غلبة أمر الله من وحي قصة الهجرة

إبراهيم بن صالح العجلان
عناصر الخطبة
  1. أهمية اليقين بالله والثقة به مع اشتداد المؤامرات .
  2. تأملات في أحداث الهجرة النبوية .
  3. أبرز الدروس والعبر المستفادة من الهجرة .
  4. شدة عداوة اليهود للمسلمين .
  5. المستقبل للإسلام رغم المكائد والفتن. .

اقتباس

يَغْلِبُ أَمْرُ اللهِ، وإنِ سَخِطَ الناسُ وكَرِهوا، يَنْفُذُ أَمْرُ الواحدِ القهَّارِ وإنْ أَبى الخلقُ
وأنفوا، فمشيةُ اللهِ نافذةٌ، وأَمْرُ اللهُ ماضٍ، (فعَّالٌ لما يريد).. دينُ اللهِ منصور، وأهله هم الأعلون، ولنْ يقفَ في وجْهِ رسالةِ محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ دولٌ ولا إمبراطوريات، فضلاً عن أحزابٍ وأفرادٍ صعاليك، فهذا الدِّينُ عَصِيٌّ على الأعداء إذا ترك امتد، وإذا عُودِي اشتدَّ، ولن يعاديَ هذا الدينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ، ورغم ما نراها من تسلط على الإسلام وأهل السُّنَّة، رغم المؤامرات العسكرية..

الخطبة الأولى:

إخوة الإيمان:

الحمد لله...

تَمُوجُ الأرضُ بالتَّقلباتِ والتَّغَيُّراتِ، وتُبَاغِتُ الأيامُ أهلَها بالغِيَرِ والمُفاجَآتِ، تَقَلُّبَاتٍ متسارعة، وأحوالٍ مُضْطربةٌ.

سِياسَاتٌ تَغَيَّرتْ، ومُؤَامرات ما هَدَأَتْ، وأَزَمَاتٌ تَلُوحُ بُرُوقُها، وتَوَجُّسٌ مِنْ مُسْتَقْبلٍ مَسْتُورٍ، والإنسانُ يُخَطِّطُ ويُريدُ، واللهُ يَحْكُمُ ما يُريدُ.

فَمَا أَحْوَجَنَا أنْ نَرْتَبِطَ بالقرآنِ المبين، ونُوْرِدَ القلوبَ مَوَاعظَ ربِّ العالمين، لتُشحنَ النفوس بنبضات اليقين، يقينٌ بوعدِ اللهِ الملكِ الجبَّارِ، المدبِّرِ القهار، ومَنْ أَوْفَى بعهدِهِ مِن الله.

وإذا تجذَّرت شجرةُ اليقين في قِيْعانِ القلوب أورثت طمأنينةً، وأشرقتْ نُوراً، ليحرقَ هذا النُّور كلَّ ظلامٍ دَامسٍ صاغَهُ اليأسُ، وَنَسَجَهُ التَّشاؤم.

يقول الحقُّ جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤُه واعداً ومؤكِّداً: (واللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].

يَغْلِبُ أَمْرُ اللهِ، وإنِ سَخِطَ الناسُ وكَرِهوا، يَنْفُذُ أَمْرُ الواحدِ القهَّارِ وإنْ أَبى الخلقُ
وأنفوا، فمشيةُ اللهِ نافذةٌ، وأَمْرُ اللهُ ماضٍ، ربٌّ يُدَبِّرُ الأمرَ مِن السماءِ إلى الأرضِ،
ما يُرِيْدُه حتماً سيكون (فعَّالٌ لما يريد)، وقديماً قال الأعرابيُ حينَ رأى نقمةَ اللهِ على أصحاب الفيل:

أَيْنَ الْمَفَرّ وَالْإِلَهُ الطّالِبُ *** وَالْأَشْرَمُ الْمَغْلُوبُ لَيْسَ الْغَالِبُ

نقفُ مع هذا الوعدِ الرَّبَّانيِّ مِنْ وَحْيِّ هجرةِ النبي  -صلى الله عليه وسلم-، فَفِي قصةِ الهجرةِ من الأحداثِ والمشاهدِ ما تقفُ له النفوسُ خاضعةً خاشعةً، مستشعرة قول باريها:

(واللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].

المشهدُ الأول: محاولاتُ الاغتيال.

اغتيالٌ لمَنْ؟ لِأَعْظَمِ إنسانٍ، وَأَكْرَمِ مَخْلُوقٍ.

للرَّجلِ الذي كانَ يتنفَّسُ رحمةً بالناس، وحسرةً على إعراضهم.

للنبيِّ العظيمِ الذي كَادتْ تَذْهَبُ نفسُهُ حسراتٍ، من أجل إنقاذ قومِهِ مِن النَّارِ.

فما أقسى الظلمَ، وما أشدَّ حرارتَهُ، وأمرَّ لوعتَهُ.

وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ً *** على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد

لقدْ طاشَ مِنْ قُريشٍ صَوَابُها حينَ عَلِمتْ أنَّ محمداً قدْ وَجَدَ أرضاً تُؤيه، وشَعباً يَحميه، ثمَّ هَا هِيَ ترى أفواج أتباعِه تَنْفُرُ سراعاً نحو المدينة.

فَتَدَاعَى زُعماؤُهم وتشاورا في شأنِه ما بينَ سجنِه أو إخراجِه أو قَتْلِه، (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال: 30]، وانتهى مؤتمرُهم الشيطاني إلى اغتيالِ النبي  -صلى الله عليه وسلم- ، لتنتهيَ معهُ دعوتُه.

نَعَمْ .. التدابيرُ الأرضية قدَّرتْ وقرَّرتْ وخطَّطتْ إنهاءَه واغتيالَه، لكن للإرادة الإلهية قضاء آخر، نافذٌ ونَاجِزٌ.

وَإِذا العِنَايةُ لَاحَظَتْكَ عُيُونُها *** نَمْ فَالْمَخَاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ

وحانت ساعةُ تنفيذِ الجريمةِ بعد أنْ غطَّى مكةَ ظلامُها الدامس، ووقَفَ المجرمون، وتحينوا خروج النبي  -صلى الله عليه وسلم- ، لكنَّ اللهَ نجاهُ مِنْ هذه المكيدة، فخرج إليهم  -صلى الله عليه وسلم- وقد غطَّى الله أسماعَهم وأبصارَهم، وَغَشِيَهُم النُّعاس فلم يروه، ليخرج النبي  -صلى الله عليه وسلم- ومعه أبو بكر مهاجرينِ فَارَّينِ، حتى إذا بَلَغَا أطرافَ مكةَ، التفتَ إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد جاشت نفسه، وخنقته عبرته، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "والله، إنَّك لأحبُّ البِقاع إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ".

ولم تنته محاولاتُ الاغتيال، فلم يَكَدْ ضِيَاء الشمسِ يُشْرِقُ، إلا وَعَصَبَةُ قُريشٍ وَعِصَاباتُها تجوبُ الفَلاةَ والسِّهال، والأودية والجبال.

فأدركتْهُ بعد ذلك عِصابةٌ منهم وصلوا إليه، ودنوا منه، وهو مختبئ في الغار، ولم يَكُنْ بينهم وبينه إلا أنْ يَنظرَ أحدُهم إلى موضعِ قدميه، أمَّا الرَّفِيْقُ الصدِّيقُ فقد لفَّه الاضطراب، وعمَّه القلق، فهَمَسَ في أُذُنِ النبي  -صلى الله عليه وسلم- "لَوْ أَنّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إلَى قَدَمِهِ لَرَآنَا"، فيأتيه الجوابُ المليءُ بالسكينةِ واليقين: "مَا ظَنّك بِاثْنَيْنِ اللّهُ ثَالِثُهُما"، (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40].

فَغَلَبَ أَمْرُ اللهِ كلَّ التَدَابيرِ الآثمة، ونجَّى اللهُ نبيه، وأخزى الذين كفروا، وشَرِقُوا بغيظِهِم لم يَنالوا خيراً.

ولم يَكَدِ الزَّمانُ يَغْفُوا إِغْفاءَةً، في سُنياتٌ ثَمانية، وما أقصرها في عُمُرِ الإنسانِ إلا وهذا النبيُّ المطارد يدخل مكة فاتحاً شامخاً، قد التفَّ حولَه المؤمنون، ولم يبقَ لمن مَكَرَ به أَثَرٌ إلا الآثار (واللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].

المشهد الثاني: مع سُرَاقةَ بنِ مالكٍ المُدْلجِي.

أعرابيٌّ فقير، وأَلْمعيٌ خَبير، عَليمٌ بالأسفارِ والأَمْصار، اِنْفَتَقَتْ نفسُه حين سَمِعَ جائزةَ قُريشٍ لمن يَقْبِضُ على محمدٍ حيَّاً أو ميِّتاً، وهام مع أحلامِه أمامَ هذا العرضِ المغري.
فجَعَلَ سُراقة يَسْألُ المارةَ والبواديَ عن ركب النبي  -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرَهُ أحدُهم أنَّه رأى سوادَ رِجالٍ جهةَ السَّاحلِ، فَعَرَفَ سُراقة أنَّهم هُمْ َمْن يَطْلُبهم، فَلَبِسَ لامتَهُ، وَتَنكَّبَ قوسَه، وأَخذَ رُمْحَهُ، ورَكِبَ فرسَه، يَطْوِي الأرضَ، وَيُسابقُ الزَّمَن، ويقتص الأثر، حتى رأى ركب النبيِّ  -صلى الله عليه وسلم- ورأَوه، وكان أبو بكرٍ يُكْثِرُ مِنْ الالتفات، والنبي  -صلى الله عليه وسلم- لا يلتفت، وأبو بكر يخبره بالراكب، والنبي  -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تحزن إن الله معنا".

 فاتّجه سراقة إليهم وقد خطَّطَ ودبَّرَ، فلما اقتربَ سُراقةُ لم يَفْجَأْهُ إلا فرسه تَتَعَثَّرُ، ويَسْقُطُ منها، ثم عاود ركوبَها ولحِقَهُم، فَعَثَرَتْ به فرسُهُ ثانية، فعادَ فرَكِبها ولحقَهُم، فلما دنا منهم غاصت يدا الفرسِ في الأرض الصلبة، فأيقن سراقةُ أن أمراً خارقاً حال دون ذلك، وأنَّ الرجلَ ممنوع منه، وتيقن أنَّ محمداً سيظهرُ أمرُهُ بعدَ أن رأى هذه المعجزة.

رَجَعَ سُراقةُ وانتهتْ المطاردةُ، لكنَّ خبرَ سُراقةَ لم ينته، فجعل لا يَرى أحداً يبحث عن النبي  -صلى الله عليه وسلم- إلا ردَّه، حتى اطمأنَّ أنَّ النبيَ  -صلى الله عليه وسلم- قد وَصَلَ المدينة، ثم أسلمَ سراقةُ بعد ذلك وسكنَ المدينة، فلما فتح المسلمونَ المدائن وجيء بسواري كسرى وتاجه، دعا عمرُ سراقةَ بنَ مالكٍ وألبسَهُ سِوَارَيْ كسرى بن هرمز ملك الفرس، (واللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21]

المشهد الثالث:

يَصِلُ موكبُ خيرِ البرية، إلى أرضِ طَيبةَ الطيِّبة، وتَطِيْرُ الأَخْبارُ بهذا القدوم، فانجفل الناسُ إليه، وكان ممن مشى إليه ليسمع منه حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ، أحدُ سَاداتُ يَهودَ، ومعه أخوه أبو ياسر، فأمعنا النظرَ فيه وسَمِعَا كلامِه، فما رجعا من عنده إلا مع مغيبِ الشمس، رجعا كالَّين فاتِرين، يَمْشيان الْهُوَيْنَا، فقال أبو ياسر لأخيه حُيَيِّ: أهو هو؟ قال: هو هو، قال: فما عندك فيه؟ قال: عداوتُه ما بقيت.

وتبدأ هذه العداوةُ الجبانة، وتأتي في صورٍ وقوالبَ شتَّى، فمن غمز النبي  -صلى الله عليه وسلم- ولمزه إلى هجائه وإيذائِه، ومرةً بمحاولةِ قتلهِ غِيْلَةً بإلقاءِ الحَجَرِ عليه، وأخرى بتأليب الأحزابِ وعَقْدِ الاتفاقياتِ السِّرِّيَّةِ ضدَّه، وأَشْنعها محاولةُ قَتْلِهِ بدسِّ السمِّ في طعامه، وفي كلِّ مرَّة يحفظ الله نبيه ويَحميه (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة: 67].

 وكانت آخر مكائد يهود ونهايتهم على يد حُيَيِّ بنِ أَخْطَب حين تحالف مع المشركين، ونقض عهده مع النبي  -صلى الله عليه وسلم- في أحْلَكِ الظروف، وأعلن قتاله، وكشف عن عداوته، وحصل ما حصل من أمرِ الأحزاب، والحكم في بني قُرَيظة، ثم جيء بزعيمهم حُيَيِّ بنِ أخطب، وعليه حُلَّة قد شقَّها من كلِّ ناحيةٍ لئلا يُسْلَبَها، فلما رأى النبي  -صلى الله عليه وسلم- التفت فقال: "أما والله ما لمت نفسي في معاداتك، ولكن من يُغالب الله يُغْلَب".

وصدق الله ومن أصدق من الله قيلاً: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [غافر: 51- 52].

 بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

الخطبة الثانية:

أما بعد فيا إخوة الإيمان، هذا اليقينَ بِغَلَبَةِ أمرِ اللهِ وإعزازِ دينه، ليس هو مجردَ شُعورٍ في الضميرِ بلا عمل، بل هو مُعْتَقَدٌ رَاسِخٌ، يَزِيْدُ الإيمانَ، ويُورثُ العَمَلَ، وتأمَّلْ قولَ الحقِّ تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [السجدة: 24]، فحين استقرَّ اليقين في النُّفوس أورثهم عملاً وصبراً.

فدينُ اللهِ منصور، وأهله هم الأعلون، ولنْ يقفَ في وجْهِ رسالةِ محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ دولٌ ولا إمبراطوريات، فضلاً عن أحزابٍ وأفرادٍ صعاليك، قال عليه الصلاة والسلام: "بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ والدِّين ، وَالرِّفْعَةِ وَالنَّصرِ وَالتَّمْكِينِ".

فهذا الدِّينُ عَصِيٌّ على الأعداء إذا ترك امتد، وإذا عُودِي اشتدَّ، ولن يعاديَ هذا الدينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ، ورغم ما نراها من تسلط على الإسلام وأهل السُّنَّة، رغم المؤامرات العسكرية، والمؤتمرات الفكرية، والسياسات التحريضية، فيقيننا أنَّ هذه الأمة مرحومة منصورة، معها من الله عهد ووعد، اختَارَها اللهُ لِأَنْ تَبْقَى، ويَبْقَى دينُها وقرآنُها، إلى أنْ يَرِثَ اللهُ الأرضَ ومَنْ عليها.

فكم سجَّلَ التاريخ من إجرام على أهل السُّنّة بلغَ عَنان السماء، وكم نسج البلاء خيوطه على جسد الأمة من مرات، كم صُبَّت المصائبُ على أهلِ الإسلام صبَّاً، وكم كرَّ علينا الهوان وعاد، وما ربك بغافل عن العباد، وما كان ربُّك مخلفَ الميعاد، ولن يفلت من عدله أهل الظلم والعناد، (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) [محمد: 4].

 اللهم أقرَّ عيوننا بنصرة دينك، وإعلاء كلمتك، وهلاك أعدائك...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي