كيف تحظى بدعاء النبي –صلى الله عليه وسلم-؟ (1)

محمد بن إبراهيم النعيم
عناصر الخطبة
  1. حرص الناس على دعاء الصالحين لهم .
  2. فضل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .
  3. صور من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته .
  4. كيف نحظى بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لنا. .

اقتباس

كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يعيش بين أصحابه، لا يعتزل عنهم، وإنما يخالطهم، ويعيش همومهم، ويدعو لهم، ويصبّرهم على نوائب الحق، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- بدورهم لا يفارقون رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، يفدونه بأرواحهم وأهليهم، يتلمسون دعائه، ويتبركون به، موقنين بأنه أفضل مخلوق خلقه الله -عز وجل-، مبارك حيثما كان، ومصان من الشيطان، فالجلوس معه عافية لأبدانهم، والحديث معه يزيد إيمانهم، ويثبت قلوبهم، وقد بلغ من تبركهم به –صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا يطلبون منه أن يدعو لهم في أمور دنياهم وآخرتهم،..

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فإن من سعادة المرء في الدنيا أن يكون مجاب الدعوة، أو أن يحبه الناس إلى مرتبة الدعاء له بظهر الغيب.

ما شعورك لو قيل لك: إن العالم الفلاني، أو مفتي الديار، أو أحد والديك قد دعا لك في جوف الليل بالتوفيق والمغفرة أو نحو ذلك؟

لا شك أنه سينشرح صدرك، وتتفتح أسارير وجهك، ويتجدد نشاطك، وترتفع همتك إلى العمل، لشعورك أن توفيق الله -عز وجل- في معيتك ويرافق دربك، فكيف لو قيل لك: إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الذي لا يُرد دعاؤه قد دعا لك؟ نعم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بشخصه الكريم كيف لو خصك بدعوة، فكيف سيكون شعورك؟

إننا نرى كثيرًا من الناس إذا التقوا بعالم بعد انتهاء درسه أو محاضرته أو اللقاء به طلبوا منه أن يدعو لهم بالتوفيق؛ أملاً أن يكون دعاؤه مستجابًا، وصنف آخر يطلبون من بعض إخوانهم الصالحين أن يخصوهم بدعوة بظهر الغيب، لعلمهم بأن دعوة المرء لأخيه بظهر الغيب مستجابة؛ ففي الصحيح من حديث أبي الدرداء –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل" (رواه مسلم).

فكيف لو قيل لك: إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بنفسه وشخصه العظيم هو الذي سيتولى الدعاء لك!

نعم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أفضل خلق الله، الشافع المشفّع، الذي لا يرد الله دعاءه -إن شاء الله- يمكن أن يدعو لك، فهل تظن أن يرد دعاؤه فيك؟ وكيف يكون ذلك؟ وما السبيل إلى تحصيله؟ هذا ما سنعرفه في هذه الخطبة وسلسلة من الخطب القادمة إن شاء الله.

هناك أدعية خصها النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه -رضي الله عنهم- تعلقت في شؤون دنياهم وآخرتهم، وأدعية أخرى دعا فيها على بعض أصحابه -رضي الله عنهم- وهي نادرة جدًّا، وسيتم بسط أمثلة من ذلك وكلام أهل العلم عليها، كما أن هناك أدعية وجَّهها –صلى الله عليه وسلم- على بعض الكفار إما لهدايتهم أو هلاكهم .

يوم القيامة بالشفاعة أيًّا كان نوعها، فعلية بالأعمال الصالحة، خصوصًا تلك الموجبة لشفاعته –صلى الله عليه وسلم-، يوم يقال له أمام الخلائق أجمعين: يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه، واشفع تشفع، فهنيئًا لمن سيحظى بشفاعة من شفاعات المصطفى –صلى الله عليه وسلم- في ذلك اليوم العصيب.

وتوجد أدعية أخرى ادخرها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة لكافة أمته هي الشفاعة بأنواعها، وتلك من أفضل وأرجى الأدعية الواجب الحرص على الفوز بها جميعا إن شاء الله تعالى؛ لأن الشفاعة في الآخرة تعني سؤال الله الخير للغير، ودعاء بنجاة من النار، أو بتثقيل الميزان، أو برفع الدرجات في الجنة ونحو ذلك، فمن أراد أن يدعو له رسول الله.

وهناك أدعية لم يخصها النبي –صلى الله عليه وسلم- لصحابي أو شخص بعينه، وإنما قيدها لكل من يعمل ببعض فضائل الأعمال، رغبةً منه –صلى الله عليه وسلم- بأن تعمل الأمة بهذه الأعمال وتتشبث بها، وهذا فيه نفع كبير لعامة المسلمين الذين لم يروا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لكي يحظوا بدعائه –صلى الله عليه وسلم- كما حظي به أصحابه -رضي الله عنهم-، لأن دعاء المصطفى –صلى الله عليه وسلم- مستجاب عند الله -عز وجل-، وهنا تظهر مزايا هذه الأعمال التي دعا النبي –صلى الله عليه وسلم- لأصحابها عن غيرها من أعمال أخرى.

وإذا أردنا استعراض أدعية النبي –صلى الله عليه وسلم- لأصحابه رضي الله عنهم سيطول بنا المقام، ولكن إليكم نماذج منها: فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يعيش بين أصحابه، لا يعتزل عنهم، وإنما يخالطهم، ويعيش همومهم، ويدعو لهم، ويصبّرهم على نوائب الحق، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- بدورهم لا يفارقون رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، يفدونه بأرواحهم وأهليهم، يتلمسون دعائه، ويتبركون به، موقنين بأنه أفضل مخلوق خلقه الله -عز وجل-، مبارك حيثما كان، ومصان من الشيطان، فالجلوس معه عافية لأبدانهم، والحديث معه يزيد إيمانهم، ويثبت قلوبهم.

وقد بلغ من تبركهم به –صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا يطلبون منه أن يدعو لهم في أمور دنياهم وآخرتهم، وكانوا يأتون كل صباح بآنيتهم فيها الماء ليغمس يده الشريفة فيه تبركًا به –صلى الله عليه وسلم-، فعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها فربما جاءوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها" (رواه مسلم).

فلقد كان –صلى الله عليه وسلم- يدعو لأصحابه خاصة لمن أسدى له معروفًا، فكان –صلى الله عليه وسلم- يدعو لكل من ضيَّفه بالبركة والمغفرة، فعندما نزل ضيفًا عند عبدالله بن بسر –رضي الله عنه- وطعم عنده قال له عبد الله بن بسر ادع الله لنا، فقال: "اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم" (رواه مسلم).

وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر عند أهل بيت قال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة"، وفي لفظ "وصلت عليكم الملائكة".

ودعا بالمغفرة وعظم الجزاء لكل المهاجرين والأنصار مقابل ما قدموه من خدمة جليلة وتضحية للدفاع عن هذا الدين،، فعن سهل –رضي الله عنه- قال: جاءنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للمهاجرين والأنصار"، كما دعا للأنصار ولأجيال من الأنصار لم يأتوا بعد وهم أبناء الأنصار وأبناء أبنائهم، فعن زيد بن أرقم –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار".

ودعا لبلال بن رباح بالرحمة لخدمته فاطمة رضي الله عنها، فعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن بلالا بطأ عن صلاة الصبح فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: "ما حبسك؟" فقال: مررت بفاطمة وهي تطحن والصبي يبكي، فقلت لها: إن شئت كفيتك الرحا وكفيتني الصبي، وإن شئت كفيتك الصبي وكفيتني الرحا، فقالت: أنا أرفق بابني منك، فذاك حبسني، قال: "فرحمتها رحمك الله".

قال الساعاتي: "وفيه منقبة عظيمة لبلال المؤذن –رضي الله عنه- حيث دعا له النبي –صلى الله عليه وسلم- بالرحمة ودعاؤه –صلى الله عليه وسلم- مستجاب لا شك في ذلك".

ودعا لمن أقرضه بالبركة في ماله وأهله، فعن عبد الله بن أبي ربيعة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- استلف منه حين غزا حنينًا ثلاثين أو أربعين ألفًا، فلما قدم قضاها إياه، ثم قال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: "بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد" .

ودعا لابن عباس -رضي الله عنهما- حينما قرَّب له وضوءًا فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".

ودعا لعمرو بن أخطب –رضي الله عنه- حينما سقاه ماء، فعن أبي نهيك قال: حدثني عمرو بن أخطب –رضي الله عنه- قال: استسقى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأتيته بإناء فيه ماء، وفيه شعره، فرفعتها، فناولته، فنظر إليَّ –صلى الله عليه وسلم- فقال: "اللهم جمِّله"، قال الراوي: "فرأيته وهو ابن ثلاث وتسعين؛ وما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء" (رواه أحمد والترمذي).

وهكذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه يدعو لهم ويثبتهم ويعينهم على فعل الخير، وأما الأجيال التي لم ترَ النبي –صلى الله عليه وسلم- هل دعا لهم النبي –صلى الله عليه وسلم-؟ وكيف نحظى بدعوة منه –صلى الله عليه وسلم- هذا ما سنعرفه إن شاء الله في الخطبة الثانية.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فكيف نحظى بدعاء النبي –صلى الله عليه وسلم-؟

لقد دعا النبي –صلى الله عليه وسلم- لأصحابه كما مر علينا، ومن رحمته –صلى الله عليه وسلم- وشفقته بأمته أنه دعا بأدعية لم يخصها –صلى الله عليه وسلم- لصحابي أو شخص بعينه، وإنما قيدها لكل من يعمل ببعض فضائل الأعمال، رغبة منه –صلى الله عليه وسلم- بأن تعمل الأمة بهذه الأعمال وتتشبث بها.

فمن هذه الأعمال: الصلاة قبل صلاة العصر أربع ركعات، فالصلاة قبل صلاة العصر أربع ركعات سببًا لنيل دعوة النبي –صلى الله عليه وسلم- بالرحمة، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعًا" (رواه أحمد والترمذي).

هذه جملة دُعائية بمعنى الطلب، جاءت بصيغة الماضي الذي يدل على تحقق القبول ترغيبًا في هذا العمل، وهذه الركعات الأربع مستحبة عند الجمهور وليست من السنن الرواتب، قال الغزالي في فضل هذه الصلاة: يستحب استحبابًا مؤكدًا رجاء الدخول في دعوة النبي –صلى الله عليه وسلم- فإن دعوته مستجابة لا محالة. اهـ .

فينبغي العناية بهذا الثواب العظيم قدر الإمكان إذا أردنا أن يدعو لنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالرحمة .

إن بعض الناس لا يكترث لفوات مثل هذه الفضائل عنه، ولا يتحسر عليها، إما لجهله بفضلها، أو لزهده بها نظرًا لضعف إيمانه، بينما لو فاته شيء من حظوظ الدنيا لرأيته مغتمًّا سائر يومه.

 فهي الصلاة الوسطى، كما قام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالتحذير من تفويتها، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله" (متفق عليه)، ولذلك عدها بعض أهل العلم أنها أفضل الصلوات الخمس، ومع ذلك يفرط بعض الناس بهذه الصلاة ويناموا عنها غير مكترثين بما فاتهم من أجر، (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238]، لعل هذا الثواب قُدم لنا رحمة وشفقة بنا لأداء صلاة العصر كاملة في جماعة، خصوصًا أن الله -عز وجل- أكد على أهمية المحافظة على هذه الصلاة في قوله تعالى

ماذا سيكسب من حافظ على هذه الركعات الأربع قبل العصر؟

الدعاء له بالرحمة للحديث السابق، ودعاء رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مستجاب.
إدراك صلاة العصر كاملة في جماعة وضمان عدم تفويت وقتها.

شهادة الملائكة الكرام له بأداء الصلاة حينما يسألهم رب العالمين وهو أعلم بذلك، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون" (متفق عليه).

البشارة له بالجنة لما ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "من صلى البردين دخل الجنة"، والبردان هما صلاة الفجر وصلاة العصر.

له ثواب مضاعف وذلك للحديث الذي رواه أبو بصرة الغفاري –رضي الله عنه- قال: صلى بنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالمخُمص فقال: "إن هذه الصلاة (يعني صلاة العصر) عرضت على من كان قبلكم فضيَّعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد" (رواه مسلم)، والشاهد هو النجم.

أنه لن يحرم رؤية الله -عز وجل- يوم القيامة لما ثبت في الصحيحين عن جرير –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا" (متفق عليه) .‌

فحري بك أخي المسلم أن تخبر غيرك ممن يصلي معك في المسجد عن هذا الثواب ثم تتسابق معه لأدائها، فإن ذلك من التواصي والتعاون على البر والتقوى.

أيها الإخوة الكرام: لا يزال هناك أعمال دعا النبي –صلى الله عليه وسلم- لأصحابها سنذكرها في خطبة قادمة إن شاء الله خشية الإطالة.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن لا يحرمنا من دعاء النبي –صلى الله عليه وسلم- وأن لا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده، وأن يحشرنا في زمرته.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي