ظاهرة الكسوف والخسوف.. الأسباب والحكم

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
عناصر الخطبة
  1. أسباب الكسوف والخسوف الكونية والشرعية .
  2. تخويف العباد وتذكيرهم من حِكَمِ حدوث هذه الآيات والكوارث .
  3. أخذ العظة والتذكرة والتفكر بالآخرة .
  4. عدم الاستهانة بآيات الله وتخويفه. .

اقتباس

جعل الله في تعاقب الليل والنهار آية وحكمة، وفي توالي الشمس والقمر منفعة للناس ونعمة، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 190]؛ فجعل للشمس مستقرًا تؤوب إليه، وللقمر منازل يتدرج فيها، لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]...

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،  أما بعد:

عباد الله: إن الله سبحانه -وتعالى- خلق كل شيء فقدره تقديرًا، جعل في السماء بروجًا وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا. أرسى في الكون سننًا، وأودع في الآفاق عبرًا، وجعل لعباده دلالات تدلهم عليه، وآيات توصلهم إليه؛ لكن الناس حين اعتادوا على هذه الآيات، وتكررت في دنياهم هذه الدلالات، لم يعد يؤثر فيهم اختلاف الجديدين وتقلبهما، ولم يتدبروا في توالي النيِّرين وتعاقبهما، فلم يقدرا لله قدره، ولم يتأملوا في آياته وأمره؛ إلا القليل منهم.

فسبحان مَنْ لا يقدرُ الخلقُ قدْرَه *** ومن هو فوقَ العرشِ فردٌ مُوَحَّدُ

أيها المؤمنون: جعل الله في تعاقب الليل والنهار آية وحكمة، وفي توالي الشمس والقمر منفعة للناس ونعمة، (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 190].

فجعل للشمس مستقرًا تؤوب إليه، وللقمر منازل يتدرج فيها، (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]؛ فهما سبب النور والظلام، وبهما عمارة الأرض وحساب الأيام، فما دام للعباد منافع متعلقة بهما فإنهم يخافون عند اختلال نظامهما. وهما وسيلتان لتذكير العباد وتخويفهم؛ وذلك بحصول الخسوف والكسوف الذَيْن هما من آيات الله الباهرة.

إن اختلال نظام النيِّرين له أسباب متعلقة بالكون ونظامه؛ وذلك أن القمر يعكس أشعة الشمس باتجاهنا، فنراه في السماء قمرًا منيرًا، وبدرًا مضيئًا، وقد حدثنا ربنا عن هذا بقوله: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا) [الفرقان: 61]، ويحصل الكسوف بأن الأرض تقع في الوسط بين القمر والشمس، فتحجب الأرض بدورانها ضوء الشمس عن القمر، فيغيب ضوء القمر، فنراه وكأنه قرص نحاسيٌ باهت، ويستمر هذا الحجب زمنًا حتى تتزحزح الأرض عن قرص الشمس. وكل ذلك بأمر الله وقدرته.

أما كسوف الشمس؛ فيحصل بأن للقمر دوران حول الأرض، وللأرض دوران حول الشمس؛ فلكل من الثلاثة مدار محدد، وفلك محسوب، ودقة فائقة، وحين يمرّ القمر بين الأرض والشمس أثناء النهار؛ فإنه يحجب ضوء الشمس، ويغيب عنا لحظة من الزمن، ويكون القمر والأرض والشمس على خط واحد أثناء حدوث هذه الظاهرة؛ فذلك هو كسوف الشمس، وكله من آيات الله التي يخوف بها عباده لعلهم يتقون، (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) [يونس: 101].

أيها المسلمون: كما أن لظاهرة الكسوف أسبابًا كونية؛ فإن لها أسبابًا شرعية أيضًا؛ فتجتمع الأسباب، وتقع الظاهرة بإذن الله -سبحانه وتعالى-.

عباد الله: إن لذهاب ضوء الشمس والقمر ارتباطًا بما يقوم به البشر من أعمال، وما يرتكبونه من ذنوب وآثام، فللذنب شؤم، وللمعصية عاقبة. روى جبير بن نفير: أنه لما فُتِحت مدائن قبرص، وذهب الناس يقتسمون السبي، تنحى أبو الدرداء فجعل يبكي، فأتاه جبير فقال: "ما يبكيك يا أبا الدرداء؟ أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذل فيه الكفر وأهله؟! فضرب على منكبيه، ثم قال: ثكلتك أمك يا جبير! ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة على الناس، لهم الملك، حتى تركوا أمر الله، فصاروا إلى ما ترى" (رواه سعيد بن منصور، والأصفهاني في الحلية).

فالذنوب جالبة للألم، مهلكة للأمم، بسببها يغضب الجبار، ولأجلها يخوِّف الله عباده بالآيات والعبر لينزجروا، ويتوبوا إليه ويستغفروا؛ كما أخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي يُرْسِلُ اللهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ يُرْسِلُهَا، يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ، وَدُعَائِهِ، وَاسْتِغْفَارِهِ" (متفق عليه)، وإنما أمر بالصلاة والدعاء والاستغفار لأن ذلك سبب لغفران الذنوب، والتقرب إلى الله بالطاعات ليرفع غضبه ونقمه عن العباد.

بل إنه -عليه الصلاة والسلام- حين حصل كسوف الشمس في عهده سُمع وهو يردد في سجوده: "رَبِّ، أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لَا تُعَذِّبَهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ؟ أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لَا تُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ؟" (رواه أبو داود)، وما ذاك إلا لأن للذنوب والمعاصي الأثر الكبير في مثل هذه الآيات والظواهر والأحداث.

عباد الله: وإن من أعظم الذنوب الجالبة للعذاب، الداعية لغضب الجبار، تلك الفاحشة التي ما ظهرت في قوم إلا عمهم البلاء، ونزل بساحتهم العذاب، فحين كسفت الشمس قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعظ صحابته وأمته من بعده قائلًا: "يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا" (متفق عليه).

وما خص الزنا من بين المعاصي والذنوب إلا لعموم بلائه، وشمول عاقبته؛ ولأن فيه تضييع لحرمة الحقّ، وهتك لحرمة الخلق، وفيه الإخلال بالنَّسب، وهو سبب للسخط من الله والغضب، وقد حذَّرنا الله منه بأبلغ أسلوب وأوجز عبارة فقال: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [الإسراء: 32].

عباد الله: إن من أسباب الكسوف أنه من المشاهد التي تشابه مشاهد الآخرة، والقدوم على الله، المشهد الذي قال الله فيه: (يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ* فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ* وَخَسَفَ الْقَمَرُ* وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ* يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ* كَلَّا لَا وَزَرَ* إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ* يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّر) [القيامة: 6 - 13]؛ فإذا كان يوم القيامة يخسف القمر، وتكوّر الشمس، وتتساقط النجوم، وتبدل الأرض غير الأرض والسموات. ويحشر العباد إلى الله -العلي القدير-. فهو ليس مشهدًا داعيًا للمتعة والتفرج، وليس أمرًا مجرَّدًا من المعاني العظمية، والدلالات الجسيمة، بل هو مشهد عظيم ترتعد له قلوب المؤمنين، وتضطرب منه أفئدة المتقين.

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ" (رواه البخاري).

فالله -تعالى- يخوِّف عباده بهذه الآية الظاهرة التي يدركها الصغير والكبير، والحاضر والبادي، والعالم والجاهل، وينذرهم بهذا الاختلال في نظام الكون، ويحذرهم من حصول الكوارث والمصائب، ونزول النكبات والعقوبات: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [الإسراء: 59]؛ فالتخويف بالآيات هو مقتضى محبته؛ فإن لم يخافوا وينزجروا وقع عليهم العذاب، وانتفت عنهم الحُجَّة، واستحقوا العقاب؛ ولذلك وجَّه النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمته عند ظهور علامات التخويف إلى ما تُستدفع به الشرور والنكبات، ويحصل به الأمن من العقوبات؛ فأمر بالفزع إلى الأعمال الصالحات، من الدعاء والذكر، والصلاة والصدقة والتوبة؛ حتى ينكشف ما بهم من غم، وينجلي ما بهم من هم، ويزول عنهم الكسوف والخسوف.

ألا وإن توالي الآيات والنُّذر إنما يتعظ به المؤمنون، ويعرض عنه المجرمون والكافرون؛ فالمؤمنون يرون الآيات؛ فيعتبرون بها، وتمر عليهم الدلالات؛ فيتعظون بها: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) [الفرقان: 73]، أما الكافرون المعاندون فلا تنفع معهم عبرة، ولا تؤثر فيهم آية: (وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ* فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِين) [يونس: 101 - 102].

لقد خرج النبي -عليه الصلاة والسلام- حين كسفت الشمس فزعًا يجر رداءه حتى وصل المسجد؛ فصلى بالناس صلاة الكسوف، وخطب بهم خطبة تنم عن الخوف والفزع من هذه الآية؛ فما تفسير هذا الفزع؟ وما تأويل هذا الخوف؟ أليس ذلك دليلًا على أن هذه الحادثة مرعبة مخيفة، وأنها ليست متعة للتنزه والنظر، والتقاط الصور المختلفة على رؤوس الجبال، وأعالي الأماكن والتلال؟! بلى وربي.

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه..

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

أيها المؤمنون: إن لكل آية في الكون حكمة، ولكل حادثة في الآفاق عبرة، وإن لكسوف الشمس وخسوف القمر الحِكَم البالغة، والدروس العظيمة، والتي ينبغي ألا تمر على العبد مرور الكرام، بل يقف عندها متأملًا معتبرًا.

فحري بنا أن نتعظ من أمر فزع منه النبي -عليه الصلاة والسلام- وصلى صلاة طويلة أكثر فيها من الدعاء والاستغفار وسؤال الرحمة، ودفع العذاب، وهذا مؤكد على أنها ليست صلاة شكر على نعمة ومتعة؛ بل هي صلاة ابتهال وتضرع إلى الله أن يزيل الغمة، ويرفع العذاب عن هذه الأمة، وأن لا نكون؛ كمن أخبر الله عنهم بقوله: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) [يوسف: 105].

عباد الله: إنه لا يَستهين بتخويف الله وتذكيره إلا أهلُ الغفلة والإعراض والاستكبار، الذين تتنزل بسببهم العقوبات، وتحل الكوارث والنكبات، يُعرضون عن آيات التخويف، ويسيرون بحال مَن أخبر الله -تعالى- عنهم بقوله: (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِين) [الأنعام: 4]، وقوله أيضًا: (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا) [القمر: 2].

وأعظمُ من ذلك: أن يقوم هؤلاء بصدِّ من يريد تخويف الناس بهذه الآيات وتذكيرهم بربهم ومصيرهم، والقيام بالتشكيك بما دلَّت عليه نصوص الكتاب والسُّنة، والسخرية منهم: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ* وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ* وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُون) [الصافات: 12 - 14].

ومنهم أولئك الذين جعلوا الكسوف فرصة للتصوير، ومتعة للتنزه، فهاموا في سُبُل الغيِّ، وتنكبوا سبيل الرشاد، فكانوا أهل غفلة، ولو زعموا أنهم أهل ثقافة: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِين) [الأعراف: 146].

فلنحذر من الاستهانة بآيات الله، والإعراض عن الدلالات والنُّذُر؛ فالله يريدنا أن نعود إليه، ويدعونا إلى أن نتوب إليه، فهو التواب الرحيم، وهو الذي ينادي عباده بالرجوع إليه، تارة بالترغيب بالأجر والحسنات، وتارة بالترهيب بالآيات والعظات، فباب الله مفتوح، ونواله ممنوح، وخيره يغدو ويروح.

اللهم ردنا إليك ردًّا جميلًا، واجعلنا من الهداة المهتدين، وتول أمرنا فإنك أرحم الراحمين.

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي