لماذا الخلاف والدين واحد، والقرآن واحد، والقبلة واحدة؟ لماذا الفرقة والأصل واحد، والأمة واحدة؟ لماذا الفرقة والخلاف والوطن يجمعنا، والبلاد تضمّنا، ومصلحة البلاد غايتنا؟ إلى متى الفرقة ونحن ندرك ما فيها من ضرر وفساد؟ فهل يختلّ نظام المجتمع، وتنتشرُ الفوضى والاضطرابات، وتتصدعُ أركان الأمة، وتتهددُ عروشها، وتنهَدّ حضاراتها؛ إلا بتفرقِ أهلها وتنازعِهم؟ وهل تتعطل مصالحُ البلاد ومنافعُ العباد إلا...
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ثم أما بعد:
إخوتي الكرام: مع خلق آخرَ من مساوئ الأخلاق، وخصلة من قبيح الخصال، مع داء خطير يهدد كيان الأسَر والمجتمعات والدول، نحتاج إلى أن نحْذرَه ونقِيَ أنفسنا ومجتمعنا من شره وخطره وضرره، ذلكم هو داء الفرقة والخلاف؛ داء خطير، إذا دبّ في أسرة تشتت شملها، وإذا دبّ في مجتمع تقطعت أوصاله، وإذا دبّ في دولة حل بها الدمار والخراب.
والفرقة والخلاف؛ تضارب في المصالح، وتناقض في الآراء، إلى حدّ التقاطع والتدابر والنزاع والقتال.
الفرقة والخلاف؛ تمزق في الصف، وشتات في الأمر، وانحراف وضلال.
وليس مجردُ اختلافِ الأفهام وتباينِ الآراء بمنكر ولا مستغرَب، بل هو من طبع البشر، ولكنّ الاختلاف المذموم هو الذي يؤول إلى خلاف وفرقة ونزاع وشقاق، ويكون سبباً للتقاطع والتدابر والتنافر والحسد والحقد والكراهية والبغضاء.
الفرقة والخلاف داء ابتلي به كثير من الناس، ودأبوا من خلاله على إحياء بذور الشقاق وغوائل الشرور بين المسلمين، يتخاصمون ويتقاطعون ويتدابرون لأسباب شخصية وأمور مادية تافهة.
الفرقة بين الناس كبيرة من كبائر الذنوب، حرّمها الله ورسوله في نصوص كثيرة؛ لما يترتب عليها من فساد كبير وضرر جسيم، فقال ربنا -سبحانه-: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 105]، وعن أبي أيوب الأنصاري -رَضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- قال: "لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيُعرض هذا ويُعرض هذا، وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام" (متفق عليه).
الفرقة بين الناس سبب في حرمان الخير والفضل، فعن أبي هريرة -رَضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- قال: "تفتح أبوابُ الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفرُ لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيُقال: أنظِرُوا هذين حتى يصطلحا، أنظِرُوا هذين حتى يصطلحا، أنظِرُوا هذين حتى يصطلحا" (رواه مسلم).
الفرقة بين الناس من عمل الشيطان وكيده، قال ربنا -سبحانه-: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 91]، وعن جابر -رَضي الله عنه- قال: سمعت النّبيّ -صلى الله عليه وسلمَ- يقول: "إنّ الشّيطان قد أيِسَ أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب، ولكن في التّحريش بينهم".
الفرقة بين الناس سبب في الهزيمة والفشل، قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46]، وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وآله وسلم-: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟" قَالُوا: "بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ" قَالَ: "إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ، لَا أقُولُ إنَّها تحلِقُ الشَّعَرَ، ولَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ" (أخرجه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود وابن حبان).
وللفرقة والخلاف مظاهر عديدة، وصور خطيرة، وأشكال كثيرة، تبيّن مَدى تقهقر وتوتر العلاقات الاجتماعية بين الناس، حتى بين أبناء الأسرة الواحدة والرحم والقرابة، ولعلها من إفرازات ضعف الأخوّة والصلة بين المسلمين، بل بين ذوي القربى وأهل الأسرة الواحدة، فيؤلمك ما آلَ إليه أمرُ كثير من الناس من التفكك الاجتماعي الرهيب، حتى حصلت النزاعات، ونشبت الخصومات، ورُفِعَتِ الدّعاوى، وكثرت الشكاوى، من أجل خلافات يسيرة حول شيء حقير من حطام هذه الدنيا الفانية، ولربما تضخمت المشكلة، وتعقدت القضية، وتدخل أهل الإصلاح، فيأبى المتخاصمون إلا التشفيَ والانتقامَ والثأرَ وتحكيم حظوظ النفس والهوى.
فرقة وخلاف بين الأقارب؛ بيوت وأسر عصفت بها الخلافات، فتقاطع الأبناء والآباء، قاطع الأبناء آباءهم، وأهمل الآباء أبناءهم، وهجر الأخ أخاه، ووقع الطلاق بين الزوجين، ووقع الهجر بين الأقارب، وربما القتال بين أبناء العمومة والخؤولة، والله -عز وجل- يقول: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) [محمد: 22 - 23].
فرقة وخلاف بين الجيران؛ حيث التقاطع كبير، والتدابر واضح بين كثير من الجيران -هداهم الله- الجارُ الذي فرَضَ له الإسلام حقوقاً كثيرةً، قد تمرّ على بعض الناس أشهر، بل أكثر، وهو لا يعرف عن جاره شيئاً، من مرض أو موت أو همّ أو حاجة.
فرقة وخلاف بين الأصدقاء؛ بين من تربطهم علاقة صداقة وصحبة وأخوّة في الدين، فتتحول الصداقة إلى عداوة، والأخوة إلى بغضاء.
فرقة وخلاف بين أبناء المجتمع الواحد؛ الذي يعيش في وطن واحد، وتجمعه مصالح ومنافع وغايات وأهداف، فلا ترى إلا صراعا، وقتالا، وسبا وقذفا، وسرقة ونهبا، وخيانة وغشا، ومكرا وخديعة.
غلب الشقاق على حياة كثير من الناس إلا من عصم الله، وسادت القطيعة، وعم الجفاء والشحناء، وتنافرت القلوب، وسادت الوحشة والظنون السيئة، وراجت سوق الغيبة والنميمة والبهتان وتناول أعراض الناس، والسعي في الفساد بينهم، فتعمقت الفجوة، واتسعت الهوة، فأصبحت حالة كثير من الناس محزنةً للصديق مفرحةً للعدو -والله المستعان-.
فرقة وخلاف بين أبناء الأمة الواحدة؛ التي يشهد التاريخ أنها مرتْ عليها فترات من تاريخها اتحدت فيها صفوفُها واجتمعت كلمتها، فعاشت عزيزة كريمة مرهوبة الجانب، إلى أن دبّ إليها داء الفرقة والخلاف، فانقسمت الأمة الواحدة إلى أحزاب متناحرة، وفِرق متناثرة، ولا يزال هذا الداء العضال والمصاب الجلل جاثماً في جسد هذه الأمة، ومستحوذاً على قلوب الشعوب، فذلت الأمة بعد عز، وضعفت بعد قوة، وتفرقت بعد وحدة، وتخلفت بعد ريادة، فهان أمرها وأصبحت مطمعا لكل عدو وحاقد.
فيا أمة الإسلام: لماذا الخلاف والدين واحد، والقرآن واحد، والقبلة واحدة؟ لماذا الفرقة؛ والأصل واحد، والأمة واحدة؟ لماذا الفرقة والخلاف؛ والوطن يجمعنا، والبلاد تضمّنا، ومصلحة البلاد غايتنا؟ إلى متى الفرقة؛ ونحن ندرك ما فيها من ضرر وفساد؟ فهل يختلّ نظام المجتمع، وتنتشرُ الفوضى والاضطرابات، وتتصدعُ أركان الأمة، وتتهددُ عروشها، وتنهَدّ حضاراتها؛ إلا بتفرقِ أهلها وتنازعِهم؟ وهل تتعطل مصالحُ البلاد ومنافعُ العباد؛ إلا بالتفكك، والتعصب للآراء، واتباع الأهواء؟ وهل يتسلط الأعداء ويتمكنون من رقاب الناس؛ إلا بتضارب الآراء، وتحكيم الشهوات والأهواء، وانتشار الأحقاد والحزازات الشخصية والنزَعات الفردية؟ فإلى متى التفرق يا أمة الوحدة والألفة والإخاء؟
نعوذ بالله من قسوة القلوب، وتبلد المشاعر، وضُمُور الضمائر، وموت الأحاسيس، واستحكام الدنيا في النفوس، فلأجل حفنة من المال، أو شبر من الأرض، أو مشادّة كلامية، أو وشايةٍ نقلها مغرٍ، أو شائعة، أو سوء فهم، تنقطع الأواصر، وتنحل الوشائج، وتنفصم عرى المحبة، وتتحول إلى ضغائن وأحقاد، وتشهير بالمجالس، وظنون سيئة، بل وإلى قطيعة مستديمة، وفُرقة مستحكمة -والعياذ بالله-.
فأين المسلمون من الوحدة والتضامن والتعاون والتآزر والتعاطف والتراحم، وديننا يحث على التآلف والمودة واجتماع الكلمة ووحدة الصف، ويحذر من التنافر والفرقة والشقاق والتنازع؟ فكان من أهم ما جاء به الإسلام بعد عقيدة التوحيد وكلمة التوحيد، توحيدُ الكلمة ولمّ الشعَث وجمعُ الشمل؛ لأن في ذلك سِرّا في بقاء أهل الإسلام، وضمانة لانتصارهم على أعدائهم، وصلاحا لأمورهم في دينهم ودنياهم وأخراهم، يقول عز وجل: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران: 103].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رَضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".
وما شرع الإسلام صلاة الجمعة والجماعة والعيدين، وما شرع الزكاة والحج ونحوها، إلا لمواساة المسلمين بعضهم بعضاً، وليحصل الوئام والتآلف بين الناس.
وما آخى النبي -صلى الله عليه وسلمَ- بين المهاجرين والأنصار، وقضى على ما كان بين الأوس والخزرج إلا طلباً لمصلحة الاتحاد والإخاء.
وما ظهر أمر المسلمين وقويت شوكتهم، وانتصروا على أعدائهم، وفتحوا البلاد، وقادوا العباد، وصاروا أئمة هدى، ومصابيح دجى، ودعاة خير وتقى، إلا باتحادهم ووحدتهم وتضامنهم، وبقراءة التاريخ الإسلامي يتجلى ذلك بحمد الله.
فمن أهم ما يميز هذه الأمة الإسلامية: أنها أمة متوادة متراحمة متكاتفة متلائمة متحابة، تبني أفرادها، وتقيم مجتمعاتها على أساس التعاون المشترَك والتقدير المشاع، وتؤسسها على قواعد الحب المتبادل، والتعامل الرفيق، والسلوك الرقيق.
لا مكان في المجتمع الإسلامي للأثرة الممقوتة، والأنانية البغيضة، والفردية المتسلطة، قلوب أفراده مفعمة بالمحبة لإخوانهم، وألسنتهم تلهج بذكر محاسنهم، وعَـدّ فضائلهم، حَذِرَة من الوقيعة في أعراضهم، والنيل من كرامتهم، لا يحملون الحقد الدفين، ولا ينشرون الكذب المبين، فهذا مسلك أهل اللؤم والوضاعة، والخسة وقلة المروءة.
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب *** ولا ينال العُلا من طبعُه الغضب
عباد الله: عليكم بالطاعة، ولزوم الجماعة؛ فإنها سبب في قوتكم وعزكم وأمنكم، وإياكم والعصبيةَ ومفارقة الجماعة، فذاك من عمل الجاهلية التي أنقذنا الله -تعالى- منها بالإسلام؛ فعن أبي هريرة -رَضي الله عنه- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلمَ- أنّه قال: "من خرج من الطّاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات ميتة جاهليّة. ومن قاتل تحت راية عِمّيّة، يغضب لعَصَبة، أو يدعو إلى عَصَبة، أو ينصر عصبة، فقتِلَ، فقِتلة جاهليّة. ومن خرج على أمّتي، يضرب برّها وفاجرها، ولا يتحاش من مؤمنها، ولا يَفِي لذي عهد عهدَه، فليس منّي ولستُ منه" (رواه مسلم).
عليكم بالتعاون والوفاء؛ ففيه نجاحكم ونجاتكم، وإياكم والتخاذلَ والخيانة، فذلك سبب في الضعف وغضب الله -سبحانه-؛ فعن أبي هريرة -رَضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له، ورجل يبايع رجلا بسلعة بعد العصر، فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدّقه، فأخذها، ولم يُعطَ بها" (رواه البخاري).
اقطعوا الطريق على من يكيد لدينكم، ويدبر السوء للنيل من بلدكم؛ بإيمانكم وتماسككم ووحدتكم وتضامنكم وأخُوّتِكم، يقول ربنا -سبحانه-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10]، ويقول نبينا -صلى الله عليه وسلمَ-: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحُمّى" (متفق عليه من حديث النعمان بن بشير -رَضي الله عنه-).
حَصّنوا عقول أبنائكم من الأفكار الهدامة، والآراء الشاذة، والسلوكيات المنحرفة، التي تستهدف أمنكم وتزعزع استقراركم؛ بحسن توجيههم وتعليمهم، وزرع المحبة في قلوبهم، وتربيتهم على رعاية أخوّة الدين، ورباط الأخوّة الإسلامية، بعيداً عن النعرات والعرقيات، وفي منأى عن الحزبيات والحزازات، وأن يسعوا لإصلاح ذات البين، وحفظ الألسن من الوقيعة في الأعراض، وسلامة القلوب من الغل والشحناء والحقد والبغضاء، وأن يقفوا سداً منيعاً أمام الجرائم الأخلاقية، والأمراض الاجتماعية، وغوائل الشرور، وبوائق القطيعة، وأدواء القلوب والصدور، حتى يسلم المجتمع من التفكك الاجتماعي، والتمزق الأسري، بل والخلاف العقدي والسياسي والفكري، وغيرها مما يأتي على بنيان المجتمع من القواعد، ويُحوّله إلى فئات متناحرة، في صراع دائم، وتفكك مستمر، ومحن متكاثرة، وفتن كقطع الليل المظلم.
التزموا بأخلاق الإسلام وآدابه وأحكامه؛ فهي مصدر عزكم وقوتكم وسعادتكم في دنياكم وفي أخراكم: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
فاللهم اجمع شملنا ووحد صفوفنا، واجعلنا إخوانا متحابين على الخير متآلِفين، يا رب العالمين.
اللهم إنا نعوذ بك من الفرقة والخلاف، ونعوذ بك من الشقاق والنزاع، ونعوذ بك من داء وبلاء، ونعوذ بك من المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم اجمع شملهم، ووحد صفوفهم، وفرج همومهم، ونفس كروبهم، وانصرهم على أعدائهم يا قوي يا عزيز.
وصل اللهم وسلم وبارك على حبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180 - 182].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي