إن الحرام بين

هلال الهاجري
عناصر الخطبة
  1. تسمية الحرام بغير اسمه وعقوبة ذلك .
  2. خطر تسمية الحرام بغير اسمه .
  3. بين عصاة الأمس وعصاة اليوم .
  4. شدة حاجة العصاة للمربين في هذا الزمن .

اقتباس

ففي زمانِ قد سَهُلتْ فيه المعصيةُ، وتيَّسرتْ فيه أسبابُها، وكَثُرَ دُعاتُها، وَسُمِّيَتْ بِغَيْرِ اسْمِهَا؛ أينَ هم قوافلُ التَّائبينَ؟! وما لنا لا نسمعُ آهاتِ النَّادمينَ؟! فهلْ المشاعرُ تبلَّدتْ؟! أم أننا لا نعلمُ أنَّ نفوسَنا عَصتْ؟! ولكنْ اعلموا (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة:222]، وها هي يدُ أرحمِ الرَّاحمينَ، قَد بُسِطتْ في...

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ، مُجزِلِ العطايا مُسبِلِ النِّعَمِ، رافِعِ البلايا دافِعِ النِّقمِ، يعلَمُ الخفايا ويَرى ما في الظُّلَمِ، أحمدُه -تعالى- وأشكرُه، خَلقَنا من العدَمِ وأمدَّنا بالنِّعمِ، هدانا للإسلامِ؛ فللّه الحمدُ مِن قبلُ ومِن بعدُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ كَاشفُ البَلوى، مجيبُ الدُّعاءِ عالمُ النَّجوى، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغَ الرِّسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأمَّةَ، وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِه، تركَنا على المحجةِ البيضاءِ ليلُها كنهارِها لا يَزيغُ عنها إلا هالكٌ، ولا يَتِّبعُها إلا كلُّ منيبٍ سَالكٍ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِه وصحبِه ومن سارَ على نهجِه وسلمَ تسليماً كثيراً..

أما بعدُ: عَنْ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يقولُ: "إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ؛ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُـهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وهِيَ الْقَلْبُ".

لقد كُنَّا إلى زمنٍ قريبٍ، نقرأُ ونسمعُ هذا الحديثَ، ولا نَشُّكُ في الحرامِ، ولا نَرتابُ في الحلالَ، وما اشتبَهَ علينا من أُمورِ دينِنا، سألنا عنهُ العُلماءَ فأَفتونا بهِ وأزالوا الإشكالَ؛ وذلكَ لأنَّ الحلالَ كانَ يُسمَّى بأسمائه المألوفةِ، والحرامُ ليسَ له إلا أسماؤهُ المعروفة.

أما اليومُ.. فهناكَ حربٌ شَعواءُ على تحريفِ المصطلحاتِ الشَّرعيَّةِ والحقائقِ الدِّينيَّةِ، حتى تنشأَ أجيالٌ في الإسلامِ لا يَعرِفونَ الحلالَ من الحرامِ، وصدقَ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-: "لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ؛ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ"؛ فكما أنَّ إيمانَهم خُسفَ بسببِ الخمرِ والسَّماعِ خسفَ اللهُ -تعالى- بهم القاعَ، وكما أنَّ قلوبَهم مُسِختْ من الحقِّ والخيرِ، مسخَهم اللهُ -تعالى- قِردةً وخنازيرَ؛ فنعوذُ باللهِ من سخطِه وعِقابِه.

وهذه -واللهِ- المصيبةُ الكُبرى عندما يَعتادُ النَّاسُ الحرامَ، وتَشربُه قلوبُهم مع تتابعِ الليالي والأيامِ، فيصبحُ عادةً يتوارثُها الأجيالُ، وينكرونَ على من دعا لإصلاحِ الحالِ! قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أَلْبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ، يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً؟، فَإِنْ غُيِّرَ مِنْهَا شَيْءٌ قِيلَ: غُيِّرَتِ السُّنَّة"، قَالُوا: مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟، قَالَ: "إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ".

والفتنةُ العظيمةُ حِينَ تُوظَّفُ الصُّورةُ والأفلامُ، والكلمةُ والأقلامُ لإظهارِ الباطلِ في أجملِ وأبهى صورةٍ، وإظهارِ الحقِّ في أبشعِ وأشنعِ صورةٍ:

تقولُ: هذا مُجاجُ النَّحلِ، تمدحُهُ *** وإنْ تَعِبْ، قُلتَ: ذا قيءُ الزنابيرِ

مدحاً وذماً، وما جاوزتَ وصفَهُما *** والحقُّ قد يعتريهِ سوءُ تَعبيرِ

وهذا ما حدثَ في بعضِ البُلدانِ العربيةِ؛ حيثُ أُغرقَ المُجتمعُ بالمُنكراتِ، وفُتنَ النَّاسُ بالمعاصي والآثامِ والشَّهواتِ، وقُطِّعتْ أوقاتُهم في المُلهياتِ والتَّفاهاتِ، فكانَ من المُهمِ تغييرِ أسماءِ الحرامِ الصَّريحةِ؛ حتى لا تستيقظَ القلوبُ الصَّحيحةُ؛ فلا ندمَ ولا نَفْسَاً تلومُ ولا بُكاءً، وتكونُ المعصيةُ كشُربِ الماءِ، وإذا نَصحَ النَّاصحُ يوماً (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ  إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)[النمل:56].

فتشويهُ الحقائقِ وتحريفُ المُصطلحاتِ خطرٌ عظيمٌ على الشُّعوبِ والمُجتمعاتِ، وهو مذهبُ بني إسرائيلَ اللَّعينُ؛ الذي ذمَّهم اللهُ -تعالى- به في كتابِه المُبينِ: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)[آل عمران:71]، فكانوا يخلِطونَ الحقِّ والباطلَ؛ لتلتبسَ الأمورُ، ولا يعرفُ النَّاسُ المسموحَ من المحظورِ.

فلا بُدَّ أن تبقى الأسماءُ بمسمياتِها؛ فالخمرُ خمرٌ، والزِّنا زِنا، والرِّبا رِبا، والغناءُ والمعازفُ غناءٌ ومعازفٌ، والفنُّ الهابطُ فنُّ هابطٌ، والتَّبرجُ تبرجٌ، والاختلاطُ اختلاطٌ، والحرامُ حرامٌ، نريدُ أن نرى الأمورَ على حقيقتِها كما أخبرنا بها ربُّنا -سبحانَه- في كتابِه، ونبيُّنا -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- في سُنتِه، ولا ينبغي لنا أنْ نُخدعَ من غيرِنا أو نَخدعَ أنفسَنا بتحسينِ القبيحِ وتهوينِ الحرامِ واستمراءِ الآثامِ، ونعوذُ باللهِ من رينِ القلوبِ؛ بسببِ كثرةِ المعاصي والذُّنوبِ؛ كما قالَ تعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[المطففين:14].

صحيحٌ أنَّ كلَّ بني آدمَ خطَّاؤونَ، فهذهِ طبيعةُ البشرِ الفُجَّارُ منهم والأبرارُ، ولكن الخطأُ يحتاجُ إلى تَوبةٍ واستغفارٍ، قالَ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "والذي نَفْسِي بيدِهِ لَو لَمْ تُذنِبوا فتَستَغفِروا لذهَبَ اللهُ بِكمْ، ولَجَاءَ بقومِ يُذنِبونَ فيستَغفِرونَ اللهَ فيَغفِرُ اللهُ لهم"، ولكنْ قبلَ ذلكَ نريدُ أن نعرفَ الحرامَ؛ حتى إذا عَصينا نَعرفُ أننا عَصينا، وإذا أخطأنا نعلمَ أننا أخطأنا، ثُمَّ لعلَّنا نندمُ ونتوبُ ونستغفرُ، وأما أن يُقنِعَنا الواقعُ بأنَّه لا معصيةَ وأنَّ الأمرَ سهلٌ، وانظرْ لمن حولَك فكلُّهم يفعلونَ ما تفعلُ؛ فلمنْ تكونُ هذه الآيةُ: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزمر:53].

اسمعْ إلى عُصاةِ الأمسِ الذينَ لا يخدعونَ النَّفسَ، كانَ الفُضيلُ بنُ عِياضٍ لِصَّاً يَقطعُ الطَّريقَ، وكانَ سَببُ توبتِه أنه عَشقَ جَاريةً، فبينا هو يرتقي الجِدرانَ إليها -سَرقةٌ وزِنا-، إذ سَمعَ تالياً يَتلو: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)[الحديد:16]، فلمَّا سمعَها قَالَ: بلى يا ربِّ، قدْ آنَ.. فرجعَ فآواهُ الليلُ إلى خَربةٍ، فإذا فيها قَافلةٌ، فَقالَ بعضَهم: نَرحلُ، وقَالَ بعضُهم: حتى نَصبحَ؛ فإنَّ فُضيلاً على الطَّريقِ يَقطعُ علينا، قَالَ: ففكرتُ، وقُلتُ: أنا أَسعى بالليلِ في المعاصي، وقَومٌ من المسلمينَ ها هنا يَخافوني؟! وما أرى اللهُ ساقني إليهم إلا لأرتدعَ، اللهمَّ إني قد تُبتُ إليك، وجعلتُ تَوبتي مجاورةَ البيتِ الحَرامِ.

ففي زمانِ قد سَهُلتْ فيه المعصيةُ، وتيَّسرتْ فيه أسبابُها، وكَثُرَ دُعاتُها، وَسُمِّيَتْ بِغَيْرِ اسْمِهَا؛ أينَ هم قوافلُ التَّائبينَ؟! وما لنا لا نسمعُ آهاتِ النَّادمينَ؟! فهلْ المشاعرُ تبلَّدتْ؟! أم أننا لا نعلمُ أنَّ نفوسَنا عَصتْ؟! ولكنْ اعلموا (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة:222]، وها هي يدُ أرحمِ الرَّاحمينَ، قَد بُسِطتْ في كلِّ وقتٍ وحينٍ، "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"؛ فطوبى لمن مدَّ يدَه اليومَ للرَّحمانِ، قبلَ النَّدمِ وفواتِ الآوانِ.

فنحتاجُ إلى وقفةٍ ننظرُ فيها أينَ نحنُ الآنَ؟، وإلى أينَ المسيرُ؟، وما هو الزَّادُ إلى يومٍ عبوسٍ قمطريرٍ؟.

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، ونفعنا بهديِ سيدِ المرسلينِ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كل ِّذنبٍ، فاستغفروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ القويِّ القَهَّارِ، العزيزِ المنتقمِ الجَبَّارِ، مُعزِّ عبادِه الأبرارِ، ومُذلِّ الطُّغاةِ والفُجَّارِ، وأُصلي وأُسلمُ على النَّبيِّ المُختارِ، خَيرَ من جَاهدَ صُنوفَ الكُفَّارِ، صلاةً دائمةً ما تَعاقبَ الليلُ والنَّهارُ، وما غَرَّدَ طَيرٌ وطَارَ، ثم الصَّلاةُ بعدُ تَترى على الأئمةِ الأخيارِ، والقَادةِ الأطَهارِ، من المهاجرينَ والأنصارِ.

أما بعد: فنحنُ اليومَ في زمنٍ قد انفتحتِ الدُّنيا على الجميعِ، ونحتاجُ إلى تحصينٍ شرعيٍّ ولُجوءٍ إلى العليمِ السَّميعِ؛ فليسَ بينَنا وبينَ الحرامِ إلا نظرةَ عينٍ أو سَمْعَ أُذُنٍ أو ضغطةَ زِرٍّ، وأصبحَ الشَّبابُ والفتياتُ يقولونَ: أينَ المَفرُ، والشَّهواتُ قد أحاطتْ بنا وضَعُفتْ الهِمَّةُ، وأصبحَ حالُنا حالَ القائلِ: الموتُ مع الجماعةِ رحمةٌ.

ومَا أنَا إلا مِنْ غَزِيَّةَ إنْ غوَتْ *** غوَيْتُ، وإنْ تَرشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ

نحتاجُ إلى هِدايةٍ ربانيَّةٍ في زمانٍ عُظِّمتْ فيه العُقولُ، وصارَ علمُ الكتابِ والسُّنَّةِ في حياتِنا إلى أُفولِ، وأصبحَ الشَّابُّ المسلمُ يصولُ في اختراعاتِ الدُّنيا ويجولُ، ولكنْ لو سُئلَ عن مسألةٍ في الطَّهارةِ لأصابَه الذُّهولُ:

وَلَرُبَّمَا ضَلَّ الْفَتَى طُرُقَ الْهُدَى *** وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَهَا أَنْوَارُ

فدورُكم -أيُّها المُربونَ- اليومَ عظيمٌ؛ من أبٍّ وأمٍّ ومُعلمٍ كريمٍ؛ لبيانِ الحقِّ وكشفِ البَاطلِ؛ فالباطلُ وإن انتفشَ- فهو زائلٌ، وأينَ أنتم -يا صُفوفَ الدُّعاةِ المُخلصينَ-؟! أينَ جُهودٌ كانتْ ملءَ الأُذنِ والعينِ؟! ألم يأن لكم أن ترجعوا من المُخيَّماتِ والاستراحاتِ؟! فلقد اشتاقَ لكم المسجدُ والشَّارعُ والسَّاحاتُ.. لماذا نكثتُم ميثاقَكم مع اللهِ تعالى؟! الذي اشترى منكم أنفسَكم وأموالَكم وأوقاتِكم: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ)[التوبة:111]؛ فكيفَ تُريدونَ الجنَّةَ ولم تبذلوا الثَّمنَ؟! وتذكَّروا أنَّه لا راحةَ للمُسلمِ قبلَ الكفنِ.

اللهمَّ إنَّا نَسألُكَ الهُدى والتُّقى والعَفافَ والغِنى، اللّٰهمَّ اهدِنا وسدِّدنا، اللّٰهمَّ أصلحْ لنا دينَنا الذي هو عِصمةُ أمرِنا، وأصلحْ لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلحْ لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ والموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ.

يا مقلبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلوبَنا على دينِكَ، اللّٰهمَّ آتِ نفوسَنا تَقواها، زكِّها أنتَ خيرُ من زَكَّاها، أنتَ وليُّها ومولاها.

اللّٰهمَّ وَفِّقْ وليَ أمرِنا لما تحبُّه وترضاه من سَديدِ الأقوالِ وصَالحِ الأعمالِ يا ذا الجلالِ والإكرامِ.

اللّٰهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَذلَّ الشِّركَ والمشركينَ، ودَمِّرْ أعداءَ الدِّينِ، واحمِ حَوزةَ الدِّينِ يا ربَّ العالمينَ.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي