أخطاؤنا عند زيارة المقابر (2)

محمد بن إبراهيم النعيم
عناصر الخطبة
  1. القبر أول منازل الآخرة .
  2. فضلُ اتّباع الجنائز .
  3. صفة صلاة الجنازة .
  4. بعض أحكام صلاة الجنازة .
  5. أحكام متعلقة بالجنائز .
  6. سنن وآدابٌ مهجورة في المقابر .
  7. من أحكام التعزية .

اقتباس

ذكرت لكم في الخطبة السابقة آداب زيارة المقابر، وبعض الأخطاء التي يرتكبها بعضنا عند زيارتنا للمقابر. وأذكر اليوم -بمشيئة الله تعالى- الآداب المتعلقة بتشييع الجنازة، وحضور دفنها، وبعض الأخطاء المتعلقة بذلك.

الخطبة الأولى:

كان القبر على عهد سلفنا الصالح مصدر العبرة والعظة؛ لأنهم أدركوا كما علمهم النبي –صلى الله عليه وسلم- أن القبر أول منازل الآخرة، والمحطة الأولى من محطاتها، فمن نجا منه فما بعده أيسر منه، ومن لم ينجُ منه فما بعده أشد منه، وأن فتنة القبر جعلت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لا يترك صلاة إلا ويستعيذ من عذاب القبر.

أيها الإخوة في الله: يرتكب بعض الناس أخطاء عند زيارة المقابر، وأخطاء عند تشييع الجنائز، وقد ذكرت لكم في الخطبة السابقة آداب زيارة المقابر، وبعض الأخطاء التي يرتكبها بعضنا عند زيارتنا للمقابر.

وأذكر اليوم -بمشيئة الله تعالى- الآداب المتعلقة بتشييع الجنازة، وحضور دفنها، وبعض الأخطاء المتعلقة بذلك.

لقد رغب المصطفى –صلى الله عليه وسلم- في اتباع جنازة الميت، والصلاة عليه، وشهود دفنه؛ ليرق قلب المؤمن، وليتذكر المصير الذي ينتظره، والبيت الحقير الذي سيسكنه؛ لعله يستيقظ من غفلته ولا يركن إلى دار الغرور، فقال –صلى الله عليه وسلم-: "عودوا المريض، واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة" رواه الإمام أحمد وابن حبان.

وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "من اتَّبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يُصلى عليها ويُفرغَ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثلُ أُحد -أي: مثل جبل أحد-، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط" رواه البخاري. وعندما سمع عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- هذا الحديث بعد وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم- ولم يكن يعلم ثواب اتباع الجنازة قبل ذلك قال مقولته المشهورة: "لقد فرطنا في قراريط كثيرة".

ويسن في صلاة الجنازة أربع تكبيرات، ترفع اليدين عند كل تكبيرة، ويقرأ بعد التكبيرة الأولى سورة الفاتحة فقط دون دعاء الاستفتاح، ويقرأ بعد التكبيرة الثانية الصلاة الإبراهيمية، ويقرأ بعد التكبيرة الثالثة الدعاء للميت.

وقد صح عن النبي –صلى الله عليه وسلم- عدة صيغ كان يدعو بها –صلى الله عليه وسلم- للموتى، حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى على جنازة يقول: "اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده" رواه أبود داود وابن ماجه.

وروى عوف بن مالك –رضي الله عنه- قال: صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار" رواه الإمام مسلم.

وجاء في حديث آخر رواه زيد بن ركانة –رضي الله عنه- قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إذا قام للجنازة ليصلي عليها قال: "اللهم عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه، إن كان محسنا فزد في حسناته، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه" رواه الحاكم والطبراني.

هذا ما يقوله المصلي بعد التكبيرة الثالثة، أما بعد التكبيرة الرابعة فيدعو بدعاء قصير كقول: "اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله".  أو قول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ثم يسلم تسليمة واحدة أو تسليمتين.

والسنة في الصلاة على الجنازة أن يقف الإمام عند رأس الرجل وعند وسط المرأة، وأن يكون الإمام هو المتقدم والمأمومون خلفه، وقد جرت عادة بعض الناس اليوم أن يصف مع الإمام أقرباء المتوفى، وهذا خلاف السنة، وإنما ينبغي أن يكون الإمام هو المتقدم والمأمومون كلهم خلفه.

والسنة أن تكون صلاة الجنازة سرا، والتكبير والدعاء سرا، وليس كما يفعله البعض اليوم من رفع للصوت عند التكبيرات وعند الدعاء للميت، حتى يكاد بعضهم يشوش على بعض فلا يستطيع المصلي التركيز والإخلاص في دعائه للميت.

واختلف العلماء في كيفية قضاء من فاتته بعض التكبيرات؛ لعدم ورود نص عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في ذلك، فمنهم من يرى أن يسلم مع تسليم الإمام، ومنهم من يرى قضاء باقي التكبيرات بأذكارها، ومنهم من يرى سرد باقي التكبيرات من غير أذكارها.

وقد حث المصطفى –صلى الله عليه وسلم- المصلين أن يخلصوا الدعاء للميت، حيث قال –صلى الله عليه وسلم-: "إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء" رواه أبو داود.

واعلم -أخي المبارك- أنك كما تصنع لأخيك قد يصنع بك مثل ذلك، فإذا أخلصت الدعاء للميت فلعل الله أن يقيض لك من يخلص لك الدعاء عند موتك.

ويجوز المشي أمام الجنازة وخلفها وعن يمينها وعن شمالها، إلا الراكب فالسنة أن يسير خلفها؛ لما ثبت عن المغيرة بن شعبة-رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي حيث شاء" رواه الإمام أحمد والنسائي وأبو داود.

والسنة تكثير عدد المصلين على الجنازة قدر المستطاع إلى أربعين رجلا على الأقل، ولو أدى المقام إلى تأخير الجنازة قليلا لانتظار الناس؛ ذلك لكي يحظى المتوفى بالمغفرة بإذن الله -تعالى-، وهذا حق للميت ينبغي الوفاء به؛ فقد روى كريب –رضي الله عنه- أن ابن عباس -رضي الله عنهما- مات له ابن بـ (قُديد) أو بـ (عُسفان) فقال: يا كريب، انظر ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجت فإذا ناسٌ قد اجتمعوا له، فأخبرته فقال: "تقول هم أربعون؟"، قال: نعم. قال: أخرجوه؛ فإني سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول:" ما من رجل مسلم يموت فيقومُ على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا؛ إلا شفَّعهم الله فيه" رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه.

والسنة الإسراع بالجنازة، لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "أسرعوا بالجنازة؛ فإن تك صالحة فخير تقدمونها عليه، وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم" رواه البخاري ومسلم.

وقد انتشر بين بعض الناس إذا أراد أحدهم أخذ الجنازة من غيره ليحملها قال له: سلم الميت يرحمكم الله، فهذه عبارة لم تثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته -رضي الله عنهم- ويفضل عدم استعمالها لئلا يظن العوام من الناس ومن يأتي من الأجيال القادمة أنها من السنة النبوية.

ويجوز جعل القبر مسنما أو مسطحا؛ لاختلاف العلماء في أفضلية ذلك. وينبغي أن يرفعَ القبر فوق الأرض قدر شبر، لا يزيد على ذلك.

ومن السنن المهجورة في المقابر الدعاء للميت بالتثبيت بعد دفنه مباشرة، فإننا نرى الكثير من الناس إذا دفنوا الميت وأهلّوا عليه التراب أسرعوا إلى أهل الميت ليعزوهم، تاركين الميت في أحرج موقف يمر عليه، وإنما المشروع التريث عند قبر الميت والدعاء له بالتثبيت؛ لأنه يسأل مباشرة بعد دفنه؛ حيث صح عن عثمان بن عفان –رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: "استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل" رواه أبو داود.

وجاء عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- هو في سياقة الموت أنه قال: "فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشُنُّوا علي التراب شنَّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تُنحرُ جزورٌ ويُقسَمُ لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أُراجع به رسل ربي" رواه الإمام مسلم. فينبغي علينا العمل بهذه السنة؛ لأن الميت أحوج ما يكون إليها في هذا الوقت. قال الإمام النووي في شرحه على هذا الحديث: فيه استحباب المكث عند القبر بعد الدفن لحظة نحو ما ذُكر؛ لما ذُكر. اهـ.

وأما أهل الميت فلن يفوتوا عليك، ويمكن أن تعزيهم في أي وقت، بل ينبغي على أهل الميت أن يكونوا أول القائمين على القبر للدعاء لميتهم بالتثبيت.

ويستحب سترُ نعش المرأة أثناء حملها، وسترُ قبرها أثناء دفنها، والغريب في الأمر أن كل الناس يتجاوبون ويحرصون على فعل ذلك إذا قيل لهم، ولكنهم في المقابل يتركون المرأة أثناء حياتها متبرجة تفتن وتُفتن، أفنحرص على سترها وهي ميتة ونتركها أثناء حياتها متبرجة؟ إن هذا لأمر عجاب!.

ويستحب تعزية أهل الميت، وليس كل من في المقبرة ممن ليس له علاقة بالميت لا من قريب ولا من بعيد. ويقصد بالتعزية: تصبير أهل الميت وتخفيف حزنهم بتذكيرهم بما لهم من ثواب.

أما ثواب ذلك فقد روى عمرو بن حزم –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حُلل الكرامة يوم القيامة" رواه ابن ماجه.

وتحصل التعزية بأي لفظ حسن فيه مواساة وتصبير على المصيبة، وأفضل عبارة يعزى بها ما رواه أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: أرسلت إحدى بنات النبي –صلى الله عليه وسلم- إليه تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا في الموت، فقال للرسول: "ارجع إليها فأخبرها أن لله -تعالى- ما أخذ، وله ما أعطى، وكلُ شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب" رواه البخاري ومسلم. ويمكن أن تقول: "عظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك".

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحابته أجمعين.

أما بعد: فاتقوا عباد الله، واعلموا أنه يستحب لمتبع الجنازة أن يكون متخشعا، متفكرا في مآله، متعظا بالموت، وبما يصير إليه الميت، ولا يتحدث بأحاديث الدنيا، ولا يضحك مع غيره. قال سعد بن معاذ –رضي الله عنه-: "ما تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هو مفعول بها".

إن ما نراه من سلوكيات الناس عند تشييع الجنائز ودفنها ينم عن عدم اتعاظ الكثير منا بالموت، ومدى الغفلة واللهو داخل المقابر، وهي أعظم موطن للاعتبار.

يدخل المرء المقبرة ويشهد دفن جنازة وكله أمل أن يغسل قلبه ويلينه بذكر الموت فيتفاجأ ببعض أصدقائه الذين لم يرهم منذ زمن، يسلمون عليه ويسألونه عن حاله وترحاله وذهابه وإيابه، ثم تبدأ الابتسامات والضحكات والخوض في الدنيا، حتى يعجب المشيع أهو داخل مقبرة أم في حديقة عامة؟ وهل يليق التبسم والتضاحك في المقبرة؟.

وهكذا معظم الناس الذين يشهدون دفن الجنازة، البعيدون عنها تراهم واقفين جماعات لهم دوي كدوي النحل في أحاديث جانبية، ولا كأنَّ الأمر يعنيهم، ينتظرون فقط حثو التراب على القبر، غافلين أنهم في مقبرة لتذكر الآخرة، غافلين عن إنسان يودعونه ويضعونه تحت التراب في رحلته إلى الله، لا يعتبرون بما سيواجهه هذا الميت من منكر ونكير، ولا يستشعرون ظلمة القبر وضغطة القبر التي تنتظر كل من يُدفن؛ حيث روى أبو أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- أن صبيا دفن فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي" رواه الطبراني.

وإذا أردت الابتعاد عن تلك المجموعات التي أفسدت عليك روحانية المشهد بِلَغْوِها، ثم اقتربت قليلا من القبر لتشهد عملية الدفن، سمعت أصوات من يجهزون الميت ومن حولهم في لغط وضجيج مماثل، كُلٌ يفتي بفعل كذا، والبدء بكذا، ووضع كذا، فذهب الخشوع وماتت رهبة الموت في أعظم موطن للوعظ، وكأننا في سوق من الأسواق!.

إن من أعظم وأهم الأدب الغائب عنا عند تشييع الجنائز: أدب الصمت والتفكر وعدم الخوض في أحاديث الدنيا، وهكذا كان أدب صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في المقبرة، كانوا إذا دخلوها كأن على رؤوسهم الطير من الصمت والتفكر بالموت وبما يصير إليه الميت، فقد روى البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: خرجنا مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يُعدّ، فجلس رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وبيده عود ينكث به في الأرض، فرفع رأسه فقال: "استعيذوا بالله من عذاب القبر"، مرتين أو ثلاثة، ثم قال: "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيءُ ملكُ الموتِ حتى يجلسَ عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان"، إلى آخر الحديث الطويل.

لقد أصبح شهود الجنائز في المقبرة لدى البعض مناسبة للقاء الأصدقاء والمعارف والتحدث فيما بينهم في أمور الدنيا وليس لتذكر الموت والآخرة، يذهب الواحد منا إلى المقبرة يريد أن يبكي، يريد أن يخشع قلبه وتدمع عينه، لكنه يرجع في أغلب الأحيان بخفي حنين بسبب الضوضاء والأحاديث الجانبية التي يثيرها أغلب المشيعين في المقبرة.

وإنك ترى البعض قد يتصل عليه زميله بالجوال وهو في المقبرة فلا يقول له إني في حضرة جنازة ولكنه يسترسل معه في الحديث، ويعلو الضحك، ويطول الحديث، ويذكره بمكان السهرة، ويؤكد عليه موعد العشاء! ولا يخطر بباله أنه في موطن له هيبته يندب فيه الخشوع وتذكر الموت ونبذ الدنيا ولو لفترة وجيزة.

نسال الله أن يبصرنا بعيوبنا ويحسن ختامنا، ويجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم أحينا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا وأمتنا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا، اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك.

اللهم...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي