الأسواق مظنة الغفلة عن الأعمال الصالحة، والذكر المأجور، يدفع أحدنا المئات في مشتهياته، وربما مر به سائل فقير فرده، أو اختار له من ورقات نقوده ما يزهد فيه صغار أطفاله، وكان أولى بنا أن نبادر لما يمحو الله به الخطايا، ويظللنا به يوم الهول الأكبر، إن...
الحمد لله الذي أكرم المؤمن بضياء الإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعز من أطاعه بالتقوى، وأذل من أبى بالعصيان، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 - 71].
أيها الإخوة المؤمنون: إن من طبيعة كل المجتمعات الإنسانية: أن يكون لها أسواق تتبادل فيها السلع، ولا بد لكل إنسان أن يرتاد هذا التجمع البشري من أجل قضاء حاجاته، وتحقيق منافعه.
وقد ذكر الله من صفات الأنبياء: أنهم كانوا يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، وقد وردت عن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- عشرات الأحاديث تشير إلى أنه كان يدخل السوق بين آونة وأخرى؛ إما للدعوة إلى الله كما كان يفعل في سوق عكاظ وغيرها من أسواق العرب في مكة والمدينة وما بينهما، وإما لشراء ما يلزمه منها، وإما لمآرب أخرى؛ وكان يأمر فيها بالمعروف وينهى عن المنكر، ويذكر الله -عز وجل-، وحاشا لقلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولسانه أن يغفلا عن ذكر ربه -عز وجل-.
وقد اشتغل صلى الله عليه وسلم بالتجارة في شبابه قبل النبوة، وكان كثير من كبار صحابته من أكبر تجار المدينة، ولا شك أن ذلك من طبيعة الحياة، ومما لا غنى عنه.
ولكن الأسواق تظل مع كل ذلك منطقة خطرة حذرة، أليست البقعة التي باض فيها الشيطان وفرّخ كما ورد عن رسولنا -صلى الله عليه وسلم-؟ وماذا نتوقع من مفرخة الشيطان إلا أن تكون منطلقًا للفحشاء، وبابًا لما يغضب الجبار -جل وعلا-، إذا أهملت من إحياء سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من تذكير ودعوة، وأصبحت على النقيض من ذلك ملتقى المعصية، ومعرضًا للمنكرات، ودربًا من دروب ضياع المروءة والأخلاق؟
لقد قرأت قصصًا كثيرة، واستمعت إلى من كانوا أطرافًا فيها، وإذا بالسوق فيها هو المنطلق الأول للسوء والفتنة، والبداية لكثير من القصص الدامية، فلم أملك إلا أن تذكرت حديث رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا" (رواه مسلم)، ثم رحت أردد: صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله.
وإذا كانت الأسواق؛ كما روى مسلم عن سَلْمَانَ قَالَ: "إِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ"، فإن ذلك مما يجعل المسلم يحذر منها أشد الحذر، بل ويقلل من ارتياده لها بقدر استطاعته، فلا يذهب إليها إلا في إحدى حالين: إما أن يكون تاجرًا، فيتقيَ الله -تعالى- في نفسه وفي تجارته، ويراقبَه في كل تصرفاته؛ حتى يمنَّ عليه تعالى بالستر الجميل، والعفاف والغنى، والرزق الحلال، فلا يغشّ أحدًا، فـ "من غشَّ فليس منا"؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وصححه الألباني.
ولا يتتبع عورة مسلم أو مسلمة، حتى ينجو من وعيد الجبار -تعالى-، فقد قال صلى الله عليه وسلم حينما صَعِدَ... الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ" (رواه أبو داود وصححه الألباني).
بل إنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويؤدي حقوق الطريق كلها من رد السلام، وغض البصر، وكف الأذى، ونحوها؛ ليحظى بوعد النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ" (رواه الترمذي وحسنه الألباني).
وأما الحال الأخرى التي تستدعي دخوله الأسواق أن يكون محتاجا للشراء، ومن أجل هذه الحال كان حديثنا اليوم -نسأل الله أن يسدد كلمه، وأن يجعله خالصا لوجهه-.
أيها المؤمن الصالح، أيتها المؤمنة الطيبة: إنه إذا كانت المساجد سوقًا للآخرة، فيها تصحو النفوس من غفواتها، وتأوي القلوب إلى بارئها، وتستثمر الأعمار فيما يضاعف أجور أصحابها؛ فإن الأسواق هي سوق الدنيا التي تغفل فيها الأرواح عن مطامحها، وتقسو القلوب بعد رقتها، فما أكثر غفلات الأسواق اليوم، وما أقسى ما يتبعها من آهات لا منتهى لأصدائها.
في الأسواق غفلة عن عظمة قيوم السماوات والأرض، يغفل البائع فيها فلا يقدر الله حق قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه، فيفجر فيها بالحلف الكاذب، ويستهين بالرب العزيز العظيم، الذي يستطيع أن يقصم ظهر كل جبار عنيد، يجازف باليمين الغموس التي تغمس صاحبها في النار من أجل دراهم معدودة، فيقول والله العظيم الجليل الكريم أنه اشتراها بكذا، وهو يعلم أنه حلاف كذاب، فما أصبره على النار.
وربما فعل مثل ذلك المشتري فحلف أنه وجد هذه السلعة بأقل مما عرضها عليه البائع، ليشتري بعظمة الله وجلاله ثمنًا قليلاً.. لبئس ما كانوا يفعلون.. إنَّ رَجُلًا في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أَقَامَ سِلْعَةً فِي السُّوقِ فَحَلَفَ فِيهَا لَقَدْ أَعْطَى بِهَا مَا لَمْ يُعْطِهِ لِيُوقِعَ فِيهَا رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [آل عمران: 77].
فأية آهة ستنفع هذا المسكين إذا رأى أن طمعه في التافه الفاني أودى به إلى عذاب لا يطاق؟ (لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى) [المعارج: 15- 18]، (أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) [الزمر: 24].
وفي الأسواق غفلات فكم فيها من غفلة عن ذكر الله، والتهاء بزخارف الحياة الدنيا، تمر الساعات الطوال دون أن يجري اسم الله على ألسنة المتبايعين إلا لإنفاق سلعة أو تأكيد بيع، والله -تعالى- قد امتدح رجالا فقال: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ) [النور: 37]؛ ولذلك ربح من ذكر الله فيها، ربحًا عظيمًا، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَالَ فِي سُوقٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" (رواه الترمذي وحسنه الألباني)، ذكر يسير، وأجر جزيل، والله ذو الفضل العظيم.
وإن في هذا الدعاء لوعظًا عظيمًا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فالله هو المعبود وحده لا شريك له فكيف تتعبد الأموالُ الناسَ حتى تذلهم، وتستهويهم المشتريات حتى تشغلهم عن واجباتهم:
تعالى الله يا سلم بن عمرو *** أذل الحرص أعناق الرجال
وقد دعا النبي على عبيد الدنيا فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ" (رواه البخاري).
الله بيده الملك فكيف تعصه يا هذا ويا هذه في ملكه، وله الحمد: أفهذا الذي تحدثونه من لهو ولعب واستهانة بأوامره ونواهيه البديل الذي يرضاه عن حمده على النعمة المبذولة في هذه الأسواق، والتي تساق إليكما من شتى أقطار الدنيا، وحده بيده الخير فكيف تطلبونه من غيره، يحيي ويميت، فهل تردون القدر عن رقابكم لحظة واحدة، فلربما كانت نهاية من بدأ في معصيته في لحظته، فسقط في سوقه في هاوية سوء الخاتمة -نعوذ بالله من ذلك-.
وهو على كل شيء قدير، فلا راد لأمره، ولا مانع من وقوع إرادته.
وانظر إلى الصورة المثالية؛ حين يصحب الطُّفَيْلُ بْن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَيَغْدُو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ قَالَ: "فَإِذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ لَمْ يَمُرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى سَقَاطٍ وَلَا صَاحِبِ بِيعَةٍ وَلَا مِسْكِينٍ وَلَا أَحَدٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ، فلما قَالَ له الطُّفَيْلُ: وَمَا تَصْنَعُ فِي السُّوقِ وَأَنْتَ لَا تَقِفُ عَلَى الْبَيِّعِ وَلَا تَسْأَلُ عَنِ السِّلَعِ وَلَا تَسُومُ بِهَا وَلَا تَجْلِسُ فِي مَجَالِسِ السُّوقِ؟! قَالَ: إِنَّمَا نَغْدُو مِنْ أَجْلِ السَّلَامِ نُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقِيَنَا"، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ الأول من ذي الحجة يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا.
الأسواق مظنة الغفلة عن الأعمال الصالحة، والذكر المأجور، يدفع أحدنا المئات في مشتهياته، وربما مر به سائل فقير فرده، أو اختار له من ورقات نقوده ما يزهد فيه صغار أطفاله، وكان أولى بنا أن نبادر لما يمحو الله به الخطايا، ويظللنا به يوم الهول الأكبر، إن النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أتى بعض صحابته وهم فِي السُّوقِ فَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ السُّوقَ يُخَالِطُهَا اللَّغْوُ وَالْكَذِبُ فَشُوبُوهَا بِالصَّدَقَةِ" (رواه النسائي وصححه الألباني).
ألا تأملت -يا أخي ويا أخيتي- كيف صينت المساجد عن البيع والشراء؛ لما يحدث فيها من مثل ذلك، فقد كان عَطَاءُ بْنَ يَسَارٍ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِ بَعْضُ مَنْ يَبِيعُ فِي الْمَسْجِدِ دَعَاهُ فَسَأَلَهُ مَا مَعَكَ وَمَا تُرِيدُ فَإِنْ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَبِيعَهُ قَالَ: "عَلَيْكَ بِسُوقِ الدُّنْيَا وَإِنَّمَا هَذَا سُوقُ الْآخِرَةِ".
في الأسواق غفلات وغفلات، فكم فيها من غفلة عن واجب رعاية الأسرة والزوجة والأولاد، حيث ينسى كثير من التجار والبائعين أسرهم إلا لمامًا، ليلهم ونهارهم خذ وهات، وقد امتلأت بيوتهم بالآهات، يذكر أن تاجرًا ماهرًا كانت له زوجة وابنان، قرر أن يربح مليون دولار في نهاية العام، وخطط لذلك تخطيطًا دقيقًا، حيث اختار شركة تجارية عالمية عالية الجودة في الملابس والأدوات الرياضية، وقام بالاتصال المباشر ببلد الصناعة، وراح يتعامل مع السوق العالمية تعاملاً في منتهى الحنكة والتدبير، وبدأ التنفيذ بكل قوة، ودخل في دوامة المتابعة الدائمة، والتسويق الواسع.
والهدفُ العالي الذي وضعه نصب عينيه يلمع ويبرق ويحفِّز، واضطر للسفر مع ولديه إلى تلك البلاد مرات عديدة، والمرأة المسكينة تراقب انتحار الاستقرار والسكينة في منزلها، وتتحسر على مملكتها الصغيرة وهي تراها تتمزق، وتنادي كلما سنحت لها الفرصة بحرقة يا أبا فلان المال ليس كلَّ شيء.
الأولاد سيضيعون وتضيع دراستهم، ولكن الرجل كان في عالم آخر، مشدوها بما يحققه كل يوم من نجاح مبهر، ومر العام وانقضى، وأعلن الرجل أنه ربح المليون الدولار، وخسر أسرته الحبيبة.
لقد طلق زوجته، وانغمس أحد ولديه في المخدرات، والآخر خرج من البيت ولم يعثر عليه بعد.
ترى هل ستنفع هذا التاجر آهاته الحارقة بعد فوات الأوان، وماذا سيصنع بمليونه بعد أن هدم عشه، وفقد طعم الحياة في بيته، وضيع أمانة تربية أولاده؟!
وفي الأسواق غفلة عن الوقار الذي ينبغي أن يتزين به المسلم، والخلق الرفيع الذي يميزه، ويرفع درجته في الجنة، فكثيرًا ما يرتفع الجدل، وتعلو أصوات المتخاصمين، وربما كان المتخاصمان رجلا وامرأة، فيذهب الحياء، وتنسلخ المرأة من ثوبها وسترها، فتبارز الرجال بطول اللسان، وترفع يدها وذراعها وهي تخفق بالأسورة الذهبية المتلألئة في أعين الرجال من أجل ماذا؟ من أجل قروش.
فلا تَسَامُح، ولا معروف، ولا تنازلَ عن أي شيء، لقد ذُكر من صفة رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي التَّوْرَاةِ أنه "لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ" (رواه البخاري).
أفلا نقتدي برسولنا -صلى الله عليه وسلم-؟! ونترك ذلك لوجه الله، وقد نهى عنها صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال: "وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ" (رواه مسلم)، وفي هذا إشارة صريحة لذمها في موضعها في الأسواق.
فاتقوا الله -عباد الله- وكونوا كما أرادكم الله أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعيش الدنيا للآخرة، ولا تبيع جنة الله بعرض زائل.
عباد الله: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، توبوا إلى الله، واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
اللهم ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، ولك الحمد عز جاهك، وتقدست أسماؤك.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده أمر السماوات والأرض، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فيا أيها الإخوة المؤمنون: ولأنتقل إلى جانب آخر من غفلات الأسواق وآهاتها؛ أنا فيه رسول الغيورين، ونذير خطر جسيم، خطر لا يتهدد الأموال والممتلكات، ولكنه يدمر ما لا يمكن تعويضه إذا فات، إذا سُفح فلا يمكن جمعه، وإذا ضاع فلا تُسترد أمانته، وهل يعود الدر إلى الضرع؟ أو الروح -قبل البعث- إلى الجسد، وهل يجبر الزجاج إذا تفرقت شظاياه.
العِرْض، تلك الأمانة الكبرى المعلقة في رقبة كل إنسان التي يجب عليه أن يحافظ عليها أعظم من حفاظه على روحه، فقليل أن تبذل الروح لبقاء ساحته نقية علية، ويسير أن تهلك الأموال لتشتري عفته وتُصان من مجرد المساس به.
أصـون عـرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض في المال
ولكن من أين تؤتى البيوت المحمية، والمسيجة بأسوار المحافظة والسمعة الحسنة؟ من أي المداخل دخل شياطين الإنس بمعونة من شياطين الجن على حصونها الحصينة؟
إن المنطلق لأولئك الأبالسة من أبغض البلاد إلى الله من الأسواق، والسبب هو هذا الإذن المفتوح للنساء بالخروج إلى الأسواق دون حسيب، بل في غفلة عجيبة من الرقيب، فبعد أن كان عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ فِي حَدِيثِهِ يستنكر فيقول: "أَمَا تَغَارُونَ أَنْ يَخْرُجَ نِسَاؤُكُمْ؟"، وَقَالَ هَنَّادٌ فِي حَدِيثِهِ: "أَلَا تَسْتَحْيُونَ أَوْ تَغَارُونَ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ نِسَاءَكُمْ يَخْرُجْنَ فِي الْأَسْوَاقِ يُزَاحِمْنَ الْعُلُوجَ" (رواه الإمام أحمد).
بعد هذا أصبح واقع كثير من نساء المسلمين اليوم، وبعض رجالهم، يمارسون التسوق على أنه مجرد متعة، وتنفيس عن النفس، وتمشية حرة، وشهوة من شهوات النفس، أكثر منه حاجة إنسانية عادية.
كلما سمعوا بمحل جديد هرعوا إليه حتى يأخذوا أخباره، ويصفوا مداخله وأثاثه، وكلما أعلن محل عن تخفيض تسابقوا إليه، دون وعي بألاعيب التجار الجشعين، ولا حاجة ماسة لما يُعرض من مشتريات، إنهم يذرون وراءهم نعيم الاستقرار الأسري، والستر والعفاف، إلى مكان يقصده الذئاب بمخططات الشيطان، وشباك الفواحش، يخرجون بدينهم وحيائهم وعفافهم، فيعودون فما يدرون ماذا جرح من ذلك وماذا ذهب دون رجعة، لا قدر الله.
أما نساء الصحابيات فكانت إحداهن تأتي لحاجتها إلى الأسواق -إذا لم تجد من يقضيها لها من الرجال- تأتي مستورة الجسد، محتشمة القول والحركة، عرضها -في نفسها- أغلى من حياتها، تتمنى الموت ولا يكشف لها ستر، ولا يرفع لها ثوب، أو تمس لها عورة، هذه امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق يهود بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ اليهودي الخبيث إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوءتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع. فحاصرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- خمسة عشر ليلة حتى نزلوا على حكمه، فكاد يحصدهم جميعًا في غداة واحدة وكانوا سبعمائة فارس، لولا تدخل رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول.
وأما كثير من نساء اليوم فالأمر مختلف تمامًا، فهي تذهب إلى الأسواق لتستعرض قوامها الممشوق، وعينيها الكحيلتين، وأطرافها الملونة والمزركشة. ثم ماذا؟ ثم تقع الكوارث الأخلاقية، حقًّا إن ما يقع اليوم في الأسواق أمر في غاية العجب، إذ كيف تطور الأمر شيئًا فشيئًا حتى بلغ هذا الحد الذي لا يرضى عنه مؤمن يغار على محارم الله عمومًا فكيف إذا كانت محارمَ تتعلق بأمانته ورقبته.
إننا -أيها الإخوة والأخوات- إذا كنا نجرم الشباب، ونحاسبهم على تعديهم على الأعراض، فمن العدالة أن نبحث عن أسباب انحرافهم هذا، ونتساءل: أليس للفتيات دور في هذا الاتجاه الموبوء؟
الحقيقة المرة أن عددًا من أولياء الأمور قد تركوا الحبل على الغارب؛ فالبيت تعربد فيه الفضائيات وتشحن العواطف، وتلقن الدروس، وفي الأسواق النسائية يكون التطبيق، فالرجل الذي ترك موليته تضع عباءتها المزينة الحواشي على كتفيها، بغطاء رقيق شفاف، قد شقته بعيون جريئة، وألوان حولهما جذابة، تمشي في الشوارع والأسواق مشية المختالة، المعجبة بشبابها، المزهوة بفتنتها، مرة تتظاهر بإصلاح عباءتها فتفتحها لتبدي زينتها للعيون المشبوبة، ومرة تلتفت إلى الرجال مصوبة لهم نظرات الإغراء بحجة البحث عن أي شيء، فماذا تنتظر مثل هذه المخاطِرة بأعز ما تملك، التي استبعدت كل الاحتمالات الرهيبة من وراء ذلك:
يا رحمتاه على الحيا *** عصفت به هوج الرياح
يا ويل كنز جمـالها *** من عـين قرصان وقاح
أخـتـاه لا تـتبذلي *** بين التـأود والمزاح
أختاه لا تتبرجي *** لوذي إلى كبـح الجماح
كفي الأذى فالدين *** يدعونا إلى نهج الصلاح
صوني الكرامة واربئي *** عن جنحة ونبال لاح
أينها من قول بارئها -عز وجل-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [الأحزاب: 33]؟
العبث بالحجاب عبث بالشرف الذي لا يعوض:
أحتال للمال إن ضاع فأرجعه *** ولست للعرض إن ضاع بمحتال
لقد غفلت هذه الفتاة وغفل أهلها أن النظر بريد الزنا، وأن السفور دعوة سافرة للفاحشة، وأن التبرج استعداد مبطن لذوي النفوس الجشعة، الباحثة كالذئاب الجائعة عن لحوم مكشوفة، وأن الله -تعالى- صيانة لعرض المسلمة- نهاها حتى عن إلانة الكلام للأجانب فقال: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) [الأحزاب: 32].
غفلت وغفل أهلها عن أنّ من أهمل زرعه رعت فيه السائمة، وأن من ترك الحبلَ، فَقَدَ الغارب وما حمل، وأن جرح العرض لا يكف عن النزيف أبدا.
غفلت وغفل أهلها أن أكثر الوقائع المروعة بدأت من خلو الجو للمجرم، يرمي رقمًا، يخدع به أنوثتها، ويدنو به من خيمتها، ويصبر ويصبر حتى يدوس أرضها، ويصرع عفتها، ويذل عشيرتها، يتتبع خطوات الشيطان خطوة خطوة حتى تصل مركبته إلى غايتها المؤقتة، وإلى لحظتها الرهيبة، التي يهتز لها عرش الرحمن، يتصور لها في البداية بشرًا سويًّا، ثم ملاكًا طاهرًا، فإذا وقعت في الفخ كشف لها عن رأس شيطان وأخلاق خنزير:
ذئب تراه مصليـــا *** فإذا مررت به ركع
يدعو وكل دعائــه *** ما للفريسـة لا تقع
فإذا الفريسة أوقعت *** ذهب التنسك والورع
أينها من نساء:
يخبئن أطراف البنان من التقى *** ويخرجن جنح الليل مختمرات
إنها بدلا من أن تخرج من بيتها وهي تدعو: "بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله" ليقال لها: كُفيتِ ووُقيتِ وتنحى عنها الشيطان، بدلاً من هذا الهدي النبوي الكريم تراها قد خرجت بكامل زينتها، قد استشرفها الشيطان، حتى إن الشباب بدأوا يصيحون بكل حرارة: أمسكوا بالفتيات المتبرجات، فهن أساس الجريمة الخلقية، ولقد قرأت أكثر من مرة في الصحف لنساء يعترفن بأن الفتاة هي التي تدعو إلى الاعتداء عليها؛ بسبب استهتارها بسترها. هذا إذا لم تسعَ لذلك وتخطط له، ويجمع الباعة الذين تحدثت معهم في السوق: أن أول عقبة تضعها المرأة في وجه الشاب المتسكع هو حشمتها، حتى يقول لي أحدهم: يجب على كل فتاة أن تكون ملتزمة في ملبسها وتصرفاتها؛ فالشاب إذا لم يجد تشجيعًا أو من تتجاوب معه سوف يخرج من السوق خائبًا.
أيتها الفتاة المسلمة العفيفة: اتقي الله في أعز ما تملكين، فالخسارة أكبر مما تتوقعين، إنها خسارة دنيا ودين، لقد كتبت إحداهن قصة دامية أعجز عن قراءتها كلها لما فيها من أحداث تمزق الأعصاب قهرًا وذلاً وغيرة، ولكنَّ مبدأها كان مع صديقات السوء في المدرسة، دلالات المنكر، وسمسارات الرذيلة، ونهايتها بين أحضان المجرمين، الذين لا يرقبون في مؤمنة إلاًّ ولا ذمة، خدعوها بحبات تشفي ـ كما يزعمون من الصداع -ثم جروا رجلها- بعد تردد إلى زيارة خاطفة، فلما دخلت رأت جحيمًا من الفضائح لا يُطاق، فصاحت وولولت ولكن من هنا سيلتفت أو يعين؟ فما سكنت إلا حين حقنوها بالمخدر، فما صحت إلا ودماء العفة تصرخ في ثيابها الممزقة، وشاشة الفيديو تحكي المأساة بالتفصيل أمام العيون الملتهبة، ولم تنته المأساة هنا، بل بدأت بالتهديد والوعيد إن لم تستجب لنزواتهم، بالفضيحة بالشريط، وإن بلغت ليقتلُنَّ أخاها، أو يفعلوا الفاحشة بأختها، حتى انتهى الأمر بالإيدز، والفضيحة، ومحاولة الأهل التخلص من عارهم حين علموا بجريمة أخرى بدفن الفتاة حية، وهي تصيح به أرجوك اقبرني وأرحني، لا أريد الحياة، لولا عاطفة بقيت في قلب الأب جعلته يعدل عن ذلك ويسير كالمجنون ويدعو: يا رب، يا رب، ارحمني سامحني، وخذ روحي قبل روحها، وإذا به يصطدم في جدار ليبقى مقعدًا على فراشه، يبكي حسرة على عرضه المسفوح حتى مات.
تقول الفتاة: وأنا أنتظر الساعة التي أنتقل فيها إلى الله وأرتاح من هذه الدنيا التي لا تساوي شيئًا بدون الشرف والأخلاق، آه ثم آه من العذاب الذي أعانيه في كل لحظة، يا رب خلصني، يا رب خلصني.
إن الصداقات الموبوءة التي تجمع شلليات الفتيات في الأسواق خطر قد يغفل عنه كثيرون، ولا يصحون إلا إذا دنا من الحمى خبيث، فيا مرارة غرسه، ويا خبث جنيه على أهل الدار كلهم، فهل يعي الذي يمنحون الحرية كاملة لبناتهم ونسائهم بل وحتى خادماتهم في الخروج وحدهن دون رقيب ولا حسيب عواقب الخسران الوبيل؟!
إن الأصل في المرأة أن تقر في بيتها، هو أزكى لها وأطهر، وليس لها أن تحادث الرجال إلا فيما هو حاجة أو ضرورة، أو علم أو فائدة، من وراء حجاب، أما إذا خاطرت بنفسها ودخلت فيما ليس من شأنها فإنها تجازف بحياتها، وإذا كانت الكثرة الكاثرة من حوادث الاختلاء المحرم في الأسواق بسبب تبرج المرأة واستهانتها بحجابها، فإن المخاطرة بالقرب من الرجال الأجانب والحديث معهم -حتى مع النية الطيبة- يظل حذرًا مخيفًا، هذه امرأة صالحة مستورة من رأسها إلى أخمص قدميها، مرت بتجربة هي عبرة للمعتبرين، رأت -بنية حسنة- أن من واجبها أن تقوم بنصح هؤلاء المعاكسين وتسعى إلى استصلاحهم، فرأت أحدهم في السوق يلقي بالرقم على فتاة، فأمسكت بالرقم، وهربت الفتاة، ووقف الرجل محرجًا، فدنت منه ناصحة واعظة فقالت له: لماذا تتعرض لبنات الناس؟ أليس لك أهل وعشيرة؟ لماذا لا تتزوج؟ فقال لها الشاب: إنني أريد أن أتزوج ولكن من أين المال، فطلبت منه أن يتحدث معها في الهاتف لكي تعالج وضعه، ففرح بذلك، وراح يتصل بها على الهاتف الجوال الخاص بها ويشرح لها ظروفه، وهي تتعاطف معه، وتعده بأن تجمع له مالًا يكفي لزواجه، وفعلت، وأعطته المال، فطمع فيها، فراح يكثر من الاتصال بها، ويطلب منها الأموال، فتعطيه، وذات يوم طلب منها اللقاء، فتفاجأت بهذا الطلب، وذكرته بالله، ولكنه هددها إن لم تحضر بثياب النوم إلى السوق ليصحبها، فسوف يوصل كل المكالمات السابقة التي سجلها إلى زوجها الغافل، وهنا وقعت في كارثة، وفكرت مرة أخرى تفكيرًا قاصرًا، فاستجابت لضغوطه، ودخلت بثيابها المعتادة إلى أحد المشاغل في السوق، وبدلت، فرأى حراس الأعراض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -أسعدهم الله- كيف أن هذه المرأة قد نزلت قبل قليل من سيارة أحد الرجال الذين يبدو عليهم مظهر الصلاح، ثم خرجت بكيس كبير من المشغل لتركب في سيارة أخرى سائقها يختلف تمامًا عن طبيعة الأول، فأوقفوه، وهنا انهارت المرأة وبكت بكاء مُرًّا، وراحت تسألهم بالله أن يستروا عليها، فليس ما حدث باختيارها، وإنما هو باجتهاد خاطئ كاد أن يودي بعرضها، وقد ندمت عليه من بدايته إلى نهايته، وبعد التحقيق ظهرت تفاصيل القصة، وستر المسئولون على المرأة، ونال الشاب جزاءه.
نعم، قد يبتلى الإنسان بما ليس له فيه يد، ولكن كثيرًا من الابتلاءات التي نصاب بها هي من صنع أيدينا: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].
أيها الإخوة الأفاضل: للحديث بقية أرجو أن يمن الله علينا باستكماله.
اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا المجاهدين وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلما لأوليائك حربا على أعدائك.
اللهم استر علينا وعلى أعراضنا وعلى ذرارينا وذوينا، وأعراض المسلمين، إنك سميع الدعاء.
اللهم وفقنا لصالح الأعمال واجعلها خالصة لوجهك الكريم، وتقبلها منا يا كريم.
اللهم فك أسرى المسلمين، واقض الدين عن المدينين، واهد ضالهم، وهيئ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.
اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنك يا أكرم الأكرمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي