الغيرة

عبد المحسن بن عبد الرحمن القاضي
عناصر الخطبة
  1. إثبات صفة الغيرة لله .
  2. ممَّ يغار الله؟ .
  3. غيرة المؤمن ومكانتها .
  4. مم يغار المؤمن .
  5. ظاهرة قلة الغيرة في عصرنا .
  6. فضل العفة .

اقتباس

وغيرةُ الله صفةٌ من صفاته -جلَّ وتعالى-، غيرةٌ حقيقيّةٌ تليقُ بجلاله وعظمته، أشدُّ من غيرة المخلوق (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى:11]؛ فالله -عز وجل- يغارُ على كتابه (القرآن) أنزله للناس؛ ليكون منهجاً لهم؛ يتحاكمون إليه في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم، ومتى ما أعرض الناسُ عن كتاب الله، وحكّموا قوانينهم الوضعية غار الله لقرآنه...

الخطبة الأولى:

الحمد لله ذي الكرم والجود، وهو خير معبود، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له الغفور الودود، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خيرُ مَنْ صلّى وصامَ، وأوفى بالعقود، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ من قائمين وصائمين ورُكّعٍ سجود، وسلم تسليماً.

أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله -تعالى- وتوبوا إليه.

حديثُنا اليوم يتعلّقُ بكلِّ إنسانٍ مسلم، ٍويَهمُّ كلَّ ذَكَرٍ وأنثى، ويتعلّق ببناء الأسرة والمجتمع ألا وهو موضوع (الغَيْرة) وما أدراك ما الغيْرة؟! فهو مفهومٌ إما أهملَه البعضُ أو تجاوزَ فبالغ به والأسوأ أن هناك من لا يعرفه!! نعم بعضُهم نسيَه!!

عباد الله: قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرةُ الله من أن يأتيَ المؤمنُ ما حُرِّمَ عليه" ولما صرّح سعد بن عبادة -رضي الله عنه- بشدة غيرته على أهله قال -صلى الله عليه وسلم- "أتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغيرُ منه، والله أغيرُ مني" إذاً "فما من أحدٍ أغيرُ من الله .. ومن أجل ذلك حرّم الفواحش". (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)[الأعراف:33] استدلَّ العلماء بالآية أنها أصلٌ في إثبات الغيرة لله -تعالى-، بتحريمه -جلّ وعلا- لها .. وكما أنّ الغيرةُ لله فهناك غيرةُ عباد الله المؤمنين .. كما في الحديث المتفق عليه "المؤمن يغار والله أشدُّ غيرة" (متفق عليه).

وغيرةُ الله صفةٌ من صفاته -جلَّ وتعالى-، غيرةٌ حقيقيّةٌ تليقُ بجلاله وعظمته، أشدُّ من غيرة المخلوق (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى:11]؛ فالله -عز وجل- مثلا يغارُ على كتابه القرآن أنزله للناس؛ ليكون منهجاً لهم؛ يتحاكمون إليه في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم، ومتى ما أعرض الناسُ عن كتاب الله، وحكّموا قوانينهم الوضعية غار الله -تعالى- لقرآنه وسنة نبيّه، فكتب الشقاء عليهم (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)[طه:124] وقال تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ)[ق:5]؛ فالقرآنُ أُنزِل ليُعملَ بأحكامه وتُطبّق وليس مظاهرَ أوزينة .. ولذلك فمن غيرةِ الله -تعالى- ورد أنّ القرآنَ يُرفعُ من الأرض آخرَ الزمان، حتى لا يبقى في الأرض منه آية حتى من صدور الرجال، فيصبحُ الناس وليس معهم شيءٌ من القرآن .. نسأل الله -جل وعز- أن يرحمنا برحمته ولا يؤاخذنا بذنوبنا ..

الله -أيضاً- يغارُ على كل ما حرمه ومنعه على البشر بالحديث "ألا وإن لكلّ ملكٍ حمى ألا وإن حمى الله محارمه" وإذا وَقعَ الناسُ بمحارم الله وجاهروا بها وبإقامة منكراتها فحينئذٍ تصيبُهم البلايا والمصائب والمحن، وتضيق بهم سبلُ العيش من قلّة الوظائف، وارتفاع الأسعار قال -صلى الله عليه وسلم- مُحذّراً "خمسُ خصال إن ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قومٍ قطّ وأعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأمراض التي لم تكن في أسلافهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدةِ المؤنة وجورِ السلطان ولم يمنعوا زكاةَ أموالهم إلا مُنعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله ورسوله إلا سلّط الله عليهم عدواً من غيرهم فيأخذَ بعضَ ما في أيديهم، ولم تتركْ أئمتهم الحكمَ بكتابَ الله إلا جُعلَ بأسُهم بينهم".

وكذلك -إخوتي- الله يغارُ على أوليائه الصالحين، وعباده المخلصين، إذا أوذوا أو ضُيّقَ عليهم وعلى المستضعفين من المسلمين "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب" (رواه البخاري).

ومن يتجرّأُ على محاربة الله -جل وتعالى- وإهمال أوامره ونواهيه فلينتظرْ سوءَ العاقبة والمصير.

أيها المسلمون: وأما غيرةُ المؤمن فهي نعمةٌ من أعظم النعم على العبد وفقدُها ضعفٌ للإيمان، يقول ابنُ القيم -رحمه الله-: "إذا ترحّلت الغيرةُ من القلب ضعُف لديه الدين؛ فلم يُجاهد ولم يأمرْ بالمعروف أو ينهَ عن منكر"؛ فينبغي للعبد أن يغارَ على دينه، ويتألّمَ ويغضبَ على حقٍّ للهِ يُهان، أو شريعةٍ تُنقض أو باطلٍ يُحمى، أو منكر يُجاهَرُ به، أو مُجرمٍ يُوقّر، أو باطلٍ يُعمّر.

والغيرةُ تَكُونُ بمساندة الحقِّ وأهله، ونصرةِ الشريعة ودعاتها الخيرين، ومقاومةٍ للباطل وفضحٍ المنافقين .. يُقدّمُ الغَيورُ مصالحَ المسلمين على مصالحِه الخاصة، وتكونُ غيرتُه على وطنه بحمايةِ أرضه ومحاربة الفساد وأهله ومقاومةِ الُمحاباة والرشوة؛ وويلٌ للإسلام والمسلمين والأوطان إذا تولّى مصالِحَهم فاقدُ الغَيْرةِ على دين الله .. وعلى بلده وقيمِه .. فسيقلُّ التمسُّك بالدين .. ويَعمُّ الفسادُ وتُنهبُ الأموال .. وتُهملُ الحقوق وتضيعُ المصالحُ بإسناد الأمرِ لغيرِ أهله ممّن لا يغارُ على دينه ولا وطنه ولا ولاة أمره .. ولا يرى للدين وأحكامه حُرمةً .. ولا للقيم والأخلاق عبرةً .. ولا للمسلمين ذمّةً .. ولا للعفاف سبيلاً .. فصفةُ الغَيْرةِ تجعلُ المسئولَ وغيرَه عادلاً في كل قضيةٍ مُنصفاً بها، يراقب الله بكلِّ عمله، لا يُبالي ذمّه الناسُ أو مدحوه، أحبُّوه ومَجّدوه أم كرهوه؛ لأنه يستمدُّ توفيقه من الله وحده لا إله إلا الذي سينصره ويؤيده.

عباد الله: ومما يجبُ على العبدِ بعدَ غيرته على الدين أن يغارَ على عرضه؛ وهي نساؤه ومحارمه وقيمُه وأخلاقُه؛ فالغيرةُ على المحارم من سمات المؤمنين، وكلَّما نقَص الإيمانُ في قلب العبد ضعُفت غيرتُه، أمّا إذا ذهبت الغيْرةُ بالكليّة، صار -عياذاً بالله- ديّوثاً يرضى الخبثَ في أهله، وحُرمَ من دخول الجنة يقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة ديوث" (رواه أحمد والنسائي).

والغيرةُ على العِرْضِ والأهلِ كما أنها دينٌ فهي صفةٌ تفاخرَ بها العرب وتوارثوها، وعابوا فقْدها وعيّروا الُمفرّط بها، ولا يتنازلون عنها لكل المغريات فيقول شاعرهم:

أصونُ عرضي بمالي لا أدنّسُه *** لا بارك الله بعد العرض بالمالِ

أحتالُ للمال إن أوْدَى فأجمعُه *** ولستُ للعرضِ إن أودى بمحتالِ

ويظهر حرصهم الشديد على الغَيْرة وعفّتهم حتى مع نساء الآخرين فيقولُ عنترة:

وأغضُّ طرفي مَا بدت لي جارتي *** حتى يُواري جارتي مأواها

وبالغوا بغيرتهم هذه حتى نسجوا القصص حولَها وتشدّدوا حتى وأدوها (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ)[النحل:58-59]؛ فجاء الإسلامُ وسطٌ بين الإفراط والتفريط؛ برسم منهج غَيْرةٍ مناسب يحمي المرأةَ والأسرة من كلِّ سوءٍ يُراد بها، وأعطى الرجلَ القوامةَ عليها؛ لحمايتها وخدمتها وليس لإيذائها أو إهمالها.

لكن المؤسفَ َ-عباد الله- أنه مع ضعف التديّن والقيم قلّت الغيرة لدى البعض على أهلهم ونسائهم في ظاهرة غريبةٍ نراها غزت عالَمنا الإسلامي إلا من رحم الله؛ فأصبحَ السفورُ والتبرّجُ وعريُ الملابس موْضةً، وكثرةُ اختلاط النساء بالرجال حفلةً؛ بلا ضوابط، وحضورُ النساءِ لمواطنِ الرجال الخاصة والعكس؛ بلا فائدة، ولا تجدُ تفسيراً لذلك إلا أنه تقليدٌ وتبعيّة يمارسُ بوجود آباءَ وأمهات وإخوةٍ وأخوات في ضعفٍ للغيْرة ولا مبالاة مع الأسف؛ فبتنا نرى مظاهرَ مُخالفةٍ للدين خادشةٍ للحياء بمجتمعاتنا المسلمةٍ الُمحافظة غزتْها قلّةُ الغيرة وتقليد الغير -ولا حول ولا قوة إلا بالله- تخالفُ حتى بساطةَ قدمائنا باختلاطهم مع قلّة ذات يدهم وصغر بيوتهم وأسواقهم؛ لكنهم عظيمون بقيمهم وأخلاقهم وثوابت دينهم .. خلافاً لتمرّدٍ على الأخلاق والقيم نراه اليوم لبعض النساء .. فإذا كانت الصلاة -وهي عبادة- تؤدُّيها المرأةُ بسترٍ وحجاب فصلاتُها في بيتها -ولو كانت بجوار المسجد- الحرام خَيْرٌ لها والغضُّ من صوتها فقط أزكى لها؛ فكيف بخروجها بحجاب مشوّه أو بلا حجاب ولا غطاء للرأس للأسواق والملاعب والحدائق في السفر والحضر والبرِّ والبحر ببلاد المسلمين وغيرها في غيابٍ لرقابة الآباء والأمهات؟!

نساءٌ سافرات متبرجات جريئاتٍ بلا أدب والمؤسف رفقةَ أبيها أو أمها مع ضعفٍ للغيْرةِ .. وإهمالٍ لقيمةٍ أصيلة بالإنسان وغريزةٍ اتصفَ بها حتى الحيوان فيغارُ لأُنثاه كما هي فطرة الإنسان! والغيرة ليست خاصةً بالرجل بل حتى المرأة تتصفُ بها أمّاً وزوجة وأخاً وأخت .. لكننا بلينا ببعض الذكور وليسوا رجالاً لا يُبالون بعرض نسائهم متبرجات ببعض المناسبات أمام الغير -هداهم الله- .. ومصيبةٌ أكبرُ في بيوت كَثيرٍ من المسلمين أصبحوا يتغاضونَ عمّا يعرض في القنوات؛ من برامج ومسلسلات تُفقدُ الغيرةَ وتُضعفها بما تقدّمُه من عريٍ وشذوذ وأفكارٍ هدّامة للخلق والقيم مستنسخةً من مجتمعات ماتت الغيرة لديها -أصلاً-؛ فتتساءلُ أين غيرة الآباء والأمهات وهم يجتمعون على مثل هذه البرامج بلا توجيه أو بدعوى الحريّةِ والترفيه .. أو بكثرة مخالطة المجتمعات المتحرّرة من كلِّ قيدٍ ودين .. يتركون لهم الحبل على الغارب؛ لتفسدَ أخلاقُهم وتضيعَ قيمُهم ويقلُّ تعظيم الدين في نفوسهم ثم يدّعون اتصافهم بالغيْرة؟!

قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "ألا تغارون، ألا تستحيون، فإنه بلغني أن نساءكم يزاحمْن الأجانب" وَفِي صحيح البخاري وضع -رحمَه الله- في كتاب النكاح باباً سمّاه (باب الغَيْرة) أورد فيه أحاديثَ عن غيْرة الصحابة على نسائهم وهم قدوتنا -رضوان الله عليهم-؛ واليوم تشكو الغيْرة من أناسٍ أصبحوا يستهينون بها في بيوتِهم وعلى نسائهم -والله المستعان-.

ولا بد أن ننبه -إخوتي- إلى أن هناك غيْرةٌ محمودة وأخرى مذمومةٌ تشملُ المبالغة وكثرة الشكوك التي تهدمُ البيوت قال -صلى الله عليه وسلم- "مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ؛ فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ -أي التأكّد من الخطأ-، وَأَمَّا الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ " (رواه أحمد).

وأنت -أيها الرجل المسؤول الأول والأخير عن أهلك ونسائك- لا تُلقِ باللائمة على غيرك "فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته" فاتقوا الله -أيها المسلمون-، واحموا غيرتكم، واحفظوا نساءكم وأعراضكم من الفتنة والافتنان قبل أن يصيبنا ما أصاب غيرنا من سوء الأخلاق والأعمال، واعلموا أن الغَيرة للرجل مفخرةٌ وللمرأة حمايةٌ ورعاية والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

أقول ما تسمعون ..

الخطبة الثانية ..

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا أنّ الله يغار إذا انتهكت حرماته، وإنه يُملي للظالم الذي يجاهر بالمنكر ولا يبالي بوقوعه حتى إذا أخذه لم يفلته، واعلموا أن المستقيم على النهج السوي، والطريق النبوي عند فساد الزمان غريبٌ؛ فلقد كثرت في هذا الزمنِ الآفاتُ، وتظاهرت القبائحُ والمنكراتُ، وظهرَ التغييرُ في الدين والتبديل واتباعُ الهوى والتضليل، وأُهمل قولُ العالِم والدليل، وعَظُمَ صبر المتقين الصابرين وزاغَ عن الحقِّ المتخاذلون، وترادفت الضلالات والمهالك، وأصبحَ الغيورُ على دينه وعرضه في هذا العالَمِ كأنه بطريق الشوك سالك؛ بين نصب راياتِ الخلاف، وغياب صوت الحق وعلوِّ صوتِ الضلال .. حتى أصبح الغيور على أهله في البلدان غريباً وحيداً وسط ركامِ الانحلالِ والباطل؛ الذي فشا في الأرض وانتشر -ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم- (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[الزمر:10].

أيها الإخوة: عند الحديث عن الغيْرة فلابد من الإشارة لخلق العِفّة فهي برهان على صدق الإيمان، وطهارة النفس وحياة القلب، وهي عِزُّ الحياة وشرفها وكرامتها .. بها تحصل النجاة من مَرارات الفاحشة وآلام المعصية وحسرات عذاب الآخرة؛ فيا سعادة من عَفَّ، ويا فوز من كَفَّ، ويا هَنَاءَة من غضّ الطرف .. طوبى لمن حفظ فرجه، وصان عِرضه، وأحصن نفسه .. وإننا نفخر اليوم لدينا -بحمد الله- برجال عفيفين غيورين ونساء عفيفات؛ التزمن بحجابهن والستر، وامتزن بالخلق والقيم، وأبدعن بالعلم والعمل .. ملأن عالمنا الإسلامي؛ ليثبتن أن المرأة المسلمة لا زالت بخير، ولا يشوه صورتها من تخلوا عن غيرتهم وعفتهم -هداهم الله-.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي