الْحِقْدُ مرض فتاك, وحقيقته إِمْسَاكُ الْعَدَاوَةِ فِي الْقَلْبِ وَالتَّرَبُّصُ لِفُرْصَتِهَا، طَلَباً للاِنْتِقَامِ, فالْغَضَبَ إذَا لَزِمَ كَظْمُهُ لِعَجْزٍ عَنِ التَّشَفِّي فِي الْحَال رَجَعَ إلَى الْبَاطِنِ وَاحْتَقَنَ فِيهِ فَصَارَ حِقْدًا, فهو يبدأ من الكراهية...
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]؛ أما بعد:
معاشر المسلمين: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله: إنَّ مِن أفضل الأعمال الصالحة سلامة صدر الإنسان؛ وذلك بأن يكون نقيًّا سليمًا من الحسد والحقد والغل؛ فليس أسعد للنفس ولا أطرد لهمومها من أن يعيش صاحبها في دنياه سليم الصدر نقي القلب، مبرَّأ من وساوس الضغينة وثوران الحقد.
وإن أفضل الناس في الدنيا هم الذين سلمت صدورهم, وصفت نفوسهم؛ لا يحملون غلاً، ولا حقدًا، ولا حسدًا، قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟, قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ", قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ, فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟, قَالَ: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ, لَا إِثْمَ فِيهِ, وَلَا بَغْيَ, وَلَا غِلَّ, وَلَا حَسَدَ"(ابن ماجه)؛ ومعنى مخموم القلب: الذي منع عنه صاحبه وصرف عنه كل غلّ وحقد وحسد.
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ *** أرحتُ نفسي من همِّ العداواتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ *** لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ
أيها الإخوة: الْحِقْدُ مرض فتاك؛ وحقيقته؛ كما بين ذلك أهل العلم: "هو طلب الانتقام، وتحقيقه: أنّ الغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفّي في الحال رجع إلى الباطن واحتقن فيه فصار حقدا".
والحقد حمل ثقل على صاحبه؛ فيجعله في عيش تعيس وحال بئيس؛ لأن قلبه يغلي ناراً على مَن يحقد عليه.
كما أنه نوعٌ من الأخلاق الرديئة وأقبحها, لا يكون في قلب مليء بالإيمان؛ لأن المؤمن امتلأ قلبه بالمحبة وإرادة الخير للناس, وإذا ملئ القلب بذلك الخير فلن يجد الحقد مكاناً ينزل فيه، وإذا كان القلب فارغاً من حب الآخرين، فسيحل محله نقيض الحب، وهو الحقد على كل مَن لم يكن له نصيب من المحبة، وسيجد ذلك المرض القلبي مرتعاً خصباً يسكن فيه.
الحقد داءٌ دفين ليس يحمله *** إلا جهول مليء النفس بالعلل
مالي وللحقد يشقيني وأحمله *** إني إذن لغبيٌ فاقد الحيل
أيها المسلمون: الحقد من الكبائر, وقد أورد الإمام ابن حجر الهيتمي في كتاب (الزواجر عن اقتراف الكبائر)، وقرنه بالغضب والحسد, وقال: "لما كانت هذه الثلاثة بينها تلازم وترتب؛ إذ الحسد من نتائج الحقد، والحقد من نتائج الغضب كانت بمنزلة خصلة واحدة، وذمُّ كلٍّ يستلزم ذمَّ الآخر".
فالحقد خصلة قبيحة مذمومة, دلنا على قبحها أن الله بيَّن أن مِن تمام منّته، وفضله على أهل الجنة أن طهّر قلوبهم من الغل، قال -تعالى-: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ)[الأعراف: 43], وقال: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)[الحجر:47].
وقد بيَّن الله -سبحانه- أن هذه الصفة القبيحة موجودة في قلوب المنافقين, وأنه -تعالى- قادر على فضحهم بإبراز ما في قلوبهم من ضغن وحقد؛ فقال: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ)[محمد:29].
واعلموا -عباد الله- أن للحقد أسبابًا توقع فيه وبواعث تؤدي إليه، أهمها:
الحرمان مع الحسد؛ فالله -تعالى- قد يحرم المرء نعمة من النعم من مال، أو وظيفة، أو وجاهة، أو لسان، أو ذكاء، ونحو ذلك، ويعطيها غيره اختباراً وابتلاءً للفريقين؛ فيمتلئ المحروم حقدًا وغلاً من داخله، ناسيًا أن الله -عز وجل- يقسم النعم على عباده تبعًا لما سبق في علمه، ولحكمةٍ بالغةٍ تخفى علينا, وإنما علينا التسليم والرضا.
ومن بواعث الحقد: عدم العدل والتفريق في المعاملة؛ مثل ما يكون بين أفراد البيت الواحد، والطلاب في الفصل أو الموظفين في العمل؛ فعدم العدل يؤدي إلى حقد بعضهم على بعض؛ لذا أكد الإسلام على العدل والتسوية في المعاملة من مستوى الأسرة إلى مستوى الأمة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لبشير -رضي الله عنه- وقد أراد تفضيل أحد أولاده على إخوانه: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم".
ومن بواعثه: الظلم والقهر؛ فإذا حيل بين الإنسان وبين الانتصار من ظالمه وأخذ حقه منه؛ ظل المرء يختزن كل ذلك في صدره، في صورة عداوة وبغضاء وحقد، ويتحين الفرص والمناسبات؛ لينتقم وينفِّس عما بداخله.
ومن بواعثه: عدم رعاية حقوق الأُخوة الإسلامية من المواساة والمحبة؛ فالمسلم إذا رأى أخاه في النعمة وهو قد حُرِم منها، ويجد أنه لا يواسيه بنفسٍ أو حاجة، تتولد لديه الكراهية والبغضاء والحقد, خاصةً عند ضعيفي الإيمان، ولأجل هذا شرع الإسلام الزكاة والإحسان إلى الخلق، والهدية والإيثار، والتبسم والكلمة الطيبة، والعفو والمواساة بين المسلمين.
ومن بواعثه: السماع للوشاة والنمامين من غير تثبيت؛ فهم يوغرون الصدور بما يقولون، وهو هدفهم ولو باستخدام الكذب والافتراء، والمرء يتأثر بما يسمع، فإذا لم يكن عاقلاً ويتبين من كل ما يسمع؛ فإنه قد يتسرع ويحمل في نفسه الحقد والبغضاء لمن سمع عنهم, ولذا أمر الله بالتثبت فقال -سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)[الحجرات: 6].
ومن بواعث الحقد: المراء والجدل والخصومة؛ ذلك أن كلا المتجادلين يكون حريصًا على إفحام الآخر وغلبته، وحين ينهزم أحدهما أمام الآخر ويكون غير قادر على الانتقام، يُضمِر في نفسه الحقد والعداوة، وفي هذا يقول المناوي: "الحقد من البلايا التي ابتُلي بها المناظرون".
وقال الغزالي: "لا يكاد المناظر ينفك عنه، إذ لا تكاد ترى مُناظِرًا يقدر على ألا يُضمِر حقدًا على مَن يحرّك رأسه عند كلام خصمه، ويتوقف في كلامه، فلا يقابله بحسن الإصغاء، بل يُضمِر الحقد، ويرتبه في النفس".
وقال النووي: "والخصومةُ تُوغرُ الصدورَ، وتهيجُ الغضبَ، وإذا هاجَ الغضبُ حصلَ الحقدُ بينهما، حتى يفرح كل واحد بمساءةِ الآخر، ويحزنُ بمسرّته، ويُطلق اللسانَ في عرضه".
ولهذا رغَّب النبي -عليه الصلاة والسلام- في ترك الجدال ولو كان الشخص محقاً, ووعده بالجنة على ذلك, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌ"(رواه الحاكم).
ومهما كانت أسباب الحقد؛ فإن الإنسان الدنيء، سيء الطبع، هو الذي يمتلئ قلبه بالحقد غالبًا, أما كريم النفس، ذو الأخلاق الفاضلة؛ فلن يعرف الحقد إلى نفسه سبيلاً, بل يعفو ويصفح ويتجاوز.
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ *** ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمدُ للهِ المذكورِ بكلِ لسان, المشكورِ على كلِ إحسانٍ, والصلاة والسلام على عبده من عدنان, وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبعهم بإحسان, وبعد:
عباد الله: لما كان الحقد داءً قبيحاً كانت آثاره من جنسه ذميمة تظهر في نفسية الحاقد وسلوكه؛ فمن آثاره:
أنه يثمر الحسد، وتمني زوال النعمة عن المحقود, وكذلك الشماتة بما أصابه من البلاء, الهجران والمقاطعة, وقد يصل حد الإيذاء.
ومن آثاره: أنه ينبت سوء الظن، وتتبع العورات، والهمز واللمز، والغيبة والنميمة, والتكلم في المحقود عليه بما لا يحل من كذب وغيبة, وإفشاء سر, وهتك ستر وغيره.
ومن آثاره: أنه يتعب صاحبه نفسياً, فهو دائم الغضب مشوّش التفكير, لا يهدأ له بال إلا أن ينتقم من صاحبه, إن رأى نعمة عليه زاد غمه, وطالت حسرته.
أيها الأحبة: وإن الحقد من مظاهر دنو الهمة؛ فهو لا يصدر من النبلاء، ولا يليق بالعقلاء, وهو في المسلم أقبح وأشنع, لذا ينبغي أن يتخلص منه من أصابه شيء منه, ومما يعين على علاجه الآتي:
أولاً: الدعاء؛ فالمسلم يلتجأ إلى الله بأن يجعل قلبه طاهراً نقياً من الحقد والغل، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا)[الحشر: 10]، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم يدعو- ويقول: "واسلل سخيمة قلبي"(صحيح الجامع), والسخيمة هي الحقد.
ثانياً: الاجتهاد في تحقق سلامة الصدر؛ وتكون بإفشاء المحبة، ومدافعة دواعي الحقد والبغضاء، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ: الْحَالِقَةُ، حَالِقَةُ الدِّينِ لَا حَالِقَةُ الشَّعَرِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا".
ثالثاً: تقوية رابط الأخوة الإيمانية؛ فالأخوة الإيمانية والغل لا يجتمعان في قلب واحد، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا)[الحشر: 9].
رابعاً: التواضع والعفو؛ قال -تعالى- في صفة المتقين من أهل الجنة: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 134], وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد"(رواه مسلم). قال أبو حاتم: "التواضع يُكسب السلامة، ويُورِث الألفة، ويَرفع الحقد"(مسند أحمد).
خامساً: مقابلة إساءة الجاهل بالإحسان إليه؛ وتلك مرتبة عظيمة لا يصلها إلا عظيم ذو خلق فاضل كريم, قال -تعالى-: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)[فصلت: 34].
سادساً: الأعمال التي تجلب المودة بين المسلمين؛ كإفشاء السلام وصلة الأرحام, وتقديم الهدية, قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ"(مسند أحمد), وقال: "تهادوا تحابوا"(رواه البيهقي), وعند الترمذي: "تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر".
سابعاً: ترك الغضب؛ فهو سببٌ للأحقاد, فالغضب يتحول إلى كراهية وحقد وإرادة الانتقام, وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: للرجل الذي أمره أن يوصيه: "لا تغضب فردد مرارًا، قال: لا تغضب"(رواه البخاري).
اعلم -عبد الله- أن سلامتك في الآخرة مرهونة بسلامة صدرك على إخوانك المؤمنين, (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء: 88-89].
فطهِّروا قلوبكم -أيها المؤمنون- من كل داء يفسدها.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال.
وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي