إذا كان السفر سفر طاعة كما في حال برّ الوالدين، وصلة الرحم والأقارب، وزيارة من تحبهم في الله، ورؤية المسلمين ودعوتهم إلى الله -تعالى-، وتفقد أحوالهم، وإغاثتهم، وغير ذلك، أو كان سفرًا مباحًا لا إثم فيه ولا معصية، فهناك جملة من السنن النبوية والآداب الإسلامية للسفر في ما يلي بعض منها: إذا وجدت النية للسفر فتستحب...
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فيا عباد الله: الزموا تقوى الله في سركم وجهركم، فإن الله -تعالى- يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18]، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 1.2].
عباد الله: في الصيف يشدّ كثير من الناس الرّحال ويكثرون التسفار، إلى الأماكن المقدسة، أو الأماكن السياحية هنا أو هناك.
ومن أجل ذلك أورد عليكم بيانًا لبعض الآداب والأحكام الشرعية المتعلقة بذلك، ومنها: مسألة اختيار البلاد بحسب من سيسافر وما هدف السفر، فلا يحسن أخذ الأهل والأولاد إلى بلاد يكثر فيها النزوع عن تعاليم الإسلام وآدابه، وتتراجع فيها مظاهر الحياة الإسلامية؛ حتى لا يعود من سفره وقد جرح إيمانه، وخدش دينه، ووهنت تقواه! وفي بلاد المسلمين الواسعة متسعٌ لمن أراد النزهة والسياحة، أما من يكون له غاية دعوة أو إقامة خدمة لدين الله تعالى، أو دراسة، أو علاج، أو تجارة عابرة، فعليه أن يتقي الله -تعالى- في سره وجهره، وأن يعود فور انتهائه من مهمته، وهو موفور الدين والخلق والمروءة.
وإذا كان السفر سفر طاعة كما في حال برّ الوالدين، وصلة الرحم والأقارب، وزيارة من تحبهم في الله، ورؤية المسلمين ودعوتهم إلى الله -تعالى-، وتفقد أحوالهم، وإغاثتهم، وغير ذلك، أو كان سفرًا مباحًا لا إثم فيه ولا معصية، فهناك جملة من السنن النبوية والآداب الإسلامية للسفر في ما يلي بعض منها:
إذا وجدت النية للسفر فتستحب الاستخارة له ولغيره؛ فعن جابر أنه -رضَي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-: "إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسمّي حاجته- خير لي في ديني ومعاشي، وعاجل أمري وآجله فاقدره لي، ويسّره لي، وبارك لي فيه، وإن كنت تعلمه شرًّا لي في ديني ومعاشي، وعاجل أمري وآجله فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضّني به" [رواه الإمام البخاري -رحمه الله-].
كما ينبغي للمسلم عمومًا وللمسافر خصوصًا أن يكتب ويدوّن وصيته إذا كان له شيء يوصي به.
وينبغي أيضًا أن يقضي ديونه ويسددها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، لا أن يقترض من أجل سفر سياحة كما يفعل بعض الناس نزولا عند ضغط الأهل والولد، فإن ذلك ليس من التدبير في شيء.
وكان صلى الله عليه وسلمَ يحب أن يخرج يوم الخميس، قال كعب بن مالك: "لقلما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- يخرج إذا خرج من سفر إلا يوم الخميس" [رواه البخاري].
وكان صلى الله عليه وسلمَ إذا وضع قدمه في الركاب استعدادًا للركوب قال: "بسم الله"، فإذا استوى على ظهرها قال: "الحمد لله" ثلاثًا، و"الله أكبر" ثلاثًا، ثم يقول: (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُون) [الزخرف: 13 - 14] [أخرجه أبو داود (2601) وصححه الألباني].
ثم يقول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" [أخرجه أبو داود (2602) وصححه الألباني].
ثم يقول: "اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوّن علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل" [رواه الإمام مسلم].
وإذا رجع من السفر قالهن وزاد فيهن: "لا إلهَ إلا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. آيِبونَ تائِبونَ عابِدونَ، لربِّنا حامِدونَ. صدَق اللهُ وعدَه، ونصَر عبدَه، وهزَم الأحزابَ وحدَه" [رواه البخاري في صحيحه].
وورد عنه صلى الله عليه وسلمَ أنه كان يقول: "اللهم أنت الصاحب في السفرِ والخليفةُ في الأهلِ، اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الضَّيعةِ في السفرِ والكآبةِ في المنقلبِ، اللهم اقبضْ لنا الأرضَ وهوِّنْ علينا السفرَ، فإذا أراد الرجوعَ قال: آيبون تائبون لربِّنا حامدون، فإذا دخل بيتَه قال: توبًا توبًا لربِّنا أوبًا لا يغادرُ علينا حَوبًا" [أحمد (1/299، رقم: 2723) وقال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح"].
كان إذا ودّع أصحابه في السفر يقول لأحدهم: "أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك" [رواه أبو داود (2602) وصححه الألباني].
ويشرع للمسلم أن يطلب التوجيه من أهل الصلاح؛ فقد جاء إليه صلى الله عليه وسلمَ رجل، فقال: يا رسول الله إني أريد سفرًا، فزوّدني؟ فقال: "زوّدك الله التقوى" قال: زدني! قال: "وغفر لك ذنبك" قال: زدني؟ قال: "ويسّر لك الخير حيثما كنت" [أخرجه الترمذي: 3444 وصححه الألباني].
ويشرع للمسافر أيضًا أن يخبر من يحب بعزمه على السفر، فقد قال رجل للنبي -صلى الله عليه وسلمَ-: إني أريد سفرًا؟ فقال: "أوصيك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف" أي كل مكان مرتفع، فلما ولّى، قال: "اللهم اطو له الأرض، وهّون عليه السفر" [أخرجه الترمذي: 3445 وحسنه الألباني].
وقال أنس: كان النبي -صلى الله عليه وسلمَ- إذا علا شرفًا من الأرض أو نشزًا، قال: "اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حمد" [رواه الإمام أحمد وضعفه الأرناؤوط].
وكان صلى الله عليه وسلمَ إذا كان يسير في مجموعة سار سيرًا هادئًا، ويسمى: العنق، فإذا وجد فراغًا أسرع قليلاً، ويسمى: النّص" [رواه ابن خزيمة].
وكان صلى الله عليه وسلمَ يقول: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس" [رواه الإمام مسلم].
وكان صلى الله عليه وسلمَ يكره للمسافر وحده أن يسير بالليل، قال: "لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار أحد وحده بليل" [رواه الإمام البخاري].
وكان يكره السفر للواحد بلا رفقة، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلمَ أنه قال: "الراكب شيطان، والركبان شيطانان، والثلاثة ركب" [أخرجه أبو داود: 2609 وصححه الألباني].
وكان يقول: "إذا نزل أحدكم منزلاً، فليقل: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه" [رواه مسلم].
ورد عنه صلى الله عليه وسلمَ أنه كان إذا غزا أو سافر، فأدركه الليل قال: "يا أرضُ ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرّك وشرّ ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما دب عليك، أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود، وحية وعقرب، ومن شر ساكن البلد، ومن شر والد وما ولد" [رواه ابن خزيمة].
وكان يقول: "إذا عرّستم -نزلتم في السفر- فاجتنبوا الطريق، فإنها طريق الدواب، ومأوى الهوامّ بالليل" [رواه مسلم].
وكان إذا رأى قرية يريد دخولها، قال حين يراها: "اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها" [أخرجه النَّسائي في الكبرى: 8776، وحسنه الألباني بشواهده].
هذا بعض هدي محمد -صلى الله عليه وسلمَ- في الأذكار في الأسفار، وما أحوجنا إلى أن يصحبنا ربنا في كل لحظة من لحظات حياتنا، كيف ونحن في السفر في قلق ووجل، وفي خطر ومفاجآت ونزول عند أقوام ليس بيننا وبينهم خصوصيات يرعونها لنا.
إن التوكل على الله -تعالى- عبادة جليلة إذا علمها الله في قلب عبده كفاه ما أهمه.
ولذا فإني أنصح لنفسي ولإخوتي أن يصحبوا معهم كتابًا في الأذكار، يتذاكرونه فيما بينهم، ويتعلمون ما فيه حتى يصبح من عادتهم وطبيعتهم.
اللهم كنا معنا في الرخاء والشدة، وفي الحضر والسفر، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، ولا حول ولا قوة إلا بك.
الحمد لله عدد ما برأ وخلق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- واتبعوا هدي نبيكم -صلى الله عليه وسلمَ- في سائر حياتكم، لقد كان صلى الله عليه وسلمَ ينهى أن تسافر المرأة بغير محرم ولو مسافة بريد "20 كلم تقريبًا" [رواه ابن خزيمة]، وهو عند البخاري ومسلم بلفظ: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم".
وكان يأمر المسافر إذا قضى نهمته –غرضه- من سفره أن يعجّل الأوبة –الرجعة- إلى أهله، وأخبر أن السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه [أخرجه البخاري].
وكان ينهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً، إذا طالت غيبته عنهم، بل يدخل عليهم غدوة أو عشية [البخاري ومسلم].
وهذا من كمال الأدب وعظيم الاحترام بين رب الأسرة وزوجه وأفراد أسرته، وتقدير الخصوصيات بينهم، فمع أن البيت بيته، والملك ملكه، والأسرة أسرته، إلا أن الأدب النبوي اقتضى ألا يدخل الرجل بيته بعد السفر الطويل "3 أيام فأكثر" إلا في حال صحو ويقظة، وهذا إذا لم يتمكن من مهاتفتهم، وذلك حتى لا يشاهد الرجل في بيته ما يكره، ولكي لا ينزعج أفراد الأسرة أو بعضهم بدخول البيت وهم نائمون.
وكان إذا قدم من سفر يُلقّي -يستقبل- بالولدان من أهل بيته، قال عبد الله بن جعفر: "قدم صلى الله عليه وسلمَ مرة من سفر فسبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة: إما حسن وإما حسين، فأردفه خلفه، قال: فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة" [أخرجه مسلم].
وكان أحيانا يعتنق القادم من سفره ويقبّله، قالت عائشة: "قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتي، فأتاه، فقرع الباب، فقام إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- يجرّ ثوبه، فاعتنقه وقبله" [أخرجه الترمذي (5/76، رقم 2732)، وقال: "حسن"].
وعن الشعبي أن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- تلقى جعفر بن أبي طالب فالتزمه، وقبّل ما بين عينيه [أخرجه أبو داود]
وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فركع فيه [رواه البخاري ومسلم].
ويستحب أن يقوم الأصحاب في السفر بتأمير واحد منهم يطيعونه؛ فعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلمً-: "إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمّروا أحدهم" [رواه أبو داود: 2610، وصححه الألباني].
وخير أعداد الأصحاب أربعة؛ فعن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلمَ قال: "خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفًا من قلة" [رواه أبو داود: 2613، وصححه الألباني].
وكان النبي -صلى الله عليه وسلمَ- إذا نزل –استراح- في السفر، فإن كان بليل اضطجع، وإن كان قبيل الصبح نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه [رواه مسلم].
قال أهل العلم: إنما نصب ذراعه لئلا يستغرق في النوم، فتفوت صلاة الصبح.
السير بالليل مستحب إذا لم تكن هناك مخاطر واضحة؛ فعن أنس أنه صلى الله عليه وسلمَ قال: "عليكم بالدّلجة، فإن الأرض تطوى بالليل" [رواه ابن خزيمة].
أما إذا انطوى السير بالليل على خطورة بيّنة، من نعاس سائق أو ضعف أنوار السيارة، أو عدم وضوح الطريق، أو وجود ضباب ونحوه فلا يحسن السير بالليل.
ولا ينبغي للأصحاب التفرق عند النزول في مكان أثناء السفر بل الأفضل الاجتماع والتقارب؛ فعن أبي ثعلبة قال: "كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرّقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-: "إن تفرّقكم في الشعاب والأودية، إنما ذلكم من الشيطان" فلم ينزلوا بعد ذلك منزلاً إلا انضمّ بعضهم إلى بعض" [أبو داود: 2630، وصححه الألباني].
فتفرق الجماعة له سلبيات قد تكون خطيرة، إضافة إلى سلبية مخالفة هذه السنة النبوية الشريفة.
وينبغي مساعدة من يحتاج إلى ذلك من الأصحاب في السفر؛ فعن جابر قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- تخلف في المسير، فيزجي –يساعد- الضعيف، ويردف، ويدعو لهم" [رواه أبو داود].
ويجب التزام أنظمة السير في السفر كما يجب التزامها داخل المدن، ولا يجوز الإخلال بها، لما في التزامها من طاعة من تلزم طاعتهم، قال الله –تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) [النساء: 59]، ولما في التزامها من تحقيق المصلحة ودفع المفسدة.
كما ينبغي تفقد المركبة، والحرص على استيفائها شروط السلامة، ومتطلبات السفر، حتى لا يقع محذور أو مكروه، وربما يمكن أن تقاس على البهائم، قال صلى الله عليه وسلمَ: "اتقوا الله في هذه البهائم، فاركبوها صالحة" [رواه أبو داود]، وقال أنس: "كنا إذا نزلنا منزلاً لا نسبّح -أي لا نصلي النافلة- حتى نحلّ الرحال" [أبو داود: 2553، وصححه الألباني] أي أننا مع حرصنا على الصلاة لا نقدّمها على حطّ الرحال وإراحة الدواب.
ودعاء السفر تُرجى استجابته؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدة على ولده" [رواه أبو داود: 1538، وصححه الألباني].
وإذا خاف من أحد قال: "اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم" [رواه أبو داود: 1539، وصححه الألباني].
وصايا لمن لزمه السفر إلى بلاد يقل فيها الالتزام بالإسلام، فقد يكون السفر إلى مثل تلك البلاد أمرًا لا مناص منه لسبب من الأسباب المشروعة، وحينئذ لابد من تقديم بعض الوصايا؛ مثل:
1- أن يعلم المسافر أن الله –تعالى- مالك الملك كله، وخالق السموات والأرض جميعًا، وهو تعالى مطّلع على الإنسان وغيره في أي زمان ومكان ولا تخفى عليه سبحانه خافية.
2- أن يعلم المسافر أنه قد تنتهي حياته في أية لحظة، فلا بد من الحذر من سوء الخاتمة.
3- أن يحذر المسافر من الازدواجية الرديئة في الشخصية، فلا يكون إنسانًا صالحًا في زمان أو مكان، وإنسانًا منحرفًا غافلاً في زمان أو مكان آخر.
4- أن يأخذ العبرة من حياة الغافلين ويشفق عليهم ويرحمهم.
5- أن يضاعف المسافر الحرص على أداء حقوق الله –تعالى-.
6- عدم الانخداع ببعض المظاهر البراقة؛ فلو فتّش الإنسان عما وراءها لوجد المعاناة الكثيرة والمشكلات الخطيرة في حياتهم.
7- أن يعلم المسافر أن الآخرين يعدونه ممثلاً وسفيرًا لدينه ولوطنه، فهل يرضى الإنسان لنفسه أن يكون مفسدًا لسمعة دينه وجنسيته؟!
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، وانصر عبادك الموحدين، لا تبلغ أهل الفساد بكل أشكالهم وأغراضهم ما يريدون، ورد كيدهم في نحورهم.
اللهم احفظ على هذه البلاد خاصة وبلاد المسلمين عامة الأمن والاستقرار والطمأنينة والاستقامة.
اللهم احفظ هذه البلاد رائدة بدينها وتحكيم شريعة الإسلام، واجعلها سلمًا لأوليائك، حربًا على أعدائك، اللهم انصر بها دينك وكتابك وعبادك الصالحين.
اللهم أرنا في اليهود وأعوانهم من الصليبيين عجائب قدرتك، اللهم املأ قلوبهم خوفًا وذعرًا كما أخافوا إخواننا في العراق وفي فلسطين وفي كل مكان.
اللهم شتت شملهم، وفرق صفوفهم، واشدد وطأتك عليهم، بعزتك يا عزيز يا قوي يا متين.
اللهم أعن أولياء أمورنا للعمل بما يرضيك، وارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الحق وتدلهم عليه.
اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي