قد نواجه مشكلةً أن هذه الأم، أو أن هذا الأب لا يملك قوت يومه، وله ابنٌ قويّ البنية، بإمكانه أن يكسب المال، ولكن لا مال له، ماذا يفعل الإمام وماذا يفعل وليّ المسلمين؟ هنا الإجبار لا على الإنفاق، لأن هذا الذي عليه الإنفاق لا مال له، هنا الإجبار على هذا الشاب القوي القادر على الكسب، نجبره على أن يكسب المال، لينفق على أمه، وأبيه، فوليّ المسلمين، وإمام المسلمين إما أن يُجبِر على الإنفاق، وإما أن يجبر على الكسب، وإذا توانى في الإنفاق على ذوي القربى ينسحب عليه حكم من عليه دين، لأن الإنفاق في حكم الدَين، تباع بعض حاجاته، لينفق على من يلزمه الإنفاق عليهم...
الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً -صلى الله عليه وسلم- رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر.
اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون؛ وعدتكم في الخطبة السابقة أن أتابع الحديث في موضوع التكافل الاجتماعي الذي هو جزءٌ من نظام الإسلام.
انطلاقاً من أن المجتمع المسلم وحدةٌ متكاملة، وأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه..
يا أيها الإخوة المؤمنون؛ بينت لكم في الخطبة السابقة كيف أن الإنسان مُلزمٌ بالإنفاق على قريبه من ذوي الحاجة، ولكن السؤال اليوم: ما نوع هذا الإنفاق؟ وما حجم هذا الإنفاق؟ وأية حاجةٍ يمكن أن تلبى؟
أيها الإخوة الأكارم؛ أجمع العلماء على أن الإنفاق على الأقارب يجب أن يُلبي الحاجات الأساسية، أن تلقي في كفّ قريبك بضع وريقات، أو بضع عشرات، لا تفعل معه شيئاً، ليس هذا هو إيتاء ذوي القربى، الذي أمر الله به الموسر أن يكفيَ أقرباءه، فما معنى يكفي أقرباءه؟
يا إخوة الإيمان، الحاجات الأساسية هي المطعم، والمشرب، والمسكن، والعلاج، والنكاح حصراً، مما يجب على الموسرين أن يطعموا أقرباءهم المساكين، والفقراء، وأن يكسوهم، وأن يسكنوهم، وأن يزوجوهم، وأن يعالجوهم، فقد تتعطل بعض أجهزة الإنسان ويحتاج للعلاج، إلى مالٍ كثير، لابد من الأقرباء الموسرين أن يبادروا إلى معالجة قريبهم، هذا من صلب الدين، ومن أساسيات النظام الإسلامي.
الطعام، والشراب، والملبس، والمسكن، والعلاج، والزواج، هذه هي الحاجات الأساسية التي ينبغي أن تلبى. السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول:"ما رأيت أزهد من عمر كان إذا أطعم أشبع، وإذا قال أسمع، وإذا سار أسرع، وإذا ضرب أوجع" هناك تفصيلاتٌ لابد من ذكرها أيها الإخوة الأكارم.
الابن الغني يجب أن يعفّ والده بتزويجه إذا كان معسراً، إذا توفيت زوجة الأب، وكان الأب معسراً فعلى الابن الغني الموسر أن يعفّ أباه بتزويجه، وعليه أن يزوجه، وأن ينفق عليه، وعلى زوجته. والمؤمن الموسر عليه أن يعف ابنه بتزويجه، والإنفاق عليه.
أيها الإخوة الأكارم؛ شيءٌ في الإنفاق دقيقٌ جداً يشبه الزكاة. ماذا قال الله عز وجل في موضوع الزكاة؟ خاطب النبي عليه الصلاة والسلام فقال: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [سورة التوبة: 103].
لم يأمر المؤمنين أن يدفعوا زكاة أموالهم، إنهم إن أُمروا قد يدفعون وقد لا يدفعون، ولكن في دفع زكاة المال صلاحاً للمجتمع، إذاً الأمر لم يتوجه إلى المؤمنين بدفع زكاة أموالهم، بل وُجه إلى النبي عليه والسلام لا على أنه نبي بل على أنه إمام الأمة، وعلى أنه وليّ الأمة: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [سورة التوبة: 103].
وهذا الحكم في إجبار الغني على دفع زكاة ماله عن طريق أولي الأمر ينسحب هذا الحكم نفسه على الأقارب في موضوع الإنفاق على ذوي القربى، فعلى الإمام، وعلى ولي الأمر أن يُجبر المسلم المتواني في الإنفاق على أقربائه، أن ينفق على أقربائه.
وقد فعل هذا سيدنا عمر -رضي الله عنه- إذ أجبر أحد المسلمين في عهده بالإنفاق على ذوي القربى من أقاربه.
قد نواجه مشكلةً أن هذه الأم، أو أن هذا الأب لا يملك قوت يومه، وله ابنٌ قويّ البنية، بإمكانه أن يكسب المال، ولكن لا مال له، ماذا يفعل الإمام وماذا يفعل وليّ المسلمين؟ هنا الإجبار لا على الإنفاق، لأن هذا الذي عليه الإنفاق لا مال له، هنا الإجبار على هذا الشاب القوي القادر على الكسب، نجبره على أن يكسب المال، لينفق على أمه، وأبيه، فوليّ المسلمين، وإمام المسلمين إما أن يُجبِر على الإنفاق، وإما أن يجبر على الكسب، وإذا توانى في الإنفاق على ذوي القربى ينسحب عليه حكم من عليه دين، لأن الإنفاق في حكم الدَين، تباع بعض حاجاته، لينفق على من يلزمه الإنفاق عليهم.
أيها الإخوة المؤمنون؛ هل في هذا الدين ثغرةٌ؟ هل في الأنظمة الوضعية نظامٌ يجبر أتباعه على التكافل فيما بينهم كهذا النظام؟ يجبر على الإنفاق كما يجبر على إنفاق الزكاة، وليّ المؤمنين، ولي المسلمين يجبر المسلم على الإنفاق كما يجبره على أخذ الزكاة، ويجبره على الكسب إذا كان قادراً على الكسب، ولا مال له، وإن لم يفعل يحِقّ لولي المسلمين أن يبيع بعض حاجاته الأساسية لينفق على أقربائه، هذا حكم الشرع.
فيا أيها الإخوة المؤمنون؛ حينما قال الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [سورة النحل: 90].
أليس إيتاء ذوي القربى إحساناً؟ ما معنى أن يُعطَف الشيء على مثله، أو أن يعطف الخاص على العام؟ أليس إيتاء القربى إحساناً؟ ألم يقل الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ) [سورة النحل: 90].
قال علماء الأصول: إن عطف الخاص على العام من أجل إبراز أهميته. (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ) [سورة النحل: 90]. ومن أبرز ما في الإحسان
(وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) هكذا أمر الله عز وجل.
يا أيها الإخوة الأكارم؛ قد يسأل سائل: أليس في إجبار الناس على الإنفاق على أقربائهم دعوةٌ إلى البطالة؟ هذا الإنسان، ما دام فلان أو علان مجبراً بالإنفاق عليه، أليس في هذا دعوةٌ إلى البطالة؟
يا أيها الإخوة الأكارم؛ الإنسان الغنيّ الذي يملك قوت يومه لا يجوز أن ينفق عليه، والإنسان الفقير الذي لا مال له، وهو قادرٌ على الكسب لا ينفق عليه، لأنك إذا أعطيت شاباً قادراً على الكسب فقد دعوته إلى التكاسل، إذاً ليس في هذا الإنفاق على ذوي القربى دعوة إلى البطالة، لأن الإنسان لا يواسى بالمال إلا في حالة كونه فقيراً لا مال له، أو في حالة كونه مسكيناً لا يستطيع أن يكسب المال.
يا أيها الإخوة المؤمنون: كلما عرفنا أحكام الشرع في التكافل الاجتماعي أصبح هذا المجتمع كما صوره النبي عليه الصلاة والسلام مجتمعاً متماسكاً متكاتفاً: "المسلم أخو المسلم" (متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ).
له حق عليه.
وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" (مسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ)
هكذا وجه النبي علي الصلاة والسلام.
فيا أيها الإخوة المؤمنون؛ إذا تفقدتم أقرباءكم، وأنفقتم عليهم النفقة الأساسية التي تغنيهم عن سؤال الناس، فقد حققتم أمر الله عز وجل وأمر النبي عليه الصلاة والسلام، ولهذا الموضوع تتمةٌ نشرحها في خطبةٍ قادمة إن شاء الله تعالى.
يا أيها الإخوة المؤمنون؛ لو أن إنساناً طَمِح أن يكون الله معه، ينصره، يوفقه، يتولّى أمره، ما ثمن هذه المعيّة؟ كلكم يعلم أن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) [سورة الحديد: 4].
هو مع كل مخلوق على وجه الأرض، قال علماء التفسير: هذه المعية هي معيةٌ عامة، ولكن حينما يقول الله عز وجل: (إن الله مع المتقين) [سورة البقرة: 194]، (إن الله مع الصابرين) [سورة البقرة: 153]، هذه معيةٌ خاصة، ما معنى هذه المعية الخاصة؟ معناها أن الله جلّ في علاه مع هذا الإنسان مؤيداً، وحافظاً، وموفقاً، وناصراً، هذه المعية الخاصة التي نطمح لها.
ولكن من السذاجة وضيق الأفق والجهل أن نظن هذه المعية بلا ثمن، أن نكسب هذه المعية بلا ثمن، ماذا يقول الله عز وجل؟ في سورة المائدة في الآية الثانية عشرة يقول الله عز وجل: (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ) [سورة المائدة: 12]؛ إني معكم ناصراً، ومؤيداً، وموفقاً، وحافظاً.
ولكن هيهات أن نظن أن هذه المعية بلا ثمن، إن ثمنها كبير: (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ) [سورة المائدة: 12].
ومن لوازم إقامة الصلاة الاستقامة على أمر الله، الوقوف عند حدود الله، الائتمار بأمر الله، الانتهاء عما عنه نهى الله: (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ) [سورة المائدة: 12].
ولن يقيم الصلاة إذا كان لله عاصياً، إن كل معصيةٍ أيها الإخوة تقف بين العبد وبين ربه حجاباً كثيفاً: (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ) [سورة المائدة: 12].
إذا تعرّفتم إليّ، وتعرفتم إلى أمري، وطبقتم أمري، وانتهيتم عن المعاصي، وتقربتم إلي، وكنتم كما أريد عندئذٍ أكن لكم كما تريدون: (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ) [سورة المائدة: 12]؛ كنتم محسنين، ذكر الزكاة، وأراد مطلق الإحسان، اتصلتم بي، وأحسنتم إلى خلقي، وهذا هو الدين. (وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ مَا دُمْت حَيّاً) [سورة مريم: 31].
(وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) [سورة المائدة: 12]، نصرتم دين الله، أقمتم حدوده، أزلتم المنكرات، أحييتم الطاعات، أعنتم على إقامة الصلوات، عظمتم أمر الله، عظمتم شعائر الله، عظمتم من يدعو إلى الله.
وقال الله: (اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً) [سورة المائدة: 12]، فعلتم الخيرات، إذا آمنتم، وتعرفتم إلى أمر الله، وطبقتم أمر الله، وأقمتم الصلاة كما أمر الله عز وجل، وآتيتم الزكاة، وآمنتم برسلي وعزرتموهم، وأقرضتم الله قرضاً حسناً، عندئذٍ أنا معكم، معكم بالتوفيق، معكم بالحفظ، معكم بالتأييد، معكم بالنصر، هذا أمر الله.
وقد يقول قائل: هذه الآية وردت في خطاب أهل الكتاب، اسمعوا الجواب: العبرة في القرآن الكريم بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، أما أن يدّعيَ الإنسان أنه يحب الله. (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ) [سورة المائدة: 18].
يا أيها الإخوة المؤمنون؛ هذا موضوع، موضوعٌ آخر له أهميةٌ كبرى، ما من إنسانٍ على وجه الأرض يستحق أن يحفظه الله، وأن يؤيده الله، وأن ينصره الله كرسول الله، ومع ذلك حينما أُمر بالهجرة، أخذ بكل الأسباب، الأخذ بالأسباب عبوديةٌ لله عز وجل، لكنه اعتمد على الله عز وجل. هناك شرطان أساسيان حتى يكون الله معك:
• الشرط الأول: أن تؤمن به، وأن تستقيم على أمره، وأن تتصل به، وأن تحسن إلى خلقه، وأن تؤمن برسله، وأن تعظم شعائره.
• الشرط الثاني: يتشعب إلى شعبتين.
الأول: أن تأخذ بالأسباب، لأن النبي عليه الصلاة والسلام أخذ بكل الأسباب، ثم توكل على ربّ الأرباب. مما يأخذ علينا أعداؤنا تواكلنا، ما التواكل؟ هو ألا نأخذ بالأسباب ونتوكل على رب الأرباب، هذا تواكل.
الثاني: ألاّ نعتمد عليها، إذا اعتمدنا عليها لا نستحق أن يكون الله معنا، لذلك أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم في حنين، وقد كانوا كثرةً كثيرة، وقوةً عظيمة، فتحوا مكة آخر معقلٍ من معاقل الكفر، ودانت لهم الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها، إلاّ أنهم قالوا في أنفسهم: لن نُغلب اليوم من قلّة، أخذوا بالأسباب، واعتمدوا عليها.
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) [سورة التوبة: 25]، (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) [سورة آل عمران: 123]؛ وأنتم مفتقرون إلى الله عز وجل. إذاً حينما تعتمد على الأسباب لا تستحق معية الله، وحينما تعتمد على الله، ولا تأخذ بالأسباب لا تستحق معية الله.
هذه حقائق في القرآن أضعها بين أيديكم، حينما تعتمد على الله، ولا تأخذ بالأسباب إنك خالفت منهجه، خالفت سنة نبيّك، خالفت النظام العام الذي جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وإذا أخذت بالأسباب، واعتمدت عليها، فقد أشركت.
يا أيها الإخوة المؤمنون؛ هذه الحقائق نحن في أمسّ الحاجة إليها.
أيها الإخوة الكرام؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا لغيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني..
والحمد لله رب العالمين
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي