من عند أنفسكم

صالح بن عبد الرحمن الخضيري
عناصر الخطبة
  1. أثر الشبهات والشهوات والذنوب على القلوب .
  2. تلازم قسوة القلب وأمن مكر الله تعالى .
  3. المعاصي سبب دمار الأفراد والأمم .

اقتباس

ما وقع بلاء ووباء، ولا قحط وغلاء، ولا تسلط الأعداء، ولا حصلت فتنة وضراء؛ إلا بسبب ذنوب العباد ومعاصيهم: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:165]...

الخطبة الأولى:

الحمد لله خلقنا من العدم، وأسبغ علينا النعم، وصرف عنا النقم، فله الحمد في الأولى والآخرة وهو الحكيم الخبير.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك:13-14].

وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، أخوف الناس لربه، وأشدهم تعظيما له، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.

أما بعد: فإن الدنيا بحر، والآخرة ساحل، والناس سفر، والمركب التقوى؛ فاتقوا الله يا عباد الله، واحفظوا جوارحكم عن الحرام، وحافظوا على فرائض الله على الدوام، ولا تغرنكم الحياة الدنيا بمتاعها وصحتها ومظاهرها، فما أضحكت إلا وأبكت، ولا سرت إلا وأحزنت، فالمغرور من يغتر بها ويركن إليها.

عباد الله: القلب ينتابه مرض معنوي تماما كما يصيبه المرض الحسي، فإذا ما أصيب بهذا المرض المعنوي من شرك أو نفاق أو بدعة أو إصرار على معصية وغفلة قل نفعه أو تعطل عمله، وهذا مزلق خطير، وبلاء كبير، ويزيد من خطورته كون هذا المرض خفيا قد لا يشعر به صاحبه، وإن علم به صعب عليه الصبر على مرارة الدواء، إذ لا صبر لهذا الصنف على مخالفة الهوى الذي هو علاجه: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات:40-41].

كان ميمون بن مهران يقول: "رحم الله عبدا قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا! ألست صاحبة كذا! ثم ذمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله فكان لها قائدا".

النفس -يا عباد الله- لا تقف عند حد، بل تروم من اللذات ما لا منتهى له، وكلما حصل لها عرض برد عندها وطلبت سواه، فيفنى العمر ويضعف البدن ويحصل النقص والإنسان لم يحصل على مراده!.

وقلوبنا تمتحن؛ فإما أن تخرج صافية نقية، مهتدية تقية، وإما أن تكون غافلة شقية، لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا إلا ما وافق الهوى، وذلك عنوان الهوان، نعوذ بالله العظيم من ذلك! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ " رواه مسلم.

هكذا قلب ابن آدم! ضعيف تؤثر عليه الواردات من فتن الشبهات والشهوات؛ ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، ثم يقول: "إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء" رواه الترمذي وابن ماجه.

الذنوب والسيئات خسف بالقلب؛ لذا لا يزال يجول حول الفواحش والرذائل بعيدا عن البر والخير ومعالي الأمور.

إنها سبب لمكر الله بالماكر، ومخادعته للمخادع، واستهزائه بالمستهزئ، وإزاغته لقلب الزائغ عن الحق: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [الصف:5]، روى الإمام أحمد والترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل منها قلبه، وإن زاد زادت حتى يعلق بها قلبه، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)".

قال ابن الجوزي: "ينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي؛ فإنه ليس بين الآدمي وبين الله -تعالى- قرابة ولا رحم، وإنما هو قائم بالقسط، حاكم بالعدل؛ وإن كان حلمه يسع الذنوب، إلا أنه إن شاء عفا فعفا كل كثيف من الذنوب، وإذا شاء أخذ وأخذ باليسير، فالحذر الحذر! ولقد رأيت أقواماً من المترفين كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي الباطنة والظاهرة، فتعبوا من حيث لم يحتسبوا؛ فقلعت أصولهم، ونقض ما بنوا من قواعد أحكموها لذراريهم".

قال -تعالى-: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [النحل:45-47]، وقال -سبحانه-: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف:97-99].

الأمن من مكر الله صفة سيئة تتوافق مع قسوة القلب، يتصف بها من يسترسل في المعاصي مع الاتكال على رحمة الله وعفوه؛ وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا"، وقال الحسن البصري: "المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائفٌ، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن"، وقال ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل"، وقال الحسن -رحمه الله- عن النفاق: "ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق".

أيها المسلمون: ما وقع بلاء ووباء، ولا قحط وغلاء، ولا تسلط الأعداء، ولا حصلت فتنة وضراء؛ إلا بسبب ذنوب العباد ومعاصيهم: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:165]، وقال -سبحانه-: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ * وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [الشورى:30-31]، وقال -سبحانه-: (فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [آل عمران:11]، (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ) [العنكبوت:40]، وقال: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ) [الأنفال:53-54].

وإن ما يحصل في هذا العالم من حوادث ومجريات لا يقع صدفة ولا خبط عشواء، وإنما يقع وفق سنة إلهية وقدر وقضاء في غاية الإحكام والحكمة، وشؤم المعصية كبير، وبلاؤها عظيم؛ فبسببها تبدل إبليس بالإيمان كفرا، وبالرحمة لعنة وطردا، وبالقرب نارا وبعدا.

بسبب المعصية أغرق قوم نوح، وأرسلت الريح على عاد، وأخذت ثمود الصيحة، وقلبت على اللوطية قراهم وأتبعوا بحجارة من سجيل، خسف بسببها قارون، وسلط على بني إسرائيل من يسومهم سوء العذاب، وعذبت أمم وأقوام ممن أمنوا مكر الله فجاءهم بأسه وهم غافلون. فأين المعتبرون؟!.

يقول الله -عز وجل- (فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ * وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) [الحج:45-47].

فيا لهول الأمر إذا جاء العذاب وأهل المعاصي والسيئات لم يحدثوا توبة! أمنوا مكر الله وتركوا فرائض الله مع ما أعطاهم الله من صحة ورغد عيش: (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ * وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ) [الأعراف:100-102].

فعودا إلى الله يا عباد الله بتوبة نصوح، اللهم تب علينا أجمعين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، نسألك أن تعفو عنا أجمعين، اللهم اعف عنا واهد ضال المسلمين يا رب العالمين.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخليله وأمينه على وحيه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.

أما بعد: فإن الناس كلما أحدثوا ذنبا أحدثت لهم عقوبة، وما ربكم بظلام للعبيد، وهو –سبحانه وبحمده- يغار، وغيرته أن يفعل العبد ما حُرم عليه ثم لا يتوب؛ وانتشار الربا، وفشو الظلم، وشيوع الفواحش ومقدماتها من تبرج واختلاط وغناء وفجور، كله سبب للعقوبات المتنوعة.

وأعظم من ذلك التهاون بفريضة الصلاة وأدائها في وقتها، وما أوجب الله لها، مع الركون مع الدنيا وتعظيمها في النفوس على حساب دين الله، وطاعة المنافقين والكافرين التي هي خسران مبين، وقد قال رب العالمين: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) [الأحزاب:1-3].

روى أبو يعلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما ظهر في قوم الزنا والربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله"، ولما سئلت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن الزلزلة قالت لمن سألها: "إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله -عز وجل- من حجاب، وإن تطيبت لغير زوجها كان عليها نارا وشنارا، فإذا استحلوا الزنا وشربوا الخمور بعد هذا وضربوا المعازف غار الله في سمائه، فقال للأرض: تزلزلي بهم، فإن تابوا ونزعوا، وإلا هدمها عليهم"، فقال أنس: عقوبة لهم؟ قالت: "رحمة وبركة وموعظة للمؤمنين، ونكالا وسخطة وعذابا للكافرين" رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين.

قال -سبحانه-: (أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ) [الأنعام:6].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن المعلوم بما أرانا الله من آياته في الآفاق وفي أنفسنا، وبما شهد به في كتابه، أن المعاصي سبب المصائب"، قال -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى:30]، وقال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [آل عمران:155].

ومن تاب تاب الله عليه، وبدل عسره يسرا، وهمه فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب، ولأجر الآخرة أكبر، لو كانوا يعلمون.

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا، اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي