أغلى أرض

محمد بن سليمان المهوس
عناصر الخطبة
  1. مكانة بلاد الحرمين .
  2. نعم الله على بلاد الحرمين وبعض صور شكر الله عليها .
  3. استمداد القوة والنصر والتمكين من الله .

اقتباس

أَرْضُنَا أَغْلَى أَرْضٍ وَسَتَبْقَى -بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى-؛ فَهِيَ مَصْنَعُ التَّارِيخِ، بَلْ أَهَمِّ حَدَثٍ فِي تَارِيخِ الدُّنْيَا تَغَيَّرَتْ بِهِ وُجُوهُ الْأُمَمِ وَالْمَمَالِكِ. وَبِلَادُنَا فِي تَارِيخِهَا الْحَدِيثِ هِيَ امْتِدَادٌ لِذَلِكَ التَّارِيخِ الْعَظِيمِ، وَالْتِزَامٌ بِتِلْكَ الرِّسَالَةِ الْخَالِدَةِ، وَقِيَامٌ عَلَى الشَّرِيعَةِ الْمُطَهَّرَةِ، وَاتِّبَاعٌ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَسُلُوكٌ لِمَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ.

الْخُطْبَةُ الْأُولَى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ الْمَنَّانِ، الْمُتَفَضِّلِ عَلَى عِبَادِهِ بِأَصْنَافِ النِّعَمِ وَأَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ الدَّيَّانُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ الْمَبْعُوثُ بِالْهُدَى وَالرَّحْمَةِ وَصَلَاحِ الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيِراً.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللَّهُ -تَعَالَى- وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنَ النِّعَمِ الْعَظِيمَةِ، نِعَمِ الدُّنْيَا وَنِعَمِ الدِّينِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: بِلَادُنَا بِلَادٌ مُبَارَكَةٌ تَمْتَدُّ عَلَى أَرْضٍ وَاسِعَةٍ بِصَحْرَائِهَا وَسُهُولِهَا وَجِبَالِهَا وَأَوْدِيَتِهَا وَبِحَارِهَا، فِيهَا أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ، وَخُتِمَ بِنَبِيِّهَا الرِّسَالَاتُ، وَتَنَزَّلَ آخِرُ كِتَابٍ فِي دِيَارِهَا، وَخُصُوصِيَّةُ هَذِهِ الْأَرْضِ فِي مَوْقِعِهَا، وَفِيمَا اخْتَارَ اللهُ لَهَا مِنْ مُتَنَزَّلِ وَحْيِهِ، وَمَوْلِدِ رَسُولِهِ، وَمَبْعَثِهِ وَمُهَاجَرِهِ، وَمَمَاتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ تَعَالَى: (جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ)[المائدة: 97].

أَرْضُنَا أَغْلَى أَرْضٍ وَسَتَبْقَى -بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى-؛ فَهِيَ مَصْنَعُ التَّارِيخِ، بَلْ أَهَمِّ حَدَثٍ فِي تَارِيخِ الدُّنْيَا تَغَيَّرَتْ بِهِ وُجُوهُ الْأُمَمِ وَالْمَمَالِكِ، وَبِلَادُنَا فِي تَارِيخِهَا الْحَدِيثِ هِيَ امْتِدَادٌ لِذَلِكَ التَّارِيخِ الْعَظِيمِ، وَالْتِزَامٌ بِتِلْكَ الرِّسَالَةِ الْخَالِدَةِ، وَقِيَامٌ عَلَى الشَّرِيعَةِ الْمُطَهَّرَةِ، وَاتِّبَاعٌ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَسُلُوكٌ لِمَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ.

وَلِي وَطَنٌ آلَيْتُ أَلاَّ أَبِيعَهُ *** وَأَلاَّ أَرَى غَيْرِي لَهُ الدَّهْرَ مَالِكَا

عَمَرْتُ بِهِ شَرْخَ الشَّبَابِ مُنَعَّمًا *** بِصُحْبَةِ قَوْمٍ أَصْبَحُوا فِي ظِلاَلِكَا

فَقَدْ أَلِفَتْهُ النَّفْسُ حَتَّى كَأَنَّهُ *** لَهَا جَسَدٌ إِنْ بَانَ غُودِرَ هَالِكَا

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: نِعَمُ اللهِ عَلَيْنَا تَتْرَى فِي بِلَادِنَا، وَآلَاؤُهُ تَتَوَالَى؛ حَيْثُ جَعَلَنَا مُسْلِمِينَ مُوَحِّدِينَ وَبِهَدْيِ رَسُولِنَا مُسْتَمْسِكِينَ فِي بِلَادٍ مُبَارَكَةٍ، بَلْ مِنْ أَعْظَمِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا الْقَائِلَ: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ)[النحل: 53]، وَالْقَائِلَ: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم: 7].

وَمِنْ تَمَامِ شُكْرِ اللهِ –تَعَالَى- عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ: التَّمَسُّكُ وَالِاعْتِصَامُ بِكِتَابِ اللهِ –تَعَالَى- وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَنْهَجِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا بِكُلِّ مَا أُوتِينَا مِنْ قُوَّةٍ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ)[الأنفال: 60].

(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) مِنْهَا قُوَّةُ الِّلسَانِ وَالْبَيَانِ وَالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ، وَصَدُّ كُلِّ شُبْهَةٍ بَاطِلَةٍ عَنْ مَنْهَجِ هَذِهِ الْبِلَادِ الْمُبَارَكَةِ بِالتَّفْنِيدِ وَهَدْمِ الْأَرْكَانِ.

(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) مِنْهَا قُوَّةُ الْعِلْمِ وَالِابْتِكَارِ وَالْبَحْثِ وَالِاخْتِرَاعِ النَّافِعِ لَا الضَّارِّ.

(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) مِنْهَا كُلُّ وَسِيلَةٍ وَطَرِيقَةٍ تُلَائِمُ الْعَصْرَ الْحَاضِرَ؛ لِتَصُدَّ كُلَّ عَدُوٍّ جَائِرٍ، فَالْأُمَّةُ الْقَوِيَّةُ تُحْفَظُ مَهَابَتُهَا، وَيُحْسَبُ حِسَابُهَا، وَيُصَانُ جَنَابُهَا.

وَحِينَ أَمَرَ اللهُ بِإِعْدَادِ الْقُوَّةِ فَلَيْسَ حُبَّاً فِي الْحَرْبِ أَوْ إِرَاقَةِ الدِّمَاءِ، إِنَّمَا لِتَكُونَ سَبَبَاً فِي مَنْعِ الْحَرْبِ، وَاسْتِعْدَادَاً عِنْدَ نُشُوبِهَا، وَلِنَشْرِ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ فِي رُبُوعِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.

وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-).

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَمِنْ شُكْرِ اللهِ –تَعَالَى-: التَّحَدُّثُ بِمَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ نِعَمٍ، وَتَذْكِيرُ الْأَهْلِ وَالْأَوْلَادِ وَالْأَحْفَادِ وَالْأَحْبَابِ بِهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)[الضحى: 11] فَنُذَكِّرُ أَنَّ بِلَادَنَا بِلَادُ التَّوْحِيدِ وَالْعَقِيدَةِ وَالسُّنَّةِ، وَبِلَادُ الْقِيَادَةِ الْحَكِيمَةِ الرَّحِيمَةِ، وَبِلَادُ الْعُلَمَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَالنُّبَلَاءِ، وَبِلَادُ الْعَطَاءِ وَالْإِنْجَازَاتِ وَالتَّطَوُّرَاتِ وَالنَّمَاءِ، نُحِبُّهَا وَنَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ فِي حُبِّهَا، وَحُبُّنَا لَهَا يَتَجَلَّى فِي الْحِرْصِ الْأَكِيدِ عَلَى اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ عَلَى الْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ، وَالْقَضَاءِ الْمُحْكَمِ عَلَى أَسْبَابِ الْفُرْقَةِ وَالْخِلاَفِ، وَكَذَلِكَ فِي قِيَامِ رُوحُ النَّصِيحَةِ وَالتَّعَاوُنِ وَالتَّكَاتُفِ فِي وَجْهِ التَّيَّارَاتِ الْقَادِمَةِ، وَالتَّحَزُّبَاتِ الْهَادِمَةِ الَّتِي تُضْعِفُ الْوَطَنَ وَتُوهِنُهُ، وَأَيْضًا فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْآدَابِ الشَّرْعِيَّةِ وَالنُّظُمِ الْمَرْعِيَّةِ الَّتِي تَسْعَى إِلَى جَمْعِ الْكَلِمَةِ بَيْنَ الرَّاعِي وَالرَّعِيَّةِ، سَمْعًا وَطَاعَةً بِالْمَعْرُوفِ، وَأَدَاءً لِلْحُقُوقِ وَالْوَاجِبَاتِ، كُلٌّ فِيمَا لَهُ وَعَلَيْهِ.

فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَتَمَثَّلُوا الْعَبْدَ الصَّالِحَ فِي هَذَا الْبَلَدِ الْمُبَارَكِ؛ فَكُلُّ خَيْرٍ وَعِزٍّ وَمَجْدٍ وَازْدِهَارٍ مُرْتَبِطٌ بِطَاعَةِ الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ.

الَّلهُمَّ اجْمَعْ كَلِمَتَنَا عَلَى التَّوْحِيدِ وَالسُّنَّةِ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا أَمْنَنَا وَازْدِهَارَنَا، وَوَحِّدْ صُفُوفَنَا مَعَ مَنْ وُلَّاهُ اللهُ أَمْرَنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- حَقَّ التَّقْوَى، وَاسْتَمِدُّوا قُوَّتَكُمْ مِنْ رَبِّكُمُ الْقَوِيِّ الَّذِي لَا يَغْلِبُهُ غَالِبٌ، وَلَا يَرُدُّ قَضَاءَهُ رَادٌّ، أَمْرُهُ وَقَضَاؤُهُ لَا شَكَّ يَنْفَذُ، وَلَا يُمْنَعُ وَلَا يُدْفَعُ، قَهَرَ جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَدَانَتْ لَهُ الْخَلَائِقُ وَالْكَائِنَاتُ، وَقَدْ وَصَفَ اللهُ نَفْسَهُ بِالْقُوَّةِ، فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)[الذاريات: 58] فَالْقُوَّةُ لَهُ، يُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ، وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ، وَيَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ، وَيَهْزِمُ مَنْ يَشَاءُ، بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ: (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[آل عمران: 160] مِنْهُ نَسْتَمِدُّ قُوَّتَنَا، وَلَهُ نَشْكُو ضَعْفَنَا، وَتَقْصِيرَنَا، وَافْتِقَارَنَا، وَنَدْعُوهُ وَنَرْجُوهُ فَهُوَ مُرْتَجَانَا وَمَلَاذُنَا؛ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)[فاطر: 15].

فَنَحْنُ فُقَرَاءُ إِلَيْهِ فِي إِمْدَادِهِ لَنَا بِالْأَقْوَاتِ وَالْأَرْزَاقِ، وَالنِّعَمِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، فَلَوْلَا فَضْلُهُ وَإِحْسَانُهُ وَتَيْسِيرُهُ لَمَا حَصَلَ لَنَا مِنَ الرِّزْقِ وَالنِّعَمِ وَالْأَمْنِ وَالرَّخَاءِ شَيْءٌ؛ فَاشْكُرُوهُ وَلَا تَكْفُرُوهُ، وَاعْبُدُوهُ وَلَا تَعْصُوهُ، فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[النور: 55].

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).


تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي