العافية

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
عناصر الخطبة
  1. سؤال الله العافية .
  2. أهمية العافية في حياة الإنسان .
  3. رعاية العافية وشكر الله عليها .
  4. عفو الله على العبد .
  5. مظاهر عفو الله عن عباده .

اقتباس

سلوا اللهَ العافيةَ، واحمدوه على عافية الدين؛ فهناك مَنْ بدَّل وغيَّر وابتدع في دينه، واحمدوا الله على عافية الفهم الصحيح؛ فهناك من أساء وأخطأ واتبع هواه؛ فكان مِعْوَلَ هدمٍ لِأُمَّتِهِ ومجتمعه ووطنه، واحمدوه على عافية الأمن في الأوطان؛ فهناك...

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مضلَّ له، وَمَنْ يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلعمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]، أما بعدُ:

أيها المؤمنون: إن حركة الحياة لا تتوقف، وإن الأيام تَمرُّ وتذهب معها سنواتُ العمرِ، والإنسان منا في رحلة إلى الدار الآخرة فبأيِّ عملٍ سنلقى اللهَ؟ وماذا أنجزنا في هذه الحياة؟ وكيف هي أخلاقنا وسلوكياتنا؟ وماذا نريد مما تبقَّى من أعمارنا؟ وماذا قدَّمْنا من أعمال ترفع درجاتِنا عند الله، وتكون سببًا في العتق من النار والفوز بالجنة؟ قال -تعالى-: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[البقرة:281].

مع هذه التساؤلات وغيرها التي قد تُوقظنا من الغفلة، ينبغي علينا أن نشمِّر عن ساعد الجِدِّ، ونتدارك ما فاتنا وما قصَّرنا فيه من أعمال وواجبات تجاه ديننا وأمتنا وأنفسنا وأهلينا، وأن نسأل اللهَ العفوَ والعافيةَ؛ فقد جاء عن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- أنه قال: قلتُ: يا رسولَ الله، علِّمْنِي شيئًا أسأله اللهَ، قال: "سَلِ اللهَ العافيةَ"، فمكثتُ أيامًا ثم جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني شيئًا أسأله اللهَ، فقال لي: "يا عباسُ، يا عمَّ رسولِ اللهِ! سَلِ اللهَ العافيةَ في الدنيا والآخرة"(السلسلة الصحيحة).

وجاءَ رجل إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"، ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"، ثُمَّ أَتَاهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ فإِنَّكَ إِذَا أُعْطِيتَهُمَا فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ أُعْطِيتَهُمَا فِي الْآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ"(صححه الألباني).

وكان من دعائه -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم أنتَ خلقتَ نَفْسِي وأنتَ توفَّاها، لكَ مماتُها ومحياها، إن أحييتَها فَاحْفَظْهَا، وإن أمتَّها فاغفر لها، اللهم إني أسألكَ العافيةَ"(رواه مسلم).

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يدع حين يُمسي وحين يصبح أن يقول: "اللهم إني أسألكَ العافيةَ في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمِنْ روعاتي؛ اللهم احفظني من بين يدي وَمِنْ خلفي وعن يميني وعن شمالي وَمِنْ فوقي، وأعوذ بعظمتكَ أن أُغتال من تحتي"(صححه الألباني).

والمراد بسؤال الله العافية في الدين؛ طلب العبد ربه السلامة من كل ما يضر بدينه ويُخِلُ بعقيدته وإيمانه بربه وخالقه من فتن الشهوات والشبهات ومسالك أهل الأهواء ودعاة الإغواء.

أما العافية في الدنيا؛ فالمقصود بها سؤال الله الوقاية من كل الأضرار والأخطار التي تفسد على العبد حياته، وكذا طلب السلامة من البلايا والرزايا والمحن والمكاره.

والعافية في الآخرة هي أعظم ما يرجوه العبد من ربه؛ وتعني طلب النجاة من أهوال القيامة بدءا من الحياة البرزخية ومرورا بالبعث والنشور والموقف والحساب والجزاء والعبور والصراط والنجاة من النار.

وأما سؤال الله العافية للأهل؛ فالمراد أن الله -تعالى- يحفظهم من الشرور والفتن والمصائب والآلام.

وأما العافية في المال؛ فالمراد سؤال الله حفظه من الزوال والتلف وجميع العوارض المؤذية؛ كما أنها تعني طلب البركة في الحصول عليه وفي إنفاقه.

معاشر المسلمين: العافية هي أعظمُ المواهب بعدَ الإيمان، وأفضل الْمِنَح، وأسمى الغايات، صحَّ عن أبي بكرٍ الصِّدِّيق -رضي الله عنه- أنَّ النّبيَّ -صلى الله عليه وسلّم- قالَ: "سَلُوا اللهَ العَفْوَ والعَافيةَ؛ فإنَّ أَحَدًا لم يُعْطَ بعدَ اليَقِينِ خيرًا مِن العَافيةِ"(صحيح الجامع).

ولأهمّيةِ العافيةِ كان -صلّى الله عليه وسلّم- يسألُهَا للأحياءِ وللأمواتِ، وكانَ يُعَلِّمُ الصّحابةَ إذا خَرَجُوا إلى المقابرِ أن يسألوا لأهلها العافيةَ فيَقُولُوا: "أَسْأَلُ اللهَ لنا ولَكُمُ العَاِفيةَ"(رواه أبو داود وابن ماجه).

يقولُ العلماءُ: "وسُؤَالُهُ العَافيةَ دليلٌ على أنها مِن أَهَمِّ ما يُطْلَبُ وأَشْرَفِ ما يُسْأَلُ".

والعافيةُ للميِّتِ تَكُونُ بسلامته مِنَ العذاب ومُنَاقَشَةِ الحساب كما قال الصنعاني -رحمه الله-، وتكون في الآخرة بالسّلامةِ والأَمْنِ مِن أهوالِ الآخرة وعذابِها.

كان عبد الأعلى التيمي يقول: "أَكْثِرُوا من سؤال الله العافيةَ؛ فإن المبتَلَى وإن اشتد بلاؤُه ليس بأحقَّ بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاءَ، وما الْمُبْتَلَوْنَ اليومَ إلا من أهل العافية بالأمس، وما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم، ولو كان البلاء يجر إلى خير ما كنا من رجال البلاء، إنه رُبَّ بلاء قد أَجْهَدَ في الدنيا وأخزى في الآخرة؛ فما يُؤمن من أطال المقام على معصية الله أن يكون قد بَقِيَ له في بقية عمره من البلاء ما يُجهده في الدنيا ويفضحه في الآخرة".

ولما كانت الصحة والعافية من أجلِّ نِعَمِ اللهِ على عبده، وأجزل عطاياه، وأوفر مِنَحِهِ له، بل هي من أَجَلِّ النِّعَمِ على الإطلاق؛ فحقيقٌ لمن رُزق حظًّا منها مراعاتُها وحفظها وحمايتها عما يضادُّها، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلَّم-: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فكَأَنّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا"(رواه الترمذي وابن ماجه).

أيها المؤمنون: اسألوا اللهَ العافيةَ الدائمةَ في الدين والدنيا والآخرة، يحفظ اللهُ لكم دينَكم، ويدفع عنكم الشرور والمصائب والآفات، وتتنزل عليكم الرحماتُ؛ فقد كان من دعاء رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يوم الطائف: "إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي، غيرَ أن عافيتك أوسع لي"(رواه الطبراني)؛ فقد لاذ بعافيته. كما استعاذ بها في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك"(رواه أبو داود).

سلوا اللهَ العافيةَ، واحمدوه على عافية الدين؛ فهناك مَنْ بدَّل وغيَّر وابتدع في دينه، واحمدوا الله على عافية الفهم الصحيح؛ فهناك من أساء وأخطأ واتبع هواه؛ فكان مِعْوَلَ هدمٍ لِأُمَّتِهِ ومجتمعه ووطنه، واحمدوه على عافية الأمن في الأوطان؛ فهناك مَنْ أَحَلَّ قومه دار البوار، واحمدوا الله على عافية الصحة والمال والأهل والأولاد؛ فهناك مَنِ ابتلاه اللهُ بفقدهم أو بالأمراض أو بالحروب والتشرُّد في الأرض، واحمدوا اللهَ على عافية الطمأنينة والسَّكِينَة والأمل رغم المشاكل والمنغصات التي لا تنتهي؛ فهناك مَنْ يملك وسائلَ الراحةِ والحياة الآمنة؛ لكنه يعيش في قلق وَهَمّ واضطرابات نفسية أفسدت حياتَه.

قلتُ ما سمعتُم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.

عبادَ اللهِ: ما أعظم أن يحصل العبدُ على عفو من الله؛ فيعفو عن كل زلاته، ويسامحه في كل خطيئاته؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟ قَالَ: "تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي"(رواه الترمذي وابن ماجه).

يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً *** فَلَقد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ

إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلَّا مُحسنٌ *** فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ

أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعًا *** فَإِذا رَدَدْتَ يَدي فَمَنْ ذا يَرحَمُ

ما لي إِلَيْكَ وَسيلَةٌ إِلَّا الرَّجَا *** وَجَميلُ عَفوِكَ ثمَّ أَنِّي مُسلِمُ

إن سَعَة عفوِ اللهِ عظيمةٌ، ويتجلى عفوُه -سبحانه- في كثير من الأعمال؛ فمِن ذلك:

مُضاعفةُ الحسنات، والثوابُ على الهمِّ بها وإن لم تُعمل بخلاف السيئات؛ فعن ابن عبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله كتبَ الحسنات والسيئات، ثم بيَّن ذلك؛ فَمَنْ همَّ بحسنةٍ فلم يعمَلها كتبَها اللهُ له عندَه حسنةً كاملةً؛ فإن هو همَّ بها فعمِلَها كتبَها الله له عندَه عشرَ حسنات إلى سبعمائة ضِعْفٍ، إلى أضعافٍ كثيرة، وَمَنْ همَّ بسيئةٍ فلم يعمَلها كتبَها اللهُ له عنده حسنةً كاملةً؛ فإن هو همَّ بها فعمِلَها كتبَها اللهُ له سيئةً واحدةً"(متفق عليه).

ومن جميل عفوِ الله: أن الله -تعالى- يبدل سيئات التائبين إلى حسنات، قال -تعالى-: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الفرقان:70].

ومن سعَة عفوِ الله: أن يسر لعباد أبواب شتى لمغفرة الذنوب وتكفير الخطيئات؛ فبِدْءًا من لزوم الواجبات من صلاة وصيام وزكاة وحج وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وكذا بفعل المستحبات؛ كقول: سبحان الله وبحمده مائة مرَّة، ودُعاء كفَّارة المجلِس، والصدقةُ، والصبرُ، وحضورُ مجالِس الذِّكْر، والصلاةُ على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فكلُّها من مُكفِّرات الذنوب.

وأعظمُ مظاهرِ عفوِه -سبحانه- أن يتجاوز ويعفو عن كثير من عباده المقصرين يوم القيامة، ويتفضل عليهم بدخول الجنة بغير حساب ولا عقاب.

ومن عفَا عن الناس وأحسنَ إليهم نالَ عفوَ اللهِ والإحسانَ إليه، والكتاب والسُّنَّة النبوية فيهما ما يبين سَعَة عفوِ اللهِ ورحمتَه بعباده إذا هُمْ أحسنوا الظنَّ به وأحسنوا العملَ؛ فاسألوا اللهَ العفوَ والعافيةَ تُفْلِحُوا...

دخل المزني على الشافعي -رحمة الله عليهما- في مرضه الذي توفي فيه فقال له: كيف أصبحتَ يا أبا عبد الله؟

فقال: أصبحتُ من الدنيا راحلًا، وللإخوان مفارقًا، ولسوء عملي ملاقيًا، ولكأس المنية شاربًا، وعلى الله واردًا، ولا أدري أَرُوحِي تصير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزِّيها، ثم أنشأ يقول:

وَلَمَّا قَسَا قلبي وضاقتْ مذاهبي *** جَعَلْتُ رجائي دون عفوِكَ سُلَّما

تعَاظَمَني ذَنْبِي فلمَّا قَرَنْتُهُ *** بِعَفْوِكَ ربِّي كان عَفْوُكَ أَعْظَمَا

فما زِلْتَ ذَا عفوٍ عن الذَّنْبِ لم تَزَلْ *** تجُودُ وتَعْفُو مِنَّةً وتكرُّما

فإنْ تَنْتَقِمْ منّي فلستُ بِآيِسٍ *** ولو دَخَلَتْ نفسي بِجُرْمٍ جَهَنَّمَا

وإني لَآتي الذنبَ أعرفُ قدرَه *** وأعلمُ أن اللهَ يعفو تَكَرُّمَا

فاسألوا اللهَ العفوَ والعافيةَ يكرمكم بعفوه وعافيته ورضاه وَجَنَّتِهِ.

اللهم إنا نسألكَ العفوَ والعافيةَ في الدِّين والدنيا والآخرة.

هذا وصلُّوا وسلِّموا على مَنْ أُمرتم بالصلاة والسلام عليه..


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي