شباب الإسلام: إيَّاكم والغفلة أو اللهو، فإنَّكم مسؤولون عن أوقاتكم، واجتنِبوا المنكرات وأماكنها، واحذروا من الانغماس في لذاتها الزائلة، وَإِنْ رأى أحد منكم منكرًا، فلا يمنعه حياء من أن ينكره باللفظ الطيب والكلمة الرفيقة بدون غلظة أو فظاظة...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون، وراقبوه في جميع أعمالكم، فإنَّه -سبحانه- بكل شيء عليم، يعلم السرَّ وأخفى، ومهما أخفى العبد من الذنوب فإنَّ الله يعلمها وهو علَّام الغيوب، فاتقوا الله فيما تُسرِّون، واتقوه فيما تُظهرون من أعمال، فإنّكم -يوم القيامة- محاسَبُون مجزيون، فمن عمل خيرًا فخير، ومن أساء فعلى نفسه، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)[فصلت: 46]، قال الإمام ابن جرير الطبري -رحمه الله-: "من عمل بطاعة الله في هذه الدنيا، فائتمر لأمره، وانتهى عمَّا نهاه عنه...فلنفسه... لأنَّه يجازى عليه جزاءه، فيستوجب في المعاد من الله الجنة، والنجاة من النار...ومن عمل بمعاصي الله فيها، فعلى نفسه جنى؛ لأنَّه أكسبها بذلك سخطَ الله، والعقابَ الأليم" (ينظر: تفسير الطبري = جامع البيان، ت شاكر، (21/ 487)).
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المسلمين: إنَّ العيد يومُ فرح وسرور، فرحٌ بإتمام شهر الصيام الذي هو موسم من أعظم مواسم الخير في العام، فأوقاته ثمينة، لا يُضيِّعها إلا محروم، ولئن انتهى رمضان، فإنَّ مواسم الخير كثيرة منها: حج بيت الله الحرام، وفضل العمل في أيام عشر ذي الحجة.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المسلمين: إنَّ فرحنا بالعيد فرحٌ مقيَّدٌ، فلا يجوز أن يصاحب ذلك الفرحَ أيُّ معصيةٍ من المعاصي؛ مثل اختلاط الرجال بالنساء، وسماع الموسيقى والأغاني، سواء كانت في احتفالات العيد أو في غيرها، فافرحوا بعيدكم، ولا تمزجوا فرحَكم بما حُرِّم عليكم.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المسلمين: إنَّ المسلم في العيد يلبس الجديد، ويبتهج بالعيد، ويهنئ أهله وأقاربه وإخوانه المسلمين.
ومن الصور المحمودة في المجتمع: إخراج جيران المسجد لطعام العيد في مساجدهم، وفي ذلك تقوية للروابط، وتسلية للنفوس، وتصفية لِمَا في القلوب، مُظْهِرِينَ الفرحَ والسرورَ عند اللقاء والبشاشة عند السلام، فيسمو المجتمع وتحصُل الألفة والمودة والتعارف، ويحصل التعاون على الخير.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله: إنَّ من أعظم صور التعاون والتكاتف بين الناس: مواساة الأغنياء للفقراء بمدِّ يد العون إليهم، والإحسان إلى الأرامل واليتامى؛ فقد أوجب الله الزكاة على الأغنياء وبيَّن مصارفها الثمانية التي لا يجوز صرفها إلى غيرهم، فأدوا زكاة أموالكم كما أمركم ربكم، أدوها بطيب نفس إلى مستحقها، فإن كان أحد منكم يؤديها إلى مسكين أو فقير ثم اغتنى ذلك الفقير فلا يجوز دفعها إليه، ولا يجوز من الآخِذ قبولها ما دام أنَّ الله أغناه، فإنَّها لا تحل له، ولا تبرؤ ذمة المعطي ما دام يعلم ذلك، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ المسألةَ لا تحِلُّ إلا لأحد ثلاثة: رجلٌ تحمَّل حمالة فحلَّت له المسألة حتى يصيبَها، ثم يُمسك، ورجلٌ أصابتهُ جائحةٌ اجتاحت ماله فحلَّت له المسألة حتى يُصيبَ قِوامًا من عيش -أو قال: سدادًا من عيش-، ورجلٌ أصابتهُ فاقةٌ حتى يقومَ ثلاثةٌ من ذوي الحِجَا من قومه: لقد أصابت فلانًا فاقة، فحلَّت له المسألةُ حتى يُصيبَ قِوامًا من عيش -أو قال سدادًا من عيش- فما سِواهنَّ من المسألةِ يا قبيصةُ سُحتًا يأكلُها صاحبُها سحتًا" (أخرجه مسلم في كتاب الزكاة، باب: مَنْ تحل له المسألةُ، برقم: (1044)).
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا.
معاشر المسلمين: إنَّ الفتن المائجة والبلايا الرائجة إن أطلَّت برأسها واستشرفتك لتقع فيها فاهرب منها هروبك من الأسد الجائع والعَدُوّ الصائل، وأغلق دونك ودونها بابًا محكمَ الغلق، بالعبادة وبالتقوى، وبالدعاء بأن يُنجِّيك الله منها كما يُنجِّي الغريقَ من الموت، وإيَّاكَ إيَّاك وما تلبسه تلك الفتن من لبوس الهوى والشهوات والشبهات، فإنَّها مزالق تهوي بصاحبها سقوطًا في حُفَرِ العقوبات، فزُمَّ نفسك بالعبادة والتقوى زَمًّا، فإنَّ جسدك على النار لا يقوى، ألا من متَّعظٍ ينظر بعين البصيرة، يُبصرُ طريق النجاة فيسلكه ويتقي الأشواك أن تصيبه، ويُبصر طريق الفتن والبلايا وما تزيَّن بحافات ذلك الطريق من مشتهيات ومغريات وجمال وأمنيات، وعاجل لذات، فيجتنب ذلك الطريق؛ خوفًا من نهايته وفجائع المآلات.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المسلمين: إنَّ للفتن أبوابًا كثيرة، من أعظمها وأكبرها باب حُبِّ المال إذا طغى على صاحبه، فأصبح لا يبالي بجمعه من الحرام، فيجمعه من الربا والرشوة وأكل مال اليتيم بغير حق، واغتصاب مال غيره، والاختلاس من بيت المال، والغش والتطفيف في البيع والشراء، حتى يصل به الحال في طلبه للمال -والعياذ بالله- إلى شهادة الزور؛ وفعل بعض المحرَّمات، كلُّ ذلك لحبِّه الطاغي للمال، فأعماه الله بالمال؛ ليقع في سوء المنقلب وحسرةِ المآل، فالمال فتنته عظيمة، لا ينجو منها إلا مَنْ جمَع مالَه من الطرق الشرعية، وأدى الزكاة الواجبة، وصرَف ذلك المالَ كما أمره الله، فأنفق على من أوجب الله عليه النفقة عليهم من الزوجة والأبناء وغيرهم، فلم يبخل ولم يُسرف أو يُبذِّر.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا.
معاشر المسلمين: ومن أبواب الفتن العظيمة، باب الافتتان بالنساء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ" (أخرجه مسلم في كتاب الرقاق، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء برقم: (2742)). قال الإمام النووي -رحمه الله- عن هذا الحديث: "معناه تجنَّبوا الافتتان بالدينا وبالنساء، وتدخل في النساء الزوجات وغيرهنَّ، وأكثرهنَّ فتنةً الزوجات، ودوام فتنتهنَّ وابتلاءُ أكثر الناس بهنَّ" (يُنظر: شرح النووي على مسلم: (17/ 55)).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله: من أطلق نظرَه إلى من لا تحل له من النساء فقد غرس في قلبه سهمًا، ونال بذلك إثمًا، وقد يجره ذلك إلى آثامٍ يبوء بها، فالشيطان يُزيِّن المرأةَ الأجنبيةَ فتصبح للناظر كأنما ينظر إلى القمر، وما زيَّنها الشيطان في قلبه إلا ليُوقعه فيما حرَّم الله، يُريد من ابن آدم أن يقع في كبيرة مُهلكةٍ من كبائر الذنوب، فإذا وقع ذهبت اللذة وحصل الإثم، وبقيت الحسرة والندامة، فإذا مات فالحساب والعقاب.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المسلمين: إنَّ باب الفتنة بالنساء له دعاة يدعون إلى فتحه، ويُهوِّنون أمره، دعاة يدعون إلى التبرج والسفور وخلع الحجاب واختلاط الرجال بالنساء، يُزينون للمرأة الخروج من بيتها لغير حاجة، يريدونها خرَّاجة ولَّاجة، فمن أكثرت الخروج من بيتها كيف تُربِّي أبناءها وكيف تخدم زوجها؟ إنَّ بيت المرأة خير لها حتى في صلاتها، فصلاتها في بيتها خير من صلاتها في المسجد، وكلَّما كانت المرأة أبعد عن الرجال الأجانب كانت أصلح، وكان ذلك أسلم لها، قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)[الأحزاب: 33]، قال الإمام السعدي -رحمه الله-: "أي: اقررن فيها؛ لأنَّه أسلم وأحفظ لَكُنَّ... ولا تُكثرن الخروجَ متجمِّلاتٍ أو مُتطيبات، كعادة أهل الجاهلية الأولى، الذين لا علم عندهم ولا دين، فكلُّ هذا دفعٌ للشر وأسبابه" (يُنظر: تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 664)).
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المسلمين: إياكم وإطلاق اللسان بالغيبة والنميمة والكذب والبهتان والتلبيس وكل قول فيه إثم أو ظلم، فإنَّ في ذلك تمزيقًا لنسيج المجتمع وتقطيعًا للصِّلاتِ والأرحام، فليكفَّ المرءُ لسانَه، وإلا ليُكبَّنَّ على وجهه أو على منخره في النار، -عياذا بالله منها-.
معاشر الرجال: أحسنوا تربية أبنائكم، وأحسنوا إلى نسائكم، عاملوهنَّ المعاملة الطيبة وكونوا عونًا لهنَّ على الطاعة، وجِّهوهنَّ وانصحوهنَّ وارفقوا بهنَّ، وأنفقوا عليهنَّ، فإنَّ أعظم النفقة أجرًا ما أنفقته على أهلك، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دينارٌ أنفقتَه في سبيل الله، ودينارٌ أنفقتَه في رقبة، ودينارٌ تصدَّقت به على مسكين، ودينارٌ أنفقتَه على أهلك، أعظمُها أجرًا الذي أنفقته على أهلك" (أخرجه مسلم في كتاب الزكاة، باب فضل النفقة على العيال والمملوك، وإثم مَنْ ضيَّعهم أو حبَس نفقتهم عنهم برقم (995)). فلا تبخلوا بالنفقة على الأهل، ولا تسرفوا أو تُبذِّروا، بل أنفقوا وسَطًا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا.
أما بعد: فإنَّ خير الوصية، الوصيةُ بتقوى الله، فاتقوا الله عباد الله فإنَّ التقوى طريق النجاة والسعادة والفوز بالجنة.
معاشر المسلمين: إنَّكم عِشتم في رمضان في صيام وقيام وتلاوة قرآن، فأحسِنوا أعمالكم بعد رمضان، ليقم كلٌّ منكم ما كتب الله له من قيام ليله، ويتلو جزءًا أو جزأين من كتاب الله وكلَّما زاد كلَّما أحسن إلى نفسه مسابقةً إلى الطاعات، وصوموا ستًّا من شوال، فمن صامها بعد رمضان فكأنَّما صام الدهر.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
شباب الإسلام: احفظوا أوقاتكم وأطيعوا ربكم واستثمروا قوتكم ونشاطكم فيما يُقرِّبكم إلى ربكم؛ فأقيموا الصلاة في المساجد وبَرُّوا آباءكم وأمهاتكم، فإنَّ البر من أفضل الأعمال الصالحة وأحبِّها إلى الله، فأحبُّ العمل إلى الله الصلاة على وقتها، ثم برُّ الوالدين، وصِلوا أرحامَكم، فإنَّ من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله، وأفشو السلام بينكم، ولا تبدؤوا بعضَكم بغير السلام، فإنَّ السلام أعظم تحية وهي تحية أهل الإسلام.
شباب الإسلام: إيَّاكم والغفلة أو اللهو، فإنَّكم مسؤولون عن أوقاتكم، واجتنِبوا المنكرات وأماكنها، واحذروا من الانغماس في لذاتها الزائلة، وَإِنْ رأى أحد منكم منكرًا فلا يمنعه حياء من أن ينكره باللفظ الطيب والكلمة الرفيقة بدون غلظة أو فظاظة، فإنَّ الواقع في المنكر أحوج إلى الرفق والكلام الطيب وبيان محبته وإرادة الخير له والسَّتر عليه.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
معاشر النساء: اتقين الله وأكثرن من الصدقات، والتزمن الحجاب الشرعي الذي يغطي سائر البدن، وإن احتاجت إحداكن إلى أن تُبصر الطريق لضَعْف في بصرها، فلها أن تلبس النقاب ويكون فتحته بمقدار سواد العين، لا يزيد عن ذلك شيئًا.
أيتها النساء: البسنَ الساترَ الطويلَ الواسعَ من الثياب ولا تلبسنَ قصيرًا أو ضيِّقًا أو لبسًا يصف البشرة، ولا تُلبسنَ بناتِكنَّ مثل ذلك ولو كُنَّ صغيرات، فإنَّ جمال المرأة في كمال سترها، واحفظن حقوق الزوج؛ طاعةً وخدمةً وحُسْنَ معاشَرَةٍ، فإنَّ حق الزوج عظيم وطاعته واجبة في غير معصية.
اللهم أصلح نساءنا، واستر عوراتنا، وتقبَّل منَّا صيام رمضان وقيامه، وما أودعنا فيه من أعمال، وأعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين واعف عنَّا أجمعين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، وولِّ عليهم خيارهم، اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم جنِّب بلدان المسلمين الفتن والحروب والثورات والمظاهرات، واجعلها بلدانًا إسلاميَّة آمنة مطمئنة، اللهم عليك بالصهاينة والصليبيين والصفويين والروس والحوثيين المعتدين، اللهم صُبَّ عليهم العذاب صبًّا، ومزقهم وزلزلهم واشدد وطأتك عليهم واهزمهم بقوتك يا قوي يا عزيز.
اللهم عليك بطواغيت الأرض الذي يحاربون دينك وجندك وأولياءك وعبادك الصالحين، اللهم ارفع واكشف الغمة عن الأمة، اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدود بلادنا، وانصر قوات التحالف العربي وأهلنا في اليمن، اللهم سدِّد رميَهم وصوِّب آراءهم وثبِّت أقدامهم واجمع كلمتهم على الحق، اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرها وعلماءها وأهلها وزدها قوة وأمنًا ورخاء وزدها تمسكا بالدين وشكرًا.
اللهم احفظ ووفق ولي أمرنا وولي عهده، وَفِّقْهُمَا لِمَا تحب وترضى، وأرهما الحق حقًّا وارزقهما اتباعه، وأرهما الباطل باطلًا وارزقهما اجتنابه، اللهم أصلح بطانتهما وانصر بهما دينك وكتابك وسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم- وعبادك الصالحين، اللهم اجعلهما مفاتيح خيرٍ مغاليق شرٍّ، وأعزَّ بهما الإسلام وأهله، اللهم أصلح قلوبنا، وأصلح أعمالنا، وأرنا في ذرياتنا خيرًا (ربَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180-182].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي