لزوم الوقوف عندما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-

محمد بن صالح بن عثيمين
عناصر الخطبة
  1. تبيين القرآن للخير والشر وطرقهما .
  2. دعوة النبي-صلى الله عليه وسلم- الناس إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة .
  3. وجوب الوقوف عند ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- .
  4. الحث على إخلاص العبادة لله والمحافظة على الصلاة .
  5. وجوب بر الوالدين وتأدية حقوقهما .
  6. الحث على حسن المعاملة مع الخلق .

اقتباس

اعلموا: أن الله قد أنعم عليكم وأرشدكم إلى ما فيه سعادتكم في الدنيا والآخرة. فقد فتح الله لكم أبواب الخير، وبين لكم طرقها، ونادكم للدخول منها، فلبوا -رحمكم الله-: هذا النداء، وسارعوا إلى هذه المكرمات. وبين لكم طرق الشر، ونهاكم عن...

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي من علينا بالهداية، وجنبنا بفضله طرق الضلالة والغواية، أحمده سبحانه على توفيقه وهدايته.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا: أن الله قد أنعم عليكم وأرشدكم إلى ما فيه سعادتكم في الدنيا والآخرة.

فقد فتح الله لكم أبواب الخير، وبين لكم طرقها، ونادكم للدخول منها، فلبوا -رحمكم الله-: هذا النداء، وسارعوا إلى هذه المكرمات.

وبين لكم طرق الشر، ونهاكم عن سلوكها، قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ)[الأنعام:153].

إن الله -تعالى- قد بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- للدعوة إلى الحق، وإلى طريق مستقيم، وأرسله بكل ما يكفل للإنسان السعادة والهناء.

وإن من الميسور على كل فرد يشعر بمسؤوليته أمام الله، وأنه محاسب على ما كان منه: أن يقف عندما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من عند ربه، بأكمل هدي، وأوضح سبيل.

ولكن ذلك كله يحتاج إلى المسلم الحق الذي يعز عليه دينه، وبقدر المسئولية الموضوعة أمامه.

فاتقوا الله -تعالى-، وأخلصوا له العبادة: (وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)[محمد:33].

ولا تضيعوا أوقاتكم سدى، وتعلموا من أمور دينكم ما يكون لكم عونا على ممارسة حرب النفس، والهوى والشيطان.

أيها المسلمون: لا تنسوا أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأن من حفظها، وحافظ عليها، فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ومن ذا الذي يرضي لنفسه الخسران؟!

فاتقوا الله -تعالى- أيها المسلمون- حافظوا الصلاة جماعة كما أرشدكم إلى ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

واعلموا: أنه ليس لكم من صلاتكم إلا ما عقلتم منها، فصلوا الصلاة بقلب حاضر، وخشوع وطمأنينة، وأدب مع الله -تعالى-؛ لتصل إلى مكانها من مصاف القبول والرحمة والغفران، والفوز والرضوان.

ولا تتجاهلوا -رحمكم الله- ما لوالديكم عليكم من حقوق، فقد قرن الله حقهما بحقه تعالى في غير ما آية من كتابه العزيز، قال تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا)[النساء:36].

فحق الوالدين عظيم يجب أداؤه بكل احترام، وطيب خاطر، وكرم نفس، ولا يتهاون في حق الوالدين إلا رجل قاسي القلب، بعيد عن تعاليم الإسلام، مظلم البصر والبصيرة.

فتوبوا إلى ربكم، وأحسنوا معاملتكم مع الله ومع عباده، واجتنبوا الربا، وقول الزور، وحافظوا على حقوق الجوار، بكل أدب واحترام.

وفقني الله وإياكم طرق مراضيه، وجنبنا جميعا أسباب سخطه ومناهيه.

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[الأحقاف:13].

أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي