بدعة المولد النبوي

محمد بن حسن المريخي
عناصر الخطبة
  1. حال الناس قبل البعثة النبوية وبعدها .
  2. أثر الفرق الضالة في نشر البدع .
  3. مقتضيات شهادة أن محمدا رسول الله .
  4. فضل التمسك بالسنة وخطر البدع .
  5. فرية الاحتفال بمولد الرسول -صَلى الله عليه وسلم- وبعض حجج المحتفلين به والرد عليها .

اقتباس

صاحب السنّة موفق مسدد حبب الله إليه السنة، وكره إليه البدعة، فاستنارت بصيرته، فأراه الله الحق حقاً، وتفضل عليه بإتباعه، وأراه الباطل باطلاً، ومنّ عليه باجتنابه. صاحب السنّة لا يأذن بتلطيخها بما ليس فيها ولا يلوي أعناقها، ويكسر أغصانها ليدخل فيها...

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، فأبان به السبيل، وهدى به إلى الصراط المستقيم، أحمده سبحانه وأشكره على سوابغ نعمه وآلائه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على شريعته، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأبرار، والتابعين الأخيار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فيا أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى- وعضوا على دينه، وتمسكوا بالسنة المطهرة، واعرضوا عن البدع، واهجروها وأهلها.

عباد الله: إن الله -تعالى- بعث رسوله محمدا -صَلى الله عليه وسلم- على حين فترة من الرسل، حين استحكمت الضلالة، واشتدت الظلمة، وتاه الخلق في جاهلية جهلاء، وسبل عمياء، لا تعرف من الحق رسماً ولا نصيباً، فكانت رسالة النبي -صَلى الله عليه وسلم-، ووظيفته هي إخراج الناس من داعية أهوائهم، وتقليد آبائهم إلى إتباعه وأتباع سنته، وحين قام النبي -صَلى الله عليه وسلم- في الناس بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فسرعان ما عارض الأشقياء معروفه بالمنكر، وقابلوا دعوته بالكفر، لكن الله -تعالى- أعلى كلمته، وأظهر دينه، فقام رسول الله -صَلى الله عليه وسلم- بما أوجب ربه -عز وجل- وهدى الله به إلى الحق, وأنقذ به كثيراً من الخلق، ولم يمت رسول الله حتى بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وأكمل الدين، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وخاف على الناس أن يعودوا لداعية أهوائهم، ويتركوا إتباعه، أو يقلدوا غيرهم، ويتركوا سنته، لهذا فقد أنذر وحذر، وأخبر بظهور الفتن واندراس السنن، وفشوّ البدع، وحذر من أهل الأهواء الذين تشعبوا، وتفرقوا بعد عصر النبوة.

أيها المسلمون: لم تمض السنون حتى ظهر العقلانيون وعلى رأسهم: المعتزلة، وغلت الصوفية، وخرجت الخوارج، ونبتت المرجئة، وتشعبت الفرق، وتنكب بعض الخلق طرق السنة، وتاهوا في ضلالات الطرق، وهذا كله راجع إلى ترك السنة، والجهل، وتغليب الهوى، وتحكيم العقل، وتقليد الآباء، ورد الحق لأجل الأشياخ والمتبوعين، وهذه رباعية البدع، وعدائية السنن، والهوى، وتحكيم العقل، والتقليد والجهل؛ ولأجل هذا توافرت الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين، والأئمة المهديين، وتضافرت على الحث على لزوم السنة وإتباع هدي النبي -صَلى الله عليه وسلم-، واجتناب البدع والمحدثات.

وقد حفل القرآن العظيم بآيات الإتباع والطاعة، وأن إتباع النبي -صَلى الله عليه وسلم- هو علامة المحبة الحقة، يقول الله -تعالى-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آل عمران: 31]، ويقول جل وعلا: (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) [النـور: 54]، وقال: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر: 7]، وإنه ليس بعد النبي -صَلى الله عليه وسلم- إلا إتباع الهوى شاء المرء أم أبى، وهذا ما حكم الله -تعالى- به وقضى، فقال: (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ) [القصص: 50].

وأهل الأهواء هم المعرضون عن السنن" (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طـه: 124]، وهكذا هم أهل البدع ضيق وضنك وحرج، فلا انشراح في الصدر ولا طمأنينة؛ لأن الهدى لا يكون إلا في الإتباع: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) [طـه: 123].

أيها المسلمون: إن شهادة أن محمدا رسول الله تتطلب العمل بها، وتقتضي تحقيقها بالعمل والبراهين، وإن مقتضى هذه الشهادة هو طاعته صَلى الله عليه وسلم فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع، فلا يجوز التقرب إلى الله -تعالى- بدين أو عبادة لم يشرعها رسول الله، فلا يجوز إتباع الأقوال المخالفة للسنة مهما كان قائلها، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله -صَلى الله عليه وسلم-، كما قال الإمام مالك -رحمه الله-، ويقول الإمام الشافعي: "أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله لم يكن له أن يدعها لقول أحد"، ويقول الإمام أحمد: "عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان"، يقول تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63].

وكما أن الإسلام هو استسلام لله، وانقياد له بالطاعة، فإن الدليل إذا قام، والخبر إذا صح عن المعصوم -صَلى الله عليه وسلم- وجب التسليم به، والإذعان له: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب: 36]، وكان رسول الله يقول في خطبته: "إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صَلى الله عليه وسلم-، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وفي الصحيح من حديث العرباض -رَضي الله عنه- أن النبي -صَلى الله عليه وسلم- قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة" (أخرجه أبو داود والترمذي).

أيها المسلمون: السنّة كلها خير ولزومها فلاح ونجاح وتوفيق، والسنّة هي الإتباع وترك الابتداع، وهي الوقوف على حدود الشريعة فلا يقصر فيها ولا يتعداها، وصاحب السنّة موفق مسدد حبب الله إليه السنة، وكره إليه البدعة، فاستنارت بصيرته، فأراه الله الحق حقاً، وتفضل عليه بإتباعه، وأراه الباطل باطلاً، ومنّ عليه باجتنابه، صاحب السنّة لا يأذن بتلطيخها بما ليس فيها ولا يلوي أعناقها، ويكسر أغصانها ليدخل فيها ما تبرأت منه.

أيها المسلمون: وخلاف السنّة البدعة والضلال المبين ومتابعة الهوى وما يستحسنه العقل وتميل إليه النفس، ذمها الله -تعالى- وأهلها: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ) [محمد: 16].

سماها رسول الله: ضلالة؛ لأن المبتدع يضل في الهوى فلا يلتفت إلى دليل، وإذا التفت إليه فبتأويله، ولي عنقه، والتخلص منه ليوافق هواه وما يشتهيه، والله -تعالى- حذر من طريق أهل الضلال في الاستدلال، فقال: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ) [آل عمران: 7].

المبتدع ببدعته جعل نفسه شرعاً مع الله -تعالى-، وهو ببدعته يزعم أن الدين ناقص فيأتي ببدعته، والله -تعالى- يقول: (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة: 3] يبذل نفسه ويفني عمره في البدعة معرضاً عن السنة.

المبتدع مردود عليه عمله، ذاهب جهده هباءً؛ يقول رسول الله -صَلى الله عليه وسلم-: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، ويقول عليه الصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".

كما نرى نشاط بعض الإذاعات والفضائيات في نقل هذه البدع، وتلك الخرافات، والترويج لها مع ما هم عليه من مخالفات، ونقل هذه الطقوس نقلا حيا ليغتر به العوام، ويظنه الناس من دين الله، لا سيما إذا شارك فيه من حسب على الدين والعلم.

أيها المسلمون: إن من أفرى الفرى وأشنع المبتدعات: الاحتفال بمولد رسول الله، هذه البدعة المنكرة التي لا تزال تعشعش بين بعض المسلمين، وتظهر كلما لاح هلال شهر ربيع الأول.

ولا يخفى على العقلاء بدعة هذا الاحتفال فقد مضت القرون الفاضلة خالية مطهرة منة، ومن غيره من البدع، ثم ابتدعه العبيديون أعداء الله في القرن الرابع الهجري، وما زال المبتدعة يحرصون عليه منذ عهد العبيديين الزنادقة مع بيان أهل السنة لهذه البدعة وبطلانها وخطورتها على الدين والسنة، ويأبى المبتدعة إلا إظهارها تحت أدلة واهية، وفتاوى هزيلة، وآراء ضعيفة، وأعذار قبيحة، يتعللون به، كما يزعمون حتى نعرف أبناءنا بأن لنا رسولا ونبيا، ومرة يعللون فعلهم بأنه احتفال بالنعم، ومرة يحملون نصوصا شرعية من كتاب الله وسنة رسوله ما لا تحتمله، يأتون بتفسيرات لآيات من كتاب الله ما قالها أحد من المفسرين، ولا وجود لها إلا في مؤلفاتهم ودفاترهم، ويستدلون على مشروعية الاحتفال بالمولد بسرد مؤلفات من قال به وحسنه، وأحيانا يستدلون على مشروعية الاحتفال بالطعن والسب والنبز فيمن قال ببدعة الاحتفال بالمولد، يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "ليس للاحتفال بالمولد أساس من الدين، فلم يفعله رسول الله ولا صحابته ولا التابعون، ومن اتبعهم بإحسان، بل إن رسول الله أمر بمتابعته على سنته وسنة خلفائه، يقول: "عضوا عليها بالنواجذ"، وحذر من المحدثات، فقال: "وإياكم ومحدثات الأمور"، وعم البدع كلها بالضلالة: "فإن كل بدعة ضلالة"، وقال رحمه الله: "ليس للمولد أساس من التاريخ فإنه لم تثبت ولادة رسول الله في ربيع الأول ولا في اليوم الثاني عشر منه، بل اضطربت الأقوال في ذلك، ويقول: "إن الاحتفال بالمولد من جملة البدع التي ابتدعها الناس في شهر ربيع الأول".

ولو كان الاحتفال بمولده صَلى الله عليه وسلم فضيلة أو فيه حرف من الخير ما تركه الصحابة الكرام، فهم أحب الأمة لله ورسوله وأعلم بالوحي فدوه بأرواحهم وأنفسهم وأهليهم وأولادهم، تدلكوا بنخامته، وشربوا دمه، وتسابقوا على قطرة الوضوء تنطف من لحيته، واتخذوا عرقه دواءً لهم، ووقفوا بصدورهم العارية في مواجهة النبال والسهام حماية له صَلى الله عليه وسلم، فهل يعقل أن يترك هؤلاء مثل هذا وهم أشد الناس حباً له واحتراماً وتضحية لدينه وسنته؟ وهل نسينا رسولنا حتى نجعل له يوما نتذكره فيه ومتى نسي المسلمون رسولهم؟ وكيف ينسوه وهم يصلون عليه في كل يوم عدة مرات بل عشرات المرات ويسمعون المؤذن في كل يوم خمس مرات يشهد أن محمدا رسول الله؟ ثم كيف يجهل أبناؤنا الرسول -صَلى الله عليه وسلم- وهم يشاهدون آباءهم وأمهاتهم يصلون عليه ويذكرون من سيرته وأحاديثه وسنته؟ يقول الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود -رحمه الله-: "أما الاحتفال بالنعم أو بميلاد النبي أو بالإسراء فإنها كلها من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان فهي من محدثات الأمور التي نهى عنها رسول الله، وهذا رد من الشيخ -رحمه الله- على المجوزين لبدعة الاحتفال بالمولد من باب أنه احتفال بالنعم، ويقول الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي -رحمه الله-: "إن العلماء المحققين حكموا بأن الاحتفال بليلة المولد من البدع ويستدلون بقوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ) [يونس: 58]، والاستدلال بهذه الآية على جواز الاحتفال البدعي من التقول على الله -تعالى-، فما قال أحد المفسرين بمثقال ذرة من علاقة لها بالمولد، وفسروا الآية: فليفرحوا بالقرآن وبالإسلام، وهذا تفسير ابن عباس الذي نقله السلف عنه -رضي الله عنهما-، وهذا التقول من تحميل النص ما لا يحتمله، وهو تزوير وكذب وافتراء.

وإن كل نص شرعي لم يثبت عن السلف أنهم عملوا به على حال، فما زعمه المتأخرون دليلاً إذ لو كان دليلا لم يغب عن السلف مجتمعين ثم يعلمه الخلف متفرقين، وأما اعتبار عمل المولد بدعة حسنة، فالجواب على هذا: بأن تقسيم البدعة إلى سيئة وحسنة عمل مصادم لقول رسول الله: "كل بدعة ضلالة"، فمن قسم البدعة إلى حسنة وسيئة فقد زعم أن ليس كل بدعة ضلالة؛ لأن منها ما هو حسن، وفي هذا سلب للعموم الظاهر المراد من تلك الكلمة الجامعة من رسول الله، ومن زعم أن الاحتفال بالمولد بدعة حسنة فقد رد على رسول الله قوله: "كل بدعة ضلالة"، وإن أراد أنها مستثناة من هذا العموم فلا دليل عنده على ذلك، وأنى لهذه البدعة أن تكون حسنة وهي من اختراع العبيديين الغلاة المارقين؟ وأخر ما يستدلون به تعداد المؤلفات التي ألفت في الاحتفال بالمولد، وفي الحقيقة أن كثرة من ألف في الاحتفال لا يعطيه الحق ليكون مشروعا أو حقا؛ لأن الباطل باطل ولو زخرفه أهله بالذهب، يقول ابن حجر -رحمه الله-: "إن كثيرا من الكتب التي ألفت خصوصا في المولد النبوي الشريف ملئت بالأكاذيب والموضوعات التي تخالف العقل وتسيء إلى رسول الله أولاً، وإلى الدين الإسلامي ثانياً، ويقرأه الناس عالمهم وجاهلهم ولم يحصل إنكار من العلماء إلا في القليل على ما جاء في تلك الكتب من الأقاويل الواهية والمدائح الغير صحيحة المزرية، ويقول: "الأكثرية ليست دليلا على الحق كما قال تعالى: (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ) [الأنعام: 116]، ويقول: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف: 103]، وإن استحسان الكثيرين ليس بحجة ولا يحتج به إلا من أفلس في ميدان إقامة الأدلة الصحيحة.

أيها المسلمون: اشكروا الله على نعمة متابعة السنة والبراءة من البدعة، وادعوا لولاة أموركم في هذه البلاد الذين كانوا، وما زالوا على عقيدة السلف عقيدة الكتاب والسنة وعلى رأسهم الشيخ جاسم المؤسس الذي حفظ الله به العقيدة من الانحراف والاعوجاج.

وهذا يدعونا إلى أن نحافظ على عقيدتنا صافية نقية مهما قال المبتدعة، وزينوا بدعهم، فستبقى بدعة وما يزيدها إلا إيضاحاً، وبياناً لبدعيتها.

فاستمسكوا بالسنة -رحمكم الله- فإنها البصيرة والنجاة وما ضل الناس إلا بابتداعهم في دين الله -تعالى-، وجرأتهم على رسوله.

حفظ الله علينا ديننا وعقيدتنا عقيدة السلف الصالح، وجنبنا البدع والمبتدعة.

بارك الله لي ولكم...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي