الإخلاص -يا أمة الإسلام- أمر عزيز على النفوس، ولا يخشى من عدمه إلا المؤمن، فالمؤمنون يخشون أن يقع في عملهم شيء من الرياء والعجب والسمعة، يخلصون لله -جل وعلا- في أعمالهم وفي حركاتهم وفي سكناتهم، إن أعطوا أعطوا لله، وإن منعوا منعوا لله، وإن أحبوا أحبوا لله، وإن...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن سار على طريقته ونهجه...
أما بعدُ:
فيا عباد الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
واعلموا -يا رعاكم الله-: أن أعمال القلوب هي الأصل، وأن أعمال الجوارج لا تقبل إلا إذا صلحت القلوب: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88 - 89].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، ألا وهي القلب".
وإن أعظم أعمال القلوب -يا أمة القرآن- هو: الإخلاص لله -جل وعلا-، فلا يقبل من إنسان عمل إلا إذا أخلص لله -جل وعلا-، إلا إذا أراد بعمله وجه الله -جل وعلا-، إلا إذا خلص هذا العمل من الشوائب التي تنقصه أو التي تنقضه من حب المدح والثناء، وغير ذلك، والله -جل وعلا- يعلم من نعم الإنسان ما لا يعلمه الإنسان عن نفسه: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19].
فالإخلاصُ -يا أمة الإسلام- أمر عزيز على النفوس، ولا يخشى من عدمه إلا المؤمن، فالمؤمنون يخشون أن يقع في عملهم شيء من الرياء والعجب والسمعة، يخلصون لله -جل وعلا- في أعمالهم وفي حركاتهم وفي سكناتهم، إن أعطوا أعطوا لله، وإن منعوا منعوا لله، وإن أحبوا أحبوا لله، وإن أبغضوا أبغضوا لله: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة: 5]، وقال جل وعلا: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك: 1-2].
قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: أي أخلصه وأصوبه: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف: 110].
وجاء في الحديث من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدينا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
فالمؤمن يراقب الله -جل وعلا- في حركاته وسكناته: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162-163].
نعم -يا أمة الإسلام-، نعم -يا أمة القرآن-، اجتهدوا في تحقيق الإخلاص لله -جل وعلا-، واعلموا أن الإخلاص شرط لقبول جميع الأعمال، فإذا فقد الإخلاص بطل العمل.
واعلموا -يا أمة الإسلام- أن الإخلاص يعظم العمل عند الله -جل وعلا-، تأموا معي -يا رعاكم الله- حديث البطاقة عندما يفرج لذلك الرجل تسعة وتسعين سجلًا من السيئات، ثم يفرج له بطاقة كتب فيها شهادة التوحيد: "لا إله إلا الله"، رجحت وطاشت بتلك السجلات، أتدرون لماذا -يا عباد الله-؟ لأن هذه كلمة التوحيد، قالها صاحبها بإخلاص.
فليس كل من قال هذه الكلمة يدرك ذلك الأجر، وتأملوا معي -يا رعاكم الله- ذلك الرجل الذي أزاح الغصن عن الطريق، فغفر الله -جل وعلا- له وأدخله الجنة، عمل يسير ولكنه عمله بإخلاص لله رب العالمين.
وتأملوا معي -يا رعاكم الله- تلك المرأة البغي التي سقت كلبًا فغفر الله لها وأدخلها الجنة، وتأملوا معي -يا رعاكم الله- عندما عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك، وأراد أن يذكر أصحابه بفضل النية، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما جاء في صحيح مسلم: "إن في المدينة رجالًا ما قطعتم واديًا ولا سلكتم فجًّا إلا كانوا معكم، حبسهم العذر"، أدركوا أجر الجهاد بالنية الصادقة، وربنا يعلم ما في القلوب، علام الغيوب -جل وعلا-، يعلم ما في الصدور، فأدركوا بنيتهم الصادقة.
وتأملوا معي -يا رعاكم الله- عندما فقد الإخلاص أصبح العمل الجليل من أسباب الشقاء والعناء؛ فقد جاء في صحيح مسلم: "إن أول ما يقضى عليهم يوم القيامة رجل استشهد ثم جيء به فعرفه نعمه فعرفها، قال: ما عملت بها؟ قال: جاهدتُ فيك حتى استشهدت. قال: كذبتَ ولكن ليقال: هو جواد" ما ينفع كلام الناس، قال الناس بأن ذلك المجاهد الذي خرج يريد الرياء، الذي خرج يريد أن يقول عنه الناس بأنه جواد، فقيل ذلك الكلام ولم ينفعه ثم أمر به فسحب على وجهه فألقي في النار.
وتأملوا هذه العبادة الأخرى الجليلة: "رجلٌ تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فجيء به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: ما عملت بها؟ قال: تعلمتُ فيك العلم وعلمته، وقرأتُ فيك القرآن. قال: كذبتَ ولكن ليقال: هو عالم، وليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب فألقي على وجهه في النار.
ورجل وسع الله عليه من المال، فجيء به فعرفها نعمه، فعرفها، قال: ما عملتَ بها؟ قال: ما تركتُ من شيء تحب أن أتصدق فيه إلا تصدقتُ، فيقال له: كذبتَ، ولكن ليقال: هو جواد فقد قيل، ثم أمر به ثم سحب على وجهه فألقي في النار".
أعمالٌ جليلة فقد فيها الإخلاص، فأصبح صاحبها من أول ما يقضى عليهم يوم القيامة؛ لأنهم عملوا من أجل الناس، لأنهم راقبوا الناس ولم يراقبوا رب الناس.
ومن فضل الإخلاص -يا أمة الإخلاص-: أن المخلص يدخل الجنة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه، دخل الجنة".
ومن ثمرات الإخلاص: أن المخلص ينال شفاعة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال أبو هريرة للنبي -صلوات ربي وسلامه عليه-: "من أحق الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه".
ومن قال ذلك مخلصًا حرمت عليه النار، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله حرم النار على من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه".
ومن ثمرات الإخلاص -يا عباد الله-: طرح المحبة والقبول، فالمخلص يحبه الناس؛ لأن الله أحبه، فقد جاء في الحديث أن الله -جل وعلا- إذا أحب عبده من عباده نادى جبريل: "يا جبريل، إني أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: أن الله يحب فلانًا فأحبوه، ثم يطرح له القبول"، فإذا تحدث سمع الناس منه، يحبه الناس ويدعون له بالخير، وهذه عاجل بشرى المؤمن كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أرأيت الرجل عندما سئل يعلم العمل ويحبه الناس؟ وفي رواية: فيمدحه الناس؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تلك عاجل بشرى المؤمن".
ومن ثمرات الإخلاص -يا أمة الإسلام-: تفريجُ الكربات، انظروا إلى أصحاب الغار الثلاثة عندما عملوا الأعمال الثلاثة كيف أنجاهم إخلاصهم من الكرب العظيم وانفرجت عنهم الصخرة -يا عباد الله-.
ومن ثمرات الإخلاص -يا عباد الله-: أن العمل يعظم عند الله وإن كان قليلًا.
ومما يساعدنا -يا عباد الله- أن نخلص بأقوالنا وأعمالنا: أن نعظم الله -جل وعلا-، أن نعظم الله، وأن نتعرف عليه بأسمائه، ونعلم علم اليقين بأنه سميع وأنه عليم، وأنه على كل شيء قدير، وأن الناس لا ينفعون ولا يضرون، والذي يجلب النفع هو النار، والذي يدفع الضر هو الله، والذي عنده مصالح الدنيا والآخرة هو الله -جل في علاه تقدست أسماؤه وصفاته-.
ومما يساعدنا -يا عباد الله- على أن نخلص القول والعمل: أن نخشى من مقت الله، فالذي أراد بعمله مدح الناس أو غير ذلك من أمور الدنيا من الجاه والمنصب، وغير ذلك، فإنه معرضٌ لعقوبة الله -جل في علاه-.
ومما يساعدنا على الإخلاص -يا أمة الإسلام-: أن نقرأ في سير المخلصين، نقرأ في سيرالصحابة -رضي الله عنهم-، وكيف اجتهدوا في إخلاصهم، يقول ابن أبي مليكة: "أردكتُ ثلاثين من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخاف النفاق على نفسه".
يقول سفيان الثوري: "ما جاهدتُ شيئًا أشد علي من نيتي، إنها تتقلب علي".
ويقول الشافعي -رحمه الله-: "وددتُ أن ينشر هذا العلم أي علمه ولا ينسب لي منه شيء".
ويقول أيضًا الشافعي -رحمه الله-: "شربتُ ماء زمزم للعلم، فأتاني الله العلم، ويا ليتني شربته للإخلاص".
فيا أيها المربون والمعلمون: أخلصوا في تعليمكم لله -جل وعلا-، علم أبناءك واستحضر أنهم أبناؤك، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة" وذكر منها: "أو ولدٍ صالح يدعو له".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "في النسب أو في التربية والتعليم".
فيا أيها المعلمون: أحضروا النية الطيبة.
أيها الأطباء: أحضروا النية في علاج المرضي، وإن كنتم تتقاضون على ذلك راتبًا ولكن اعلموا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول -كما في الترمذي-: "من زار مريضًا في الصباح صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، ومن زراه في المساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح" فكيف بمَن عالجه؟!
أحضروا النية -أيها الموظفون- أحضروا النية لله في خدمة -عباد الله-، وتسهيل معاملاتهم وانتظروا الأجر من الله، لا تنتظروا الثناء والمدح من الناس، احتسبوا الأجر من الله -جل وعلا-، واعلموا أن قضاء حوائج الناس من أعظم الكربات، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الطبراني والحديث حسن: "ولئن أقضي حاجة أخي المسلم أحب إلي من أن أعتكف شهرًا".
فأحضروا النية في كل شيء، أيها الأب: استحضر النية في النفقة على أولادك وعلى زوجتك، واعلم أن ذلك من أعظم الكربات، فحياة المؤمن كلها عبادة، أكله وشربه ونومه كله عبادة، يقول ابن القيم -رحمه الله-: "ليس بحياة المؤمن عبادات لأنه يستحضر النية في كل أموره".
استحضروا النية بحركاتكم وفي سكناتكم، واعلموا بأن الله -جل وعلا- ينظر إلى قلوبكم، ولا ينظر إلى صوركم وأن الأعمال تعظم على ما يعظم في القلوب.
هذا، واعلموا أن الله أمركم بالاستغفار، فاستغفروا الله -جل وعلا- من كل ذنب وخطيئة، أستغفر الله الذي يرانا ويعلم سرنا ونجوانا، أستغفر الله من كل ما يخالف الإخلاص، أستغفر الله من النفاق، وأستغفر الله -جل وعلا- من السمعة ومن الرياء ومن العجب، أستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
اللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا علمناها يا الله أو لم نعملها.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله -جل وعلا-، واحذروا ما ينافي الإخلاص، ومن أعظم ذلك: الرياء، الرياءُ خافه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال الحبيب -صلوات ربي وسلامه عليه-: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" قالوا: يا رسول الله، وما الشرك الأصغر؟ قال: "الرياء".
وقد ورد ذلك في الحديث الآخر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: "إن الرياء في هذه الأمة أشد خفاء من دبيب النمل" فقال أبو بكر: ما المخرج يا رسول الله؟ فأرشده النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى دعاءٍ يقوله، وإذا قال ذلك الدعاء سلم من صغيره وكبيره: "اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم، ونستغفرك لما لا نعلم".
واحذروا من دقائق الرياء، ومن دقائق الرياء -يا عباد الله-: أن الإنسانَ يسمعُ عن الإخلاصِ وعن فضله وما ينتج عنه في الدنيا، فيخلص لذلك العمل حتى يدرك تلك الفائدة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "روي أن أبا حامد الغزالي عندما سمع القول الذي يقال وهو حديث موضوع ذكره ابن الجوزي في الموضوع: من أخلص لله أربعين يومًا، تفرجت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. يقول أبو حامد: فأخلصتُ أربعين يومًا فلم يتفجر شيء، يقول: فقلتُ لأحد العارفين في ذلك، قال: لأنك أخلصت للحكمة، ولم تخلص لله -جل وعلا-، فقد يخلص الإنسان ويريد بذلك الإخلاص أن ينال منزلة في الدنيا.
ومن دقائق الرياء -يا عباد الله-: أن الإنسان يذم نفسه أمام الناس ويقول: أنا إنسان مسكين أو ضعيف أو قليل العلم والمعرفة حتى يقول عنه الناس بأنه متواضع، ونحو ذلك، والله -جل وعلا- يعلم سره ونجواه.
وكذلك -يا عباد الله- يخلص الإنسان ولا يريد أن يطلع أحد على علمه ولكن يريد من الناس أن يجلوه وأن يعظموه وأن يقدروه، وأن يقدموه في المجالس كأنه يريد أن يتقاضى على إخلاصه شيئًا من الناس، وهذا من دقائق الرياء.
فأخلصوا -يا عباد الله- في أعمالكم وأقوالكم ترفع الدرجات عند رب الأرض والسموات، وتأملوا -يا عباد الله- ذلك الرجل الذي تصدق ب"صدقة" نكرة قد تكون بريال واحد، فما هو الثواب؟
أن الله -جل وعلا- يظله بظله عندما تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل فذكر الله خاليًا لا يراه أحد من الناس ففاضت عيناه.
فأصبحت تلك الدمعة من أسباب أن يظل في ظل عرش الرحمن -جل وعلا-.
فأخلصوا القول لله -جل وعلا-، وجاهدوا أنفسكم، ومن أعظم ما تصحح به النفوس والقلوب والنيات: أن الإنسان يحاسب نفسه دائمًا وأبدًا ماذا أراد بهذا العمل؟ ماذا أراد بهذا القول؟ هل أراد به وجه الله -جل وعلا-؟ أم أراد المدح والثناء من الناس؟
فاتقوا الله -يا عباد الله-، وأخلصوا في أقواكم وأعمالكم.
واعلموا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ به في نفسه، فقال جل من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، إنك يا رب تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اللهم أصلح فساد قلوبنا.
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل، اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل.
اللهم املأ قلوبنا حبًّا لك، وإجلالًا لك، وتعظيمًا لك، ومراقبةً لك يا رب العالمين.
اللهم لا تجعل في قلوبنا لأحدٍ سواء شيئًا.
اللهم يا حي يا قيوم، اجعل أعمالنا لك، وأقوالنا لك، وتركنا من أجلك، وفعلنا من أجلك يا رب العالمين.
اللهم يا حي يا قيوم املأ قلوبنا صدقًا وإخلاصًا يا رب العالمين، وطهرها من سائر الشوائب والأمراض يا رب العالمين.
اللهم يا حي يا قيوم، أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم أعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين، اجمع يا رب قلوبهم، وحد صفوفهم، انصرهم على من ظلمهم، انصرهم يا رب على من ظلمهم، احفظ علينا يا رب ديننا وأمننا واستقرارنا، وفق ولاة أمرنا لكل خير، ارزقهم الجلساء الصادقين الناصحين يا رب العالمين.
اللهم يا حي يا قيوم، أحسن لنا الختام، واجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة التوحيد.
اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة، اجعلنا من يطول عمره، ويحسن عمله، أظلنا في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك، بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، اجعلنا من يقال لهم يوم القيامة: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) [الحاقة: 24].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90] فاذكروا الله يذكركم، اشكروه على نعمه يزدكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي