حقيقة الانتماء للإسلام

عادل العضيب
عناصر الخطبة
  1. فضل نعمة الإسلام .
  2. مقتضيات الانتماء الحقيقي إلى الإسلام .
  3. بذل السلف لتضحيات عظيمة لنصرة الدين .
  4. كيف ننصر ديننا ونعتز به؟ .

اقتباس

لقد قام هذا الدين على جماجم وأشلاء رجال ضحوا لأجله بكل شيء، واقرءوا تاريخ أسلافكم؛ لتروا شيئًا من تضحياتهم لأجل دين الله،.. وهاجر المهاجرون وتركوا ديارهم وأموالهم لأجل دين الله، والله ما خرجوا للدنيا، ولكن لأجل الدين. ونصر الأنصار رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وآووهم، وهم يعلمون أن العرب سترميهم عن قوس واحد، لكنهم ضحوا لأجل دين الله.

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، شرع لنا دينًا قويمًا وهدانا صراطًا مستقيمًا، وأسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنةً، وهو اللطيف الخبير.

أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً أدخرها لليوم العظيم.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فيا عباد الله، أيها المسلمون: ذكر ابن كثير –رحمه الله- في ترجمة بشر بن الحارث، والذي كان يلقب ببشر الحافي؛ أنه جاء ليلةً من الليالي ليدخل البيت، فدخل برجله في الدار وبقيت الأخرى خارج الدار، فاستمر كذلك وقتًا طويلًا، فقيل له: فيم تفكرت ليلتك؟ قال: تفكرت في بشر النصراني، وبشر اليهودي، وبشر المجوسي، وفي نفسي لأن اسمي بشرًا، فقلت في نفسي: ما الذي سبق لي من الله حتى خصَّني بالإسلام من بينهم، وجعلني ممن خصه به وألبسني لباس أحبابه.

عباد الله، أبناء لا إله إلا الله: لقد خصكم الله من بين الملايين من البشر بالانتماء إلى دين الإسلام، لقد أنطق الله بفضله ألسنتكم بلا إله إلا الله محمد رسول الله، وحرم منها الكثيرين، وأسكن قلوبكم لا إله إلا الله محمد رسول الله، وحرم منها الكثيرين، حرم منها علماء بالطب والهندسة والكهرباء والذرة وغيرها وأنطق بها بفضله ومنته ألسن أناس لا يقرءون ولا يكتبون.

عباد الله: أنتم تشهدون أن لا إله إلا الله وتؤون إلى الله، وغيركم يأوي إلى بقرة أو صنم أو شجرة؛ فما أعظمها من نعمة يوم أن كنتم مسلمين!

أنتم تنتمون إلى الدين الذي ارتضاه الله للعالمين؛ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: 3].

ولن يقبل من أحد سواه، (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران: 85].

أنتم تتمون سبعين أمةً سبقتكم؛ أنتم أفضلها، قال عليه الصلاة والسلام: " أنتم توفون سبعين أمةً، أنتم خيرها وأكرمها على الله –تبارك وتعالى-".

وقال عليه الصلاة والسلام: " أمتي خير الأمم".

وقد قال الله –جل وعلا-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران: 110].

طوبى لكم أهل الإسلام، طوبى لكم أبناء لا إله إلا الله، ما أنتم في النار إلا قليل.

قال عليه الصلاة والسلام-: "والذي نفس بيده، إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة" فكبر الصحابة، فقال: "أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة" فكبر الصحابة، فقال: "أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة" فكبر الصحابة، فقال عليه الصلاة والسلام: "ما أنتم في الناس –أي الذين في النار- إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض،  أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود".

طوبى لنا أهل الإسلام؛ فنحن أكثر الأمم اتباعًا لنبيهم –عليه الصلاة والسلام-.

قال عليه الصلاة والسلام: "عُرضت عليَّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذا رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب" فسأله الصحابة –رضي الله عنهم- عن هؤلاء؛ فقال: "هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون".

وقد جاء أن النبي –صلى الله عليه وسلم- سأل ربه أن يزيد عدد الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، فزاده مع كل ألف سبعين ألفًا، وثلاث حثيات من حثيات ربي –عز وجل-.

بُشْرَى لَنَا مَعْشَرَ الإِسْلاَمٍ إِنَّ لَنَا *** مِنَ العِنَايِةِ رُكْنًا غَيْرَ مُنْهَدِمِ

 لَمَّا دَعَا اللهُ دَاعِينَا لِطَاعَتِهِ *** بِأَكْرَمِ الرُّسْلِ كُنَّا أَكْرَمَ الأُمَمِ

عباد الله: إن شرف الإسلام وفضيلة الانتماء له لا يتأتى بانتماء اسميّ بعيدًا عن تطبيق الإسلام في حياتنا كلها، إن انتماءنا للإسلام يجب أن يكون روحًا لا شكلاً وعملاً لا قولاً وواقعًا نراه في حياتنا.

إن الانتماء الحق للإسلام يستوجب تطبيق تعاليمه وأحكامه في حياتنا كلها؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ويستوجب أن نرفع الرأس بكل تشريع جاء به الإسلام,

وإن مما يحزن أن بعض الذين ينتمون للإسلام صاروا يتهمون أحكامه ويتبرءون منها؛ ليرضى من قال الله عنهم: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة: 120].

 فلنرفع الرأس بهذا الدين، فنحن الأعلى سندًا ومتنًا، ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139].

إن الانتماء الحق للإسلام يستوجب العمل لعزته ونشره في الأرض؛ حتى تشرق شمسه على الدنيا كلها.

عباد الله: لقد قام هذا الدين على جماجم وأشلاء رجال ضحوا لأجله بكل شيء، واقرءوا تاريخ أسلافكم؛ لتروا شيئًا من تضحياتهم لأجل دين الله، يتقدمهم وهو المقدم عند الله على جميع الخلائق نبيُّنا محمدٌ –صلى الله عليه وسلم- فقد ضربه أهل الطائف حتى أدموا عقبيه الشريفين، فنزل عليه ملك الجبال يستأذن في أن يطبق عليهم الأخشبين –أي الجبلين- فرد عليه الصلاة والسلام، رد من نسي آلامه ودماءه أمام مصلحة الدين بقوله: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا".

وهاجر المهاجرون وتركوا ديارهم وأموالهم لأجل دين الله، والله ما خرجوا للدنيا، ولكن لأجل الدين. ونصر الأنصار رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وآووهم، وهم يعلمون أن العرب سترميهم عن قوس واحد، لكنهم ضحوا لأجل دين الله.

 بل ذكر ابن الجوزي –رحمه الله- أن أبا قدامة كان أميرًا على جيش المسلمين في بعض الغزوات، فرغَّب الناس في الجهاد وحثَّ عليه، ثم ركب فرسه ومشى، فإذا بامرأة تناديه: يا أبا قدامة، يقول: فقلت في نفسي: هذه مكيدة من الشيطان. فمضيت، فقالت المرأة: ما هكذا كان الصالحون. فوقفت، فجاءت، فدفعت إليَّ رقعةً وخرقةً مشدودةً، وانصرفت باكيةً، فنظرت إلى الرقعة فإذا مكتوب فيها: إنك دعوتنا للجهاد ورغبتنا في الثواب، ولا قدرة لي على ذلك، فقطعت أحسن ما في؛ وهما ضفيرتاي؛ لتجعلهما قيد فرسك، لعل الله يرى شعري قيد فرسك في سبيله، فيغفر لي.

وأبكى من هذا وأعظم، ما فعله الصحابة الذين جاءوا إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يريدون الجهاد، فاعتذر بأنه لا يجد ما يحملهم عليه، فما كان منهم إلا أن قدموا دموعهم لأجل دين الله، قال الله: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) [التوبة: 92].

أخي في الله: إن خطئي وخطأك وتقصيري وتقصيرك لا يعفينا من نصرة الدين بما نستطيع؛ في زمن تكالب أعداء الإسلام في الداخل والخارج عليه.

 إن قدومك لبيت الله نصر لدين الله.

 إن التاجر عندما يغلق متجره ويتجه إلى بيت من بيوت الله ينصر الله.

 إن تربيتك لأولادك على الدين والفضيلة، وتربيتك لنسائك على الحجاب والستر نصر لدين الله.

إن الكلمة التي تقولها في مجلس أو عمل أو التي تكتبها أو تلقيها في مواقع التواصل دعوةً للخير أو ردًا على صحاب شبهة أو شهوة نصر لدين الله.

 إن المرأة التي تلتزم الحجاب الشرعي في خروجها واللباس الساتر في المناسبات تنصر دين الله.

إن دين الإسلام اليوم بحاجة لكم يا من شهدتم أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؛ فهو يتعرض لحملات إبادة لأتباعه، وحملات تشويه لأحكامه وتعاليمه، فاستمسكوا بدينكم، واحذروا أن يؤتى الإسلام من قبلكم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 130 - 132].

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى، أما بعد:

فيا معاشر المسلمين: ألستم رضيتم بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد –صلى الله عليه وسلم- نبيًا ورسولًا؟ بلى، فما تركتم الفرش وأتيتم إلى بيت من بيوت الله في هذا الوقت إلا لأنكم أسلمتم لله رب العالمين.

ألا فاعلموا أن حقيقة هذا الإيمان أن ننقاد لأمر الله وشرعيه، أن تخيم أحكام الدين على حياتنا كلها، (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء: 65].

أحبتي في الله: إن مما يؤسى له أنه رغم النصوص الواضحة يزعم البعض أن العزة والتطور والتمكين باللحاق بركب الغير حذو القذة بالقذة، حتى في ما أفسدوا وخربوا، يفرطون –هداهم الله- بما ميزهم الله به من دين وقيم وآداب، يفرطون في المحافظة عليها كأنه عار يتبرءون منه، مع أنهم يرون عاقبة هذا في بلدان أضاعت هويتها وأهملت قيمها، فأصبحت خاويةً على عروشها من الدين والأخلاق والفضيلة، ولم تزدهم الأفلام والمسلسلات وغيرها إلا فقرًا وذلًا؛ لأنهم ظنوا العزة والتقدم بترك الدين والتخلي عن هويتهم ومتابعة الكافرين.

(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا[النساء: 139].

عباد الله: شريعة الإسلام هي هويتنا، وديننا هو الذي نفتخر به ونحافظ عليه، ولا نبتغي له بدًا. (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ) [البقرة: 138].

ديننا هو مصدر عزنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة، فلنحافظ عليه ولنتمسك به، ولنحرص على قيمنا واجتماع كلمتنا، ولنقف صفًا واحدًا أمام غلاة يتطرفون لتشويه الدين وإفساد الأمن، وأمام من يريد سلب هويتنا وإفساد مجتمعنا.

حفظ الله البلاد والعباد، ونشر الأمن على هذا البلد، وسائر البلاد.

هذا وصلوا وسلموا –رحمكم الله- على خير الورى محمد المصطفى؛ امتثالًا لأمر الله –جل وعلا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أدر عليهم دائرة السوء، يا قوي يا قادر.

اللهم أشغلهم بأنفسهم عن المسلمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان، اللهم كن للمستضعفين من المسلمين في كل مكان.

اللهم احفظ حدودنا وانصر جنودنا وأعدهم سالمين غانمين منصورين، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين.

اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها، وخير أعمارنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا غير غضبان.

اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى واجمع لنا بين الدين والدنيا والأخرى، اللهم هيئ لهذه الأمة أمرًا رشيدًا يعز فيه أهل الطاعة وتكسر شوكة أهل العصيان، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر، يا قوي يا قادر.

اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا أيامه في صحة وعافية وسلامة، وأعنا على صيامه وقيامه.

 اللهم اغفر لنا ولوالدينا، اللهم ارحمهم كما ربونا صغارًا، اللهم اجزهم عنا خير الجزاء وأوفى.

ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار، سبحانك ربك العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي