والفرق بين الشفيعين كالفرق بين الشريك والعبد المأمور، فالشفاعة التي أبطلها الله شفاعة الشريك؛ فإنه لا شريك له، والتي أثبتها: شفاعة العبد المأمور الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له، ويقول: اشفع في فلان، ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة أهل التوحيد، الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه، وهم الذين ارتضى الله -سبحانه- ..
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونُثني عليه الخير كله، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يهدي بفضله إلى الحق وإلى طريق مستقيم، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبده ورسوله؛ جعلنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله -أيها المسلمون-؛ فبتقوى الله تزكو الأعمال وتنال الدرجات
(اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
أيها المسلمون: أصحاب رسول الله هم الصفوة المختارة من الأمة؛ خاطبهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أخوفُ ما أخافُ عليكم الشرك الأصغر" رواه أحمد.
ويزداد الخوف حين يتأمَّل المتأمل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الشركُ في أمتي أخفى من دبيب النمل" رواه أحمد، بل لقد أخبر -عليه الصلاة والسلام-: "أن فئامًا من الأمة تعبدُ الأوثان وقبائل تلحق بالمشركين" رواه أبو داود.
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في قول الله تعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 88]، قال -رحمه لله-: "فيه تشديد لأمر الشرك، وتغليظ لشأنه، وتعظيم لملابسته".
لماذا -يا عباد الله- لا يُخاف الخلل في التوحيد، والنقص في صدق التعبد والتعلق؟ لماذا لا يُحذر من الشرك وأنواعه وأسبابه، والله يقول في محكم تنزيله: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) [يوسف: 106]
قال بعض أهل العلم: "في هذه الآية دلالة على ما يتخلل بعض الأفئدة، وتنغمس فيه بعض النفوس من الشرك الخفي الذي لا يشعر به صاحبه غالبًا؛ فمثل هذا وإن اعتقد وحدانية الله؛ لكنه لا يخلص له في عبوديته، فيتعلق بغير ربه، بل ويعمل لحظ نفسه، أو طلب دنياه، أو ابتغاء رفعة، أو منزلة، أو قصد، أو جاه عند الخلق، فلله من عمله وسعيه نصيب، ولنفسه وهواه نصيب، وللشيطان نصيب، وللخلق نصيب، والله أغنى الشركاء عن الشرك".
عباد الله: عن جبير بن مطعم -رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله نهكت الأنفس وجاع العيال، وهلكت الأموال فاستسق لنا ربك؛ فإنا نستشفع بالله عليك، وبك على الله". فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سبحان الله، سبحان الله" فما زال يُسبح حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: "ويحك أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك؛ إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه" رواه أبو داود.
عباد الله: جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يشكو ما أصاب الناس من الحاجة إلى المطر فقد هلكت الأنعام وضعفت الأبدان، وجاع العيال، ويطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسأل ربه أن ينزل المطر عليهم، فأنكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الأعرابي حين أساء الأدب مع ربه في قوله: "فإنا نستشفع بالله عليك".
وهذا يقتضي أنه جعل مرتبة الله أدنى من مرتبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا سبح الرسول -صلى الله عليه وسلم- مرارًا؛ استنكارًا لهذا القول، وتنزيهًا لله عما لا يليق بجلاله وعظمته.
ومعنى الاستشفاع بالله على خلقه: أن يجعل العبد ربه واسطة يشفع له عند أحد من الخلق.
وهو من المحرمات المنقصة لتوحيد العبد؛ لأن الشافع يشفع عند من هو أعلى منه، والله -سبحانه- هو الكبير المتعال لا أحد أعلى منه.
ويدخل في هذا قول: "ما لي واسطة في الوزارة الفلانية إلا الله"، لأن هذا كلام باطل معناه: أنه يجعل الله واسطة بينه وبين الموظفين في قضاء حاجاته، فيجب الحذر من ذلك.
أيها المسلمون: إن شأن الله أعظم من أن يستشفع به على خلقه، فهو رب كل شيء ومليكه، فالواجب على العبد التحرز من الألفاظ التي فيها منافاة لعظمة الله وكماله.
لم ينكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- قول الأعرابي: "نستشفع بك على الله"؛ لأنها طلب الدعاء من الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهم بالسقيا، وفي هذا دلالة على جواز الاستشفاع بالرسول -صلى الله عليه وسلم- في حياته بأن يطلب منه أن يدعو الله له، أما بعد موته -صلى الله عليه وسلم- فذلك شرك أكبر ينافي التوحيد.
قال ابن القيم -رحمه الله- في إغاثة اللهفان: "قال تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلاَ يَعْقِلُونَ * قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) [الزمر: 43 - 44]، فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض، وهو الله وحده؛ فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده، فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه، فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له، والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره بعد شفاعته -سبحانه- إلى نفسه، وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده".
وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومن وافقهم، وهي التي أبطلها الله -سبحانه- في كتابه بقوله: (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ) [البقرة: 123] وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ) [البقرة: 254] وقال تعالى: (وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [الأنعام: 51] وقال: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ) [السجدة: 4]
فأخبر -سبحانه- أنه ليس للعباد شفيع من دونه، بل إذا أراد الله -سبحانه- رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه، كما قال تعالى: (مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ) [يونس: 3] وقال: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) [البقرة: 255] فالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه، ولا الشافع من دونه بل شفيع بإذنه.
والفرق بين الشفيعين كالفرق بين الشريك والعبد المأمور؛ فالشفاعة التي أبطلها الله شفاعة الشريك؛ فإنه لا شريك له، والتي أثبتها: شفاعة العبد المأمور الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له، ويقول: اشفع في فلان، ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة أهل التوحيد، الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه، وهم الذين ارتضى الله -سبحانه-؛ قال تعالى: (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى) [الأنبياء: 28] وقال: (يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) [طه: 109]
فأخبر أنه لا يحصل يومئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضا قول المشفوع له، وإذنه للشافع فيه، فأما المشرك فإنه لا يرتضيه ولا يرضى قوله، فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه، فإنه -سبحانه- علقها بأمرين: رضاه عن المشفوع له وإذنه للشافع، فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [يونس: 18]
بارك الله لي ولكم.
الحمد له عَظُمَ شأنه ودام سلطانه، أحمده -سبحانه- وأشكره، عم امتنانه وجَزُلَ إحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبده ورسوله، به علا منار الإِسلام وارتفع بنيانه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: التوحيد هو أول الدين وآخره وظاهره وباطنه، وقطب رحاه، وذروة سنامه، قامت عليه الأدلة، ونادت عليه الشواهد، وأوضحته الآيات، وأثبتته البراهين، ونصبت عليه القبلة، وأسست عليه الملة، ووجبت به الذمة، وعصمت به الأنفس، وانفصلت به دار الكفر عن دار الإِسلام، وانقسم به الناس إلى سعيد وشقي ومهتد وغويِّ.
أيها الإخوة: لقد كانت عناية القرآن بتوحيد الله عظيمة فهو القضية الكبرى، ومهمة رسل الله الأولى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [النحل: 36]، (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) [الزخرف: 45]
فالقرآن كله حديث عن التوحيد، وبيان حقيقة والدعوة إليه، وتعليق النجاة والسعادة في الدارين عليه، حديث عن جزاء أهله وكرامتهم على ربهم، كما أنه حديث عن ضده من الشرك بالله وبيان حال أهله وسوء منقلبهم في الدنيا، وعذاب الهون في الأخرى: (وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج: 31]، (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ) [النساء: 48] والأوامر والنواهي ولزوم الطاعات وترك المحرمات هي حقوق التوحيد ومكملاته.
القرآن العظيم يخاطب الكفار بالتوحيد ليعرفوه ويؤمنوا به ويعتنقوه: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) [الذاريات: 50 - 51]
بل وكل نبي يقول لقومه: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف: 59]، (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 25] ويخاطب به المؤمنون ليزدادوا إيمانًا وليطمئنوا إلى تحقيق توحيدهم، وليحذروا النقص فيه أو الخلل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ) [النساء: 136]
ومن صفات عباد الرحمن: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ) [الفرقان: 68] ومن نعوت أهل الإِيمان الموعودين بالتمكين في الأرض: (يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) [النور: 55]
بل لقد خاطب الله أنبياءه ورسله بنبذ الشرك والبراءة من أهله والإِعراض عنه وعنهم؛ فقال -عز وتبارك-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا) [الحج: 26] وقال -عز وجل-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 132-133]، وقال سبحانه: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ) [الزمر: 65-66]، (قُلْ إِنَّمَا
أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ) [الرعد: 36]، (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [القصص: 87]
هذا، وصلوا وسلموا.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي