التذكير بالموت وما بعده

صلاح بن محمد البدير
عناصر الخطبة
  1. تصرم العمر .
  2. التحذير من التفريط .
  3. فجأة الموت .
  4. عذاب القبر ونعيمه .
  5. الحث على التوبة .
  6. التحلل من المظالم . .
اهداف الخطبة
  1. التذكير بالموت
  2. الحث على التوبة وترك الغفلة والتفريط .

اقتباس

أيها المسلمون، الموتُ في كلّ حين ينشُر الكفنا، ونحن في غفلةٍ عمّا يُراد بِنا. سهوٌ وشرود، وإعراضٌ وصدود، (إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) [العاديات:6].

 

 

 

أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، اتقوا الله تعالى فإنّ تقواه أقوى ظهير وأوفى نصير، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المجادلة:28].

أيّها المسلمون، إنكم في دارٍ ليست للبقاء وإن تراخى العمر وامتدَّ المدى. أيّامُها مراحل، وساعاتها قلائل، والمرءُ لا شكَّ عنها راحِل. شبابُها هرَم، وراحتُها سَقَم، ولذّاتُها نَدَم. الدنيا قنطرةٌ لمن عَبَر وعبرةٌ لمن استبصَر واعتبر، (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185].

فاستبقوا الخيرات، وبادِروا قبل أن تتمنّوا المهلةَ وهيهاتَ هيهات، ولا تغترّوا بحياةٍ تقود إلى الممَات، لا يُرى في حُشودِها إلاّ الشتات، ولا يُسمَع في ربوعِها إلا "فلان مرِض" و"فلان مات".

أيّها المسلمون، الدنيا قد آذنت بالفِراق، فراق ليس يشبهُه فراق، قد انقَطع الرجاءُ عنِ التلاق، (وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ) [القيامة:29، 30].

فطوبى لمن فرَّ من مَواطِن الرِّيَب ومواقِع المقتِ والغضَب، مستمسِكًا بدينه، عاقدًا عليه بكِلتا يدَيه، قد اتَّخذه من الشّرور ملاذًا ومن الفِتنِ مَعاذًا. ويا خسارَ من اقتَحَم حِمى المعاصي والآثام، وأَرتعَ في الموبقاتِ العِظام، وأحكَم عَقدَ الإصرارِ على الذنوبِ والأوزار. هلك المصِرّ الذي لا يُقلِع، وندِم المستمرُّ الذي لا يَرجِع، وخابَ المسترسِلُ الذي لا ينزِع، (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) [الحجرات:11].

وما أقبحَ التفريطَ في زمن الصِّبا *** فكيـف به والشيبُ نازل؟!
ترحّل عن الدنيا بزادٍ من التُّقى ***  فعُمرك أيّـام تُعَدّ قلائـل

أيها المسلمون، الموتُ في كلّ حين ينشُر الكفنا، ونحن في غفلةٍ عمّا يُراد بِنا. سهوٌ وشرود، وإعراضٌ وصدود، (إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) [العاديات:6].

كم شيّعنا من الأقران، كم دفنّا من الإخوان، كم أضجعنا من الجيران، كم فقدنَا من الخِلاّن. فيا مَن يُقصدُ بالموت ويُنحَى، يا من أسمعته المواعظُ إرشادًا ونُصحًا، هلاّ انتهيتَ وارعَوَيت، وندمتَ وبكَيت، وفتحتَ للخير عينَيك، وقُمتَ للهُدى مَشيًا على قدمَيك، لتحصُل على غايةِ المراد، وتسعَد كلَّ الإسعاد، فإن عصيتَ وأبيت وأعرضتَ وتولّيت حتى فاجأك الأجل وقيل: "ميْت" فستعلم يومَ الحساب مَن عصَيت، وستبكي دمًا على قُبح ما جَنيتَ، (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) [الفجر:23، 24]،

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً) [الفرقان:27-29].

أيّها المسلمون، أين مَن بلَغوا الآمال؟! أين من جمَعوا الكنوز والأموال؟! فاجأهم الموتُ في وقتٍ لم يحتسبوه، وجاءهم هولٌ لم يرتقِبوه، تفرّقت في القبورِ أجزاؤُهم، وترمّل من بعدهم نساؤهم، وتيتّم خلفَهم أولادُهم، واقتُسِم طريفُهم وتِلادهم، وكلُّ عبدٍ ميّت ومبعوث، وكلُّ ما جمَّع متروك وموروث.

يا مَن سينأى عن بَنيه كما نأى عنه أبوه، مثِّل لنفسِك قولَهم: جاءَ اليقينُ فوجِّهوه وتحلَّلُوا من ظلمه قبل الممات وحلِّلوه، مثّل لنفسك قولَهم: جاء الأجلُ فأغمضوه وغسِّلوه وكفِّنوه وحنِّطوه واحملوه على أكتافكم وادفنوه، يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: ((إذا وُضِعت الجنازةُ فاحتمَلها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحةً قالت: قدّموني قدّموني، وإن كانت غيرَ صالحة قالت: يا ويلَها أين تذهبون بها؟! يسمَع صوتَها كلُّ شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق)) أخرجه البخاري.

يا هاتِكَ الحرمات لا تفعَل، يا واقعًا في الفواحشِ أما تستحي وتخجَل؟! يا مبارزًا مولاكَ بالخطايا تمهَّل، فالكلام مكتوب، والقولُ محسوب، (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار:10-12]، (إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ) [يونس:21]، (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) [الزخرف:80].

يا مطلِقًا نفسَه فيما يشتهي ويريد، الملِكُ يرى والملَك شهيد، (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18].
يا مشغولاً قلبُه بلُبنى وسُعدَى، يا مستلِذَّ الرُّقادِ وهذه الركائبُ تُحدى، أعَلى قلبك حجابٌ أم غَشَى أم في عينك كَمَه أم عَشى؟! أنسيتَ الموتَ وسكرته وصعوبتَه ومرارتَه؟! أنسيتَ القبر وضمَّتَه ووحشته وظلمتَه والحساب وشدّتَه؟! سَلُوا القبور عن أهلِها، واستخبروا اللحودَ عن رهائنِها، لقد أصبحوا عظامًا رميمًا ورُفاتًا هشيمًا، سكنوا تحت التراب، وظعنوا فليس لهم إياب، الأصواتُ هامِدة، والأجساد بالية، والآثار عافِية، قد ارتُهِنوا في أفظعِ مضجَع، وضمّهم أبعدُ مستودَع، لا يجِدون لما هم فيه دفعًا، ولا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا، ينتظرون يومًا الأممُ فيه إلى ربِّها تُدعَى والخلائق تحشَر إلى الموقِف وتَسعَى، يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: ((ما رأيتُ منظرًا قطّ إلاّ والقبر أفظعُ منه))

وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه إذا وقَف على قبرٍ يبكي حتى يبلّ لحيتَه، فقيل: تذكر الجنّةَ والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا! قال: إنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنّ القبرَ أوّل منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعدَه أيسرُ منه، وإن لم ينجُ منه فما بعدَه أشدُّ منه))، ويقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: ((إنّ أحدَكم إذا مات عُرِض عليه مقعدُه بالغداةِ والعشيّ، إن كان مِن أهل الجنّة فمِن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدُك حتى يبعثَك الله يومَ القيامة)). أرواحٌ في أعلى علِّيِّين، وأرواح في أسفلِ سافلين، أرواح في حواصِل طيرٍ خُضرٍ تسرح في الجنّة حيث شاءت، وأرواحٌ في تنُّور الزّناة والزواني، وأرواحٌ في نهرِ الدم تُلقَم الحجارةَ وهم أكلةُ الربا، وآخرون تُثلَم رؤوسهم بالحجارة وهم الذين يأخذون القرآن فيرفضونه وينامون عن الصلاة المكتوبة.

ومرّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: ((أما إنّهما ليعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير، أمّا أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتِر من بوله)).. فيا خجَلَ العاصين، ويا حَسرةَ المفرّطين، ويا أسفَ المقصِّرين.

يا مَن سارت بالمعاصي أخبارُهم، يا مَن قد قبُح إعلانهم وإسرارْهم، يا مَن قد ساءت أفعالهم وأقوالهم، تذكَّروا القبرَ المحفور، تذكَّروا النفخَ في الصور، تذكَّروا البعثَ والنشور، تذكَّروا الكتابَ المسطور، تذكَّروا السماءَ يومَ تتغيَّر وتمور، والنجومَ يومَ تنكدِر وتغور، والصراطَ يوم يُمَدّ للعبور، فهذا ناجٍ وهذا مأسور، (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) [مريم:71، 72].

أيّها الجمع، أصخِ السمعَ لقول رسولِ الهدى صلى الله عليه وسلم: ((يمرُّ أوّلكم كالبرق، ثم كمرّ الرّيح، ثم كمرّ الطير وشَدّ الرجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيُّكم قائمٌ على الصراط يقول: ربّ سلِّم سلِّم، حتى تعجز أعمالُ العباد، حتى يجيء الرجلُ فلا يستطيع السيرَ إلا زَحفًا، وفي حافتَي الصراط كلاليبُ معلَّقة مأمورةٌ بأخذ من أُمِرت به، فمخدوش ناجٍ ومكدوس في النار))، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: (والذي نفسُ أبي هريرة بيده، إن قَعر جهنّم لسبعين خريفًا) أخرجه مسلم.

فأينَ الباكي على ما جَنى؟! أين المستغفِر قبل الفَنا؟! أين التائب ممّا مضى؟! فالتَّوبُ مقبول، وعفو الله مأمول، وفضله مبْذول، فكم ضمِن من التّبِعات، وكم بدّل من السيئاتِ بالحسنات. ((إنّ الله عز وجل يبسط يدَه بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيء الليل، حتى تطلعَ الشمس من مغربها)).
فيا فوزَ من تاب، ويا سعادةَ من آب، وربّه يقول: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ) [طه:82].

فيا مَن يسمعُ الخطابَ، تنبّه قبلَ أن تُناخ للرحيل الرّكاب، وإياكَ إياك أن تدركَك الصَّرعةُ وتؤخَذ عند الغِرَّة، فلا تُقال العَثرَة، ولا تمكَّن من الرجعة، (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون:11].

فإن تك بالأمسِ اقترفتَ إساءةً*** فثَنِّ بإحسانٍ وأنتَ حميدُ
ولا تُرجِ فعلَ الخير منك إلى غدٍ *** لعلّ غدًا يأتي وأنت فقيدُ

أيّها المسلمون، احذَروا المعاطِبَ التي توجِب في الشقاء الخلودَ، وتستدعي شَوهَ الوجوه ونُضجَ الجلود، واعلموا أنّ الدنيا سُمُّ الأفاعي، وأهلُها ما بين مَنعيٍّ وناعي، دُجُنّةٌ ينسَخُها الصباح، وصَفقةٌ يتعاقبها الخسارُ أو الرباح، ما هي إلا بقاءُ سَفرٍ في قَفرٍ أو إعراسٌ في ليلةِ نَفر، كأنّكم بها مُطّرحةٌ تعبُر فيها المواشي وتنبو العيون عن خبرها المتلاشي، فلا تعترُّوا فيها بقوّة أو فُتُوَّة، فما الصحّةُ إلا مركبُ الألم، وما الفُتُوّة إلا مِطيّة الهرَم، وما بعد المقيلِ إلا الرّحيل إلى منزلٍ كريم أو منزلٍ وَبيل، (فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات:37-39].

بارك الله لي ولكم في القرآنِ والسنّة، ونفعني وإيّاكم بما فيهما من البيّنات والحِكمة، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله على إحسانه، والشّكر له على توفيقِه وامتنانه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.

أمّا بعد: فيا أيها المسلمون، اتّقوا الله في أوامره ونواهيه وأداءِ فرائضه واجتناب معاصيه، لا تكونوا أشباهًا لمن نسِي المصير، لا تكونوا أتباعًا لأهل التفريطِ والتقصير، تمسَّكوا بخلالِ الإيمان وشرائع الإسلام، وإيّاكم وكلَّ أمرٍ فيه تذرُّعٌ إلى نقضِ عُراه أو هدمِ قاعدته ومَبناه، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31].

 

ومَن كان عليه فريضةٌ فليقضِها، ومن كان عليه كفّارة فليؤدِّها، و((من كان له مظلمةٌ لأخيه من عِرضه أو شيء فلْيتحلَّله منه اليومَ قبلَ أن لا يكونَ دينار ولا درهم، إن كان له عملٌ صالح أُخِذ منه بقدر مظلَمَته، وإن لم يكن له حسناتٌ أُخِذ من سيّئات صاحبه فحُمِل عليه))، و((ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يوصِي به يبيتُ ليلتين إلاّ ووصيّتُه مكتوبةٌ عنده)) ، و((من أحبَّ أن يُزحزَح عن النّار ويُدخل الجنّةَ فلتأتِه منيّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يُحبُّ أن يؤتَى إليه)).

أيّها المسلمون، إنّ ثمرةَ الاستماع الاتّباع، فكونوا من الذينَ يستمعون القولَ فيتّبعون أحسنَه.
واعلموا أنّ الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبّحة بقدسه، وأيَّه بكم أيّها المؤمنون من جنِّه وإنسه، فقال قولاً كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].

اللهمّ صلّ وسلّم على نبيّنا محمد، وارض اللهمّ عن الخلفاء الراشدين...

  

 

 

 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي