أسباب رقة القلب

عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
عناصر الخطبة
  1. الحث على إصلاح القلب وتخليصه من الأمراض .
  2. أسباب لين القلب ورقته .
  3. زيادة الإيمان بزيادة الأعمال الصالحة .

اقتباس

إن شرع الله دعا إلى إصلاح القلب، وتخليصه مما يصيبه من الأمراض الخطيرة بالبر والتقوى، وقد أنزل الله الكتب، وأرسل الرسل؛ لإصلاح القلوب وتزكيتها وتطهيرها وتطييبها؛ فبالقلب السليم يعرف العبد ربه، ويعرف أمره ونهيه، ويحب ربه ويخشاه ويستكين لعظمته ..

 

 

 

 

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

عباد الله: إن شرع الله دعا إلى إصلاح القلب، وتخليصه مما يصيبه من الأمراض الخطيرة بالبر والتقوى، وقد أنزل الله الكتب، وأرسل الرسل؛ لإصلاح القلوب وتزكيتها وتطهيرها وتطييبها؛ فبالقلب السليم يعرف العبد ربه، ويعرف أمره ونهيه، ويحب ربه ويخشاه ويستكين لعظمته.

أيها المسلم: إن رقة القلب تكون بالإيمان الحق؛ فبه يخشع القلب، وبه يكون وجلاً خائفًا من الله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) [الأنفال: 2-4].

أيها المسلم: إن بصلاح القلب تستقيم الجوارح، وتصلح الأعمال، وتسدد الأقوال، وإن القلب القاسي المعرض عن الله ويل له: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22].

أخي المسلم: لرقة القلب أسباب، عندما تجتمع يكون بها المسلم رقيق القلب لينًا؛ فأعظم ذلك الإيمان الحق؛ فالإيمان بالله، والإيمان برسله، وكتبه، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بقضاء الله وقدره، كلما استقر الإيمان بالقلب، وكلما قوي الإيمان في القلب، كان القلب رقيقًا لينًا، وإنما قسوة القلب بعدم الإيمان والعياذ بالله؛ فالإيمان الصادق الحق يجعل القلب لينًا رقيقًا لكل خير وهدى.

إن تلاوة كتاب الله، وتدبره تجعل القلب لينًا خاشعًا: (اللَّهُ نَـزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) [الزمر: 23]، إن تلاوة القرآن فيها رقة للقلب، فيها قوة للإيمان: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24]؛ فكلما قرأ العبد كتاب الله، وكلما سمع آيات الله تتلى، قوي الإيمان في قلبه، وكلما ذهبت القسوة من قلبه، كان للخير أقرب؛ فتلاوة كتاب الله تحيي القلوب، وتبعد عنها أسباب الشر والفساد.

ومن أسباب رقة القلب: تذكر الموت وما بعده؛ ففي الحديث: "أكثروا من ذكر هادم اللذات"، وأرشد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلم لعيادة المريض، واتباع الجنازة، وزيارة القبور؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "زوروا القبور فإنها تذكر الآخرة"، وفي لفظ: "فإنها تذكر الموت"؛ فكلما زار المسلم القبور ليسلم على أهلها ويدعو لهم بالرحمة والمغفرة، تذكر أن هذا القبر مسكن كل أحد طال الزمان أو قصر، وأن في المقابر يتساوى الخلق كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم، حاكمهم ومحكومهم، الكل سيزورون القبور، وسيبقون فيها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، إلى أن يأذن الله بقيامهم من قبورهم: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) [يس: 51-53]؛ فمن شاهد القبر ونزوله، وعلم أن هذا مسكن العبد بعد موته، سيسكنه رغم سعة منزله، وكثرة خيره، ولكن سنة الله الماضية في الخلق، ازداد إيمانًا، ورقة في القلب، وقوة في الخير.

ومن أسباب رقة القلب: كثرة ذكر الله -جل وعلا-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) [الرعد: 28، 29].

ومن أسباب رقة قلب العبد: الإلحاح على الله بالدعاء، بأن يثبت الله قلبه، وأن لا يزيغه بعد إن هداه، وأن يجعله على الحق دائمًا وأبدًا؛ فإن نبيكم -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما يقول: "اللهم مقلب القلوب: ثبت قلوبنا على دينك"، تسأله عائشة؛ فيقول: "إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء، إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه".

ومن أسباب رقة القلب: رحمة المساكين والأيتام والإحسان إليهم؛ فكلما أحسن العبد للعباد رق قلبه وازداد خيرًا، ولهذا لما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك قال: "أطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم"؛ فكلما نظر العبد إلى المحتاجين والفقراء والمعوزين، وكلما بذل المعروف لهم، وكلما أحسن إليهم، وكلما نظر إلى حالهم؛ فعطف عليهم رحمة وإحسانًا ورفقًا بهم؛ رق قلبه وازداد خيرًا وإيمانًا، كلما قضى حاجة المحتاج، وكلما شفع لذوي الحاجات، وكلما بذل المعروف والإحسان؛ فإن ذلك علامة رقة قلبه، وقربه إلى الخير، كلما تذكر نعم الله عليه، ثم تذكر حاجة المحتاجين، وعوز المعوزين، ودين المهمومين؛ ففرج همًّا، وكشف غمًّا، ويسر عن معسر، وقضى دينًا عن مدين، وساهم في الخير جهده، كان قلبه رقيقًا لينًا قريبًا للخير.

أيها المسلم: صلتك بربك تجعلك منشرح الصدر قرير العين رقيق القلب، كلما وصلت الرحم، وأحسنت إليهم، وتحملت شيئًا من أذاهم؛ فإنك على خير، "ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"، كلما بررت بالأب والأم، وكلما أحسنت للأبوين، وكلما رعيتهم حق الرعاية، وكلما قمت بحقهم حق القيام دل على رقة قلبك ولينه وقربك من الخير؛ فإن البر بالأبوين دليل على رقة القلب، وعقوقهما وجفاؤهما والإبعاد عنهما، دليل على قسوة القلب وقلة الخير فيه، كلما رحمت كبير السن، وأحسنت إلى الكبير، وقدرت الكبير، دل على رقة قلبك، كلما رحمت الصغار وأحسنت إليهم، دل على رقة قلبك ولينه، كلما بذلت المعروف على اختلافه؛ فإن ذلك دليل على رقة قلبك، كلما أديت زكاة مالك وواسيت بها المحتاجين والفقراء، وأحسنت إليهم ومسحت دمعة اليتيم، وقضيت حاجة المحتاج؛ فإن هذا دليل على رقة قلبك وقربك من الخير كله.

أيها المسلم: إن طهارة قلبك من الحسد والبغضاء دليل على رقة قلبك، فإذا سلمت من داء الحسد، وسلمت من داء البغضاء لعباد الله؛ وكنت راضيًا بقَسَم الله محبًّا للمسلمين، وطَهُرَ قلبك من الإعجاب بعملك، ومن الرياء والسمعة في أعمالك، استقام حالك وصلح قلبك. فعلى المسلم أن يتفكر ويتدبر ويعلم أن أعمال الخير كلها هي دليل على رقة القلب وصلاحه، وأن أعمال الشر والبلاء دليل على قسوة القلب؛ فكم من إنسان -والعياذ بالله- ظلم الناس حقوقهم، وامتنع عن إعطائهم حقوقهم الواجبة عليه، ولا يدري هذا المغرور بنفسه، كم يدعو عليه ذلك المظلوم، وكم يسأل الله أن ينزل به العقوبة، فاتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول: "وعزتي لأنصرنك، ولو بعد حين".

إذًا فقسوة القلب بالامتناع عن الواجبات، وظلم العباد والتسلط عليهم، والتعدي على أموالهم، وجحد حقوقهم وعدم المبالاة بذلك، يشاهد الفقير؛ فلا يرقُّ قلبه له، ويشاهد المحتاج والمعوز فلا يلتفت إليه، ويشاهد المريض المبتلى فلا ينظر إليه، تكبرًا في نفسه، وانخداعًا بصحته وسلامته وعافيته، ولا يعلم أن الله على كل شيء قدير، قد يحولك من غناك لفقر، وقد يسلب نعمته عنك، وقد يسلبك ثوب العافية، ويبتليك بما ابتلي به من الأمراض والأسقام؛ فعليك أن تتقي الله في نفسك، وعليك أن تنظر إلى عباد الله، نظرة العطف والإحسان، تنظر إلى هذا المهموم، الذي يعيش همًّا وكآبة، مما تحمله من ديونٍ عَجَزَ عن وفائها، أو مصائب عَجَزَ عن التخلص منها، وبقدرتك أن تعينه على تفريج همِّه، وبقدرتك أن تعينه على قضاء دينه، ولكن قسوة قلبك حالت بينك وبين الخير، وأغلقت عنك طرق الخير، وستندم ولا ينفع الندم، لكن الموفقين من عباد الله منهم ساعون للخير جهدهم، باذلين المعروف للإحسان، سابقين إلى كل خير، لا يلجأ إليه المحتاج إلا وجد عندهم الفرج بتوفيق الله، والعون بتوفيق الله، ينظرون المعسر، وييسرون على الموسر، ويفرجون كرب المكروب، وهم المهموم، ويقضون دين المدين ويصلحون بين المتنازعين، ويسعون في الخير جهدهم ما وجدوا لذلك سبيلاً، يرحم المخطئ والعاصي؛ فيدعوه إلى الخير، ويحب له النجاة من عذاب الله؛ فينصحه ويوجهه، ويأخذ بيده حتى يستقيم على الطريق المستقيم؛ فكلما صلحت قلوبنا واستقامت أحوالنا، عشنا بخير وسعادة.

إن نظر الله إلينا إنما نظره إلى قلوبنا وأعمالنا، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، وصلاح قلوبنا صلاح لجوارحنا كلها واستقامة لأحوالنا وتسديد في أقوالنا، "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"، والقلب السليم الذي سلم من كل شبهة تعارض خبر الله، ومن كل شهوة تعارض أمر الله هو القلب الناجي يوم القيامة: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88، 89].

أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والعون على كل خير، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله: إن إيماننا يزيد بكثرة الأعمال الصالحة، ويقل بانتهاك المحرمات؛ فالإيمان يقوى عندما تكثر الأعمال الصالحة الخالصة لله، والإيمان ينقص عند اقتضاء ما حرم الله، وإن علامة قوة الإيمان بالقلب، ورقة القلب أن ترى المسلم يواظب على طاعة الله؛ فتراه يهتم بالصلوات الخمس، ويوليها كل العناية، ويقيمها خير القيام؛ لأنها التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وتزكي القلوب والنفوس، وترى هذا القوي رقيق القلب، تراه إذا فاتته الصلاة في وقتها أو فاته ورده تألم لذلك؛ لأن قلبه إنما حياته بطاعة الله، حياة بأداء الفرائض، حياته بالمحافظة على الأذكار، حياته بالقيام بما أوجب الله، حياته بمساهمته بميادين الخير، حياته أنه عضو صالح في مجتمعه، يسعى للخير جهده، ويبذل قصارى طاقته في نفع أمته وإصلاح شأنهم؛ فتراه يصلح بين خصمين، وتراه يعين المحتاج، وتراه يفرج همًّا ويكشف غمًّا، وتراه يوصل حاجة المحتاجين إلى من يقضيها إن لم يستطع قضاءها بنفسه؛ فتراه مسارعًا للخيرات، لا يريد بها رياءً ولا سمعة، ولا ذكرًا بين الناس، ولا لينال شرفًا ورفعة عليهم، وإنما يعمل على حد قول الله: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا) [الإنسان: 8، 9].

فأعماله لله خالصة قد يدري عنها المحتاج، وقد لا يدري عنها، يعملها لله وفي سبيل الله وفي سبيل مرضات الله؛ فهو دائم مع المحتاجين ومع المرضى، ومع المساكين، ومع الأرامل، ومع الأيتام ومع المهمومين، ومع المعسرين، في كل خير يبذل سببًا، ويعطي خيرًا، ويعين على الخير بكلماته الطيبة، وأفعاله الحسنة، هكذا المسلم ذو التقى والقلب السليم، الذي لا يحمل غلاً ولا حقدًا ولا غشًّا ولا خيانة، ولكنه القلب الذي يتحرك على وفق ما شرع الله؛ فهو محسن دائمًا في نفسه لطاعته لربه وقيامه بما أوجبه الله عليه، ثم محسن لعباد الله لبذل المعروف وكف الأذى وإيصال الخير، أولئك الذين يتنافسون في الخير: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26]، هذا النوع من الناس إن قلت أعدادهم؛ فهم في خير وبركة، وواجب المسلم أن يسعى في الخير جهده، وأن يروض نفسه على أعمال الخير ما وجد لها سبيلاً: (وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [البقرة: 213].

واعلموا -رحمكم الله- أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ، شذ في النار.

وصلوا -رحمكم الله- على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.
 

 

 

 

 


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي