فأما التوقيفيةُ فهي التي أتَى بها الشارعُ الحكيمُ، بسورٍ وآياتٍ مخصوصةٍ، وأحاديثَ صحيحةٍ، وأدعيةٍ مأثورةٍ. وأمّا الاجتهاديةُ فهي ما ثبتَ بالتجربةِ وكانَ لهُ أثرٌ، بشرطِ ألا يكونَ فيه محذورٌ شرعيٌ، ويمكنُ...
الخطبة الأولى :
إنّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ، ونعوذ باللهِ منْ شرورِ أنفسنَا ومنْ سيئاتِ أعمالنا منْ يهدهِ اللهُ فلَا مُضلّ لهُ ومنْ يُضلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ بعثهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ، صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وأصحابهِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أمّا بعدُ:
فاتّقوا اللهَ -أيها المؤمنونَ- فهي وصيتُهُ سُبحانهُ للأَوّلينَ والآخرينَ: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ..)[النساء:131].
عباد الله: الدنيا دارُ همٍّ وغمٍّ وكدرٍ وتعبٍ ونصبٍ، ومن حكمة الله -تعالى- أنْ يبتلي عبادهُ بأنواعِ البلاءِ والاختبارِ؛ فمنْ صبرَ ورضيَ فلهُ الرّضا، ومن سخِطَ وقنَطَ فلهُ السُّخط، وإذا أصيبَ العبدُ بداءٍ أو مرضٍ، شُرع له طلبُ التّداوي، لما رواه أبو داود عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قالَ رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ-: "إِنَّ الله أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ داءٍ دواءٌ، فَتَدَاوُوا، وَلَا تَتَدَاوُوا بِالْحَرَامِ"، ولحديثِ أُسامةَ بن شَرِيكٍ -رضي الله عنهُ- قالَ: قَالتِ الأعرابُ يا رسولَ اللهِ أَلَا نَتَدَاوَى؟ قَالَ: "تَدَاوُوا، فَإِنّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلّا وَضَعَ لهُ شِفَاءً إلّا داءً واحدًا" قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال: "الهرمُ"(رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع).
ومنَ الوسائلِ المشروعةِ للتّداوِي الرُّقيةُ الشرعيةُ، لما فيها من الأثرِ العظيمِ على المريضِ لأنّها منْ كلامِ اللهِ، أوْ منْ سُنّةِ رَسُولِهِ -صَلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ-، ولِمَا فِيها مِنَ الأَجْرِ العظيمِ والثوابِ الجزيلِ، وقدْ جاءَ التوجيهُ النبويُ الكريمُ بذلكً، فقد قَال صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ: "مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ"(رواه مسلم).
وقدْ وردَ أنَّ النّبِيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ- كانَ يرْقِي نفسهُ، روى مسلم "أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ"(رواه مسلم).
وكانَ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ يُعَالِجُ بعضَ الحالاتِ الّتِي تُعرَضُ عليهِ، ومنْ ذلكَ ما رواهُ الإمامُ أحمد عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا قَدْ أَصَابَهُ لَمَمٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ" قَالَ: فَبَرَأَ.." وكذا تبعهُ الصّحَابةُ -رضِيَ اللهُ عنْهُمْ- فِي ذلكَ، وَالسّلَفْ الصّالِحُ مِنْ بَعْدِهِمْ.
وقدْ أَذِنَ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ في الرّقيةِ بالقرآنِ والأذكارِ والأدعيةِ، مَا لمْ تكنْ شِرْكًا أوْ كلاماً لا يُفهم معناهُ؛ لما رواه مسلمٌ عن عوفِ بن مالك قالَ: كنَّا نرقِي في الجاهليةِ فقلنَا: يا رسولَ اللهِ كيفَ تَرَى فِي ذلكَ؟ فقالَ: "اعْرِضُوا عليّ رقاكم، لا بأسَ بالرقى ما لم يكنْ فيها شركٌ".
والرقيةُ الشرعيةُ تنقسمُ إلى قسمينِ: توقيفيةٌ، واجتهاديةٌ.
فأما التوقيفيةُ فهي التي أتَى بها الشارعُ الحكيمُ، بسورٍ وآياتٍ مخصوصةٍ، وأحاديثَ صحيحةٍ، وأدعيةٍ مأثورةٍ.
وأمّا الاجتهاديةُ فهي ما ثبتَ بالتجربةِ وكانَ لهُ أثرٌ، بشرطِ ألا يكونَ فيه محذورٌ شرعيٌ، ويمكنُ الرجوعُ إلى أهلِ العلمِ الموثوقينَ لمعرفةِ ذلك.
ومن ضوابطِ الرّقيةِ الشّرعيةِ:
أولاً: أنْ تكونَ الرّقيةُ بكلامِ الله -تعالى- أوْ بأسمائِهِ وصفاتِهِ، أوْ بالأدعيةِ المشروعةِ، وباللسان العربيِّ، أوْ بما يعرفُ معناهُ من غيرهِ؛ فإنْ لمْ تكنْ بكلامِ اللهِ -جلّ وعَلا- وبلسانٍ عربي، ولمْ يُعرف معناها فلا يجوزُ العملُ بِها.
ثانياً: أَلا تكونَ رُقْيَةً سحريةً: لأنّ الشرَّ لا يُزال بالشّرِّ، وإنّما يُزالُ الشّرُّ بالخيرِ، وقدْ سُئِلَ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ عن النُّشرة فقال: "هِيَ مِنْ عَمَلِ الشّيْطَانِ".
ثالثاً: ألّا تكونَ الرّقيةُ ممن عُلم عنهم الكهانةُ أو العرافةُ أو الدّجلُ ولو لمْ تكنْ رقى سحرية، فهمْ أهلُ شركياتٍ وبدعٍ، ولنهيهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ عن إتيانهم كما في قوله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم: "مَنْ أتَى عرّافًا أوْ كاهِنًا فصدّقهُ بِمَا يقولُ فقدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ على محمدٍ"(رواه أبو داود).
رابعاً: ألّا تكونَ رُقْيَةٍ شركيةٍ: لنهيهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ عنِ ذلكَ بقولِهِ:(اعْرِضُوا عليّ رقاكُم، لا بأسَ بالرّقى ما لمْ يكنْ فيها شركٌ)(رواه مسلم)
خامساً: ألّا تكونَ الرّقية بهيئةٍ محرّمةٍ: كأنْ يتعمّدَ الرّاقِي-حالَ الرّقيةِ- أنْ يكونَ جنبًا، أوْ متلطخًا بالدماءِ، أوْ النّجَاسَاتِ، أوْ جالسًا في مقبرةٍ، أوْ في حمّامٍ، أوْ في أماكنِ الزّبالاتِ، أوْ في حالِ كتابتهِ للطّلاسِمِ، أوْ نظرِهِ في النُّجومِ، أوْ غيرِ ذلك من الأحوال السّيئة.
سادسًا: ألّا تكونَ الرقيةُ بعباراتٍ محرّمةٍ: كالاستغاثةِ بغيرِ الله -تعالى- منْ أسماءِ الجنِّ والشياطينِ، أو السبّ أو اللّعن، لأنّ اللهَ لمْ يجعلْ الشّفاءَ في شيءٍ محرّمٍ.
سابعًا: عدمُ الاعتقادِ بأنّ الرّقية وحْدَهَا تستقلُّ بالشِّفاءِ أوْ دفع المكروهِ، بلْ يكونُ ذلك برحمةِ الله -تعالى- وتوفيقهِ وإعانتِهِ، وصِدْقُ الرّاقي، وتعلُّق المرقِي بالله -تعالى- وحدهُ.
عبادَ اللهِ: والأفضلُ لمن ابتُليَ بمرضٍ أو داءٍ أنْ يرقِي نفسهُ، لِما وردَ عنْ عائشةَ -رضي اللهُ عنها- أنّ النبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ- كانَ إذا اشتَكَى يقرأُ على نفسِهِ بالمعوّذاتِ وينفثُ، فلمّا اشتدّ وجعهُ كنتُ أقرأُ عليهِ وأمسحُ عنهُ بيدهِ رجاءَ بركَتِهَا"(رواه البخاري، ومسلم).
ولأنّ ذلكَ أقربُ إلى الصدقِ والذُلّ والانكسارِ في طلبِ الشّفاءِ والعافيةِ من ربّه وهو أحرى أنْ يُجابَ إلى سؤله، ولمَا فيه أيضًا من قوةِ التوكّلِ على اللهِ ورسوخُ اليقينِ في قلبِهِ.
وعلى المريضِ أنْ يرقِي نفسهُ بما وردتْ به النصوصُ الشّرْعيةُ، كالفاتحَةِ وآيةُ الكرسيّ والمعوذتينِ، وما وردَ من الأدعيةِ المأثورةِ؛ كقولِهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ: "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ الْبَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا"(رواه البخاري ومسلم).
وقد روى مسلمٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: "ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّم مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ".
أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين* قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون)[يونس:57- 58].
باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإيَّاكمْ بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذكرِ الحكيمِ؛ أقولُ ما سمعتمْ فاستغفروا اللهَ يغفر لي ولكم؛ إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين، نبيِّنا محمد صلى الله عليه وآلهِ وصحبهِ أجمعين، أما بعدُ:
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهَ: واعلموا أنّ من المخالفاتِ الشرعيةِ التي يقعُ فيها بعضُ الرّقاةِ ما يلي:
التفرّغُ للرقيةِ تفرّغًا كاملاً وفتحُ المحلّاتِ لذلكَ، والعلاجُ بالنارِ، والرقيةُ عنْ طريقِ المسجّلِ، وإلحاحُ الراقي على المريضِ أنْ يرى العائنَ أثناء الرّقيةِ، ولمسُ الرّاقِي للمرأةِ أثناءَ الرّقيةِ، والرّقيةُ بمكبّراتِ الصّوْتِ أوْ عبرَ الهاتفِ، وكتابةُ القرآنِ الكريمِ بالحروفِ المقطّعةِ، وحرقُ القرآنِ لشمِّ المريضِ الدّخانَ المتصاعدَ منهُ، وقراءةُ سورٍ من القرآنِ أو الأذكارِ بعددِ معينٍ والجزمُ بذلك، واستعمالُ الحقنةِ والعطرِ في الرّقيةِ، والخلوةُ بالمرأةِ الأجنبيةِ، والرقيةُ الجماعيةُ، وعدمُ غضِّ البصرِ عن النساءِ أثناءَ الرّقيةِ، وأخذ العهدِ على الجنّ، واستعمالُ الضربِ المبرحِ والخنقِ، واستعمالُ الكهرباء، ورقيةُ المرأة وهي متبرجةٌ، وتعليقُ القرآنِ على المريضِ، وصنعُ أختامٍ من القرآنِ، وتقسيمُ القراءةِ إلى عاديّة، ومركزّةٍ، وبناءُ الأحكامِ على التجربةِ والاجتهادُ في الرّقيةِ دونَ سؤالِ أهلِ العلمِ، وأمرْ المرأةِ المصروعة بأنْ تضعَ المِسْكَ على أماكنَ حسّاسَةٍ في جسدها، وفتحُ عياداتٍ متخصصةٍ للقراءةِ، واستعمالُ الملحِ على طريقةِ المشعوذينَ والدّجَالِينَ، والاسترسالُ في مخاطبةِ الجنيّ إذا نطقَ على لسانِ إنسانٍ ممسوس.
فمنْ وجدَ شيئًا من هذهِ الأمور عند مجيئهِ لراقٍ فليعلمْ أنّ هذا الراقِي ليس على النهجِ الصحيحِ والمشــروع، فليدَعَهُ ولْيبحثْ عمّنْ يثقُ في دينهِ وأخلاقهِ وعلمهِ، وهمْ كُثر وللهِ الحمد والمنة.
عبادَ الله: وممّا ينبغي التنبّه لهُ تعليقُ بعضُ النّاسِ كلّ ما يحدث لهمْ منْ ابتلاءاتٍ ومحنٍ ومشكلاتٍ في بيوتهمْ أو أمراضٍ تصيبُ أبدانهمْ أوْ أوْلادهمْ، أو حوادثَ سياراتٍ، أو حرائقَ، أو ذهاب أموالهمْ، أو عدمُ تيسيرِ تجاراتهمْ، أو أيّ فشلٍ في حياتهمْ على شمّاعةِ العينِ والحسدِ، مما جعلَ العلاقات الاجتماعية تتأثر كثيرًا، وهناكَ منْ يخشى أنْ تظهرَ عليهِ نِعَم الله خوفًا منْ العينِ والحسدِ؛ لدرجة أنهُ يوجدُ من وصلَ بهم الأمرُ إلى الوساوسِ حتّى معَ أقرب الناس، وأكثرُ ما ينتشرُ ذلك بين النّساءِ، وهذا اعتقادٌ خاطئٌ لا بدّ منْ التخلص منه، فليسَ كلُّ ما يصيبُ الإنسانَ بسببِ الحسدِ.
فينبغي على كلّ مسلمٍ ألّا يكثرَ من الشكوكِ والأوهامِ والظّنونِ والخوْفِ الزّائدِ من العينِ، وليعلم أنّ ما أصابَهُ لمْ يكنْ ليخطئَهُ وما أخطأهُ لمْ يكنْ ليصيبه، وليعلّقْ قلبهُ بربّهِ، وليحسنِ الظنّ بهِ؛ فهو سبحانَهُ القادرُ على حفظِهِ وكشفِ الضرِّ ورفعِ البلاءِ عنهُ.
هذا وصلّوا وسلّموا على الحبيبِ المصطفى فقدْ أمركم اللهُ بذلكَ فقالَ جلّ مِنْ قائلٍ عليمًا: (إِنَّ اللَّه وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب:٥٦].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي