نعمة الأمن والاستقرار

صالح بن مقبل العصيمي
عناصر الخطبة
  1. أهمية الأمن والاستقرار .
  2. مفاسد اختلال الأمن وضياعه .
  3. وجوب المحافظة على نعمة الأمن ووحدة الصف .
  4. دور المملكة في مساندة الأشقاء في اليمن. .

اقتباس

وَمِنْ أَعِظَمِ الْمَفَاسِدِ: وُقُوعُ الْفِتْنَةِ الْعَامَّةِ بَيْنَ غَالِبِ فِئَاتِ الْمُجْتَمَعِ ؛ وَالَّتِي يَنْتُجُ عَنْهَا التَّفَرُّقُ وَالتَّشَرْذُمُ، وَسَفْكُ الدِّماءِ الْمَعْصُومَةِ؛ وَاِسْتِبَاحَةُ الأَمْوَالِ الْمَصُونَةِ، وَهَتْكُ الأَعْرَاضِ وَاِنْتِهَاكُ الْمَحَارِم؛ وَاِنْقِطاعُ السُّبُلِ؛ وَاِسْتِبْدَالُ اِلْأَمْنِ بِالْخَوْفِ، وَنَقْضُ الدِّينِ، وَعَدَمُ الْقِيَامِ بِشَرَائِعِ الإِسْلَامِ، وَتَسَلُّطُ الأَعْدَاءِ مِنَ الْكَافِرِينَ وَالظّالِمِينَ عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَإِضْعَافُ الْمُسْلِمِينَ، وَهَوَانُهُمْ عَلَى الْكَافِرِينَ وَالْمُجْرِمِينَ، وَتَفَرُّقُّ الْمُسْلِمِينَ، وَتَسَلُّطُ السُّفَهَاءِ عَلَى الأَتْقِيَاءِ، وَاِنْتِشارُ الْجَهْلِ، وَرِفْعَةُ الْجُهَّالِ، وَنَقْصُ الْعَلْمِ، وَغُرْبَةُ أَهْلِهِ،...

الْخطبة الأُولَى:

الْحَمْدُ لِلهِ ذِي الْفَضْلِ وَالْإِنْعَامِ، أَوْجَبَ الصِّيَامَ عَلَى أُمَّةِ الْإِسْلَامِ، وَجَعَلَهُ أَحَدَ أَرْكَانِ الِّدِينِ العِظَامِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَفْضَلُ مَنْ صَلَّى وَصَامَ، وَخَيْرُ مَنْ أَطَاعَ أَمْرَ رَبَّهِ وَاسْتَقَامَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ البَرَرَةِ الْكِرَامِ، وَسَلَّمَ تَسْليِماً كَثِيراً.  

أمَّا بَعْدُ.. فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. 

عِبَادَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا"(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ).

 فَاُنْظُرْ كَيْفَ جَعَلَ الرَّسُولَ، الأْمِنَ وَالصِّحَّةَ نِعْمَةً لَا تَعْدِلُهَا نِعْمَةٌ؛ كَأَنَّ صَاحِبُهُمَا مَلَكَ بِسَبَبِهِمَا الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا، وَلَوْ كَانَ فَقِيرًا؛ فَالْأَمْنُ لَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ. وَمَتَى اِخْتَلَّ الأَمْنُ -وَغَالِبًا لَا يَحْدُثُ هَذَا إِلَّا بِعِصْيَانِ الْحاكِمِ، وَمَنَازَعَةِ الأَمْرِ أَهْلَهُ- إِلَّا وَتَتَرَتَّبُ عَلَيهِ مَفَاسِدُ لَا يَعْلَمُ مَدَاهَا إِلَّا اللهُ.

وَمِنْ أَعِظَمِ الْمَفَاسِدِ: وُقُوعُ الْفِتْنَةِ الْعَامَّةِ بَيْنَ غَالِبِ فِئَاتِ الْمُجْتَمَعِ ؛ وَالَّتِي يَنْتُجُ عَنْهَا التَّفَرُّقُ وَالتَّشَرْذُمُ، وَسَفْكُ الدِّماءِ الْمَعْصُومَةِ؛ وَاِسْتِبَاحَةُ الأَمْوَالِ الْمَصُونَةِ، وَهَتْكُ الأَعْرَاضِ وَاِنْتِهَاكُ الْمَحَارِم؛ وَاِنْقِطاعُ السُّبُلِ؛ وَاِسْتِبْدَالُ اِلْأَمْنِ بِالْخَوْفِ، وَنَقْضُ الدِّينِ، وَعَدَمُ الْقِيَامِ بِشَرَائِعِ الإِسْلَامِ، وَتَسَلُّطُ الأَعْدَاءِ مِنَ الْكَافِرِينَ وَالظّالِمِينَ عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَإِضْعَافُ الْمُسْلِمِينَ، وَهَوَانُهُمْ عَلَى الْكَافِرِينَ وَالْمُجْرِمِينَ، وَتَفَرُّقُّ الْمُسْلِمِينَ، وَتَسَلُّطُ السُّفَهَاءِ عَلَى الأَتْقِيَاءِ، وَاِنْتِشارُ الْجَهْلِ، وَرِفْعَةُ الْجُهَّالِ، وَنَقْصُ الْعَلْمِ، وَغُرْبَةُ أَهْلِهِ، وَتَعَطُّلُ الْعِلْمِ وَالدِّراسَةِ، وَنَقْصُ الْخَدَمَاتِ الضَّرُورِيَّةِ مِنْ مِيَاهٍ وَكَهْرُبَاءَ وَاِتِّصَالَاتٍ، وَنَقْصُ الْمَوَادِّ الأَسَاسِيَّةِ، اللّاَزِمَةِ لِحَيَاةِ النَّاسِ، وَاِرْتِفَاعُ الأَسْعَارِ وَالْغَلاَءُ، وَتَعْطِيلُ الْجُمْعِ وَالصَّلَوَاتِ، وَمَنْعُ الدُّرُوسِ وَالْمُحَاضِرَاتِ، وَاِنْتِشارُ الْقَبَلِيَّةِ، وَعوْدَةُ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ جَديدٍ؛ حَيْثُ يَتَعَصَّبُ أَهْلُ كُلِّ قَبِيلَةٍ لِقَبِيلَتِهِمْ، وَظُهُورُ الْمَنَاطِقِيَّةِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى تَعَصُّبِ أَهْلِ الْمُدُنِ وَالْمُحَافِظَاتِ لَهَا، وَيَقُومُونَ بإيذَاءِ الْغُرَبَاءِ عَنْهَا، وَتَعَطُّلُ أَعُمَّالِ النَّاسِ وَمَصَالِحِهِمْ؛ خَاصَّةً فِي الْبِلادِ الَّتِي لَا يُمَارِسُ أَهْلُهَا الْمِهَنَ الْحِرَفِيَّةَ – فِي الْغَالِبِ- فَاِخْتِلالُ اِلْأَمْنِ يُؤَدِّي إِلَى عَوْدَةِ الْغُرَبَاءِ إِلَى بُلْدَانِهِمْ، فَتَتَعَطَّلُ مِنْ جَرَّاءِ ذَلِكَ الْمَصَانِعُ، وأَعْمَالُ الْبِنَاءِ، وأَعْمَالُ الصِّيَانَةِ، بَلْ قَدْ تَتَعَطَّلُ الْحَيَاةُ بِأَسْرِهَا، وَيَتَوَقَّفُ الْاِسْتيرادُ مِمَّا يُؤَدِّي لِنَقْصِ الْمَوَادِّ الأسَاسِيَّةِ اللّاَزِمَةِ لِحَيَاةِ النَّاسِ. وَتَوَقُّفُ الْمُسْتَشْفَيَاتِ عَنْ تَقْدِيمِ الْعِلَاجِ لِلْمَرْضَى، وَتَعَذُّرُ الْوُصُولِ إِلَيْهَا.

فَالأَمْنُ وَالاِسْتِقْرَارُ وَالحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ هِيَ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عَلَى الفَرْدِ وَالجَمَاعَةِ؛ وَهِيَ مِمَّا يَسْعَى لَهَا البَشَرُ جَمِيعًا، فَكُلُّ أُمَّةٍ تَسْعَى؛ لِتُحَقِّقَ لِنَفْسِهَا أَمْنًا وَسَعَادَةً وَاِسْتِقْرَارًا وَحَيَاةً طَيِّبَةً كَرِيمَةً.

وَمِنْ أَقْوَى الشَّوَاهِدِ عَلَى الضَّرَرِ مِنَ الْخُرُوجِ عَلَى الْحَاكِمِ بِفِعْلِ الْعِصَابَاتِ؛ مَا تَعَرَّضَ لَهُ أَهْلُنَا فِي الْيَمَنِ مِنْ ظُلْمٍ عَظِيمٍ، وَجَوْرٍ كَبِيرٍ، عَلَى أَيْدِي مِيلِيشِيَّاتِ الْحُوثِيِّ الْبَغِيضَةِ، بِدَعْمٍ مِنْ دَوْلَةِ الْمَجُوسِ الْحَاقِدَةِ؛ فَدُمِّرَتْ مَسَاجِدُهُمْ، ومَدَارِسُهُمْ، ومُسْتَشْفَيَاتُهِمْ، وَطُرُقُهُمْ، وَأُبِيدَتْ مُمْتَلَكَاتُهُمْ، وَأَفْسَدَتْ عَلَيْهِمْ مَعَاشَهُمْ.

وَالإخْلَالُ بأمنِ الْيَمَنِ، يَنْعَكِسُ سَلبًا عَلَى أَمِنِ دُوَلِ الْخَلِيجِ عَامَّةً، وَالْمَمْلَكَةِ خَاصَّةً؛ فَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْعَمَ بأمنٍ وَجَارُكَ قَدْ اِخْتَلَّ أَمِنُهُ؛ لِسُهولَةِ تَسَلُّلِ الْمُجْرِمِينَ وَالْمُفْسِدِينَ إِلَى دُوَلِ الْمِنْطَقَةِ، وَتَهْرِيبِ الْمُخَدِّرَاتِ والأسلِحةِ، وإيواءِ الْمُفْسِدَيْنَ وَالْخُونَةِ، فَأَيُّ خَلَلٍ يَحْدُثُ فِي الْيَمَنِ سَيَنْعَكِسُ سَلبًا عَلَى جِيرَانِهَا، وَتِلْكَ حَقِيقَةٌ لَا خِلاَفَ عَلَيهَا، وَلَا نِعْمَةً بَعْدَ الْهِدَاِيَةِ للإسلامِ أَفَضْلُ مِنْ نِعْمَةِ الْأَمْنِ؛ فَكَانَ لاَبُدَّ مِنَ الْخِيَارِ الَّذِي لَا مَفَرَّ مِنْهُ، وَهُوَ قِتَالُ هَؤُلَاءِ الْبُغاةِ؛ حَتَّى يَعُودَ لِلْيَمَنِ أَمْنُهَا وَاِسْتِقْرَارُهَا.

وَهَذَا مَا فَعَلَتْهُ - بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ - دُولُ التَّحَالُفِ بِقِيَادَةِ مَمْلَكَةِ التَّوْحِيدِ، دَوْلَةِ الحَزْمِ وَالعَزْمِ، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ فَاِسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.

أمَّا بَعْدُ: فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.

عِبَادَ اللَّهِ، لَقَدْ اِسْتَخْدَمَتِ الْمَمْلَكَةُ، وَدُوَلُ التَّحَالُفِ جَمِيعَ الْحُلُولِ السِلْمِيَّةَ لِوَأْدِ الْفِتْنَةِ فِي الْيَمَنِ، وَلَكِنَّهَا تَتَعَامَلُ مَعَ قَوْمِ هُمْ أَصحَابُ مَكْرٍ سَيِّئٍ، لَا يَلْتَزِمُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ، لِأَنَّهُمْ لَا يَعْنِيهِمْ أَنْ تَبْقَى الْيَمَنُ عَامِرَةً أَمْ خَرَابًا؛ فَكُلَّمَا قُدِّمَتْ لَهُمْ تَنَازُلَاتٌ، حَقْنًا للدِّمَاءِ؛ غَالَوْا فِي مَطَالِبِهِمْ؛ لأنَّ الطُّغَاةَ الْبُغاةَ لَا يَرْضَوْنَ بِالسِّلْمِ، وَلَا يَجْنَحُونَ لَهُ أَبَدًا، وَلَا يَلْتَزِمُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ.

عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الْبُغاةَ جَائِرُونَ صَائِلُون، والصَّائِلُ لاَ بُدَّ أَنْ يُدْفَعَ، وَلَوْ بِالْقِتْلِ؛ خَاصَّةً وَقَدْ اِسْتَخْدَمَ هَؤُلَاءِ الظَّلَمَةُ كُلَّ مَا يخْطُرُ عَلَى الْبالِ، وَمَا لَا يَتَصَوَّرُهُ أَوْلَوْا الألبابِ مِنْ وَسَائِلِ التخريبِ والإفسادِ فِي الْيَمَنِ؛ فَدَمَّرُوا الْمَسَاجِدَ، وَهَدَّمُوا الْمُسْتَشْفيَاتِ، وَالْمَدَارِسَ، وَدَوْرَ الْعَلْمِ، وَجَعَلُوا بَعْضَهَا؛ مُسْتَوْدَعَاتٍ للأسلحةِ.

وَلَقَدْ سَلَكَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ فِي الْيَمَنِ مَا تَأْبَاُه النُّفُوسُ، وَتَرْفُضُهُ الْقِيَمُ وَالْمَبَادِئُ، وَالْعُقُولُ السَّلِيمَةُ، وَيُحَرِّمُهُ الإسلامُ تَحْرِيمًا قطعيًّا مِنَ التَّنْكِيلِ بِالنِّساءِ والأطفَالِ، وإظهارِهِمْ فِي بَعْضِ وَسَائِلِ الإِعْلَامِ الْعَمِيلَةِ عَلَى أَنَّهُمْ ضَحَايَا لِدوَلِ التَّحَالُفِ، وَالْحَقِيقَةُ أَنَّهُمْ ضَحَايَا لميليشيَّاتِ الْحُوثِيِّ، وَفَيَالِقِ الشَّرِّ، الَّتِي أَخْزَاهَا اللهُ، وَكَشَفَ عَوَارَهَا، فَقَتَلُوا هَؤُلَاءِ الأبرياءِ، ثُمَّ زَعَمُوا أَنَّ الْقَاتِلَ غَيْرُهُمْ؛ فَعَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ مَا يَسْتَحِقُّونَ.

لَقَدْ أَبَادَ هَؤُلَاءِ الظَّلَمَةُ مُحَافَظَاتٍ عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهَا، وَأَخْرَجُوا أَهْلَهَا مِنْ دِيَارِهُمْ؛ وَدِمَاجُ خَيْرَ شَاهِدٍ عَلَى مَا حَدَثَ لَهَا ولأهْلِهَا؛ حَيْثُ أُخْرِجُوا مِنْهَا قَصَرًا، وَأُبْعِدُوا عَنْهَا ظُلَمًا؛ وَلَا حَوْلَ، وَلَا قُوَّةَ إلّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ! اللَّهُمَّ اِحْفَظْ لِبِلَادِنَا وَلِدُولِ الْمَنْطِقَةِ، وَلِجَمِيعِ الدُّوَلِ الإِسْلَامِيَّةِ الأَمْنَ وَالإِيمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالإِسْلَامَ.

الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ، وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ، الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَأَقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.

اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ، ونَسْتَعِيذُ بِكَ مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ، رَبَّنَا وآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي