اختصام الملأ الأعلى (2)

منصور محمد الصقعوب
عناصر الخطبة
  1. لإطعام الطعام -خاصة عند الحاجة- ثواب عظيم .
  2. الكلمة الطيبة صدقة .
  3. صلاة الليل دأب الصالحين ومرضاة لله .

اقتباس

لا تَقُلْ: ذاك طبعي، لا تقل: عادتي، فظٌّ في قولي، فكلُّ شيء قابل للتغيير، ومتى ما عَدَدْتَ إِلَانَةَ قولِكَ عبادةً تحرّيت ذلك، وفي وصايا لقمانَ لابنه: "يا بنيّ! لتكن كلمتُكَ طيبةً، ووجهُكَ منبسطًا، تكن أحبَّ إلى الناس ممن يُعطيهم الذهب والفضة".

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده...

 

أما بعدُ: فلك الحمد -ربنا- على ما أنعمتَ وتفضلتَ، غيثٌ مدرارٌ، أخذت الأرضُ به زينتَها، فرح الناس بالمطر واستبشروا، فاللهم كما سقيتنا بفضلك تمّم بخير واجعله مباركًا، وكما أغثت الديار أغث القلوبَ بالإيمان والتقوى.

عباد الله: ما زلنا نتفيأ حديث اختصام الملأ الأعلى، ولئن قد مضى حديثٌ عن خصال مِنْ خصال الكفارات، فثمة بقية منها قد اختصم فيها الملأ الأعلى.

أولها: إطعام الطعام، التصدق به لمن يحتاج، بذله لمن يستحق، قُرْبَة من القربات، بل خصلة من أَشْرَف خصال الدين، وفي الصحيح: يا رسول الله، أيُّ الإسلام خير؟ فقال: "تطعم الطعام، وتقرئ السلام على مَنْ عرفتَ ومن لم تعرف".

في إطعام الطعام مغفرة الذنوب، والفوز برضا علام الغيوب، وفي أجلِّ صفات الأبرار التي ذُكِرت في القرآن الكريم: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا)[الْإِنْسَانِ: 8-14].

 

وفي الحديث: "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع"، "ما آمَنَ مَنْ بات شبعانًا، وجاره طاويًا".

يا كرام: وأشرف ما يكون الإطعام حين المسغبة والحاجة؛ جاء ذلكم الرَجُل إِلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو جائع يبحث عمن يُطعمه ويؤمل في كرم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: "يا رسول الله، إِنِّي مَجْهُودٌ، فَأَرْسَلَ النبي -صلى الله عليه وسلم- إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ"، وهكذا حتى جاء الردّ من الأبيات كلها: "يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما عندنا إلا ماء".

لكنه ضيف وجائع، فلن يدعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال للحضور: "مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ -رَحِمَهُ اللَّهُ-؟"، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: "هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي"، قَالَ: "فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئِ السِّرَاجَ، وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ، فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ، فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ"، قَالَ: فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ طعامهم، وبات الرجل وامرأته وأطفالهم جائعون، وهم مستمتعون، فقد أطعموا ضيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: "قَدْ عَجِبَ اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ".

وكان أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- يقول لولده: "اذكروا صاحب الرغيف". ثم ذكر أن رجلًا من بني إسرائيل عبدَ الله سبعينَ سنةً، ثم إن الشيطان حسَّن في عينيه امرأة فأقام معها سبعة أيامٍ، ثم خرج هاربًا فأقام مع مساكين فتُصُدِّقَ عليه برغيف كان بعض أولئك المساكين يريده، فآثَرَه به ثم مات، فَوُزِنَتْ عبادتُه بالسبعة الأيام التي مع المرأة فرجحت الأيامُ السبعةُ بعبادته، ثوم وُزِنَ الرغيفُ بالسبعة الأيام فرَجَح بها.

عبد الله: اليومَ تلمُّس حاجة المحتاجين وَسدُّ جوعة الجائعين، وإطعام الطعام، علاوةً على كونه عبادة ففيه كذلك لذة، حين ترى فقيرًا أسعدتَه، وجائعًا أشبعتَه، فهنيئًا لمن وفقوا لهذا، وقدموا لأنفسهم.

وأما ثاني الخصال المذكورات فلينُ الكلام، وانتقاءُ العبارةِ الحسنةِ عند المخاطَبَة، إِلَانَةُ القولِ وتركُ الفظاظةِ، تحرّي الكلمة الحسنة، عبادة حُرِمها بعض الناس، وربنا يقول: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)[الْبَقَرَةِ: 83]، (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[الْإِسْرَاءِ: 53]، (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)[فُصِّلَتْ: 34-35]، (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[النَّحْلِ: 125]، (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)[الْعَنْكَبُوتِ: 46].

ونبينا -عليه السلام- يقول: "والكلمة الطيبة صدقة"، "اتقوا النار ولو بشقّ تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة".

قد تستطيع أن تُوصِلَ ما تريد، ولكن لن تضيق مفردات العربية عن عبارات غير جارحة، وألفاظ ليّنة، فكم من خير ردّ، وخلاف وقع، بسبب إساءة انتقاء العبارات، وقديما قيل:

تَقُولُ هَذَا مُجَاجُ النَّحْلِ تَمْدَحُهُ *** وَإِنْ تَشَأْ قُلْتَ ذَا قَيْءُ الزَّنَابِيرِ

قَدْحًا وَمَدْحًا وَمَا جَاوَزْتَ وَصْفَهُمَا *** وَالْحَقُّ قَدْ يَعْتَرِيهِ سُوءُ تَعْبِيرِ

كم نحتاج -يا كرام- إلى أن ننتقي أطايب الكلام كما ننتقي أطايب التمر، بإمكانك حين تخاطب أن توصل مقصودك بكلمة طيبة، لا تجرح أحدًا، بل تداوي نفسًا، وربنا ما قال: يقولوا الحسن، وإنما قال: (يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[الْإِسْرَاءِ: 53]، فثمة حسنٌ، وأحسن، فانتقِ في حديثك مع الناس التي هي أحسن.

لا تقل: ذاك طبعي، لا تقل: عادتي، فظٌّ في قولي، فكلُّ شيء قابل للتغيير، ومتى ما عَدَدْتَ إِلَانَةَ قولِكَ عبادةً تحرّيت ذلك، وفي وصايا لقمانَ لابنه: "يا بنيّ! لتكن كلمتُكَ طيبةً، ووجهُكَ منبسطًا، تكن أحبَّ إلى الناس ممن يُعطيهم الذهب والفضة".

بُنَيَّ إِنَّ الْبِرَّ شَيْءٌ هَيِّنٌ *** وَجْهٌ طَلِيقٌ وَكَلامٌ لَيِّنُ

وَالِدَانَا ينتظران منا إلانة القول، وربما كان أحبَّ إليهما من أن نخدمهما مع فظاظة قول، الزوجة تنتظر منك الكلمةَ اللينةَ، ابتعد عن إجراء المقارَنَات بينها وبين غيرها، تجنَّب السخرية بها أو بأهلها، احذر من الذمّ والتنقص، أَظْهِرِ لها التوددَ ولو تصنُّعًا، وكل هذا إلانة في الكلام وأنت مأجور عليه.

أيها الموظف: مُرَاجِعُوكَ في العمل ينتظرون منكَ إلانةَ الكلامِ، الردَّ الحسن، والكلمةَ اللينة، والاعتذارَ بلطف، لا تؤذِ أحدًا ولو علا منصبُكَ، ولا تسخر ممن هو أدنى منك.

أما أنتَ -يا مربي الجيل- فكم يحتاج طلابُكَ منك أن تُلين لهم الكلامَ، أَشْعِرْهُمْ بأبوتك لهم، وحرصك عليهم، قابِلهُم بوجه متهلل، وبادلهم التحيةَ بأحسن منها، وحادثهم بلطف وبشاشة، وأظهر لهم من الحنان والعطف ما يحملهم على محبتك، عندها ستصل إلى قلوبهم من أقرب طريق، وتُغيِّر سلوكَهم بأيسر كلفة، وتحملهم على امتثال أمرك بأسهل وسيلة.

أما أنت -أيها المصلح- وكُلُّنا ينبغي أن نكون مصلحين، فإن مَنْ تدعوهم يحتاجون منك إلانة القول، حتى ولو كانوا كفارًا، عليكَ أن تنتقي لهم عند الدعوة الكلمةَ اللينةَ، فذاك أدعى لقبولهم، وفي طريق الدعوة والإصلاح أنتَ لا تمثِّل نفسَكَ، بل تمثل الدِّينَ وتنتسب لقائمة المصلحين وسيدهم نبينا -عليه السلام-، وإذا كان أكمل الخلق هدًى، وأتمهم عِلْمًا وهو المصطفى -عليه السلام- لو أغلظ المقال لانفض الأتباع، حتى قال ربنا له: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)[آلِ عِمْرَانَ: 159]، فما الشأن بغيره؟ وقد قال ربنا لموسى وهارون: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)[طه: 44]، فالقلوب تلين مع ليّن الكلام، وتزيل كل حاجز بين الداعي والمدعو، في حين أنها تنفِر من غليظ المقال.

كان هارون الرَّشِيدُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ؛ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُكَلِّمَكَ بِكَلَامٍ فِيهِ غِلَظٌ؛ فَاحْتَمِلْهُ لِي". فَقَالَ: "لَا، وَلَا نُعْمَةَ عَيْنٍ، قَدْ بَعَثَ اللهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ إِلَى مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنِّي"، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولُ لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا.

وبعدُ، فاحتسب في إطعام الطعام وإلانة الكلام أنك تكفِّر سيئاتك، وتمحو خطاياك، وكلنا مذنبون.

اللهم صلِّ على محمد...

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده:

وآخر الكفارات المذكورات: الصلاة والناس نيام.

حينما تُظلِمُ العين، ويسكن الطير، ويخيّم الظلام، يأوي كل إنسان إلى مأواه، ويبيت الناس نيامًا، بينما الراغبون في تكفير السيئات يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا، انتزعوا نفوسهم من وثير الفُرُش، وهدوء المساكن، وظلمة الليل، وسكون الكون، وآثَرُوا الأنسَ بالله، والرجاءَ بوعد الله، والخوفَ من وعيده.

إنهم قومٌ: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[السَّجْدَةِ: 16]، فشرفهم ربهم بالثواب (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[السَّجْدَةِ: 17].

لا سواء بينهم وبين غيرهم (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[الزُّمَرِ: 9].

هكذا هم الصالحون، قال الأوزاعي: "كان السلف إذا انصدع الفجرُ أو قبلَه بشيء قليل كأن على رؤوسهم الطير، مقبلينَ على أنفسهم، حتى لو أن حميمًا لأحدهم قد غاب عنه حينًا ثم قَدِمَ ما التفتَ إليه، كانوا يعتبون على مَنْ لا يصلي إلا الفجر، فماذا يقول من يفوت حتى الفجر؟!".

ولك -يا مبارك- عبرة بقول الحق: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا)[الْمُزَّمِّلِ: 1-2]، كم تواجهنا في الحياة من مصاعب، في التعلم، في الدعوة في الأمور كلها، ركعات الليل تعينك على احتمال صعوبات النهار، بذا أوصى ربُّنا نبيَّنا أن يتهيأ لشدائد الدعوة وثقل الوحي فقال: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا)[الْمُزَّمِّلِ: 5].

الصلاة والناس نيام يحصل لك ثوابها ولو بما قَلَّ من الركعات، بركعة أو ثلاث تؤديها والناس نيام، وكلما زدت ففضل ربك أعظم.

هذه الخصال الثلاث -يا كرام-، هي سبب تكفير السيئات، وبوابة دخول الجنات، حدَّث عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- قال: "لَمَّا قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة، انجفل الناس قِبَله، وقيل: قَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، قَدِمَ رسول الله، قَدِمَ رسولُ الله، ثلاثا، فجئتُ في الناس لأنظر، فلما تبينتُ وجهَه، عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلَّم به، أن قال: "يا أيها الناس، أَفْشُوا السلامَ، وأطعموا الطعامَ، وَصِلُوا الأرحامَ، وَصَلُّوا بالليل والناسُ نيامٌ، تدخلوا الجنةَ بسلام".

عباد الله: ثم ختم الحديث بدعوات جليلة لها المعاني الغزيرة، "اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وَحُبَّ المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبَّكَ وَحُبَّ من يحبكَ، وحبَّ عملٍ يقرب إلى حبك".

دعوات اجعلها في ضمن دعواتك لربك، فاللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات...


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي