فَفرحُه بالذَنبِ أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، وضِحكُه وهو يُقارفُ الذَّنبَ أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، وقلقُه أن يُفارقَ الذَّنبَ أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، وتفاخرُه بفعلِ الذَّنبِ أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، وحزنُه عندَ فواتِ الذَّنبِ أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، وعدمُ حيائه من نظرِ اللهِ -تعالى- أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه...
الحمدُ للهِ على ما أعطانا ومنحَنا، والحمدُ للهِ على ما صرَف عنَّا ومنَعنا، وفي كلِّ ذلك ابتلانا وامتحنَنا، كفانا وآوانا، وابتلانا ووقانا، أحمدُه -سبحانَه- وأشكرُه، يَبتلي بالسَّراءِ والضَّراءِ؛ ليَظهَرَ الشَّكورُ من الكفورِ، والجَزوعُ من الصَّبورِ: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)[الأنبياء: 35]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له المحمودُ على كلِّ حالٍ، الخيرُ بيديه، والشرُ ليس إليه، وهو الكبيرُ المتعالُ، وأشهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، لا خيرَ إلا دلَّ الأمةَ عليه، ولا شرَّ إلا حذَّرها منه؛ فهو الناصحُ الأمينُ في الحالِ والمقالِ والأفعالِ، صلى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آلِه الأطهارِ وأصحابِه الأخيارِ خيرِ صحبٍ وأكرمِ آلٍ، والتابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ، صلاةً وسلامًا دائمينِ بالغدوِّ والآصالِ، وسلَّم تسليمًا كثيرا.
أما بعدُ: كانتْ خَطْرةً خبيثةً تحومُ في البالِ، ما بينَ الحقيقةِ والخيالِ، حتى أصبحتْ فِكرةً قويَّةً، لها تفاصيلُها الجليَّةُ، ثُمَّ تحولتْ إلى هِمَّةٍ وعزيمةٍ، لها خِطةٌ لتنفيذِ الجريمةِ، وهاهي تقعُ في حيِّزِ التَّنفيذِ، فيختلطُ على قلبِه الحنظلُ باللَّذيذِ، فتستقرُ المعصيةُ في حياتِه كالعادةِ، ويشعرُ في مُباشرتِها بالسَّعادةِ.
بعدَها ينغمسُ العبدُ بينَ المُوبقاتِ، ظُلماتٌ فوقَ ظُلماتٍ، فَفرحُه بالذَنبِ أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، وضِحكُه وهو يُقارفُ الذَّنبَ أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، وقلقُه أن يُفارقَ الذَّنبَ أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، وتفاخرُه بفعلِ الذَّنبِ أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، وحزنُه عندَ فواتِ الذَّنبِ أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، وعدمُ حيائه من نظرِ اللهِ -تعالى- أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه، والأمنُ من مكرِ اللهِ -تعالى- أعظمُ عندَ اللهِ من الذَّنبِ نفسِه.
فلا قلبٌ حزينٌ ولا عينٌ باكيةٌ، وصدقَ أبو العتاهيةَ:
إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ يوْماً، فلا تَقُلْ * * * خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ سَاعةً * * * وَلا أنَ مَا يَخفَى عَلَيْهِ يَغيبُ
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَتْ * * * ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ
ولذلكَ ذكرَ ابنُ حجرَ الهَيتميُّ في كتابِه [الزَّواجرِ] أنَّ من جُملةِ الكَبائرِ: (فرحُ العبدِ بالمعصيةِ، والإصرارُ عليها، ونسيانُ اللهِ -تعالى- والدَّارِ الآخرةِ، والأمنُ من مكرِ اللهِ، والاسترسالُ في المعاصي).
كيفَ يفرحُ بالذَّنبِ من يعلمُ أنَّ له ربَّاً قديراً؟! كيفَ يفرحُ بالذَّنبِ من يعلمُ أنَّه به سميعاً بصيراً؟! كيفَ يفرحُ مؤمنٌ بالذَّنبِ وهو يعلمُ أنَّ ربَّه عليه غضبانُ؟! كيفَ يفرحُ مؤمنٌ بالذَّنبِ وهو يعلمُ أثرَ الذَّنوبِ على الفردِ والأوطانِ؟! يقولُ ابنُ القيِّمِ -رحمَه اللهُ تعالى-: "الْفَرَحُ بِالْمَعْصِيَةِ دَلِيلٌ عَلَى شِدَّةِ الرَّغْبَةِ فِيهَا، وَالْجَهْلِ بِقَدْرِ مَنْ عَصَاهُ، وَالْجَهْلِ بِسُوءِ عَاقِبَتِهَا وَعِظَمِ خَطَرِهَا، فَفَرَحُهُ بِهَا غَطَّى عَلَيْهِ ذَلِكَ كُلُّهُ، وَفَرَحُهُ بِهَا أَشَدُّ ضَرَرًا عَلَيْهِ مِنْ مُوَاقَعَتِهَا، وَالْمُؤْمِنُ لَا تَتِمُّ لَهُ لَذَّةٌ بِمَعْصِيَةٍ أَبَدًا، وَلَا يَكْمُلُ بِهَا فَرَحُهُ، بَلْ لَا يُبَاشِرُهَا إِلَّا وَالْحُزْنُ مُخَالِطٌ لِقَلْبِهِ، وَلَكِنَّ سُكْرَ الشَّهْوَةِ يَحْجُبُهُ عَنِ الشُّعُورِ بِهِ، وَمَتَى خَلَّى قَلْبَهُ مِنْ هَذَا الْحُزْنِ، وَاشْتَدَّتْ غِبْطَتُهُ وَسُرُورُهُ فَلْيَتَّهِمْ إِيمَانَهُ، وَلْيَبْكِ عَلَى مَوْتِ قَلْبِهِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ حَيًّا؛ لَأَحْزَنَهُ ارْتِكَابُهُ لِلذَّنْبِ، وَغَاظَهُ وَصَعُبَ عَلَيْهِ، وَلَا يُحِسُّ الْقَلْبُ بِذَلِكَ، فَحَيْثُ لَمْ يُحِسَّ بِهِ فَمَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلَامٌ".
لا شَكَّ أن الخطأَ والنَّقصَ والضَّعفَ هو من طبيعةِ العبدِ، ولكن ماذا بعدَ الضَّعفِ والخطأِ؟، اسمعْ كيفَ يتعاملُ أهلُ الجنَّةِ مع الذُّنوبِ: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ)[آل عمران: 135]، مُباشرةً بعدَ الذَّنبِ، (فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، الإقلاعِ عن الذَّنبِ، وليسَ الفرحُ به، فما هو جزاءُ هؤلاءِ؟، (أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا)[آل عمران: 136]، فبُشرى لكَ -أيَّها العبدُ الضَّعيفُ المُحتارُ- فليسَ بينكَ وبينَ الجنَّةِ إلا الاستغفارِ وعدمِ الإصرارِ.
هل تعلمْ كيفَ كانَ يتعاملُ السَّلفُ مع ذنوبِهم القديمةِ؟, لَقِيَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، عُتْبَةَ الْغُلَامَ فِي رَحَبَةٍ الْقَصَّابِينَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ فَإِذَا هُوَ يَرْفَضَّ عَرَقًا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ: عُتْبَةُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا شَأْنُكَ؟ مَا لَكَ تَعْرَقُ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ؟، قَالَ: خَيْرٌ، قَالَ: لَتُخْبِرَنِّي، قَالَ: خَيْرٌ، فَقَالَ: لِلْأُنْسِ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَالْإِخَاءِ إِلَّا مَا أَخْبَرَتْنِي، قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ ذَكَرْتُ ذَنْبًا أَصَبْتُهُ فِي هَذَا الْمَكَانِ، فَهَذَا الَّذِي رَأَيْتَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، كيفَ لا وقد قالَ كعبٌ -رحمَه اللهُ-: "إِنَّمَا تُزَلْزَلُ الْأَرْضُ إِذَا عُمِلَ فِيهَا بِالْمَعَاصِي، فَتَرْعَدَ فَرَقًا مِنَ الرَّبِّ -جَلَّ جَلَالُهُ- أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا"، فأينَ هذا ممن يفرحُ بذنبِه ويأنسُ بمكانِ وقوعِه ويُجاهرُ به ويُحبُّ ذِكراهُ؟، وقد قالَ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-: "كُلُّ أَمَّتِي مُعَافًى إِلا المُجاهرينَ".
أيُّها الحبيبُ: إيَّاكَ والفرحَ بالمعاصي فإنَّها سببٌ للذُّلِ بعدَ العِزِّ، فعن جُبيرِ بنِ نُفيرٍ قَالَ: لَمَّا فُتحتْ قُبرصُ وفُرِّقَ بينَ أهلِها، فبكى بعضُهم إلى بعضٍ، رأيتُ أبا الدرداءِ جَالساً وحدَه يَبكي، فقلتُ: يا أبا الدرداءِ! ما يُبكيكَ في يومٍ أعزَّ اللهُ فيه الإسلامَ وأهلَه؟! قَالَ: ويحكَ يا جُبيرُ، ما أهونَ الخلقِ على اللهِ إذا هُم تَركوا أمرَه، بينا هي أُمَّةٌ قَاهرةٌ ظَاهرةٌ لهم المُلكُ، تَركوا أمْرَ اللهِ -عَزَّ وَجلَّ-، فصاروا إلى ما تَرى.
وإياكَ والاغترارَ بإمهالِ اللهِ -تعالى- لكَ، وسِترِه عليك، وتسويلِ الشَّيطانِ لكَ، وتبريرِه للذَّنبِ بمكيدةِ أنَّه تحتَ مغفرةِ اللهِ ورحمتِه، كما قالَ أبو عمرو بنُ العَلاءِ: بلغني أنَّ الفرزدقَ جَلسَ إلى قَومٍ، يَتذكَّرونَ رحمةَ اللهِ، فكانَ أوسعُهم في الرَّجاءِ صَدراً، فقالوا له: لمَ تقذفُ المحصناتِ؟، فقالَ: أخبروني لو أذنبتُ إلى والديَّ ما أذنبتُه إلى ربي -عَزَّ وجلَّ-، أتراهما كَانا يطيبانِ نَفساً أن يقذفاني في تَنورٍ مملوءٍ جمراً؟، قالوا: لا، إنما كانا يرحمانِكَ، قَالَ: فإنِّي أَوثقُ برحمةِ ربي منهما, كلامٌ مُخدِّرٌ لأهلِ الأهواءِ، مُقنعٌ للكُسالى والجُهلاءِ. قالَ ابنُ الجوزي -رحمَه اللهُ- في كتابِه تلبيسِ إبليسِ مُعلِّقاً: "وهذا هو الجهلُ المحضُ، لأنَّ رحمةَ اللهِ -عزَّ وجلَّ- ليستْ برِقةِ طَبعٍ، ولو كانتْ كذلكَ لما ذُبحَ عصفورٌ، ولا أُميتَ طِفلٌ، ولا أُدخلَ أَحدٌ إلى جَهنمَ".
وذكرَ قِصةَ أبي نُواسٍ الشَّاعرِ عندما دخلوا عليه وهو في مرضِ موتِه، فقالوا له: تُبْ إلى اللهِ -عزَّ وجلَّ-، فقالَ: إيَّاي تُخوفونَ، حَدثني حمادُ بنُ سلمةَ عن يَزيدِ الرِّقاشيِّ عن أَنسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ-: "لكلِّ نَبيٍّ شفاعةٌ، وإني اختبأتُ شَفاعتي لأهلِ الكبائرِ من أمتي", أَفترى لا أكونُ منهم؟. قالَ ابنُ الجوزي -رحمَه اللهُ-: "وخطأُ هذا الرجلِ من وجهينِ:
أحدُهما: أنَّه نَظرَ إلى جَانبِ الرَّحمةِ, ولم يَنظرْ إلى جَانبِ العِقابِ.
والثَّاني: أَنه نَسيَ أنَّ الرحمةَ إنما تَكونُ لتائبٍ كما قَالَ -عزَّ وجلَّ-: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ)[طه: 82]، وقَالَ: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)[الأعراف: 156]، وهذا التَّلبيسُ هو الذي يُهلكُ عَامةَ العَوامِ.
نفعني اللهُ وإياكم بالقرآنِ العظيمِ، وبسنةِ نبيِّه الكريمِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
الحمدُ للهِ الذي أنعمَ علينا بالإسلامِ, وشَرحَ صدورَنا للإيمانِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له, وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه, صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه أجمعينَ.
أما بعدُ:
أيُّها الأحبَّةُ: إنَّ من خطورةِ الفرحِ بالمعصيةِ هو أنَّها سبيلٌ لمحبةِ انتشارِها في كلِّ الأرجاءِ، والفرحِ بظهورِ الفواحشِ ليتسنى له الوقوعَ فيها دونَ حياءٍ، وقد قالَ اللهُ -تعالى- في أمثالِ هؤلاءِ: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النور: 19].
فالحذرَ الحذرَ, والخطرَ الخطرَ, فهَلْ في الدُنيا والآخِرَةِ شَرٌّ وداءٌ، إِلا بِسَبَبِ الذُنوبِ والمعاصي؟، فمَا الذِي أَخْرَجَ الأَبَوَيْنَ مِنَ الجنةِ والنَعيمِ واللَّذةِ والبَهْجَةِ والسُرور، إِلى دَارِ الآلام والأحْزَانِ والمصائِب والشُّرورِ؟، وما الذي أَخْرجَ إبْليسَ مِنْ مَلَكوتِ السَمَاءِ، وَطَرَدَهُ وَلَعَنَهُ وَمَسَخَ ظَاهِرَهُ وبَاطِنَهُ، فَجَعَلَ صُورَتَهُ أَقْبَحَ صُورَةٍ وأَشْنَعَهَا، وبَاطنَهُ أَقْبَحَ مِنْ صُورَتِهِ وَأشْنَعَ، وَبُدِّلَ بالقُرْب بُعْدًا، وبالرَّحْمَةِ لَعْنَةً، وبالجَمَال قُبْحًا، وبالجنةِ نارًا تَلظَّى، وبالإيمانِ كُفْرًا، فَهَانَ عَلى الله -تعالى- غَايَة الهَوَانِ وسَقطَ مِنْ عَيْنِهِ غايَةَ السُقوطِ، وحَلَّ عليْهِ غَضَبُ الربِّ -تعالى- فأهْوَاهُ، وَمَقتهُ أَكْبَرَ المَقْتِ فأرْدَاهُ، فَصَارَ إمَامَاً لِكُلِّ فاسِقٍ ومُجْرِمٍ يُقْتَدَى بِفَتْواهُ؟.
وَمَا الذِي أَغْرَقَ أَهْلَ الأَرْض كُلَّهمْ حَتَّى عَلا المَاءُ فَوقَ رُؤُوسِ الجِبَالِ؟، وَمَا الذي سَلّطَ الريحَ على قَومِ عادٍ حتى ألْقَتْهم مَوْتَى على وَجْهِ الأرض كأنَّهم أعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ؟، وَمَا الذي أرْسلَ على قومِ ثَمُودَ الصَيْحَةَ حتى قَطَعَتْ قُلوبَهم في أَجْوَافِهِمْ؟، وما الذي رَفَعَ قُرى اللُوطيّةِ حتى سَمعتْ الملائكةُ نِبَاحَ كِلابِهم ثم قَلَبَها عليهم فَجَعَل عالِيها سافِلَها فأهلكهم جميعًا ثم أَتْبَعَهم حجارةً مِنْ السماءِ؟.
فنبِّه فؤادَك من رَقدةٍ *** فإنَّ الموفَّقَ مَن يَنتبهِ
وإن كنتُ لم أنتبِه بالذي *** وُعِظْتُ أنا، فانتبِه أنتَ بهِ
اللهمَّ أصلحْ أحوالَنا، اللهم اهدِ قلوبَنا، اللهم حَبِّبْ إلينا الإيمانَ، وزيِّنه في قلوبِنا، وكرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعِصيانَ، واجعلنا من الراشدينَ، اللهم آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ.
اللهم إنَّا نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وتَحوُّلِ عافيتِك، وفُجاءةِ نِقمتِك، وجميعِ سَخطِك، اللهم أصلح أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، اللهم اهدهم للإيمانِ، ووفِّقهم لما فيه خيرُ العبادِ والبلادِ يا ذا الجلالِ والإكرامِ.
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي