في عقيدتنا لا يحدث شيء في الأرض بشكل عشوائي، لا يحدث شيء في الأرض دون علم الله، لا يحدث شيء في الأرض دون إذن الله، دون أمر الله: (يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ). فمن الذي أمر الأرض فتزلزلت وتفجرت براكينها ونيرانها، أو ماجت مياهها، أو عصفت رياحها، فأهلكت من أهلكت ودمرت من دمرت؟!
يا أيها الإخوة: يشاهد العالم ويصارع ما بين الفينة والأخرى أشكالاً مخيفة من الكوارث الطبيعية والإنسانية، من زلازل في باطن الأرض، إلى حرائق على ظهرها، إلى أمراض تفتك بسكانها -وآخرها أنفلونزا الخنازير- إلى أعاصير تضرب في محيطها، إلى فيضانات تمطرها سماؤها، فكيف ينظر المسلم المؤمن بالله إلى هذه الكوارث المدمرة والأمراض الفتاكة.
أيها الإخوة: الغرب الكافر والشرق الملحد والعربي العلماني ينظر إلى الكوارث والأمراض على أنها مجرد اختلال بطبقات الأرض، ومجرد تغيرات مناخية وانفجارات بركانية وفيروسات مرضية، تظهر هنا وهناك فتسبب خسائر مادية وبشرية بفعل الطبيعة، لا أكثر ولا أقل، هذه هي نظرة من لا يؤمن بالله، ولكن من يؤمن بالله العظيم يعلم أن هذا الكون بسماواته وفضائه وأرضه هو خلق من خلق الله، له سنن تحكمه وقوانين تضبطه: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) [الزمر: 63]، (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ) [سبأ: 3]، في عقيدتنا لا يحدث شيء في الأرض بشكل عشوائي، لا يحدث شيء في الأرض دون علم الله، لا يحدث شيء في الأرض دون إذن الله، دون أمر الله: (يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ) [السجدة: 5]. فمن الذي أمر الأرض فتزلزلت وتفجرت براكينها ونيرانها، أو ماجت مياهها، أو عصفت رياحها، فأهلكت من أهلكت ودمرت من دمرت؟! استمع إلى القوي القدير وهو يقول في حق من وصف الريح من قوم عاد بأنها مجرد غيوم ماطرة: (بلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا) [الأحقاف: 24، 25]، تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ، بأمر من؟! الأرصاد الجوية؟! التغيرات المناخية؟! (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا). تحركت بأمر ربها العظيم.
نعم، الأمراض الفتاكة سببها الفيروسات، ولكن من الذي خلق الفيروسات ومن الذي أرسلها؟! ومن الذي جعلها فتاكة تغزو الإنسان وتنخر في جسم بني آدم حتى تقضي عليه؟! في عقيدتنا: إنه الله الخالق القادر المقتدر: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ) [الأعراف: 133].
أيها الإخوة: في عقيدتنا: إن الكوارث المدمرة والأمراض الفتاكة قد تكون ابتلاءات وقد تكون عقوبات، نعم، ابتلاءات للطائعين، وعقوبات للظالمين؛ ولذلك دعانا الله إلى أخذ العبرة والحيطة مما حل في الأمم السابقة، بسبب ظلمها وإجرامها، من الكوارث والعقوبات الربانية؛ فقال -جل شأنه-: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) [النمل: 69]. ومن عجيب قدرة الله الباهرة أنه يعذب في هذه الدنيا المخلوق بالمخلوق، من عظيم شأن ربك وكبير سلطانه أنه يجعل الشيء الواحد هو نفسه سببًا للرحمة وسببًا للنقمة، فبالماء أغرق فرعون، وبالماء أنجى موسى -عليه السلام- وبالرياح أنبت الزرع، وبالريح دمر عادًا.
(فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ) [العنكبوت: 40]: مَنْ الفاعل؟! من الذي أخذ؟! من الذي عاقب؟! من الذي عذب؟! إنه الله رب العالمين، القوي المتين الذي وصف نفسه ووصف أخذه بقوله: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) [البروج: 12]، (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) [هود: 102]، (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ) [القمر: 42].
(فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ): بذنبه: هذا هو القانون الرباني الذي لا محيد عنه، الذي غفل الناس اليوم عنه في تفسيرهم للأحداث، قانون صارم: ينص على أن الذنوب هي سبب هلاك الأمم والدول والمدن القرى والأحياء والجماعات والأسر والأفراد، فيحل الله بهم في الدنيا شتى أنواع الكوارث والحوادث ومختلف أصناف الأمراض والنقم؛ قال ربك: (فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [آل عمران: 11]، (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً) [الحاقة: 10]، (إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) [العنكبوت: 34].
أيها العبد المؤمن: استمع إلى ربك وهو يستعرض لك كيف أهلك الأمم والدول السابقة -وهي الأشد والأعتى- بسبب فسقهم وظلمهم.
(فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [العنكبوت: 40].
(فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً) أي ريحًا عاصفًا فيها حصباء، أي: حجارة محماة تقع على كل واحد منهم فتنفذ من الجانب الآخر، وهؤلاء هم قوم عاد، الذين قالوا: مَنْ أشدُّ منا قوة؟! فجاءتهم ريح، عاتية شديدة الهبوب جدًا، تحمل عليهم حصباء الأرض فتقلبها عليهم، وتقتلعهم من الأرض، فترفع الرجل منهم إلى عَنَان السماء، ثم تنكسه على أم رأسه فتشدخه فيبقى بدنًا بلا رأس، كأنهم أعجاز نخل منقعر، عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما فتح الله على عاد من الريح التي أهلكوا فيها إلا مثل موضع الخاتم، فَمرّت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم، فجعلتهم بين السماء والأرض، فلما رأى ذلك أهل الحاضرة الريح وما فيها قالوا: هذا عارض ممطرنا، فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة". (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) أي: هل تحس منهم من أحد من بقاياهم أنه ممن ينتسب إليهم؟! بل بادوا عن آخرهم ولم يجعل الله لهم خَلفًا.
(وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ): وهو صوت شديد تزلزلت منه الأرض فأسكتهم وهؤلاء هم ثمود، (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) فبادوا عن آخرهم، وخَمَدوا وهَمَدوا كما يهمد يابس الزرع والنبات.
(وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ)، وهو قارون الذي طغى وبغى وعتا، وعصى الرب الأعلى، ومشى في الأرض مرحًا، فخسف الله به وبداره الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، والخسف هو أحد أنواع العذاب التي تكون في آخر الزمان كما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، إذا ظهرت القينات والمعازف، وشرب الخمور". وهذا ظهر وما زال في ازدياد، وبدأنا أيضًا وما زلنا في ازدياد نعاين غضب الله في حياتنا حيث الزلازل والدمار، والقادم أشد، ولذلك قالت صفية -رضي الله عنها-: زلزلت المدينة على عهد عمر -رضي الله عنه- فقال: أيها الناس: ما هذا؟ ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه، والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها أبدًا. وقد ذكر -صلى الله عليه وسلم- أن الزلازل تكثر بين يدي الساعة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى... تكثر الزلازل".
(وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا): وهو أول عذاب استئصال عذب الله به الكافرين على وجه الأرض، وهم قوم نوح: (فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَـالِمُونَ)، وعذب الله به فرعون ووزيره هامان، وجنوده عن آخرهم، أغرقوا في صبيحة واحدة، فلم ينج منهم مخبر.
وعذب الله قوم لوط -أصحاب الفاحشة التي فاقهم فيها أهل زماننا هذا– عذبهم بأنواع من العذاب لم يعذب بها أمة من الأمم، فجمع عليهم بين الهلاك والرجم بالحجارة من السماء وطمس الأبصار -العمى- وقلب الديار عليهم بأن جعل عاليها سافلها، والخسف بهم أسفل سافلينَ: (لعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ) [الحجر: 72، 73].
وكذلك قوم شعيب؛ جمع الله عليهم ألوانًا من العذاب، كما جمعها على قوم لوط هناك بسبب الفاحشة وهنا بسبب الكسب الحرام، وهما مصيبة الناس هذا الزمان، فعذبهم الله بالصيحة من السماء وبالرجفة من الأرض وبالنار، نعم بالنار فقال ربك: (فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الشعراء: 189]، وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نار ولَهَب ووهَج عظيم، فأحرقتهم وأحرقت تلك الأموال التي اكتسبوها بالظلم والعدوان.
وما عذب الله به قوم سبأ وما زال يعذب به المترفين: الجوع والعطش وضيق الأرزاق والمجاعات وغلاء الأسعار: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) [النحل: 112]. إنَّ القرآنَ الكريم يختصرُ العقوبةَ المدمرة، والنهايةَ الموجعة، في كلمتين اثنتين: الجوع والخوف، لماذا؟! (بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)، بسبب المعاصي كما يقول ابن كثير.
ومما يعاقب الله به العصاة: الأمراض والبلايا والطواعين: وهو نوع آخر من العذاب يصبه الله على الأمم المتجبرة الكافرة أو المسلمة العاصية، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا". وقال عبد الله بن مسعود: إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن بهلاكها.
أيها الإخوة: فهل انتهت سلسلة العقوبات الربانية؟! كلا.. لماذا؟! لأن هناك قانونًا ربانيًا، هناك معادلة إلهية تقول: حيثما تقع المعاصي وتتكاثر الذنوب ويخيم الظلم ويسيح الفجور، فلا بد لعذاب الله أن يحل، ولا بد للإرادة الإلهية أن تنتقم: (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) [هود: 83]، ولذلك ما زال عالمنا المسلم والكافر يُضرب بين وقت وآخر بعقوبات ربانية: كوارث مدمرة، وأمراض فتاكة، وحروب طاحنة، نعم، ما زال ربك ينتقم ويغضب ويصب على الأمم المعاصرة سوط عذاب؛ لأنها طغت وظلمت وتجبرت، فأين يذهب تعطيل شرع الله؟! أين يذهب الظلم؟! أين يذهب العدوان وأكل الحرام؟! أين تذهب دماء المسلمين الأبرياء؟! أين تذهب أشلاء الأطفال؟! وأنات الكبار؟! وتشرد الأسر والعيال؟! أين يذهب الفحش والدعارة؟! أين تذهب من أمام من قال: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر: 14]، ولذلك يخرج العالم ويخرج الناس من أزمة إلى أشد، ومن كارثة إلى أكبر، ومن اقتتال إلى أمرّ، ومن خسارة إلى أكدّ، ومن ضائقة إلى أضيق، ومن مرض إلى أخطر، وما أنفلونزا الخنازير عنا ببعيد، وهذا عدل إلهي: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت: 40].
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أيها الإخوة: دعونا نستعرض قائمة موجزة من حصاد الكوارث؛ لنرى من خلالها شدة بأس الخالق سبحانه:
- عدد ضحايا الكوارث الطبيعية بلغ العام الماضي مائتيْ مليون، وتسببت في أضرار بلغت قيمتها نحو مائة وعشرة مليارات دولار في عام 2008.
- تتعرض الأرض سنويًا لنحو مليون زلزال، وقد دُمر في هذه الزلازل مدن بأكملها، وهلك فيها ألوف من البشر، وشرد فيها مئات الألوف من مساكنهم، وقتل تسونامي أكثر من 231 ألف، وزلزال باكستان الذي قتل أكثر من ثلاثة وسبعين ألف شخص.
- قالت منظمة الصحة العالمية: إن الأمراض الفتاكة والمميتة الجديدة تضاعفت خلال الـ50 سنة الماضية أربع مرات، وظهر ثلاثمائة وخمسة وثلاثون مرضًا جديدًا في الفترة بين 1940-2004م، ولعل أخطر تلك الأمراض الجديدة كانت الإيدز -40 مليون مصاب- والسارس وأنفلونزا الطيور وجنون البقر وآخرها أنفلونزا? ?الخنازير فيروس إتش1? ?إن1، خطر جديد? يهدد العالم -يوجد في العالم ثمانمائة وأربعون مليون رأس من الخنازير– 10 آلاف مصاب في خمسة وأربعين بلدًا حتى الآن.
- وفيضانات المياه والأعاصير، ومنها وإعصار كاترينا الذي عاقب أمريكا بقتل وتشريد الآلاف وتدمير ولايات كاملة وخسائر مادية تجاوزت الثمانين مليار دولار.
- وجاءت الأزمة المالية التي ليس لها من دون الله كاشفة، ما يكاد يمر شهر إلا والغرب المتجبر يفرض عقوبات اقتصادية على معظم دول العالم –وخاصة الإسلامية- فجاءهم الدمار المالي والاقتصادي، خسائر بمئات المليارات، وتسريح ملايين العمال، غضبًا من الله -سبحانه وتعالى- على هؤلاء الظلمة.
- خبير مناخي: مخاطر ارتفاع حرارة الأرض أكبر من الأزمة المالية، وفي 2006م القيظ يقتل العشرات في أوروبا.
أيها الإخوة: هذا ما تفعله الذنوب والظلم، بل وأكثر من ذلك، فهي تجر على الأمم والدول سخط الله وغضبه؛ عن جبير بن نفير، قال: لما افتتح المسلمون قبرص وفرق بين أهلها، قعد بعضهم يبكي إلى بعض، وبكى أبو الدرداء، فقلت: ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأذل الشرك وأهله؟! قال: دعنا منك يا جبير، ما أهون الخلق على الله -عز وجل- إذا تركوا أمره، بينا هم أمة قاهرة قادرة إذ تركوا أمر الله -عز وجل- فصاروا إلى ما ترى.
نعم، تهون الأمم والدول والجماعات والأفراد على الله حينما يهون عليها أمر الله.
أيها الإخوة: هذا كله مما نراه من كوارث وأمراض، إنما هو لتكون لنا فيه العبرة: (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) [الإسراء: 59]، (فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ) [الزخرف: 8]، إنما هو من انتقام الله من البلاد الظالم أهلها في هذه الحياة الدنيا، وما ينتظرهم في الآخرة أخزى: (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) [القلم: 33] (وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه: 127].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي