطعنا أن نصل إلى من نريد، إلى ما نريد، إلى حيث نريد، علمنا...
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 - 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الإخوة المؤمنون: في أيام المحن والبلايا في أيام الشدائد والمصائب والرزايا، عندما يعظم الألم، ويشتد المصاب، ويكثر الفقد والدم، ويعظم الهم، يحتاج الإنسان منا إلى وسيلة يقاوم بها محن الحياة، يحتاج إلى ثبات في الضمير، يحتاج إلى نور في البصيرة، يحتاج إلى ركن شديد يأوي إليه، يحتاج إلى قوة كبرى أكبر من كل قوة في الأرض، من أجل ذلك -أيها السادة- دلنا القرآن على وسيلة جديدة عظيمة، من أجل أن نقاوم بها محن الحياة، نقاوم بها هموما ما تملك الأموال ولا المناصب ولا القوة ولا العشيرة أن تنال منها، أو أن ترفعها من القلب.
نتكلم عن أمراض -كما أقول لكم في كل أسبوع- ما تستطيع أن ترفع وطأتها عن القلب إلا أسباب علمنا إياها ربنا -تبارك وتعالى- ودلنا عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أتكلم اليوم -أيها السادة- عن وسيلة كبيرة نقاوم بها محن الحياة، تلك الوسيلة التي دلنا عليها القرآن، قال ربنا -تبارك وتعالى-: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) [المعارج: 19 - 23].
(إِلَّا الْمُصَلِّينَ) لأن المصلي لا يجزع، والمصلي لا يهلع، والمصلي لا يمنع، لماذا -أيها السادة- المصلي لا يتأثر بمحن الحياة؟ لا يخاف عندما تخاف الناس، لا يجزع، هو لا يخاف من قلة رزق، أو من هجمة طغاة، لماذا -أيها السادة-؟ لأن المصلي ببساطة هو ذلك الإنسان الموصول بالقوة الكبرى في هذا الكون، الإنسان الموصول بالقوة التي تحرك هذا الكون، المصلي موصول برب العزة -تبارك وتعالى- يستمد منه قوته، ويستمد منه يقينه، ويستعين به على نوائب الدهر.
الصلاة -أيها السادة- هي تلك العلاقة الخاصة بينكم وبين رب العزة -تبارك وتعالى-، بين المؤمن وبين الله علاقة خاصة وخاصة جدا، أنت مع الله بمفردك، أنت مع الله لا يزاحمك معه أحد، أنت مع الله تستشعر أنه قريب، وأنه مجيب، وأنه حبيب، وأنك بين يديه عبودية وتصديقا وإذعانا.
الصلاة -أيها السادة- صلة قلبك مع الله، هذه العلاقة الخاصة التي تكلمه بها، ترجوه بها، تحادثه، تقدسه، ثم تشكو إليه همك، وتبسط إليه إشكالك، تكلمه ويسمعك، تناديه ويجيبك، تقول له لما تقف وقد فرغت قلبك بكل الشواغل من كل الهموم، من كل الاعتبارات، أنت الآن معه فإذا بك تبدأ هذه العلاقة فتقول: "الله أكبر"، فيسقط من هذه العلاقة كل الأمور الأخرى.
إذا ملكت أن تقف بين يدي الكبير فكل أمر بعد ذلك صغير، من أجل ذلك كان المصلي يملك تلك القوة، ذلك اليقين: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ) [المعارج: 19 - 22].
ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤكد في حياتنا على أن الصلاة هي أولا عماد الدين، وركنه الركين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، وأخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن دين الناس لا يستقيم إلا إذا استقامت صلاتهم.
ثم علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن هذه الصلاة هي عروج وارتقاء، وتعالٍ وسمو لهذا المؤمن فوق كل أسباب الحياة، كيف لا وأنت تستشعر مقام قربك من الله -تبارك وتعالى-، فإذا هجمت عليك النوائب، وتكالبت عليك الأيام، وهجمت عليك المصائب؛ فأنت مع الله، والله -تبارك وتعالى- معك، لذلك كان القرآن يدلنا يقول (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ) [البقرة: 45].
الصلاة هي التي تعينك، الصلاة هي التي تقويك، لا تخاف من أي شيء في الحياة ما دمت من الذين يقفون بين يدي الله، لا تخاف شيئا من الحياة، لا تخاف من عاديات الأيام إذا كنت من الذين يديمون الوقوف بين يدي الله -تبارك وتعالى-، لذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو داود عن سيدنا حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- يقول: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة" "حزبه أمرا" يعني اشتد عليه فزع إلى الصلاة، وكان يقول: "أرحنا بها يا بلال" "أرحنا بها" لأن وقوفك بين يدي الله يعطيك ثقة، يعطيك قوة، يعطيك يقينا، أنا كنت أقول لإخواننا في أصعب الأوقات: الله موجود؟ إذا لا تخافوا، إذا كان يقينك بأن الله موجود فلا تخاف من شيء، لا تحسب حساب شيء، كيف تخاف من الأنام من الأمراض من الهموم؟
لقد علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن المؤمن يجابه كل شيء في هذه الحياة بهذه الصلاة، إذا قل غيث السماء، وانقطع العطاء من الله -تبارك وتعالى- علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الحل في الصلاة، فدعانا إلى صلاة الاستسقاء.
إذا قل ما تريد أن يمنحك الله به، فاهرع إلى الله، كما نستمطر من الله بصلاة الاستسقاء نستنزل كل خير نريده من الله بصلاة.
علمنا صلى الله عليه وسلم أنه إذا تغيرت نواميس الكون واضطرب؛ هذا الحال الذي كان منتظم ودل على شيء، يعني ربما ينذر بخطر كما علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نقابل ذلك بصلاة، فعلمنا صلاة الكسوف وصلاة الخسوف، وصلاة النوائب؛ نهرع بها إلى الله -تبارك وتعالى-، من مستجدات الأيام، فإذا تاه دليلنا، واحتار رأينا، وما وجدنا وسيلة نعرف فيها الخير من الشر؛ علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نهرع إلى الصلاة، فعلمنا صلاة الاستخارة .
ثم إذا ضعفت قوتنا، وقل سعينا عن إدراك ما نريد ما استطعنا أن نفعل بذلنا كل الجهد، ما استطعنا أن نصل إلى من نريد، إلى ما نريد، إلى حيث نريد، علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه نهرع إلى الصلاة، فعلمنا صلاة الحاجة، وأخبرنا فقال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" إن سجدت استشعرت مقام قرب، أنت أقرب إنسان إلى الله عندما تكون ساجد، أنت أقرب إلى الله، عندما تريد شيئا اقترب منه، ارفع يديك، نظف قلبك، ثم اسجد على بابه، قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فسلوا الله حوائجكم" ووالله لن يتخلى، والله لن يخذلنا، والله لن يضيعنا؛ لأننا مقرون أننا عباد وأنه الله، أننا الضعفاء وأنه القوي، أننا الفقراء وأنه الغني، وأننا لا شيء وهو رب كل شيء.
عندما تذلل على باب مولاك حاشا لرب العزة أن يخيبك، عندما تريد أن تنجح المقاصد، إذ قل رزقك وتريد سعة في الرزق أدم وقوفك بين يديه، فالقرآن يقول: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً) [آل عمران: 37]، الرزق موجود عندما تقف بين يدي الله، فإذا أردت أن تسمع ما يسر قلبك، ويبهج روحك، وتسعد به نفسك؛ فقف بين يديه؛ لأن الله يجعل البشارات لأهل الوقوف بين يديه، قال ربنا -تبارك وتعالى-: (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى) [آل عمران: 39].
أيها السادة: نحن نتكلم ليس فقط عن وسيلة عبودية، وليس فقط عن وسيلة وصال، وليس فقط عن عروج الأرواح، وليس فقط عن أداء المهمة الأجل التي بينها ربنا في القرآن، وهي أن تصلي له وأن تعبده كما أمرك، نتكلم عن حل لكل المعضلات، إذا نابك شيء فافزع إلى الصلاة كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ومن عظيم أهمية الصلاة -أيها الإخوة- في الحياة؛ فقد فرضها الله على جميع الأنبياء والرسالات، وبين اهتمامهم وتعظيمهم لها، فتكلم عن كل الأنبياء كيف كان يأمرهم بالصلاة، وكانوا يهتمون بها، ويأمرون بها أهلهم، ويحافظون عليها لتكون ذلك دليلا لنا، وواعظا لنا، ومرشدا لنا، ومعلما لنا، أن نحافظ على هذه الصلاة التي إن أقمناها أقمنا الدين، وإن تركناها هدم دين أنفسنا لا دين الله -تعالى-.
كلمنا تبارك وتعالى عن دين إبراهيم -عليه السلام- قال يتكلم عن إبراهيم: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ) [إبراهيم: 37] ما ذكر من مهماتهم إلا هذه القضية: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم: 37].
وهوت قلوب الخلق جميعا إلى آل إبراهيم في كل عام بل في كل وقت تشتاق أرواحنا إلى ذلك المقام، إلى بيت الله اشتقنا أن نطوف، أن نسعى، أن نكون هناك لأن ربي جعل أفئدة الخلق تهوي إلى ذلك المكان الذي وقف فيه آل إبراهيم يعبدون الله، قال: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ) فأعطاه ربي -تبارك وتعالى- ما سأل.
ولما تكلم عن إسماعيل -عليه السلام- قال: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) [مريم: 54 - 55].
ولما تكلم عن إسحاق ويعقوب قال: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) [الأنبياء: 73].
ولما تكلم عن موسى -عليه الصلاة والسلام- قال ربنا تبارك وتعالى لما كلم موسى قال: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) [طه: 13 - 14].
لما تكلم عن سيدنا عيسى -عليه الصلاة والسلام- تكلم على لسانه، فقال عيسى كما ورد في القرآن: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [مريم:30 - 31].
لما تكلم عن ابن خالته زكريا -عليه الصلاة والسلام- قال: (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ) [آل عمران: 39].
لما تكلم عن مريم تكلم عنها بالصلاة والمحراب: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) [آل عمران: 37].
أيها السادة: هذه هي وسيلتنا، هذه هي قضيتنا، هذا هو الحبل الممدود بيننا وبين ربنا، هذه وسيلتنا في إسقاط الهموم، اجعلوها نورا، اجعلوها خيرا، اجعلوها برا، اجعلوها إحسانا، اجعلوها وسيلة قلوبكم؛ لأنكم إن فعلتم ثم زدتم فوق الفرائض حقيقة النوافل في العبودية والصلاة يتفضل ربي -تبارك وتعالى- عليكم، فيقول: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ" يعطيك إن سألت، يعيذك إن استعذت، ويصبح كل أمرك بتوفيق من الله.
هذه وسيلة هي التي تجعلنا من سعداء الدنيا والآخرة.
وأخيرا: أريد أن أسأل سؤالا: هل هذه الصلاة التي نصليها هي التي سيجعلها نورا وقوة وعطاء وتمهيدا وتثبيتا؟
سنتكلم عن حقائق الصلاة في خطبة قادمة -بإذن الله- إن شاء الله، وكانت لنا بقية من حياة، حتى تكون الصلاة هي الحقيقة التي لا تغادر قلوبنا.
أريد أن أحدثكم عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحقيقة التي أضعناها من بين أيدينا، نحن اليوم نملك جسدا لكن لا روح فيه، نملك جسدا لكن لا حياة فيه، نقف نصلي لكن لا منا واحد إلا من رحم ربي وأنتم كثر إن شاء الله لكن القليل منا هو الذي يكلم ربه الذي يستشعر أنس ربه في الصلاة، القليل منا يستشعر على قرب مع الله -تبارك وتعالى-، فرق كبير أن تكون الصلاة رفع للهموم، وبين أن تصبح هما نريد أن نتخلص منه.
نتكلم عن حقيقة الصلاة وأنا لا أتكلم عنها من نوافل القول، أليت إلا أن نقول لأهلنا لأحبابنا لأهل الإيمان كل ما يمكن أن يسعدهم به ربهم -تبارك وتعالى- في الدنيا وفي الآخرة .
نملك كنزا ثمينا، وقوة عظيمة، لكنها -مع شديد الأسف- مضاعة.
اللهم وفقنا توفيق الصالحين، واجعلنا عندك من المقبولين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي