السفر آداب وأحكام

محمود بن أحمد الدوسري
عناصر الخطبة
  1. السفر يُمدح من جهة ويُذَمّ من أخرى .
  2. بعض آداب السفر .
  3. بعض السنن المهجورة التي تخص السفر .

اقتباس

ومن الآداب: اتخاذ أميرٍ للسفر، وله منافعُ كثيرة لا يعلمها إلَّا الله -تعالى-، وكم خَسِرَ أناسٌ واختلفوا، وافترقوا؛ بسبب عدم وجود أمير في السفر، يحسم الخلافاتِ التي قد تنشأ بين المسافرين، فيختار لهم الأصلح، حتى تستقيم أمورهم في سفرهم...

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

وبعدُ: ما أكثرَ ما يُسافر الناسُ لشؤون حياتهم! لكن ينبغي أن يتأدب المسلمُ بمجموعة من الآداب والسنن المتعلقة بالسفر، والتي أرشد إليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

عباد الله: السفر يُمدح من جهة ويُذَمّ من أخرى؛ فيُمدح لِمَا فيه من الخروج من الملل والسآمة والضيق والكآبة؛ للتأمل في خَلْق الله -تعالى-، أو طلب علم نافع، أو صلة قريب أو أخ في الله؛ ومما يُعْزَى للشافعي في ذلك:

تغرَّبْ عن الأوطان في طلب العلا *** وَسَافِرْ ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ

تفرُّجُ هــمٍّ واكتسـابُ مـعيشةٍ *** وعـلمٌ وآدابٌ وصحبةُ مَـاجِدِ

فإن قيل: في الأسفارِ ذلٌّ ومـحنةٌ *** وقطعُ الفيافي واكتسابُ الشدائدِ

فموتُ الفتى خـيرٌ لـه من حياته *** بـدارِ هوانٍ بينَ واشٍ وحاسدِ

والسفر مذموم؛ لأنه يجلب المشاقَّ والمتاعبَ، ويكون القلب مشوَّشًا والفكر مشغولًا؛ لأجل فراق الأهل والأحباب، ولذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ" (رواه البخاري ومسلم). فكان لزامًا على المسلم أن يتأدب بآداب السفر. ومن أعظمها: أن يستحضر النيةَ الصالحةَ في سفره؛ لكي يُؤْجَرَ في تعبه ونفقته، ويُكتَبَ له من الأجر ما كان يعمله قبل سفره؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا" (رواه البخاري). وقال أيضًا: "إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْهَا …" (رواه البخاري ومسلم).

ومن آداب السفر: عدم السفر لأجل معصية الله -تعالى-، فمثل هذا غير مأجور في نفقته وتعبه، وذهَب جماعةٌ من أهل العلم بأن المسافر لأجل المعصية لا يترخص بالفطر والقصر ونحو ذلك مما يُباح للمسافر.

ومن آداب السفر: الاستخارة، وهي من أسباب توفيق الله -تعالى- للعبد، ومعناها: طَلَبُ الخيرِ ممن بيده مفاتيح الخير -سبحانه-، وهي بديل عما كان يفعله المشركون من زَجْر الطيور أو الاستقسام بالأزلام أو الاستدلال بالنجوم والأبراج.

ومن آدابه: الاستشارة، وفائدتُها أنها تَختصر للمسافر أمورًا كثيرة قد يُعاني منها لو وقع فيها.

ومن الآداب: تسديد الديون الحالَّة وتأمين النفقة لمن تلزمُكَ نفقتُه، والتخلص من مظالم الخلق، ومن الآداب: استئذان الوالدين؛ لأن رضاهما يجلب البركةَ، وسخطهما يُوجب الخسارةَ، وفي ذلك تطييب لخاطرهما، وكذا استئذان المرأة من زوجها؛ بشرط أن تُسافر مع محرم لها.

ومن آداب السفر: الوصية، فتكون أوكدَ في السفر الذي هو مَظِنَّةُ التعرضِ للمخاطر والحوادث ونحوها، عافانا الله وإياكم من كل مكروه.

ومن آدابه: الاستخلاف، فينبغي للمسافر أن يستخلف على أهل بيته مَنْ يقوم على أمورهم وقضاء حوائجهم، ويرعاهم ويحوطهم مدةَ غيابِ عائلهم، وكثيرٌ من الناس يغفُل عن هذا الأدب، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفعله.

ومن الآداب: تأمين النفقة للأهل أثناءَ غيابه في السفر، حتى لا يحتاجوا ويضطروا إلى الاقتراض، أو إلى مسألة الناس لقضاء حوائجهم.

ومن الآداب: التزود بالنفقة الحلال، وهو مما يجلب البركةَ، ويؤجر فيه المسلم، وهو سبب في إجابة الدعاء، فلا ينبغي للمسافر أن يُغلق على نفسه بابَ إجابة الدعاء بما يُنفِق من النفقة المحرمة.

ومن الآداب: أن يأخذ النفقة الكافية حتى لا يحتاج إلى مسألة الناس ويذل نفسه.

ومن آداب السفر: استحباب توديع الأهل والأقرباء، واللهُ -تعالى- جاعلٌ في دعائهم بركةً. قال الشعبي -رحمه الله-: "السُّنَّة إذا قَدِمَ رجل من سفر أن يأتيه إخوانه فيسلموا عليه، وإذا خرج إلى سفر أن يأتيهم فيودِّعهم ويغتنم دعاءهم". وفي التوديع سُنَّة مهجورة قَلَّ مَنْ يعملها؛ ألا وهي توديع المسافر بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-. فعَنْ قَزَعَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: "هَلُمَّ أُوَدِّعْكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ -أي: أستحفظ وأطلب منه حفظ دينك-، وَأَمَانَتَكَ -الأمانة هنا: الأهل والمال-، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ" (صحيح، رواه أبو داود). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا قَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ فَأَوْصِنِي. قَالَ: "عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ". فَلَمَّا أَنْ وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ: "اللَّهُمَّ اطْوِ لَهُ الأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ" (حَسَن، رواه الترمذي).

ومن الآداب -إخوتي الكرام-: أن يتجنب السفرَ لوحده؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ -أي: من الآفات التي تعترضه- مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ" (رواه البخاري). وألَّا تقل الرفقة عن ثلاثة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلاَثَةُ رَكْبٌ" (حسن، رواه أبو داود، والترمذي). قال ابن عبد البر -رحمه الله-: "الشيطان: هو البعيد عن خير الرفيق وعونه، فلا يؤمَن على المسافر أن تعترضه الشياطين، وإذا كانوا ثلاثة زال الخوف في الأغلب".

ومن الآداب: السفر مع رفقة صالحة يؤنسونه ويساعدونه على أمر الدين والدنيا، ويشدون من أَزْره، ويخففون عنه، ولا ينبغي أن يسافر المرء مع رفقة سوء؛ فإنهم يحضونه على المعصية، ويزينونها له، وقد يؤذونه بأحوالهم وتصرفاتهم، ويرى منهم ما يكره.

ومن الآداب: اتخاذ أميرٍ للسفر، وله منافعُ كثيرة لا يعلمها إلَّا الله -تعالى-، وكم خَسِرَ أناسٌ واختلفوا، وافترقوا؛ بسبب عدم وجود أمير في السفر، يحسم الخلافاتِ التي قد تنشأ بين المسافرين، فيختار لهم الأصلح، حتى تستقيم أمورهم في سفرهم، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، بقوله: "إِذَا خَرَجَ ثَلاَثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ" (صحيح، رواه أبو داود).

ومن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في أسفاره أنه كان يحب الخروج في يوم الخميس؛ فمن تيسَّر له ذلك فقد وافق السُّنة، عن مَالِكٍ أَنَّ كَعْبًا -رضي الله عنه- قال: "لَقَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْرُجُ إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرٍ إِلاَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ" (رواه البخاري). والسَّفرُ ليلًا يكون أقلَّ مشقَّةً من سفر النهار، وقد حثَّ عليه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ -مِنَ أدْلَجَ القومُ؛ إذا ساروا أوَّلَ اللَّيل-، فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ" (صحيح، رواه أبو داود).

ولا ينسَ المسافرُ الأدعيةَ والأذكارَ المتعلقة بسفره؛ كدعاء الخروج من المنزل، ودعاء السفر، ودعاء ركوب وسيلة السفر، ومراعاة آداب الطريق، ومن السُّنة أن يُكبِّر ويُهلل إذا صعد، ويُسبِّح إذا نزل، قال جابر -رضي الله عنه-: "كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا" (رواه البخاري). وفي حديث أبي موسى -رضي الله عنه- قال: "هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا" (رواه البخاري).

ومما يُستحب ذِكره -في السَّحَر- للمسافر؛ ما جاء عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ وَأَسْحَرَ؛ يَقُولُ: "سَمَّعَ سَامِعٌ -أي: بلَّغ سامع قولي هذا لغيره- بِحَمْدِ اللَّهِ وَحُسْنِ بَلاَئِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صَاحِبْنَا وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا -أي: احْفَظْنا، وحُطْنا، واكْلأْنا، وأفضِلْ علينا بجزيل نِعَمِك، واصْرف عنا كلَّ مكروه-، عَائِذًا بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ" (رواه مسلم).

الخطبة الثانية:

الحمد لله …

 

من السنن المهجورة: صلاة المسافر التطوعَ على مركوبه، فقَلَّ مَنْ تراه يصلي النافلة أو الوتر في الطائرة أو في غيرها من وسائل السفر، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك على راحلته، ولا يلزم تحرِّي القِبْلَة في صلاة النافلة للمسافر -إن كان راكبًا- لمشقَّة ذلك، والأفضل أن يستقبل القبلة عند الإحرام، فعن ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ، حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ، يُومِئُ إِيمَاءً، صَلاَةَ اللَّيْلِ إِلاَّ الْفَرَائِضَ، وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ" (رواه البخاري).

وإذا نزل المسافرون للراحة في مكانٍ مَّا، فإنهم يتعوَّذون بكلمات التامات؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ؛ لَمْ يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ" (رواه مسلم).

وإذا أقبل المسافرُ على مدينةٍ أو قرية؛ فيُسَنُّ له أن يذكر الدُّعاءَ الوارد في ذلك: فعن صهيبٍ -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يَرَ قريةً يُريد دخولَها إلَّا قال -حين يراها-: "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ، فَإِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا" (صحيح، رواه الحاكم وابن حبان وابن خزيمة).

أيها المسلم: احرص على الأذان والصلاة في سفرك، ففيه فضل عظيم؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؛ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (رواه البخاري).

وأمَّا الصلاة: فجاء فيها قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الصَّلاَةُ فِي جَمَاعَةٍ تَعْدِلُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلاَةً، فَإِذَا صَلاَّهَا فِي فَلاَةٍ، فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا؛ بَلَغَتْ خَمْسِينَ صَلاَةً" (صحيح، رواه أبو داود).

ويُستحب للمسافر إذا نال مُرادَه من سفره أن يعود سريعًا إلى أهله، فقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هذا بقوله: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ" (رواه البخاري). قال ابن حجر -رحمه الله-: "وفي الحديث كراهة التغرُّب عن الأهل لغير حاجة، واستحباب استعجال الرجوع، ولا سيما مَنْ يخشى عليهم الضيعةَ بالغيبة، ولِمَا في الإقامة في الأهل من الراحة المُعينة على صلاح الدين والدنيا، ولِمَا في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة".

ويُسنُّ للمسلم إذا رجع من سفره أن يُعيد دعاء السفر، ويزيد عليه -إذا أشرف على بلده-: "آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ" (رواه البخاري ومسلم). ويُرَدِّد هذا الذِّكرَ مرارًا حتى يصل إلى بلده، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يَزَلْ يقولُه حتى دخل المدينة.

ويُستحبّ للعائد من سفره أن يأتي المسجد -قبل ذهابه إلى بيته- فيصلي فيه ركعتين؛ إظهارًا لشكر نعمة الله -تعالى- على سلامة الوصول، فقد "كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ؛ فَيَرْكَعُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ" (رواه البخاري ومسلم). قال النووي -رحمه الله-: "هذه الصلاة مقصودة للقدوم من السفر، ينوي بها صلاةَ القدومِ، لا أنها تحية المسجد".

وتُستحب مُعانقة العائد من السفر، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: "كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إذا تَلَاقَوْا تَصَافَحُوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا" (صحيح، رواه الطبراني في الأوسط).


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي