صلاة البردين بين الوعد والوعيد

محمد بن إبراهيم النعيم
عناصر الخطبة
  1. أداء الصلاة هي أعظم العبادات في الإسلام بعد الشهادتين .
  2. أهمية المحافظة على صلاتي الفجر والعصر .
  3. فضائل المحافظة على صلاة الفجر والعصر .
  4. أسرار أهمية صلاة البردين .
  5. فضائل صلاة الفجر .
  6. وعيد مَن فرَّط في صلاة الفجر. .

اقتباس

فما هما البردان؟ ولماذا خُصَّا من سائر الصلوات؟ وماذا ذكر عنهما من ثواب؟ وما عاقبة من فرَّط فيهما؟ هذا ما سنحاول التعرف عليه في هذه الخطبة؛ بإذن الله تعالى. فالبردان هما صلاة الفجر والعصر، ولقد خصهما الله من دون الصلوات بفضائل لا توجد في غيرهما لرفعة شأنهما عند الله تعالى، وهناك العديد من الأحاديث التي ذكرتهما جميعًا، فسأذكر الأحاديث المشتركة في فضائل هاتين الصلاتين، ثم أذكر الأحاديث المستقلة بفضل كل صلاة منهما، ثم أذكر أحاديث الترهيب والوعيد لمن غفل عنهما...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها الإخوة في الله: إن من أعظم العبادات في الإسلام بعد الشهادتين أداء الصلاة، ولأهميتها عند الله تعالى أنها العبادة الوحيدة التي فُرضت على النبي –صلى الله عليه وسلم- في السماء حين عُرج به، بينما فُرضت سائر العبادات في الأرض، ولقد خصَّ الله –تعالى- بعض الصلوات بفضائل دون بعض، منها ما رواه أبو موسى الأشعري –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ" (متفق عليه).

فما هما البردان؟ ولماذا خُصَّا من سائر الصلوات؟ وماذا ذكر عنهما من ثواب؟ وما عاقبة من فرَّط فيهما؟ هذا ما سنحاول التعرف عليه في هذه الخطبة؛ بإذن الله تعالى.

فمن صلى البردين دخل الجنة، وفي رواية للدارمي "قِيلَ لأَبِي مُحَمَّدٍ: مَا الْبَرْدَيْنِ؟ قَالَ: الْغَدَاةُ وَالْعَصْرُ".

فالبردان هما صلاة الفجر والعصر، ولقد خصهما الله من دون الصلوات بفضائل لا توجد في غيرهما لرفعة شأنهما عند الله تعالى، وهناك العديد من الأحاديث التي ذكرتهما جميعًا، فسأذكر الأحاديث المشتركة في فضائل هاتين الصلاتين، ثم أذكر الأحاديث المستقلة بفضل كل صلاة منهما، ثم أذكر أحاديث الترهيب والوعيد لمن غفل عنهما، فمن فضائل المحافظة على صلاة الفجر والعصر الآتي:

أولاً: أن الحفاظ على أداء الفجر والعصر في وقتهما من موجبات رؤية الله تعالى يوم القيامة، عن جَريرِ بنِ عبدِ اللهِ البجليِّ –رضي الله عنه- قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى–صلى الله عليه وسلم- فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا"، ثُمَّ قَرَأَ (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: افْعَلُوا لا تَفُوتَنَّكُمْ. (رواه البخاري).

فهذه بشارة عظيمة من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لجميع المؤمنين الذين يحافظون على الصلوات عامة وصلاة الفجر والعصر خاصة بأنهم سيرون ربهم، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، وأن هذه الرؤيا ستكون في الجنة، وتعد أفضل نعيم أهل الجنة على الإطلاق.

ثانيًا: أن من حافظ على الفجر والعصر لن تمسَّه النار، حيث روى عُمَارَةَ بنَ رُؤَيْبَةَ –رضي الله عنه- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْر"، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ الرَّجُلُ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي. (رواه مسلم).

أما من صلى الفجر بعد طلوع الشمس فهو على خطر عظيم؛ لأن النار ستمسه، وقد يدخلها عياذًا بالله، فمنطوق الحديث أنه "لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا".

فكأن مفهومه أن من لم يحافظ عليهما في وقتهما سيلج النار، فلنحذر كل الحذر من التهاون فيهما.

ومن أسرار أهمية صلاة البردين: عرض الأعمال على الله تعالى، وتعاقب الملائكة فينا عند الفجر والعصر، فقد روى أبو هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ" (متفق عليه).

فالملائكة يرفعون تقاريرهم ويدلون بشهاداتهم اليومية لمن لا تخفى عليه خافية عند كل صلاة فجر وعصر، فيذكرون اسمك في الملأ الأعلى إما بخير أو شر.

أيها الإخوة في الله: إن صلاة الفجر من الصلوات التي فرَّط فيها كثير من الناس، في حين أن الله تعال عظَّم مكانتها وخصَّها بالعديد من الفضائل، يكفي أنه تعالى أقسم بها فقال (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر: 1- 2]، ولصلاة الفجر مزية في اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار واستماعهم لقراءة الإمام فيها، فقال تعالى: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) [الإسراء: 78].

وإذا أردتم معرفة المزيد من فضائل هذه الصلاة، وكم تساوي عند الله، فاعلموا أن سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها، فكيف بفريضة الفجر؟! فقد روت عَائِشَةُ -رضي الله عنها- عَنِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قال: "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" (رواه مسلم).

ولهاتين الركعتين سنن منها أن يُقرأ فيهما سورة الكافرون وسورة الإخلاص، وأن لا يُصلى معهما صلاة أخرى حتى تقام صلاة الفجر؛ لما رواه أبو هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا طلع الفجر فلا صلاة إلا ركعتي الفجر" (رواه الطبراني وصححه الألباني).

أيها الإخوة في الله: ومن فضائل صلاة الفجر أن من حافظ عليها كانت له نورًا يوم القيامة يستضيء به على الصراط، فقد روى بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ –رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه).

فالذي لا يحافظ على صلاة الفجر في المسجد لن يكون له نور تام يوم القيامة، ولقد وصف الله لنا مشهد المؤمنين وهم يسعون في نورهم، ومشهد المنافقين وهم يتخبطون في ظلمتهم وينادون المؤمنين أن ينتظروهم ليقتبسوا من نورهم ليروا طريقهم على الصراط، فقال الله تعالى: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [الحديد: 12- 15].

فصلاة الفجر ثقيلة على المنافقين، فهل تريد أن تكون منهم؟ فقد روى أُبَيُّ بن كَعْبٍ –رضي الله عنه- قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا الصُّبْحَ فَقَالَ: "أَشَاهِدٌ فُلانٌ"؟ قَالُوا: لا، قَالَ: "أَشَاهِدٌ فُلانٌ"؟ قَالُوا: لا، قَالَ: "إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلاتَيْنِ – يقصد العشاء والفجر- أَثْقَلُ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَيْتُمُوهُمَا وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الرُّكَبِ" (رواه أبو داود).

ومن صلى الفجر في جماعة كان في ذمة الله وفي ضمانه وأمانه، فقد روى جُنْدَب الْقَسْرِيُّ –رضي الله عنه- أن رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ" (رواه مسلم).

هذه بعض فضائل صلاة الفجر في جماعة، أما عمّا ورد فيمن فرط فيها، فأدع ذلك في الخطبة الثانية.

أسأل الله أن يوفِّقني وإيّاكم للمحافظةِ على طاعته والقيام بما أوجب علينا، وأن يحبِّب لنا هذه الصلاة، أسأل الله أن يحبِّبها لنفوسنا، ويمكِّنها من قلوبنا، ويجعلنا جميعًا من المحافظين عليها المؤدِّين لها حقَّ الأداء، لننال ثوابَ الله، (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) [المعارج: 34- 35].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على فضله وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على هديه واستن بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق التقوى واحرصوا على صلاة الفجر، فقد فرَّط فيها كثيرٌ من الناس، وقد عرضت عليكم بعض فضائل صلاة الفجر، فما هو إثم من فرط فيها؟

فاستنتاجًا من الأحاديث التي ذكرتها، فإن من فرط في صلاة الفجر سيذكر اسمه في الملأ الأعلى بالشر، ولن يكون في ضمان لله تعالى وأمانه، وسيُحجب من رؤية الله -عز وجل-، ولن يكون له نور على الصراط، وبالتالي سيلج النار، وقبل ذلك كله أنه سيعذب في قبره عذابًا شديدًا، ويتمثل هذا العذاب في كسر رأسه الذي كان يتثاقل عن الصلاة، حيث روى البخاري في صحيحه عن سمرة بن جندب –رضي الله عنه- ذكر رؤيا للنبي رأى فيها ألوانًا من عذاب الناس في قبورهم، وكان منهم من تثاقل عن الصلاة المكتوبة فقال:

فرأى منهم "رجلاً مستلقيًا على قفاه وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر، فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصحّ رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى"، وفي آخر الحديث قال –صلى الله عليه وسلم-: "قلت لهما -أي الملكين-: فإني رأيت منذ الليلة عجبًا، فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة".

وخشية الإطالة لذكرت المزيد، فأسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم أحينا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا، وأمتنا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا.

اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.

اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا، وأصلح ولاة أمرنا، وارزقهم بطانة صالحة ناصحة يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واخذل أعداء الدين..

اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته...، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي