العفو شعار الصالحين

محمد بن سليمان المهوس
عناصر الخطبة
  1. مكانة خلق العفو .
  2. هل الأصل في النفس البشرية العفو أو الانتقام؟ .
  3. العفو علو ورفعة وليس ذلا ومهانة .
  4. أقسام الناس من ناحية العفو وعدمه .

اقتباس

نَفْسُ الإِنْسَانِ مَيَّالَةٌ لِلاِنْتِقَامِ وَالأَخْذِ بِالثَّأْرِ أَحْيَاناً، وَإِذَا حُدِّثَتْ حَظًّا وَحَثًا وَتَرْغِيبًا بِالعَفْوِ وَالصَّفْحِ كعَّت عَنْ ذَلِكَ وَنَفَرَتْ مِنْهُ وَلَمْ تُقْبِلْ عَلَيْهِ؛ لِمَا فِي النُّفُوسِ مِنْ رُعُونَةٍ وَكَظَاظَةٍ، وَلِمَا فِيهَا مِنْ غِلْظَةٍ وَفَظَاظَةٍ، لَكِنَّ النَّفْسَ البَشَرِيَّةَ إِذَا رُوِّضَتْ بِالحَقِّ، وَزُمَّتْ بِزِمَامِ الشَّرْعِ فَإِنَّهَا...

الخطبة الأولى:

الحَمْدُ لِلّهِ الكْرِيمِ الوَدُودِ، وَالْمَـلِكِ الْـمــَعْبُودِ، الـمَعْرُوفِ بِالعَفْوِ وَالكَرَمِ وَالجُودِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى مَا أَتَّصَفَ بِهِ مِنْ صِفَاتِ الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَسْدَاهُ مِنْ جَزِيلِ الفَضْلِ وَالإِنْعَامِ، وَأَشْهَدَ أَنَّ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُة وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْدُ:

أَيُّهَا النَّاس: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللّهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّ تَقْوَى اللهِ -جَلَّ وَعَلَا- سَعَادَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَفَلَاحٌ فِي الدَّارَيْنِ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أَحْقِدْ عَلَى أَحَدٍ *** أَرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ

إنِّي أُحَيِّي عَدُوِّي عِنْدَ رُؤْيَتِهِ *** لِأَدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ

وَأُظْهِرُ الْبِشْرَ لِلْإِنْسَانِ أُبْغِضُهُ *** كَأَنَّمَا قَدْ حَشَى قَلْبِي مَحَبَّاتِ

النَّاسُ دَاءٌ دَوَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمْ *** وَفِي اعْتِزَالِهِمْ قَطْعُ الْمَوَدَّاتِ

عِبَادَ اللهِ: خَصْلَةٌ عَظِيِمَةٌ مِنْ خِصَالِ الدِّينِ الرَّفِيعَةِ الْعَلِيَّةِ، وخَلَّةٌ مُبَارَكَةٌ جَاءَ التَّنْوِيهُ بِهَا، وَالحَثُّ عَلَيْهَا، وَالتَّرْغِيبُ فِي فِعْلِهَا، وَذِكْرُ عَظِيمِ ثَوَابِ أَهْلِهَا، وَجَزِيلِ أَجُورِهِمْ عِنْدَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي مَوَاضِعَ عَدِيدَةٍ مِنْ كِتَابِ اللّهِ تَعَالَى، وَمِنْ سُنَّةِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ إِنَّهَا شِعَارُ الصَّالِحـِينِ الأَتْقِيَاءِ الأَنْقِيَاءِ.

فَالعَفْوُ وَالصَّفْحُ -عِبَادَ اللهِ- بَابٌ عَظِيمٌ مِنْ أَبْوَابِ الإِحْسَانِ؛ قَالَ اللّهُ تَعَالَى: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة:13].

وَهُوَ بَابٌ عَظِيمٌ مِنْ أَبْوَابِ نَيْلِ الرَّحْمَةِ وَالغُفْرَانِ؛ قَالَ اللّهُ تَعَالَى: (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن:14].

وَهُوَ بَابٌ لِنَيْلِ عَظِيمِ الأُجُورِ وَجَزِيلِ الثَّوَابِ؛ قَالَ اللّهُ تَعَالَى: (فَمَن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) [الشورى:40].

وَهُوَ بَابٌ رَفِيعٌ لِلفَوْزِ بِالجِنَانِ، وَنَيْلِ رِضَا الْمَلِكِ الدَّيَّانِ؛ قَالَ اللّهُ تَعَالَى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران:133-134].

وَأَهْلُ العَفْوِ هُمْ الأَقْرَبُ لِتَحْقِيقِ تَقْوَى اللهِ جِلَّ وَعَلَا؛ قَالَ اللّهُ تَعَالَى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [البقرة:237].

أَيُّهَا الْمُــسْلِمُونَ: العَفْوُ وَالصَّفْحُ مَقَامٌ عَظِيمٌ، وَمَنْزِلَةٌ رَفِيعَةٌ، وَهُوَ صِفَةُ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصِفَةُ اِتِّبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ؛ جَاءَ فِي التَّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا-، وَقَدْ سُئِلَتْ عَنْ خُلُقِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: "لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا صَخَّابًا فِي الأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ" (صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ).

أَيُّهَا الْمُــسْلِمُونَ: نَفْسُ الإِنْسَانِ مَيَّالَةٌ لِلاِنْتِقَامِ وَالأَخْذِ بِالثَّأْرِ أَحْيَاناً، وَإِذَا حُدِّثَتْ حَظًّا وَحَثًا وَتَرْغِيبًا بِالعَفْوِ وَالصَّفْحِ كعَّت عَنْ ذَلِكَ وَنَفَرَتْ مِنْهُ وَلَمْ تُقْبِلْ عَلَيْهِ؛ لِمَا فِي النُّفُوسِ مِنْ رُعُونَةٍ وَكَظَاظَةٍ، وَلِمَا فِيهَا مِنْ غِلْظَةٍ وَفَظَاظَةٍ، لَكِنَّ النَّفْسَ البَشَرِيَّةَ إِذَا رُوِّضَتْ بِالحَقِّ، وَزُمَّتْ بِزِمَامِ الشَّرْعِ فَإِنَّهَا تَنْقَادُ سَلِسَةً -بِإِذْنِ اللهِ-، إِذَا كَانَ العَبْدُ مُسْتَعِينًا بِاللّهِ، طَالِبًا مَدَّهُ وَعَوْنَهُ وَتَوْفِيقَهُ، قَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت:69].

وَإِذَا تَذَكَّرَ الْمُـــؤْمِنُ فِي هَذَا المَقَامِ ثَوَابَ اللهِ وَأُجَرَهُ وَغُفْرَانَهُ وَرَحْمَتَهُ، وَمَا سَيَنَالُهُ عَلَى صَفْحِهِ وَعَفْوِهِ مِنْ أُجُورٍ عَظِيمَةٍ، وَثَوَابٍ جَزِيلٍ هَانَ عَلَيْهِ مَا سِوَى ذَلِكَ، وَقَدْ جَاءَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ عَنْ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ" (حَسَّنَهُ الْأَلْبَانِي).

وَقَدْ يَرَى بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ العَفْوَ ذُلٌّ وَمَهَانَةٌ، وَإِهَانَةُ الْـمَرْءِ لِنَفْسِهِ أَمَامَ النَّاسِ، وَأَنَّ العِزَّةَ فِي الاِنْتِقَامِ، وَهَذَا -وَاللهِ- مُجَانَبَةُ الحَقِيقَةِ؛ فَالعِزُّ إِنَّمَا هُوَ فِي العَفْوِ، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)؛ أَيْ أَنَّ العَفْوَ لَا يَزِيدُ صَاحِبَهُ إِلَّا عِزّاً وَرِفْعَةً وَسُمـُوَّ قَدْرٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى -عِبَادَ اللهِ-، والْتَزِمُوا بِهذا الْخُلُقِ الطَّيِّبِ الْـمُبَارَكِ، وَكُونُوا كَمَا قَالَ الأَوَّلُ:

إِذَا قَدَحُوا لـِي نــَارَ حَرْبٍ بِزَنْدِهِم *** قَدَحْتُ لـَهُمْ فِي كُلِّ مَكْرُمَـةٍ زَنْـداً

وَإِنْ أَكَلُوا لَـحْمِـي وَفَّرْتُ لُـحُومَهم *** وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيتُ لَـهُمْ مـَجْدًا

وَلَا أَحْمِلُ الْـحِقْدَ الْقَدِيـمَ عَلَيْهِـمُ *** وَلَيْسَ رَئِيِسَ الْقَوْمِ مَنْ يَحمِلُ الْحِقْدَا

باركَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكتابِ والسُّنة، وَنَفَعنا بِما فِيهِما مِنَ الآياتِ وَالْحِكْمَةِ، أقولُ قَوْلِي هَذا، واسْتغفرِ اللهُ لِي وَلَكُم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإنّه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم.

اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كثيراً، أمّا بَعْدُ:

أَيُّهَا الْمُــسْلِمُونَ: فَالنَّاسُ فِي مَقَامِ العَفْوِ أَوْ عَدَمِهِ أَقْسَامٌ ثَلَاثَةٌ:

قِسْمٌ يَنْتَقِمُ مِمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ بِأَخْذِ حَقِّهِ فَقَطْ وَبِدُونِ تَجَاوُزٍ، وَقِسْمٌ يَنْتَقِمُ مِمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ بِظُلْمٍ وَتَجَاوُزٍ وَتَعَدٍّ، وَقِسْمٌ ثَالِثٌ يَعْفُو وَيَصْفَحُ.

أَمَّا الأَوَّلُ: فَهُوَ المُقْتَصِدُ، وَأُمًّا الثَّانِي: فَهُوَ الظَّالِمُ لِنَفْسِهُ وَلِغَيْرِهِ، وَأُمًّا الثَّالِثُ: فَهُوَ السَّابِقُ بِالخَيْرَاتِ، وَقَدْ جَـمَعَ اللهُ جِلَّ وَعَلَا هَذِهِ الأَقْسَامَ الثَّلَاثَةَ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى:40]، فَقَوْلُهُ: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا) هَذَا فِي حَقِّ المُقْتَصِدِ وَهُوَ مَنْ يَأْخُذُ حَقّهُ دُونَ تَجَاوُزٍ، وَأُمَّا قَوْلُهُ (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) فَهَذَا فِي حَقٍّ السَّابِقِينَ بِالخَيْرَاتِ أَهْلِ العَفْوِ وَالصَّفْحِ وَالإِحْسَانِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) فَهُوَ فِي حَقٍّ مَنْ يَعْتَدِي وَيَبْغِي وَيَظْلِمُ.

فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وكُونُوا مِمَّنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ؛ فَلَنْ يَنْدَمَ مَنْ عَفَا مَهْمَا خَسِرَ فِي ظَنِّهِ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا؛ إِذِ الْعَاقِبَةُ الْـحَمِيدَةُ، وَالذِّكْرُ الـْحَسَنُ لِأَهْلِ الْعَفْوِ.

اللَّهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِجَمِيعِ الْـمُسْلِمِينَ.

هَذَا وَصَلُّوا عَلَى اَلْبَشِيرِ اَلْنَّذِيرِ، وَاَلْسِّرَاجِ اَلْمُنِيرِ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيِفُ اَلْخَبِيرُ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]، وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا" (رَوَاهُ مُسْلِم).


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي