الفتور داءٌ خطير قد يصيب المسلم من وقت لآخر، وهو ترك الشيء بعد المداومة عليه, أو عدم فعله بالكيفية المطلوبة، أو فعل الشيء مع عدم الرغبة في عمله، وبالتالي يكون إجبارا أكثر منه اختيارا؛ أدناه الكسل والتراخي والتباطؤ، وأعلاه...
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها المؤمنون: الفتور داءٌ خطير قد يصيب المسلم من وقت لآخر، والمراد به الانقطاع عن شيء كان صاحبه لا ينفك عنه؛ وقد يحصل للعبد ذلك إلا أن المؤمن لا يستسلم بل يقتدي باللذين قال -تعالى- عنهم: (وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ)[الأنبياء:19-20]؛ أي: أنهم في عبادةٍ دائمةٍ ينزهّون الله عما لا يليق به, ويصلون ويذكرون الله ليل نهار لا يضعفون ولا يسأمون.
وقد مدح الله المؤمنين بأنهم: (يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ)[آل عمران:191]، ووصفهم بأنهم: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا)[السجدة:16].
وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المداومة على الأعمال الموجبة ترك الفتور هي أحب الأعمال إلى الله: "أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ"(متفق عليه).
وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي؛ فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ فَقَدْ هَلَكَ"(رواه أحمد وصححه الألباني).
قال ابن القيم -رحمه الله-: "فتخلُّل الفترات للسالكين أمر لا بد منه؛ فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في مُحرم، رُجي له أن يعود خيرًا مما كان، مع أن العبادة المحببة إلى الله -سبحانه وتعالى- هي ما داوم العبد عليه".
وعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! خُذُوا مِنْ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ"(متفق عليه).
معاشر المسلمين: للفتور آثار خطيرة على القلوب، من ذلك:
أن الفتور الذي يتجاوز سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قد يورث القلب صفات المنافقين؛ كما قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)[النساء:142], وقال الله -عز وجل-: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ)[التوبة:42], ثبطهم: يعني أخرهم عن الخروج، وذلك بسبب فتورهم وضعف همتهم، والركون إلى الكسل بدلاً من الاجتهاد والنشاط في ساعة الشدة، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "أَثْقَلُ الصَّلاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ الْعِشَاءُ وَالْفَجْرُ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا"(رواه البخاري).
ومن ذلك: أن الفتور يمنع العبد من بلوغ درجة المحبة لقول الله -تعالى- في الحديث القدسي: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ؛ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي؛ لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي؛ لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ"(رواه البخاري).
قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن, وفي مجالس الذكر -أي العلم-, وفي أوقات الخلوة, فإن لم تجد قلبك في هذه المواطن, فسل الله أن يمن عليك بقلب, فإنه لا قلب لك"؛ فهل تحمل قلبا؟ هل تحمل في صدرك قلباً حقيقياً؟ فتش عن قلبك الآن.
قال ابن القيم: "اعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله -تعالى- بقلبه وهمته لا ببدنه؛ فالتقوى في الحقيقة تقوى القلب لا تقوى الجوارح", قال -تعالى-: (ذلك وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج:32], وقال -تعالى-: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ)[الحج:37] .
ومن هذه الآثار على القلب: سواده، إلى جانب ما يجد من بغض الخلق له، كل ذلك بسبب الفتور وترك الطاعات والعبادات, قال ابن عباس: "إن للطاعة نورا في الوجه, ونوراً في القلب, ونوراً في البدن, وسعة في الرزق, ومحبة في قلوب الخلق, وإن للمعصية سوادا في الوجه, وظلمة في القلب والقبر, ووهنا في البدن, وضيقا في الرزق, وبغضا في قلوب الخلق", قال -جل وعلا-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)[مريم: 96]؛ أي: محبة ومكانة في قلوب عباده المؤمنين.
عباد الله: إن من تمام شكر الله على نعمه الاستقامة على الطاعات والأعمال الصالحة والمحافظة عليها؛ فهذا دليلٌ واضح على قبول العمل عند الله, وإنها لبشارة عظيمة للعبد في الدنيا؛ فالله -تعالى- لا يتقبل إلا من المتقين, وفي ذلك انتصار العبد على دواعي الفتور واسبابه, ومن نكث عن الصراط المستقيم وعاد إلى التفريط والتقصير وارتكاب المحرمات والموبقات, فذلك والله هو المحروم من رحمة الله من الذين قال الله فيهم (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً)[النحل: 92].
ذكر المفسرون في تفسير هذه الآية أن عجوزًا في مكة كانت تغزل الصوف في أول النهار حتى إذا أوشكت على إتمام غزلها آخر النهار نقضت غزلها وأفسدته, ثم عادت إلى الغزل والنقض مرة أخرى، وهكذا كان دأبها وشأنها أبدًا, وهل يعقل أن إنساناً يبني له بيتاً طوال النهار فإذا جاء المساء قام إلى ذلك البناء وهدمه ثم يأتي الصباح ليبني من جديد وهكذا؟!.
وهذا مثل لكل إنسان يقوم بما أمره الله من العبادات والطاعات من صلاة وصيام وزكاة وحج وذكر وقراءة قرآن, وأمر بمعروف ونهي عن منكر, وتعليم جاهل ونصح إنسان ودلالة على الخير, وبذل معروف وغير ذلك, وفجأة يترك هذه الأعمال ويتكاسل عنها وينحرف إلى الغفلة والمعاصي والسيئات, والله -عز وجل- قد أمرنا بالاستقامة على الطاعة حتى نلقاه؛ لأن العبرة بخواتيم الأعمال ولا يدري أحدنا متى يأتيه أجله. قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)[فصلت:30], وقال مخاطباً رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأمته من بعده (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[هود: 112].
إنه أمر من الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولأمته من بعده أن يستقيموا كما أمر الله وأراد, وفي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي -رضي الله عنه- قال: قلتُ: يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: "قل آمنتُ بالله ثم استقم", وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالاستقامة فعن ثوبان -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "استقيموا ولن تحصوا, واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة, ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"(رواه ابن ماجه).
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه .
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على رسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
أيها المؤمنون: كيف يمكن للمسلم أن يعالج الفتور ويتغلب على أسبابه؟, وذلك عن طريق عدة أمور؛ منها:
العلم؛ حيث أن العلم يصعد بالعبد نحو الهمة، ويكسبه الفقه بمراتب الأعمال؛ فينشغل بها، ولا يجد وقتا لفضول المباحات التي تشغله عن الطاعات؛ امتثالاً لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ"، ويبصره بحيل إبليس وتلبيسه عليه؛ كي يحول بينه وبين ما هو أعظم ثوابًا.
ومن ذلك: التفكر في الحياة الآخرة، والسعي في العمل لها، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا)[الإسراء:19]، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ؛ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ, وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ, وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ؛ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ, وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهَ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ"(رواه أحمد وصححه الألباني).
ومن العلاج: دعاء الله -تعالى- ومناجاته؛ إذ أنه المفتاح لكل خير والسبيل للوصول إلى كل مقصود، وقد أخبر الحبيب -صلى الله عليه وسلم-؛ فقال: "أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ"(صححه الألباني)، وكان من دعائه -صلى الله عليه وسلم- عقب الصلاة: "اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ"(رواه أحمد وصححه الألباني)، وكان من دعائه -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ"(رواه البخاري ومسلم).
ومن طرق العلاج: الانشغال بفعل الخيرات, ورضي الله عن الحسن؛ حيث قال: "نفسك إن لم تشغلها بالحق؛ شغلتك بالباطل".
ومنها: المجاهدة والصبر والاصطبار, قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[آل عمران:200]، وقال الله -تعالى-: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)[الحج:78].
ومن ذلك: تنمية الإيمان وتجديده والسعي فيما يزيده والحذر مما ينقصه؛ كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إِنّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ؛ فاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ"(صححه الألباني).
فاتقوا الله -عباد الله- واحذروا أن تفتروا عن القيام بما أوجب الله عليكم ودعاكم إليه نبيكم -صلى الله عليه وسلم-؛ ففي طاعتهما والاجتهاد في الاستجابة لأوامرهما الفوز والفلاح والسعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.
وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي