إنكم داخلون بعد أيام قليلة في أحد الأشهر الأربعة الحرم، ألا وهو شهر الله المحرم، الشهر الذي شرفه الله وفضله، وأضافه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الله وعظمه، فاستدركوا فيه ما وقع من تقصير فيما مضى من العمر بالإكثار من الصيام فيه، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ"...
الحمد لله منشئ الأيام والشهور، ومفني الأعوام والدهور، ومقلب الليل والنهار، ويديل الأيام بين عباده، عبرة لذوي العقول الأبصار، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، الشافع المشفع، الذي عمر سنينه وشهوره وأيامه ولياليه بطاعة ربه ومولاه، وعلى آل بيته وأصحابه، ما تكررت الأعوام والساعات، وتعاقب الليل مع النهار.
أما بعد، أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق تقاته، واعلموا أن تقواكم إنما تتحقق بامتثالكم لأوامره، واجتنابكم لما نهى عنه وزجر، وتوددكم إليه بالإكثار من الصالحات، والمسارعة إلى الطاعات إلى حين ساعة الاحتضار والممات، وبهذا تُنال مغفرته وعفوه ورحمته، ويحصل الفوز بثوابه ونعيمه، ويكون العبد من المفلحين، وقد قال تعالى آمراً لكم بتقواه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [الحشر: 18].
وتبصروا في هذه الأيام والشهور والأعوام، وكيف تصرمت يومًا بعد يوم، وأسبوعًا بعد أسبوع، وشهرًا بعد شهر، وعامًا بعد عام، ونحن في غفلة كبيرة عن الآخرة، وتنافس شديد على الدنيا العاجلة، وضعف في الإقبال على الله والإنابة إليه، وتقصير في الأعمال الصالحة، وتقليل من الحسنات الزاكية، وإكثار من السيئات المهلكة.
أيها الناس: إنكم داخلون بعد أيام قليلة في أحد الأشهر الأربعة الحرم، ألا وهو شهر الله المحرم، الشهر الذي شرفه الله وفضله، وأضافه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الله وعظمه، فاستدركوا فيه ما وقع من تقصير فيما مضى من العمر بالإكثار من الصيام فيه، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ".
بل إن صيام يوم العاشر منه يكفر ذنوب سنة كاملة، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ".
واحذروا -سلمكم الله وسددكم- أن تظلموا أنفسكم في هذا الشهر وبقية الأشهر الحرم بالسيئات والخطايا، بالشركيات والبدع والضلالات، بالذنوب والمعاصي، بالفسق والفجور، بالظلم والعدوان، بالغش والكذب، بالغيبة والبهتان، بالنميمة والحقد الحسد، بالسخرية والاستهزاء، بالتقصير والتفريط في الواجبات، فقد زجركم الله ـ جل شأنه ـ عن ذلك ونهاكم، فقال سبحانه: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36].
وإن السيئات من البدع والمعاصي تعظم وتشتد، وتكبر وتتغلظ إذا فُعلت في زمان فاضل كالأشهر الحرم، ورمضان، وأيام عشر ذي الحجة، أو مكان فاضل كمكة بلد البيت الحرام.
وقد ثبت عن التابعي الجليل قتادة بن دعامة -رحمه الله- أنه قال: "إِنَّ الظُّلْمَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهُ".
أيها الناس: هذه ثلاث وقفات طيبات نافعات مهمات، يجدر بالمسلم – سدده الله وفقهه – أن يتنبه لها، ويفقه حكمها، ويتبصر بواقع الناس اليوم معها.
الوقفة الأولى: عن بداية العمل بالتأريخ الهجري.
قال الإمام محمد بن صالح العُثيمين - رحمه لله -: ولم يكن التاريخ السنوي معمولًا به في أول الإسلام حتى كانت خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - واتسعت رَقعة الإسلام، واحتاج الناس إلى التأريخ في أُعْطِياتهم وغيرها، ففي السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته - رضي الله عنه - كتب إليه أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: "أنه يأتينا منك كتب ليس لها تأريخ".
فجمع عمر الصحابة - رضي الله عنهم - فاستشارهم، فقال بعضهم: أرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكها، كلما هلك ملك أرخوا بولاية من بعده، فكره الصحابة ذلك، فقال بعضهم: أرخوا بتاريخ الروم، فكرهوا ذلك أيضاً، فقال بعضهم: أرخوا من مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال آخرون: من مبعثه، وقال آخرون: من هجرته.
فقال عمر - رضي الله عنه -: "الهجرة فرَّقت بين الحق والباطل فأَرِّخُوا بها".
فأرَّخوا من الهجرة، واتفقوا على ذلك، ثم تشاوروا من أي شهر يكون ابتداء السنة، فقال بعضهم: من رمضان، لأنه الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، وقال بعضهم: من ربيعٍ الأول، لأنه الشهر الذي قدم فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة مهاجراً، واختار عمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - أن يكون من المحرم، لأنه شهر حرام يلي شهر ذي الحجة، الذي يؤدي المسلمون فيه حجهم الذي به تمام أركان دينهم، والذي كانت فيه بيعة الأنصار للنبي -صلى الله عليه وسلم-، والعزيمة على الهجرة، فكان ابتداء السنة الإسلامية الهجرية من الشهر المحرم الحرام .اهـ.
الوقفة الثانية: عن بعض المحرمات التي تقع من الناس عند قرب دخول العام الهجري الجديد أو دخوله.
ومن هذه المحرمات: الاحتفال في المساجد أو البيوت أو الاستراحات أو الطرقات أو غيرها من الأماكن بذكرى هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة.
والمحتفل بهذه الذكرى لا يسير في احتفاله هذا على سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو مشاق لها ومخالف، لأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يحتفل، ولا حث أمته ودعاهم إلى الاحتفال.
المحتفل بهذه الذكرى لا يسير على هدي السلف الصالح من أهل القرون الثلاثة الأولى، وعلى رأسهم الصحابة - رضي الله عنهم -، لأنهم لم يحتفلوا، ولا دعوا من في عهدهم ولا من بعدهم إلى الاحتفال.
المحتفل بهذه الذكرى لا يسير على طريق الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد - رحمهم الله - ولا غيرهم من أئمة الإسلام الأوائل، ولا يتابعهم، لأنهم لم يحتفلوا، ولا دعوا أحدًا إلى الاحتفال، ولا رغبوه فيه.
والعلماء العارفون بنصوص القرآن والسنة يحكمون على ما كان هذا حاله من الأمور بأنه بدعة، والبدعة من أشد المحرمات، وأغلظها جرمًا، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يحذر منها في خطبه فيقول: "وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ".
وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال للناس في خطبته الوداعية محذرًا: "وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ".
وثبت عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: "وَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا, أَلَا وَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ, وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ".
ولا ريب عند الجميع بأن ما وصِف بأنه شر، وأنه ضلالة، وتُوعِّد عليه بالنار، يدخل في المحرمات والسيئات، والمنكرات والخطيئات، والآثام والأوزار.
واعلموا – سددكم الله – أن المحتفل بهذه الذكرى متشبه بصنفين من الناس:
الصنف الأول: أهل الكفر بجميع مللهم ونحلهم، فهم من جرت عادتهم على الاحتفال بالحوادث، ووقائع الأيام، وتغيرات الأحوال.
الصنف الثاني: أهل الضلال والانحراف من الباطنية والرافضة وأضرابهم، فهم من أحدث هذا الاحتفال وغيره من الاحتفالات في بلاد المسلمين.
وقد ذكر الفقيه الشافعي والمؤرخ المصري المشهور بالمقريزي – رحمه الله – في كتابه "الخِطَط":
"أن الاحتفال برأس السنة الهجرية كان من جملة احتفالات الدولة العبيدية الباطنية الإسماعيلية الرافضية الخارجية التي استولت على بلاد المغرب ومصر، وفعلت بعلمائها ومؤذنيها وسكانها من الجرائم ما لا يكاد يوصف من القتل والتمثيل بالجثث وسبي الحريم، وأخذ الأموال، وإفساد الممتلكات وتخريبها وتحريقها، حتى إن من زعمائها من ادعى الربوبية، ومنهم من أظهر سب الأنبياء والصحابة، وأمر بكتب سب الصحابة على أبواب المساجد، ومنهم: من أمر بحرق المصاحف ومساجد أهل السنة.
بل قال عنهم مؤرخ المسلمين شمس الدين الذهبي الدمشقي الشافعي – رحمه الله – في كتابه "سير أعلام النبلاء" إنهم: قلبوا الإسلام، وأعلنوا الرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية" .اهـ.
ثم نقل عن القاضي عياض المالكي – رحمه الله – أنه قال في شأنهم: أجمع العلماء بالقيروان أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة. اهـ.
ولا ريب أن التشبه بهذين الصنفين شر على فاعله، وخسارة وبوار، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ".
فهل يرضى محب للسنة النبوية، ولنبي الأمة -صلى الله عليه وسلم-، ولأصحابه الميامين، ومجل له ولهم وموقر، أن يكون هؤلاء القوم، ومن هذه فعالهم وخصالهم، ومن هذا تاريخهم، وهذه سيرتهم، قدوته في هذا الاحتفال وسلفه.
وإننا – بحمد الله وفضله علينا- في باب الاحتفال بهذه الذكرى وغيرها سنتشبه بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين وغيرهم من أهل القرون الأولى المفضلة، فنتركه ونهجره كما تركوه ولم يفعلوه، عسى أن نُلحق بهم، ولن نتشبه بأهل الكفر، ولا بأهل الضلال والانحراف من الباطنية الإسماعيلية الرافضية الخارجية.
ثم إن هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة لمن له عقل وإدراك لم تكن في شهر الله المحرم، ولا في أول يوم منه، وإنما كانت في شهر ربيع الأول كما ذكر أهل التأريخ والسِّير، والذي وقع من الصحابة إنما هو تحديد السنين الإسلامية بسنة الهجرة بجعلها أول السنين، وليس التحديد بيوم الهجرة، وأنه هو أول أيام السنة.
ومن هذه المحرمات: تخصيص آخر جمعة من العام بمزيد من العبادات والطاعات، وتخصيص آخر يوم من العام بدعاء يسمى دعاء آخر العام أو دعاء أول السَّنة، يدعى به في آخر سجدة أو بعد الركوع من آخر صلاة في العام المنصرم أو أول صلاة في العام الجديد، وقد يدعى بهذا الدعاء في أماكن الاحتفال بذكرى الهجرة أو يتناقله الجاهلون بأحكام الشريعة عبر رسائل الجوال أو الوتس آب أو الفيس بوك أو البريد الإلكتروني أو مواقع الإنترنيت.
ولا ريب في حرمة هذا التخصيص إذ لم يأتِ له ذكر لا في القرآن ولا في السنة النبوية، ولم يفعله أهل القرون الأولى المفضلة، وعلى رأسهم الصحابة – رضي الله عنهم -، ولا قرره أئمة المذاهب الأربعة، ومن في أزمنتهم من أئمة أهل الفقه والحديث، ولو كان فعله مما يحبه الله ورسوله، ويحسن بالمسلم فعله، وله فيه الأجر والثواب، لكانوا من أوائل من يفعله، ومن السَّباقين إليه، والناشرين الداعين له.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاغفر لنا ربنا وارحمنا واعف عنا وتجاوز، وأنت خير وأرحم الراحمين.
الحمد لله الذي أوجب على عباده النصح في العبادات والمعاملات، وحذرهم من الغش والخيانات، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، الذي بلَّغ شريعة ربه إلى الخلق كاملة، ودعاهم إلى التمسك بالسنة، وحذرهم من البدعة، وعلى آله وأصحابه السائرين على هديه وسنته، ومن تبعه وتبعهم في كل حالاته وأفعاله وأقواله وأوقاته إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها الناس:
فلا يزال الحديث معكم متواصلًا عن بعض ما يقع في آخر العام من محرمات، فأقول مستعينًا بالله ربي:
الوقفة الثالثة: حول ما يتناقله بعض الناس في آخر السنة عبر رسائل الجوال أو الوتس آب أو الفيس بوك أو البريد الإلكتروني أو مواقع الإنترنيت فيها هذا القول: " احرص على أن تطوى صحيفة أعمالك آخر السنة: باستغفار وتوبة وعمل صالح" ونحو هذه الكلمات.
وهذه الرسالة وما شابهها مما يحرم على المسلم والمسلمة إرساله وتناقله ونشره بين الناس، لأمور ثلاثة:
الأمر الأول: أن فيها دعوة للناس إلى تخصيص آخر العام بشيء من العبادات، وتخصيص زمن كيوم أو ليلة أو شهر بعبادة لم يرد تخصيصه بها في القرآن العزيز ولا في السنة النبوية الثابتة يعتبر من البدع المحدثة في الدين، وكل بدعة في الدين ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وعليه فيكون إرسال هذه الرسالة من نشر البدع المحرمة بين الناس، وإحيائها، ودعوة الناس لفعلها، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال مرهباً من ذلك: "مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا".
الأمر الثاني: أن القول بأن صحائف الأعمال تطوى في آخر كل عام قول يحتاج من صاحبه إلى دليل من القرآن أو صحيح السنة، إذ الطي من أمور الغيب، وإلا كان قائلًا على الله وفي دينه وشرعه بغير علم، والقول على الله بغير علم من كبائر الذنوب، وعظام الخطايا، وفظيع السيئات، فأين دليل مرسل هذه الرسالة على هذا الطي، حتى يسارع ويسابق إلى إرسالها ونشرها من غير ترو ولا مراجعة.
ثم إن التأريخ الهجري لم يوضع إلا في عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فيا ترى متى كانت تطوى صحائف أعمال من كان قبل وضعه؟.
الأمر الثالث: أن المقرر عند أهل العلم أن صحائف أعمال العبد إنما تطوى بالموت، ولا تزال صحيفته يُكتب فيها ما عمل من خير أو شر حتى ينتهي أجله بالموت.
وقد قال الإمام ابن قيم الجوزية في كتاب "تهذيب السنن": وإذا انقضى الأجل رُفع عمل العمر كله، وطُويت صحيفة العمل. اهـ.
هذا وأسأل الله الكريم أن يجنبني إياكم الشرك والبدع، اللهم ارزقنا لزوم التوحيد والسنة والاستقامة عليهما إلى الممات، وطهر أقوالنا وأسماعنا وجوارحنا عن كل ما يغضبك، واشرح صدورنا بالسنة والاتباع، وآمنا في مراكبنا ومساكننا ومساجدنا وأعمالنا وأسفارنا، وأصلح ولاتنا وأهلينا وأولادنا، وثبتنا في الحياة على طاعتك، وعند الممات على قول لا إله إلا الله، وفي القبور عند سؤال منكر ونكير.
اللهم لين قلوبنا قبل أن يلينها الموت، واجعلها خاشعة لذكرك وما نزل من الحق، اللهم ارفع الضر عن المتضررين من المسلمين، اللهم ارفع عنهم القتل والاقتتال، وأزل ما بهم من خوف وجوع، وقهم الأمراض والأوبئة، وأعذهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم قاتل النصيريين والحوثيين والخوارج ومن عاونهم وساندهم، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، ومزقهم في الأرض كل ممزق، واخذلهم في العالمين، إنك سميع الدعاء، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي