حقيقة الرافضة

عبد الرحمن بن صالح الدهش
عناصر الخطبة
  1. أهمية استبانة سبيل المجرمين .
  2. قصة نشوء المذهب الرافضي ونموه .
  3. بعض معتقدات الرافضة .
  4. تحذير منهم .

اقتباس

سئلت اليهود: مَن خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى -عليه السلام-، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: خير أهل ملتنا الحواريون أصحاب عيسى -عليه السلام-، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-! نسأل الله العافية.

الخطبة الأولى:

سئلت اليهود: مَن خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى -عليه السلام-، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: خير أهل ملتنا الحواريون أصحاب عيسى -عليه السلام-، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-! نسأل الله العافية.

من هؤلاء القوم؟ إنهم الرافضة، شرُّ من وطئ الحصى! يقول الإمام الشعبي -رحمه الله-: "أحذركم الرافضة، لو كانوا من الدَّواب لكانوا حُمُراً، ولو كانوا من الطيور لكانوا رَخَماً، لم يدخلوا الإسلام رغبة ولا رهبة، ولكن مقتا لأهل الإسلام وبغيا عليهم".

حديثنا إذن عن قوم طالما هتفوا: اللعنة لأمريكا! الموت لإسرائيل! والحديث في هذا الوقت خصوصاً، وعلى المنابر أيضاً، من أفضل العبادات، حدث النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه حديثاً طويلاً عن الدجال حتى ظنوا أنه في أطراف بساتين المدينة، وفتنة الدجال أعظم فتنة، وهي لمن أدركها، ولكن؛ لتعلم أن هناك دجالين كان خروجهم متقدماً في أوائل الدولة الإسلامية، ولا يزالون ينشطون ويتآمرون ويكيدون الإسلام وأهله، باسم الإسلام ونصرته! قال شيخ الإسلام-رحمه الله-: إنذار الأنبياء أممهم فتنة المسيح الدجال حتى أنذره نوح قومه يقتضي تخويف عموم فتنته وإن تأخر وجود شخصه. اهـ.

ومعنى هذا أن لدينا دجالاً تعظم فتنته على ما وصف النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر بالاستعاذة من شره، وهناك دجالون يقومون بما يقوم به الدجال الأعظم الذي يكون في آخر الزمان.

أيها الإخوة: يقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) [النساء:71]، وقال -تعالى-: (وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعامم:55]، فأخذ الحذر ومعرفة سبيل المجرمين مبدأ شرعي، وحزم وتصرف عقلي. فمن الذي يأمن الحية وهو يسمع فحيحها؟ ومن الذي يأمن السيل وهو يراه يجرف ما أمامه؟ فإليك كلمات مختصرات في ألد أعداء الإسلام، لا إرجاف ولا إجحاف.

أيها الإخوة: لا تزال الدولة الإسلامية تواصل فتوحاتها للبلاد المجاورة في عهد الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- حتى شملت بلاد فارس، بلاد المجوس، مملكة كسرى، وتحققت آية نبوية في قوله -عليه الصلاة والسلام-: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده. والذي نفسي بيده! لتنفقن كنوزهما في سبيل الله" متفق عليه.

لم يتمالك المجوس وهم يرون مملكتهم تحتضنها الدولة الإسلامية بعدلها، فنبتت نابتة الكيد، فكان من أوائل كيدهم أن أوعزوا إلى المجوسي المسمى بأبي لؤلؤة ليقتل خليفة المسلمين في محرابه في المسجد النبوي، فتم الكيد، وطعنه طعنات وهو يصلي بالناس صلاة الفجر؛ ليحظى ذلك المجوسي بحفاوة المجوس، فتبنى له قبة في بلاد فارس، بلاد إيران حالياً، ليبقى رمزاً لانتصارهم، حينما قتل فاروق الأمة ليلقى ربه حميداً شهيداً.

ولا يزال الحقد المجوسي يغلي في قلوب المجوس؛ كراهية لدين الله، بل وحقداً على العرب، وسعيا في الانتقام منهم؛ فاستغلوا الأحداث السياسية، ولبسوا لباس التشيع لآل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى أظهر اليهودي عبد الله بن سبأ الإسلام، وادعى مناصرة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وأنه أحق بالخلافة من عثمان -رضي الله عنه-، بل زاد الأمر أن زعم أنه أولى من أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، وأنهما غصباه الخلافة التي نص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجعل الخليفة من بعده علياً، ولكنه منعها ظلما وعدوانا.

وهكذا ينمو المذهب، وتؤزه شياطين الإنس والجن، حتى غلوا في علي -رضي الله عنه- وجعلوه إلهاً، وأنه متصرف في الكون، فلما استثبت عليّ منهم، وعلم حقيقة ما آلوا عليهم، قاتلهم حتى قضى عليهم، وجاء أنه أيضا حرقهم بالنار، وهم الشيعة الغلاة، وكانوا يسمون بالسبئية.

لم يمت المذهب، ولا تزال الفتنة في المسلمين، وحصل النزاع بعد مقتل عثمان -رضي الله عنه- في الخلافة في أحداث سياسية بين الصحابة -رضي الله عنهم-، والخلاف بينهم في الأولويات، وكل مجتهد مأجور، واختلافهم مغمور في حسناتهم، وأهل السنة قد سلمت قلوبهم وألسنتهم تجاه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وتمضي السنوات سريعة حتى يخرج الحسين بن علي -رضي الله عنه- للكوفة بعد وعدهم بمناصرته، ثم تخلوا عنه، وقتل هناك -رضي الله عنه- ظلما وعدواناً في كربلاء؛ فيجد المتشيعون فرصة سانحة، وحدثا لا يغفل، فيستغلونه في إظهار ولائهم الكاذب لآل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويحدثون من البدع والغلو ما الله به عليم، فيسعون في الحسينيات التي تزاحم بيوت الله، ويحدثون بدعة عاشوراء، وتربة كربلاء، والسب للصحابة، والنيل من عائشة، رضي الله عن الجميع.

وكل هذا خداع وتضليل، يستدرون من خلاله تعاطف الناس معهم؛ ليصلوا إلى النيل من الإسلام، وإعادة مملكة فارس.

ويؤكد هذا ما ذكره بعض أهل التاريخ من أن الحسين -رضي الله عنه- قد تزوج بإحدى بنات كسرى، فلذلك قربه المجوس مدّعو التشيع للحسين وأهل البيت، وتبين أنه تشيّعٌ للفرس، وتباكٍ على دولة المجوس.

متى وصف مدعو التشيع بالرافضة؟ وماذا رفضوا؟ هذا من أهم ما يجب أن تعرفه عن الشيعة، نعم، استمع لما سطره أهل التاريخ في مناقب زيد بن علي بن الحسين -رضي الله عنهم- حينما جاءه من يطلب منه أن يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، فرفض ذلك وأبى، وترضّى عنهما، فرضي الله عنهما وعنه، وقال -فيما قال-: "هما وزيرا جدي"، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم-، فرفضوا إمامته، فسموا رافضة لرفضهم إمامة زيد بن علي بن الحسين -رضي الله عنه-، والذين أيدوا زيد بن علي بن الحسين سموا بالزيدية، ولا يزالون كذلك في اليمن، إلا أنهم زادوا في مذهبهم وأنقصوا بما لا يرضاه زيد بن علي ولا غيره من أهل الحق من المسلمين.

الخطبة الثانية:

فهذه بدايات اسم الرافضة. وقال عبد الله بن الإمام أحمد -رحمهما الله تعالى-: "سألت أبي: من الرافضة؟ فقال: الذين يشتمون -أو يسبون- أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-". وقال الإمام مالك: "الذي يشتم أصحاب رسول الله ليس له نصيب من الإسلام". وقال الإمام أبو القاسم التيمي الملقب بـ (قوام السنة) في تعريفهم: "وهم الذين يشتمون أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- ورضي عن محبهما".

وقد انفردت الرافضة من بين الفرق المنتسبة للإسلام بمسبة الشيخين أبي بكر وعمر، دون غيرها من الفرق الأخرى، وهذا من عظم خذلانهم، وكبير خسرانهم! يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "فأبو بكر وعمر أبغضتهما الرافضة ولعنتهما، دون غيرهم من الطوائف"، فصار اسم الرافضة يشمل من يتسمون بالإسماعيلية أو بالإمامية أو بالإثني عشرية الموسوية، ويشمل كذلك من يتسمون بالنصيرية أو بالعلويين كحُكَّام سوريا اليوم، نزع الله ملكهم، وفرق شملهم، وأراح المسلمين من شرهم، قال عنهم شيخ الإسلام: "هؤلاء القوم المسمون بـ (النصيرية) هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى, بل وأكفر من كثير من المشركين, وضررهم على أمة محمد أعظم من ضرر الكفار المحاربين".

ولا تزال فتاوى العارفين بحقيقة القوم، المدركين خطرهم، يبينون ما هم عليه، قال ابن باز: "الرافضة والخمينية فيهم الشرك الأكبر"، وقال الألباني: "إن الذي يدعو إليه الخميني من أن القرآن محرف فهو كفر لاشك فيه".

بعد هذا كله، وهذا غيض من فيض، وقليل من كثير، لا عذر لمن استمات في الدفاع عن الرافضة، وتبرئة مواقفهم، أو انخدع بأقوال المقربين بين الشيعة وأهل السنة، أو قال عاشرنا شيعة ولم نر منهم إلا حسن خلق ولين جانب، وأقول: قال الله: (فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) [التوبة:7].

ليس من ديننا جلب العداوات، ولا السعي لبعث الخصومات، والمخالفون لديننا منذ عهد النبوة يتعايشون مع أهل الإسلام لهم ما لهم وعليهم ما عليهم؛ ولكن لا نعطي الدنية في ديننا، ولا نقبل تضليلاً لأجيالنا، واستدراجاً لسفهائنا، ليخلوا في أمننا، أو يحدثوا شرخاً بيننا وبين ولاة أمرنا، فقد تبين الرشد من الغي، لا تظلمون ولا تظلمون.

ثم لا تنس -أيها الموفق- أن من أعظم معتقدات الرافضة التقية، وهي إظهار خلاف ما يبطنون لمصالح يرجونها، وقد بين العلماء أنها نوع من النفاق، قد ينخدع بها من لا بصيرة عنده في حالهم.

فالله الله أيها الإخوة في الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، والإقبال على العلماء الناصحين، وعدم خدمة الأعداء في الداخل أو الخارج بإعادة تغريدة أو تناقل مقطع أو نحو ذلك! فالهزيمة النفسية قد نوجدها نحن في أنفسنا قبل أن يسعى فيها عدونا.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي