هذه عقيدتهم في صحابة رسولكم التي يعتقدونها, ولا يوجد رافضي إلا ويعتقدها, ولو خرجوا في الإعلام يظهرون البراءة من هذا فإنهم يكذبون؛ لأن التقية والكذب تسعة أعشار دينهم التي بنوا عليها عقيدتهم, وشكرا لخاسر أن أخرج الذي يُخفون وعلى العامة يُلبسون ويضحكون, وأشباه الرجال لأقوالهم يمجدون وعن أعراضهم وأقوالهم يدافعون, وهم لعرض نبيهم يقذفون ولنسائه وصحابته يلعنون...
الحمد لله الذي قصم ظهور الأكاسرة, وحسم رؤوس القياصرة, كل ملة دون ملة الله خاسرة, وكل عصبة غير عصبة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- فاجرة, نحمده على نعمة الهداية واليقين, والثبات على الدين, ونشكره على إظهار الحق والمبين, وفضيحة الكفر أمام العيان.
وأشهد أنه الإله الحق, فعبادة غيره معه شرك, وتكذيب رسله وأنبيائه إفك, وأشهد أنه بَعثَ محمد بن عبد الله, رحمة وشفقة على الناس, وتطهيراً لهم من الأدناس, وأشهد أن أصحابه خير الأمة من الأصحاب, وأزواجه خير النساء مدى الأحقاب, صلى الله عليه, وعلى آله, وأزواجه الطاهرات النقيات, وعلى أصحابه أجمعين ومن استنَّ بسنتهم, واتَّبع طريقتهم, إلى يوم الدين.
أمـا بعد : فأوصيكم أيها الناس بتقوى الله -عز وجل-, فهي العصام يوم الخصام, وهي المنقذ يوم لا منفذ, (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119], (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
أيها الناس: راجت سوق الأديان من الأنفس الرخيصة, وبيعُ الشريعة بالأثمان البخيسة, وانطلت الحيلة على الأشلاخ, فبات الدين في الأكواخ, تستَّرت الحقيقة بغطاء الزلفى, وانقلبت المفاهيم لتقريب الألفة, نُحرت العقيدة بسكين المشالح, وطمست الشمس بيد الطفيليين على مائدة العلم, وتولى المحاماة المدعى عليه.
جاءت هذه الحادثة الممقوتة, والقنبلة الموقوتة, لتظهر للعالم أجمع, حقائق غيبها الإعلام, ودسّها أئمة الدرهم والدينار, إنها الكارثة الطامة, والجريمة العامة, إنها العاطفة في دعم الرافضة, صارت أفكارنا وقناعاتنا بيد أطفال الشريعة, ومهرطقي الإعلام, تزعم الصغار محافل الكبار, وتصدر الجهال فغدى الناس في حيرة وتيه.
أيها المسلمون: إن الله -سبحانه- اصطفى محمد على البشر واصطفى له خير الصحب والآل ورضي عنهم وأرضاهم ووعدهم الخلود في الجنة (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100].
أيها المؤمنون: يقول القرطبي -رحمه الله- معلقا على قصة الإفك: "من سب عائشة -رضي الله عنها- بعد نزول براءتها واتهمها بالزنا فقد كفر بإجماع الأمة". (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور: 23].
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "نزلت هذه الآية في شأن عائشة وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة وهي مبهمة ليس فيها توبة لمن سبهن وقذفهن". وقال ابن تيمية -رحمه الله-: "من رمى عائشة -رضي الله عنها- بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة إلا أن يتوب ويظهر توبته".
وقال أحمد في رواية أبي طالب في الرجل يشتم عثمان: "هذا زندقة", وقال ابن باز: "الرافضة فرق كثيرة فيهم الكافر الذي يعبد علياً ويقول: يا علي، ويعبد فاطمة والحسين وغيرهم، ومنهم من يقول: جبريل -عليه الصلاة والسلام- خان الأمانة وأن النبوة عند علي وليست عند محمد، وفيهم أناس آخرون، منهم الإمامية -وهم الرافضة الاثنا عشرية- عباد علي ويقولون: إن أئمتهم أفضل من الملائكة والأنبياء ومن أخبثهم الإمامية الاثنا عشرية والنصيرية ويقال لهم الرافضة".
قال القحطاني في نونيته:
إن الروافضَ شرُّمن وطيءَ الحَصَى *** من كـلِّ إنـسٍ ناطقٍ أو جانِ
مدحوا النّبيَ وخونوا أصحابـه *** ورموُهـــمُ بالظلـمِ والعـدوانِ
حبّـوا قرابتــهَ وسبَّـوا صحبـه *** جـدلان عند الله منتقضــانِ
أما الباحثون عن التقريب مع الرافضة والراكضون اللاهثون خلف أعقاب الرافضة فيقول لهم العلامة الفهامة ابن باز -رحمه الله-: "رويدكم قفوا فالتقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن؛ لأن العقيدة مختلفة فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله وإخلاص العبادة لله -سبحانه وتعالى-, وعقيدة الرافضة خلاف التوحيد, فلا يمكن الجمع بين السنة والرافضة، كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة, فكذلك لا يمكن التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة".
إخوة العقيدة: إذا تبين لنا حكم من يقذف أم المؤمنين عائشة ويلعنها بأنه كافر مرتد عن دين الله’ وأقوال السلف والخلف متوافرة فيهم ظاهرة واضحة للعيان, وعندما سب عائشة وقذفها الخاسر الخبيث الرافضي فهو يُظهر عقيدته الحقة التي يعتقدها هو وقومه, اسمعوا لقول علمائهم في كتبهم عن عائشة -رضي الله عنها- وبئس ما قالوا قال الرافضي زين الدين النباطي: "فصل في أم الشرور عائشة أم المؤمنين", وعلق المجلسي شيخ الدولة الصفوية، عليها بقوله: "إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق أن عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسم دبرتاه".
ونقل الصدوق والمجلسي إجماع الشيعة على التبرئ من أصحاب النبي وهذا لفظ المجلسي: "وعقيدتنا في التبرئ: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية, ومن النساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم ومن جميع أتباعهم وأشياعهم, وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض, وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرئ من أعدائهم".
وهذا كلام آخر لعلامة الكفر والضلال في شرحه للآية (كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا) [التحريم: 10] قال المجلسي: "لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض, بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما".
قاتلهم الله يسبون أمنا ويلعنونها ويكفرونها ويكفرون أباها -رضي الله عنهم أجمعين- فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تؤفكون؟!.
أيها المؤمنون: هذه عقيدتهم في صحابة رسولكم التي يعتقدونها, ولا يوجد رافضي إلا ويعتقدها, ولو خرجوا في الإعلام يظهرون البراءة من هذا فإنهم يكذبون؛ لأن التقية والكذب تسعة أعشار دينهم التي بنوا عليها عقيدتهم, وشكرا لخاسر أن أخرج الذي يُخفون وعلى العامة يُلبسون ويضحكون, وأشباه الرجال لأقوالهم يمجدون وعن أعراضهم وأقوالهم يدافعون, وهم لعرض نبيهم يقذفون ولنسائه وصحابته يلعنون, حتى خرجوا في الإعلام يمدحون المتبرئين من خاسر الخبيث وهم لا يعلمون أن الرافضة كلهم يعتقدون كفر عائشة ويقذفونها.
فهل يعقل سفهاؤنا وبعض عقلائنا عن التلبيس علينا بالرافضة وخبثهم وعن الثناء على صفارهم وفجارهم وهم لعائشة في حسينياتهم يلعنون وبقذف نبيهم يفتخرون؟ فمتى ينتهون؟ فهل رأوا عقيدة الرافضة في السنة كيف أخرجوها في العراق بقتل أهلنا ونحرهم؛ لأنهم تسموا بعمر ولأن بناتهم تسموا بعائشة؟.
أيها المتقون: يجب أن نكون على حذر من محاولة إذابة الرافضة وإدخالهم في السنة, فهم يلعنونكم ويكفرونك ويعتقدون أن نبيا يجمعكم معهم ليس نبيا, ويعتقدون أن عمر أشد شرا على الإسلام من الشيطان ويعتقدون أنكم -يا أهل السنة- أشد كفرا من اليهود والنصارى, فانتبهوا من تحريك العواطف لحب الرافضة, وإياكم أن تطيعوا قول صحافي مدحهم وأثنى عليهم, أو تُطيعوا قول لاهث يلهث خلف دنياهم.
وخذوا من سلفكم أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وابن تيمية وابن عبدالوهاب واللجنة الدائمة وابن باز وابن عثيمين الذين كّفروا الرافضة, فمن أراد زيادة فليرجع لكتب علمائنا ويجد الكفاية والنور المبين والحق الذي لا خفاء فيه.
قال ابن باز -رحمه الله-: "وأما خطر الرافضة على الإسلام فكبير جدا, وقد كانوا هم السبب في سقوط الخلافة الإسلامية في بغداد وإدخال التتر عليها, وقتل العدد الكثير من العلماء كما هو معلوم في التاريخ, وخطرهم يأتي من حيث إنهم يدينون بالتقية التي حقيقتها النفاق وهو إظهار قبول الحق مع الكفر به باطنا".
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي