نحن بحاجةٍ إلى هذا الخُلق النبيل والتفاؤل الجميل، يحتاجه رب الأسرة حينما يرى من ذريته وزوجه ما لا يصبر عليه في دينه أو معيشته أو رزقه، يحتاجه من ضاقت به السُّبل، وانقطعت به الطرق والحيل، يحتاجه المريض حينما يتأزم مرضه ويطول ألمه وييأس من علاجه، فينتظر فرج ربه له، يحتاجه...
الحمد لله، الحمد لله الذي جعل المؤمن كيسٌ فطن فشعاره حُسن الظن الحسن، أحمده -سبحانه- على ما أعطى من النِّعم ما ظهر منها وما بطن، وأشهد أن لا إله إلا الله بشَّر المؤمن وطمأن، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أمر بحسن الظن، وجعله خُلق المؤمن العاقل الفطن صلى الله عليه وعلى الأئمة الأربعة: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعلي وعلى البقية من العشرة، وعلى سائر الصحابة البررة.
أما بعد:
فيا عباد الله: تُريدون الفوز والنجاة، تُريدون الثبات وسلامة الحياة، تُريدون الوقاية والحماية والرعاية؟ عليكم بتقوى الله في السِّر والعلانية؛ فهي التاج والصيانة.
أيها المسلمون: الحياة قصيرة، والأيام قليلة، فالموفَّق من بادر وقته وسعى لخلاص نفسه واستعد لما أمامه، فأمامكم موتٌ لا بُد منه، وبعده بعثٌ لا مفر عنه، ثم الجزاء والمحاسبةُ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه)[الزلزلة:7-8].
أيها المسلمون: حديثنا إليكم -بارك الله لكم فيما أعطاكم- عن خصلةٍ جميلة وخَلةٍ جليلة، خصلةٍ بها الراحة والطمأنينة وواحة النفس الطيبة، تنهد أمامها ظلام المُكدرات وغشاء التشاؤمات وكدر وغم الحياة، لاسيما في هذه الأوقات إنها: حُسن الظن بالله.
نعم نحن بحاجةٍ إلى هذا الخُلق النبيل والتفاؤل الجميل، يحتاجه رب الأسرة حينما يرى من ذريته وزوجه ما لا يصبر عليه في دينه أو معيشته أو رزقه، يحتاجه من ضاقت به السُّبل، وانقطعت به الطرق والحيل، يحتاجه المريض حينما يتأزم مرضه ويطول ألمه وييأس من علاجه، فينتظر فرج ربه له، يحتاجه صاحب الدَّين الذي يُلاحقه غرماؤه ويُتابعه طُلابه، نحتاجه حينما تتوالى المحن وتكثر الفتن وتشتد غُربة الإسلام ويظهر الأعداء الطغام..
نحتاجه عندما تتكالب الأعداء ويُنقَص الدِّين والوفاء، نحتاجه عندما نرى حال المسلمين المستضعفين، وما يفعله بهم أعداء الدِّين من القتل والتشريد والعذاب المهين، نحتاجه إذا تعسرت الأمور والكروب واشتدت الخطوب وضعف الطالب والمطلوب، يحتاجه صاحب البيع والشراء، يحتاجه من تأزمت حياته وضعفت حاله، لا يستغني عنه الغني لغناه، ولا الفقير لفقره في دنياه، يحتاجه الضعفاء من المطلقات والأرامل والأيتام.
إن حُسن الظن لا ينفك عنه إنسان في عبادته وطاعته ومعاملته وأخلاقه، خصلةٌ تشحذ الهمم، وتقوي العزائم وتُوقظ من الوهن، وتزيد المؤمن..
إن حسن الظن -أيها المسلمون- هو: ترجيح جانب الخير على جانب الشر، نعم إنه التفاؤل الحسن والظن الأجمل، والنظرة إلى الحياة بنظرةٍ سارة.
من ظن بالله خيرا جاد مبتدأً *** والبخل من سوء ظن المرء بالله
حُسن الظن بالله مدعاةٌ لحسن العبادة لاسيما الصلاة قال الله -جلَّ في عُلاه-: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[البقرة:45-46].
من حَسُن ظنه بربه رأى فرجه ومخرجه، وانبلج عنه ما اشتدت أزمته لاسيما بنصر دينه وكتابه والله غالبٌ على أمره، قال سبحانه لما ذكر قصة طالوت قال: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)[البقرة:249]؛ فعلام الحزن واليأس، والقنوط والبأس والأمر بيد من عنده الفرج والسبيل والمخرج؟
ولرُب نازلةٍ يضيق بها الفتى *** ذرعًا وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ
وانظر إلى الثلاثة الذين خُلِّفوا وضاقت به السُّبل، وأُبلسوا ومن أنفسهم أيسوا، فلما أحسنوا ظنهم بربهم ولجأوا إليه في قضيتهم أنزل فرجًا ومخرجًا، وآياتٍ في مُحكم التنزيل تُتلى (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[التوبة:118].
وإني لأرجو الله حتى كأنني *** أرى بجميل الظن ما الله صانعُ
قال سفيان الثوري -رحمه الله-: في قوله -سبحانه-: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[البقرة: 195]، قال: أحسنوا الظن بالله.
وليوسّع المؤمن رجاءه وحُسن ظنه بعطائه، حتى تنتهي أيامه وهو على حسن ظنه بربه.
روى الإمام مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يموت بثلاثة أيامٍ يقول: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ".
حُسن الظن بالله أُنس الحياة ونجاةٌ عند الممات، قال ابن القيم -رحمه الله-: "كلما كان العبد حسن الظن بالله، حسن الرجاء له، صادق التوكل عليه فإن الله لا يُخيب أمله فيه البتة؛ فإنه -سبحانه- لا يُخيب أمل آملٍ، ولا يُضيع عمل عاملٍ"، وقال رحمه الله: "فعلى قدر حُسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه؛ ولهذا فسَّر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله، والتحقيق أن حُسن الظن به يدعوه إلى التوكل عليه؛ إذ لا يُتصور التوكل على من ساء ظنك به، ولا التوكل على من لا ترجوه"(مدارج السالكين).
نعم -أيها المسلم-؛ إنك حين تُحسِّن ظنك بربك؛ لعلمك بأن أَزِمة الأمور بيده، وهو على كل شيءٍ قدير، ويُدبر الأمر من السماء إلى الأرض.
وحُسن الظن يقوي الإيمان، ويُطمئن الإنسان من شرور ومصائب الإنس والجان، وفي حديث أبي بكرٍ -رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: يا رسول الله -وأنا في الغار- لو أنَّ أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: "مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا؟"(متفقٌ عليه). إنه اليقين التام، والثقة في الله، وقوة التوكل عليه.
إن حسن الظن بالله عبادةٌ يرجو بها المرء ثواب الله؛ فروى أحمد في مسنده والترمذي وأبو داود في سُننه من حديث أبي هريرة مرفوعاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن حُسْنُ الظَّنِّ بالله مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ".
فلا تظننَّ بربِّك ظنَّ سوءٍ *** فإنَّ الله أولى بالجميلِ
ولا تظننَّ بنفسِك قطُّ خيرًا *** فكيف بظالمٍ جانٍ جهولِ
وظنَّ بنفسِك السُّوأى تجدْها *** كذاك وخيرُها كالمستحيلِ
وما بك مِن تُقًى فيها وخيرٍ *** فتلك مواهبُ الربِّ الجليلِ
وليس لها ولا منها ولكن *** مِن الرحمنِ فاشكرْ للدليلِ
إن من حُسن الظن بالله: حُسن الظن بمغفرته ورحمته وعفوه وصفحه؛ فهو أهل التقوى وأهل المغفرة.
وَإِنِّي لآتِي الذَّنْبَ أَعْرِفُ قَدْرَهُ *** وَأَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ يَعْفُو وَيَغْفِرُ
لَئِنْ عَظَّمَ النَّاسُ الذُّنُوبَ فَإِنَّهَا *** وَإِنْ عَظُمَتْ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ تَصْغُرُ
ومن حُسن الظن بالله: أن الله ناصرٌ دينه وكتابه وعباده الصالحين؛ كما وعد ذلك في كتابه المبين (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا)[غافر:51]، وأنه لا يزال هذا الدين ظاهرًا قائمًا محفوظًا سائدًا ظاهرًا منتشرًا.
وراء مضيق الخوف متسع الأمن *** وأول مفروحٍ به آخر الْحُزْنِ
فَلَا تَيْأَسَنْ فَاللَّهُ مَلَّكَ يُوسُفًا *** خَزَائِنَهُ بَعْدَ الْخَلَاصِ مِنَ السِّجْنِ
فالله حافظٌ دينه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[الحجر:9]، وحافظٌ عبده (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)[الزمر:36]؟
ظُنَّ الإجابة عند الدعاء، وظُنَّ القبول عند التوبة، وظُنَّ المغفرة عند الاستغفار، وظُنَّ الفرج عند الشدة، وظُنَّ اليُسر عند العُسر.
أيها المؤمن: حسِّن ظنك بربك في كشف كربك وزوال همك وإزالة مرضك وسداد دَينك، وكفاية مؤنتك وقضاء حاجتك وتوفيقك وعزك وصلاح ذريتك ونجاح أمرك وسلامة دينك.
حسِّن ظنك بربك في مغفرة ذنبك ونصر دينك وسعة رزقك، وتأمل قول ربك كما في الحديث القدسي المتفق عليه الذي عند ذكره تتهاوى عروش الشيطان، ويشرف الإنسان بالإيمان وهو يسمع قول الرحيم الرحمن: "أَنَا عَنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إن ذَكَرَنِي، فإِنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي في ملأٍ ذَكَرْتُهُ في ملأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ"! لا إله إلا الله فظُنَّ بربك خيرًا يؤتك فضلًا ورزقًا.
وعند أحمد إن الله قال: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ".
هوِّنْ عليكَ فكلُّ الأمرِ ينقطعِ *** وخلِّ عنكَ عنانَ الهمِّ يندفعُ
فكلُّ همٍّ لهُ منْ بعدهِ فرجٌ *** وكلُّ أمرٍ إذا ما ضاقَ يتَّسعُ
إنَّ البلاءَ وإنْ طالَ الزَّمانُ بهِ *** فالموتُ يقطعهُ أو سوفَ ينقطعُ
قلت ما سمعتم وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله القائل: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[الأحزاب:47]، وأشهد أن لا إله إلا الله وعد عباده المؤمنين بالفرج والتمكين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أقوى من حسَّن ظنه برب العالمين، وبعد:
معشر المسلمين: روى الإمام أحمد والدارمي والحاكم عن حيان أبي النضر، قال: دخلت مع واثلة بن الأصقع على أبي الأسود الجرشي في مرضه الذي مات فيه، فسلم عليه وجلس، فقال له واثلة: واحدةً أسألك عنها، قال: وما هي؟ قال: كيف ظنك بربك؟ فقال أبو الأسود وأشار برأسه أي: حسن، قال واثلة: أبشر فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ".
إن أعظم المواقف التي يحتاج المرء لها: حُسن ظنه بربه عند موته، عند لحظات الاحتضار وسكرات الموت والاعتبار، عند مفارقة هذه الدار أن يتوفاه الله على الإسلام والسُّنَّة، وأن يحفظ عليه دينه، وأن يلقاه بهذا التوحيد وهذه الشهادة شهادة أن لا إله إلا الله سائلًا ربه أن يُثبته عند السؤال، ويُحسن له الختام.
يا رب يا رب يا رب ثبتنا على الإيمان، ونجنا من سُبل الشيطان، ونسأل الله حُسن الخاتمة؛ فهي -وربي- لحظاتٌ حاسمة، ونسأل الله لنا السعادة والفوز عند الموت بالشهادة؛ فذلك ظننا بربنا، ولن يخيب -بإذن الله- رجاءنا؛ فأكثر من دعوة يوسف -عليه السلام-: (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)[يوسف:101].
أيها المسلم: حسَّن ظنك بمن رحمته سبقت غضبه، فرحمته واسعة وعفوه كبير، وجوده كثير، وعطاؤه لا حد له.
ذنوبي وإن فكرت فيها عظيمــةٌ *** ورحـمة ربي من ذنوبي أوسـعُ
وما طمعي في صالحٍ قد عملتهُ *** ولكننـي فـي رحمــة الله أطمــعُ
إن حُسن الظن بالرب -سبحانه- يفتح نوافذ السعادة، ويمنح الطمأنينة والريادة، ويعيش المرء حياةً طيبة وأجواءً إيمانية يرضى بقضاء الله وقدره، وحلو القضاء ومُره.
يجري القَضاءُ وفيه الخيرُ أجمعهُ *** لمؤمنٍ واثقٍ باللهِ لا لاهي
إن جاءَه فرحٌ أو نابَه ترحٌ *** في الحالتينِ يقولُ: الحمدُ للهِ
فلا تضقْ عليك الدنيا وعندك من يملك الدنيا والأخرى، ولا تشتد كُرباتك وعندك مالك أمرك، قوِّ يقينك وتوكلك، وثقْ بربك، وظُنَّ به تفريج كربك.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو ظنك بربك؟ ألم تسمع (فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات:87] سؤالٌ يرجف منه الفؤاد، وتُوجل منه القلوب.
لينظر العبد حاله مع ربه قال ابن مسعودٍ رضي الله عنه: "قسمًا بالله ما ظن أحدٌ بالله ظنًا إلا أعطاه ما يظن"؛ فما ظنك -أخي الكريم- بمن له المُلك كله، والحمد كله، يملك السماء والأرض -سبحانه- وبحمده.
إِذَا تَضَايَقَ أَمْرٌ فَانْتَظِرْ فَرَجًا *** فَأَضيق الأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الْفَرَجِ
وَكُلُّ الْحَادِثَاتِ وإن تَنَاهَتْ *** فمقرونٌ بِهَا الْفَرَجُ الْقَرِيبُ
ومن المواقف اللطيفة: قصة عبد الله بن الزبير لما دعاه والده، وقال: إني لأراني إلا سأُقتل ظلمًا، وإن من أكبر همي لدَيني، قال عبد الله: فجعل يوصيني بدَينه، ويقول: إن عجزت عن شيءٍ منه فاستعن عليه مولاي، فقال: فوالله ما دريت ما أراد، حتى قلت: يا أبتي مَن مولاك؟ قال: الله، قال: فوالله ما وقعت في كربةٍ من دَينه إلا قُلت: يا مولى الزبير اقضِ عنه دينه فيقضيه.
وأخيرًا حُسن ظنك بربك عبادةٌ لربك، قال عبد الله بن مسعودٍ -رضي الله عنه-: "والذي لا إله غيره ما أُعطي عبدٌ مؤمنٌ شيئًا خيرًا من حُسن الظن بالله".
فالخلاصة أن حُسن الظن عبادة، وطريقٌ موصلٌ للحُسنى وزيادة، ودليلٌ على الإيمان وبرهانٌ على قوة التوكل بالرحمن، يُقوي رجاء الإنسان بما ضاق عليه الإنسان، يفتح التفاؤل والفرحة والسرور في حياة الإنسان.
وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا *** سنموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا
وإذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً *** يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا
قُل للذي مَلأ التشاؤمُ قلبَه *** ومضى يُضيِّقُ حولنا الآفاقا
سرُّ السعادةِ حسنُ ظنك بالذي *** خلق الحياةَ وقسَّم الأرزاقا
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي