"إنما شفاء العي السؤال" جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الجهل داءً، وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- دواء هذا الداء، ألا وهو: سماع العلماء وسؤالهم، ولا يلزم أن يكون السؤال على سبيل المباشرة، فالرجوع إلى العلماء وأصولهم وفتاويهم، فذلك...
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 - 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم بمنه وكرمه وفضله ورحمته أن يجيرني وإياكم منها إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أخرج الإمام أبو داود في سننه بإسناده من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه وعن أبيه- يخبر جابر أنه خرج مع جماعة من أصحابه في سفر، فأصاب واحد منهم حجرا فشج رأسه، ثم هذا الرجل سأل أصحابه عن الغسل ورأسه مشجوج يسيل دما، فقال أصحابه: إنا لا نجد لك رخصة وأنت قادر على الماء، فاغتسل الرجل فمات.
فلما رجع الصحابة إلى المدينة أخبروا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك وكأني بالنبي -صلى الله عليه وسلم- قد غضب غضبا شديدا حتى أنه قال: "قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال" (والعي هو الجهل)، ثم ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- فتواه في هذا الصحابي، وهو أن يعصب على رأسه وأن يتيمم، أو أن يغتسل، وأن لا يصيب الماء موطن الجرح والشج.
الشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما شفاء العي السؤال" جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الجهل داءً، وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- دواء هذا الداء، ألا وهو: سماع العلماء وسؤالهم، ولا يلزم أن يكون السؤال على سبيل المباشرة، فالرجوع إلى العلماء وأصولهم وفتاويهم، فذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما شفاء العي السؤال".
داء الأمة من ذهب إلى الحج، وطاف بين الحجيج، وتنقل بين مناسكه ومشاعره، ورأى أحوال حجيج بيت الله الحرام، وكلهم من بلاد الإسلام من أقصى شرقها إلى أقصى غربها يعلم أن داء الأمة الأعظم.
وهو الداء الذي نفكر بجد بعلاجه ألا وهو: الجهل بأحكام الله، ولا أتكلم عن الجهل بعلوم الدنيا، ولا بالعلوم التجريبية ولا بالطب، ولا بقضايا الحقوق، ولا بقضايا العلوم، ولا بالهندسة والكيمياء، فمن الأمة من بلغ بذلك شأن والأمة ها هي -والحمد لله- تتفاخر بلاد دون بلاد بقضايا العلوم والطب والهندسة.
إنما داء الأمة الأعظم ومرضها الفحال وهو الداء العضال ألا وهو: الجهل بالله، والجهل بأحكام الله؛ ولذا انظر إلى حالنا اليوم كما أخبر النبي -صلوات ربي وسلامه عليه- أخبر النبي في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وأخبرنا في غيره، وجاء في حديث عبد الله بن مسعود وأبي موسى الأشعري وغيرهم من الصحابة: "إن من أشراط الساعة وأماراتها أن يرفع العلم، وأن يثبت الجهل"، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- مع رفع العلم، وثبوت الجهل، شرب الخمر، وظهور الزنا، وانتشار الهرج، أي القتل، أي أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا.
تأمل معي -أيها الحبيب- وأسألك بالله أن تتأمل جيدا؛ لما تجاوز موسى بقومه البحر، ورأى قومه جماعة، قيل: من الكنعانيين، وقيل: من غيرهم يعبدون أصناما، ويعكفون عليها، قال قوم موسى: (يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) فماذا وصفهم عليه السلام: (قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) [الأعراف: 138].
فكان الجهل سببا في ظهور الشرك في الأمة وانتشار ضعف التوحيد في كثير من بلاد المسلمين، واليوم ترفع دول من دول الإسلام لواء الشرك، وتنقض لواء التوحيد، تدعو إلى القبورية والطواف بالقبور والذبح لها بدعوى أولياء مذهب هناك أو أولياء مذهب هناك، ولا يدري القوم من المقبور في القبر فقد كشف عن بعض القبور فوجد مقبورا فيها كلب أو حمار.
أيها المسلمون: إذا ظهر الشرك فدل ذلك على ظهور الجهل وانتشاره، ولما رأى لوط -عليه السلام- قومه يأتون الرجال شهوة من دون النساء، قال لهم عليه السلام: (بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ) [الأعراف: 81].
ويوسف -عليه السلام- قال: (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) أصب أي أصيب الذنب والفاحشة: (وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33]، فكان الجهل سببا في انتشار الشرك وألون الذنوب والمعاصي.
بل إن الجهل هو سبب في انتشار البدعة، وظهور قرون الظلام والظلم.
انتشار التكفير والتفجير والتبديع، والحكم على المسلمين بالانحراف والضلال، إنما ذلك نتيجة لجهل هؤلاء، وعدم علمهم بالله ولا بأحكام الله.
اللهم علمنا ما جهلنا، وانفعنا بما علمتنا.
أحبتي في الله: داء الأمة العضال هو الجهل بالله، والجهل بأحكام الله؛ لو أننا اليوم انظر إلى حالنا وحال مجتمعاتنا كم تحفظ من المسلمين اسم عالم؟ وكم في جوالك رقم لعالم؟ وكم تحضر من المجالس في الأسبوع لعالم؟
ولو أننا سمعنا عن مباراة لكرة القدم أو سمعنا عن لقاء مع ماجن من الماجنين، أو هابط من الهابطين، أو سفيه من السفهاء، ممثلا كان أو مطربا أو مغنيا أو لاعب كرة قدم كافرا أو فاجرا ترى الناس يجتمعون له بعشرات الآلاف، بل بالملايين؛ تعظيما وتبجيلا وتقديرا.
وأما علماء الأمة فلعل الذي يعرف عالم أو اثنين أصبحوا يعدون على أصابع اليد.
انظر إلى حال الأمة اليوم ألم يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر الزمان: "سيكذب الصادق، ويصدق الكاذب، ويأمن الخائن، ويخون الأمين، ويتكلم الرويبضة" قيل: من الرويبضة يا رسول الله؟ قال: "التافه الذي يتكلم في شأن العامة".
يا الله! ما أكثر التافهين اليوم الذين يتكلمون في شأن العامة، ويسودون عن العامة، ويقدمهم العامة، وجلهم لا يشتري بفلس من الدينار ولا درهم.
انظر إلى حال المسلمين اليوم يقوم أدعياء البدعة والضلال، ودعاة الشرك والقبورية الذين يريدون انحراف الأمة، وأخذها عن سبيل الله، وعن توحيده، وعن منهاج سنة نبيه، تفتح لهم القنوات، يقدمون في المحافل، يؤخذون على سائر السبل، يعظمون في كل مكان، ووالله بعضهم لا يحسن وضوئه، ولا يحسن صلاته، وإذا نظرت له وهو يصلي قلت له: أعد صلاتك فصلاتك باطلة.
الجهل هو داء الأمة، انظر اليوم كل الناس تتكلم بالدين تتكلم بالشرع، ما في أحد يقول: احترم نفسي فليس هذا مكاني ولا مقامي، ما دام معه مال يستطيع أن يتكلم فيما يشاء، وفي شرع الله يتكلم بما يشاء، يحل ويحرم، ويقدم ويؤخر، صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الذي يرويه البخاري ومسلم قال: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من صدور الناس إنما يقبض العلم بقبض العلماء؛ حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".
في الحج ترى عجبا، مفتي يفتي للناس أن من يطير بالطائرة فوق عرفة فقد وقف على عرفة.
جهل ينتشر في بلاد المسلمين، وإذا خرج الحجاج من بلادهم أول ما يسألون يسألون عن الرخص، ولم يسألوا عن بر الحج، وكيف يكون حجه على وفاق السنة، وكيف يجتهد أن يكون حجه كما أراد الله ورسوله، لا، ما هي رخص الحج، فتراه تجمع له في مقام واحد، ولذلك نرى حجيج بعض البلاد يرجع إلى بلده في ثاني يوم العيد وثالث يوم العيد ورابع يوم العيد، ويقضي العيد مع أهله، أي حج هذا؟! أو ذاك الذي إذا ذهب فرمى الجمرة الكبرى مباشرة يتوجه إلى سكنه، أو فندقه في منى، أو خارجه، وطواف الإفاضة، يقول اجمعه مع طواف الوداع.
رخص وعبث ما أنزل الله به من سلطان، شاب قوي لو أنه ضربني بيده لرماني عشر من ورائي، يقول: أجمع طواف الوداع، وأجمع الرمي، ويجوز أن أرمي يومين في يوم؟ رخص! داء الأمة الجهل.
وانظر إلى حال المسلمين، وانظر إلى ما نرى من حولنا انتشرت الفتن، أصبح التفكير بالقفة والجراب، أصبح الطعن في العلماء وتشويههم على قنوات الإعلام كلها، لماذا؟
لأن عدونا يعلم أن الجهل هو أعظم سبيل لتمكين أعداء الأمة منا، قال صلى الله عليه وسلم: "يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويظهر الهرج" قيل: ما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل".
رضي الله عن علي بن أبي طالب إذ قال: "كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه، ويفرح إذا نسب إليه، وكفى بالجهل خزيا أن يفر منه حتى أهله".
إذا قلت للجاهل: أنت جاهل لا يرضيه، يزعجه، يعتبرها شتيمة وهو جاهل، بل قد يكون جاهلا بالنسب إلى جده العاشر، ولكنه يأبى ويرفض أن تقول له: جاهل.
داء الأمة هو الجهل بالله وبأحكام الله، ولذا نرى حال الأمة الذي نراه من سوء حال، وأصبنا بالإحباط لحال الأمة.
احذروا -يا أمة الإسلام- إن المؤامرة على الإسلام لا يعلمها إلا الله.
احذروا -يا أمة الإسلام- إن وجوه العلماء تغير، وإن الأقنعة التي يلبسها الأدعياء خطيرة، احذروا -يا أمة الإسلام- إن المؤامرة عظيمة، اليوم من يعظم في عالم الفضائيات والإعلام، من يقول للناس: إن الإسلام علم ظاهر وعلم باطن ومن العلم الباطن أن إيمان فرعون أعظم من إيمان موسى؛ لأن فرعون كان يؤمن بوحدة الوجود ويقول عن نفسه: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) [النازعات: 24].
والعلم الباطن هو الذي خص الله به علي دون الصحابة ولم يعلمه أحد من العالمين إلا علي بن أبي طالب وإن أخذ بعلومه.
هؤلاء ليسوا من الشيعة والرافضة إنما مما ينتسبون إلى السنة وأهلها وممن يحصرون السنة فيهم.
اليوم يُصدر للفتية ويجلس على مقاعد الإفتاء ويترأس على كرسي الإفتاء من إذا سمعته نصب المرفوع وجر المخفوض، ودمر الدنيا، وقال في الآية حديثا وقال في الحديث آية، وقال في قول أبي هريرة -صلى الله عليه وسلم-، وقال في قول أبي بكر -صلى الله عليه وسلم- يخلط الشافعية بالمالكي والحنبلي بالشافعي والحنبلي بالشافعي، ويخلط الدين خبط عشواء ينزع من القرآن على جهل، ويأخذ من السنة على جهل.
في بلاد المسلمين والعالم الإسلام الجهل وداء الجهل الذي يريده أعداء الأمة، ويطالبون به، وينادون لتمكين أهله، ولكن ليس للإسلام بواكي ليس لدين الله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9].
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم...
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم وأبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
داء الأمة الجهل، يقول ابن مسعود فيما رواه الدارمي في سننه يقول: "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أَلْبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ, وَيَنْشَأُ فِيهَا الصَّغِيرُ, تَجْرِي عَلَى النَّاسِ تَتَخِذُونَهَا سُنَّةً, إِذَا غُيِّرَتْ قِيلَ: هَذَا مُنْكَرٌ".
يقول الناس: يا جماعة وحدوا الله، لا تسأل إلا الله، ولا تستغيث إلا بالله، ولا تدعو إلا الله، ولا تنفق إلا لله، ولا تذبح إلا لله، أسألكم بالله هذا مجرم؟
هذا يريد من الناس شرا؟
يقول: يا جماعة المسلمين اجعلوا كل ألوان عبادتكم الظاهرة والباطنة لله لا تنفقونها ولا تصرفونها لسواه، هل هذا مجرم يريد بالناس شرا!
عند بعض الناس لو تمكنوا منه لأراقوا دمه فيصبح التوحيد شركا، والشرك توحيدا، وتصبح السنة بدعة، والبدعة سنة، والحلال حراما، والحرام حلالا، والحق باطلا، والباطل حقا، يقول ابن مسعود: "كيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، إِذَا تُرِكَ مِنْهَا شَيْءٌ، قِيلَ: تُرِكَتْ السُّنَّةُ، قَالُوا: وَمَتَى ذَاكَ؟ قَالَ: إِذَا ذَهَبَتْ عُلَمَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ جُهَلَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ".
ما أكثر القراء اليوم لم يشهدوا التاريخ طباعة للكتب، ونشرا للعلم، ونشرا لدواوين العلم، كهذا الزمن؛ كثرة القراء، ولكن قلة الفقهاء والعلماء.
ثم قال: "وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتْ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، وَتُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ".
إذا من أراد الله به خيرا كما قال صلى الله عليه وسلم: "يفقه في الدين" قال صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة عند الطبراني في الأوسط: "إن فضل العلم خيرا من فضل العبادة، وإن خير دينكم الورع".
وذكر عند النبي -صلى الله عليه وسلم- كما عند الترمذي من حديث أبي أمامة: "ذكر عنده رجلان رجلا عابدا ورجل آخر عالم، فقال صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم".
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن السموات السبع والأرضين، والطير في السماء، وحتى الحوت ليستغفرون لمعلم الناس الخير.
احرصوا على العلم، تعلموا دينكم، ما في واحد خرج من بطن أمه، الشافعي، ومالك، أو أحمد، لا يوجد، فمن لا يطلب العلم أحد اثنين إما حيي أو متكبر متعالٍ عليه، وأما الحيي يضيعه حياءه، وأما المتكبر فقد ذمه الله ورسوله.
احرص على مجالس العلم والعلماء ولا تنقطع، واجعل بينك وبين الدعاة والعلماء الصادقين من دعاة التوحيد والسنة، احرص عليهم، واجعل بينك وبينهم جسورا دائما، فهؤلاء هم أعظم جسورك إلى الجنة، وهم أعظم أبوابك إلى الله، يعرفوك مراضيه، ويجنبوك مساخطه.
رحم الله ابن القيم لما قال: "فضل الإنسان على الحيوان بالعلم فإن من الدواب من يأكل أكثر من بني أدم وإن منها من يتزوج وله أولاد أكثر من بني ادم وإن منها يعدو وفيه قوة أعظم من بني أدم فمتى خلى الإنسان من العلم كان على الحيوانية المحضة فلما أبى إبليس أن يسجد لآدم، وافتخر عليه بأصله: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) [ص: 76]، ذكر الله شرف آدم على إبليس فقال الله: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) [البقرة: 31]، فكل الشرف بالعلم وأعظم العلم هو الذي يعلمني ماذا يريد الله، وكيف أنجو من عذابه وسخطه.
الإسلام في المرمى وديننا مستهدف ومؤامرة كونية على دين الله والسنة.
أسأل الله أن يحفظ دينه...
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي