إنّ داءَ العصبية يوجد ويُتوارث مع الزمن بنشر الاحتقار للأجناس والألوان والمناطق والبلدان ألسنا نرى بعضَ صغارِنا يزدرون العمالةَ والخدم وربما آذوهم لأنهم فقط أجانب؟ ألم نسمع من يهزأ بأحدٍ لفقره ومنطقته أو لونه؟ كيف أثّر التعصبُ وتغلغلت عصبية القبيلةِ...
الحمد لله رزقَ العقلَ وأنعمَ به، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله فهو، (سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) [الحج: 78]، في معنى عظيم يبين القرآن به أنَّ تميزَنا، إنما هو بالإسلام وعزَّتَنا به ومهما ابتغينا العزة بغيره أضلّنا الله؛ فنحن بدونه لا شيء يُذكر، والإسلامُ جاء ليُرسيَ قيمَ الخيرِ، وينشرَ الأخلاقَ الفاضلة؛ من إكرامِ الضيف، ونصرةِ المظلوم، وبذلِ المعروف، وتقديمِ النصح والتراحم ونشرِ الحُبِّ والمودةِ والتفاهم، وعالجَ أخلاقاً سيئةً سادت المجتمع الجاهلي، وأثّرت ليُصبح التناحرُ والتباغض سمةً لهم سفكوا لأجله الدماء، واستُبيحت الأعراض والأموال، وبذلك يفخرون.
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنْ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا *** فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـــــا
إذا بَـلَغَ الـرَّضِيعُ لَنَا فِطاماً *** تَـخِرُّ لَـهُ الـجَبابِرُ ساجِدِينا
لكنّ الإسلامَ بتشريعاتِه حذّرَ من عصبيّةٍ وتعصبٍ لعظيم أثرها! كالتعصّبِ للون أو للقبيلة أو لنسبٍ وبلد أو لرأيٍّ أو مذهب وغير ذلك مما يُسبّب فُرقةً جاهليةً، ولما اختصم صحابيّان؛ فقال المهاجري يا للمهاجرين، وقال الأنصاري يا للأنصار قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ"، وغضب لذلك وهم إنما تنادوا بدون مسبّة!!
التعصّبُ والعصبيّةُ -عباد الله- يظنُّ بهما الإنسانُ الأفضليّةَ عن غيره؛ للونه أو جنسه، أو ميوله أو لنسبه وقبيلته، أو مذهبه أو مهنته ولم تدخل في مجتمعٍ ولا وطنٍ إلا فرَّقته، ولا في عملٍ صالحٍ إلا أفسدته، تُقلّلُ الكثيرّ وتُضعفُ القويَّ، وما نجحَ الشيطانُ في شيءٍ مثلهما والله تعالى خلق الناس من تراب متساوين، وقسّم بينهم معيشتهم، وجعلهم شعوباً وقبائل، لأن التميّز بالتقوى، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13]؛ فإنما ميزانُ الإنسان بالتقوى والإيمان بها يرتفع قدره عند الله، ويرتفع شأنه وما عدا ذلك فلن يُغنيَ شيئاً، أكدّ ذلك -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، إن ربَّكم واحد، وإن أباكم واحد، ولا فضل لعربي على عجمي، ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى، ولو كان النسبُ أو المال أو الجنس أو المكانة تنفعُ صاحبَها عند الله لنجا ابنُ نوح -عليه السلام-، (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) [هود: 42- 43].
بينما يطوفُ الأصمعي بالكعبة رأى شابّاً متعلقاً بأستارها يبكي بكاءً شديداً ويُغمى عليه ويقول:
يامَن يُجيب دُعاءَ المُضطرِّ في الظُلَمِ *** يا كاشِفَ الضُرِّ والبلوَى مَع السَقَمِ
قَد نامَ وفدُكَ حَولَ البَيتِ وانتَبَهُوا ***وأنتَ يا حيُ يا قَيُومُ لَم تَنَمِ
إن كانَ جُودُكَ لا يَرجُوهُ ذو سَفَهٍ *** فمَن يَجُود على العَاصِينَ بِالكَرَمِ
فإذا هو زينُ العابدين عليُّ بن الحسين بن علي -رضي الله عنهم- أجمعين، فسأله لم البكاءُ والجزع؟ وأنتَ من أهلِ بيت النبوة، ومعدن الرسالة؟ فقال: "هيهات هيهات يا أصمعي، إن الله خلق الجنة لمن أطاعه، ولو كان عبداً حبشياً، وخلقَ النار لمن عصاه ولو كان حُرّاً قرشياً، أليس الله تعالى يقول: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) [المؤمنون: 101]، ويقول -صلى الله عليه وسلم- مُحذراً من التعالي والتفاخر، "إن الله -عز وجل- قد أذهب عنكم عِبيَّةَ الجاهلية، والفخرَ بالآباء، مؤمنٌ تقيٌ وفاجرٌ شقيٌ، الناس بنو آدم، وآدمُ من تراب، لينتهينَّ أقوامٌ عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية، أو ليكونُنَّ أهونَ على الله من الجُعلان، تَدفعُ النتنَ بأنفها" (رواه ابن عساكر)؛ فالإسلامُ إذن جاء ليُحطِّمَ آثار الجاهليّة، ويقيمُ عليها أُخوّةً التي لا ترقى إليها عصبية.
من الغريب إخوتي أن تجدَ رجلاً يُقيمُ شعائر الدين، ويبكي خشية لله، ويتصدّق ولديه علمٌ أو عَمل، وفيه خير كثير، لكن قلبَه يمتلئ عصبيةً لقبيلة أو حزب أو رأيٍّ ومذهب أو تعصّبٌ مناطقيّ أو لأنديةٍ رياضيّة لأجلها يُحبُ، ويُعادي، ويحتقر أو يقاتلُ وينتصرُ، وبعضهم يعرف أنه مخطئ في قوله وفعله وسلوكه، لكنه يتعصب حقّا وباطلاً وينتصر لموقفه ويخسر مَنْ حولَه من أهلٍ وصداقة، ويحتقرُ غيرَ نسبِه ويزدريهم ولو خالفَ جميع الشرائع والقيم، "ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثّاءِ جهنم" قالوا يا رسول الله وإن صام وإن صلى؟ قال: "وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم؛ فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله" (المسلمين، المؤمنين، عباد الله)؛ فمثلاً تجدهم يختلفون في زواجٍ مُوافقٍ عليه من الطرفين ثم ينبري متعصّبٌ لإثارة الفتن والخلافات لأجله وقد يُلبسون فعلهم هذا الشرعَ وما علم هؤلاء أنّ الكفاءةَ بالنسب للزواج إذا رُوعيت؛ فلأجلِ عُرف زمني قد ينتهي وقته وليس للشرع وذلك ما أفتى به العلماء لكننا بتعصبنا مع الأسف جعلناه مجالاً للتصنيف والنيل من الآخرين وردِّ الأكفاء وخلاف وبغضاء مما يدلُّ على عصبيّةٍ متبادلة من الطرفين!!
إنّ داءَ العصبية يوجد ويُتوارث مع الزمن بنشر الاحتقار للأجناس والألوان والمناطق والبلدان ألسنا نرى بعضَ صغارِنا يزدرون العمالةَ والخدم وربما آذوهم لأنهم فقط أجانب؟ ألم نسمع من يهزأ بأحدٍ لفقره ومنطقته أو لونه؟ كيف أثّر التعصبُ وتغلغلت عصبية القبيلةِ هكذا بيننا حتى لأجلها نهدمُ الزواجات ونقطع القرابات ويبحث بعضهم عن صكِّ نسبٍ يُعزّه مُهملاً أساس الرفعة بدينه وخلقِه وعلمِه؟!
في ملاعبنا التي هي للتسلية يتنابزون بالألقاب وبالألوان تعصباً! وقد يختلفون ويتضاربون بل ويُطلّقون لأجل رياضة!!
احتقارٌ للآخر وتعصّبٌ ذميمٌ يؤدّي لمفاخرةٍ وإسرافِ الولائم بالمناسبات ويظهرُ في قصائدِ الشعر والردّيّات والشيلات مما يُدمرُ الحياة ويشوّه القيم ويُقسّمُ المجتمع وتظهرُ فيه نعراتٌ مختلفة خطيرةٌ على الدين والأوطان رغم تساهل البعض بها روى الطبري، "أن طلحةَ النميري قال لمسيلمة، أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق، ولكن كذابَ ربيعة أحبُّ إلينا من صادقِ مضر"؛ فقُتلَ معه يومَ عَقْرُباء فعلّق الطبري بعد سرد قصصهم، "وكانوا قد علموا واستبان لهم كذب مسيلمة ولكن شقاءَ العصبيَّةِ غَلبَ عليهم.
إن العصبيّة والتعصّب إخوتي حين يبثُّه الإعلام ويكونُ سائداً في وسائل التواصل وحديثاً بالمجالس وشعراً ونثراً؛ فإنه يُورث التفرقةَ ويُنتج أجيالاً هشّةَ الفكر والثقافة تجعلُ التعصّبَ والعصبيةَ منهجَ حياة، وإذا قاد المتعصّبون فستُطمسُ الحقائقُ، وتضيّعُ الحقوقَ، وتكثرُ الصراعات، وتحلُّ البغضاء والخلافات وتصبحُ قيمُ الحبِّ والإخاء والمودة بين الناس قائمةً على الانتماء لبلدٍ أو قبيلة أو طائفة أو لفكر معين أو حزب أو نادٍ رياضي مهملين قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات: 10]، "ومَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" (رواه البخاري ومسلم).
قد تَجدُ طالبَ علمٍ مُتعصباً لرأيه أطلقَ لسانه في الأحياء والأموات يتّهم النياتِ والمؤلفات ولا يحتمل رأي المخالف بل لأجل تعصّبه يتخلّى عن قيم الدين وخُلق السلف بالتأليبِ والمشاغبة لمن خالف رأيه ويقلبُ الحقائقَ برؤيتِه الخطأ ويُقسّمُ بفعله المجتمع فِرقاً وأحزاباً.
العصبيةُ والتعصّبُ تؤثر في الحياة وتفقدُ فهمَ قيم الإسلام ومعانيه والمؤسف أن وجودها يُفسدُ علاقاتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض من خلال ما نراه بالإعلام أو وسائل التواصل التي ساهم بعضها بتغذية روح التعصب والعصبية؛ فتجد من يتهمُ غيره بما ليس فيه ويركبون المقاطع والنكات على بعضهم ولو كذبَ وبالغَ وكان أداةً لغيره في المبالغة بالذم، وتنشأُ العداوات بل والطلاق لأجله ويؤدّي لنعراتٍ قبليّةٍ وقصائد شعريّة وعنصريّة كذب وانتقاصٍ من الناس؛ ذهابٌ للقيم والأخلاق كلُّ ذلك لأجل توافه.
إنه تعصبٌ دليلٌ عَلَى ضعف عُقُولِ أَهلِهِ وَبُعدِهِم عَن وَسَطِيَّةِ الدِّينِ وَيُسرِهِ وقيمة الحقيقية وَجَهلِهِم بِالأَسبَابِ الَّتي تَكُونُ عَلَيهَا المُوَالاةُ وَالمُعَادَاةُ؛ لأنه تعصب لما لا فَائِدَةَ مِن وَرَائِهِ دِينِيًّا وَلا دُنيَوِيًّا، وَإِنَّمَا تعصبٌ للرأي يَتَجَاوَزُ المَرءُ لأَجلِهِ حُدُودَهُ وَلا يَقِفُ عِندَ مَعَالِمِ الدين، وَيَضِلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ؛ فَيُحِبُّ خطأً ويُبغض خطأً، وَيَمدَحُ مَن لا يَستَحِقُّ مَدحًا وَيَذُمُّ مَن قَد لا يَلحَقُهُ ذَمٌّ، وَيَوَالي وَيُعَادِي بلا سبب، ويخلقون المشكلات من لا شيء بتعصبهم وينسون أن رابطةَ الدين تقوم بقوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) [المائدة: 55- 56].
إنَّ التعصب والعصبية إذا تمكنت وانتشرت تؤدي لنزول مستوى الخلاف، وينشرُ طرحاً غُثاء لا يُفرق بين حقٍّ وباطلِ ويُشكِّلُ فكراً لا يخدم ديناً، ولسان حال المتعصبين، (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) [المدثر: 45]، والأخطر إن كان هناك بالخارج حاقدون يثيرون التعصب أو مندسّون يحيونه يريدون خراب البلاد والعباد.
نسأل الله أن يعافينا من تعصّب الرأي وعمى القول.
حكى القرآن الكريم لنا نماذج متعصبين ينكر عليهم، ويُندّدُ بمسلكهم، ومُحذراً للمسلمين؛ فقال عن بني إسرائيل: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ) [البقرة: 91]، وقال عن المشركين، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) [البقرة: 170]،كما أن التعصّبَ للرأيِ منطقٌ فرعوني، (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) [غافر: 29].
والتعصبُ للرأي يحرمُ صاحبَه معرفةَ الحقِّ وتأييده ويعميه تعصبه عن رؤيته للحق وإذا تعصبت الأمة والمجتمع في آرائهم ولم يحترموا أراء بعضهم حُرموا الإصلاح والحضارة وإقامة الحياة، وما أحوجنا لفهم الإمام الشافعي رحمه الله محذراً من هذا التعصب، "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، والنفسية الرائعة حين يقول: "ما ناظرت أحداً إلا تمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه قبلي".
عباد الله: لنحذر من التعصب والعصبية بجميع مظاهرها؛ فهي بابٌ للكبر يدخلُ صاحبَه النار ولو كان مثقال ذرة!!لاحظ مثقال ذرة!!ولنحذر من ألفاظ للتعصب تنتشر بيننا ونتهاون بها وتلوكها الألسن وننشرها وتَراها في بعض التصرفات مما لا يساعد على بناء البلاد ولا يصلح العباد ولا يُلبي الطموحات؛ لننشر في مجتمعاتنا ثقافة الحب والتسامح والتراحم، ولنحذر من وساوس الشيطان ونزغاته، ولنقوِّ أخوتنا، ونوحد صفنا، ونعمر بلداننا بالحبِّ والدين والخلق بيننا ولنكن عباد الله إخوانا، كما سمانا الله (المسلمين)، ولنقم بواجباتنا، ونؤدِّ حقوقاً علينا، للقريب والبعيد وللوطن والمجتمع ولنتذكر أننا على الله مقبلون، ومن الدنيا راحلون، وعلى أعمالنا محاسبون؛ فلنحسن العمل.
اللهم ألّف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، وجنبنا التعصب والآثام.
أقول ما تسمعون..
الحمد لله وحده..
أيها الأحبة: لنطهّرْ مجتمعنا من أفكار الغلو وداء التعصب فذلك كله مخالف للدين هادم للقيم مفسد للمجتمع موجد للعداوات ولنُقم بناء الإسلام وقيمه وأخلاقه، كما أقامه -صلى الله عليه وسلم- وصحابته ممن فتحوا الدنيا بأخلاقهم قبل جهادهم وتوحّدوا تحت راية الإسلام إخوةً متآلفين ولذلك نجحوا لم يرفعوا إلا راية الدين وتعاملوا بأخلاق الإسلام؛ ففتحت بلدان كثيرة من خلال مسلمين ذهبوا إليها للتجارة بأخلاق الإسلام وقيمه فدخل أهلها بالإسلام كما تعاملوا معهم في دين الله أفواجاً لما شاهدوا تطبيق الإسلام وهذا ما نرجوه في تعاملاتنا اليوم بدلاً من نعراتٍ وخلافاتٍ وتعصب يفرق بيننا وَشوَّهَ دينَنا للناس.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا بالحق هداة مهتدين حامين للإسلام وناصرين للمسلمين.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي