وإذا كان الأدب مع الخلق من أجلّ المهمات؛ فماذا عن الأدب مع الخالق -جل جلاله- عظيم الصفات؟!، لا شك أنه أرفع مراتب الأدب وأعلاها، وأجلُّها وأزكاها؛ فما تأدب متأدب بأحسن من أدبه مع ربه وخالقه، وما أساء امرؤ الأدب بأشنع من...
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها المؤمنون: استعمال الخلق الجميل، والوقوف مع المستحسَن النبيل، والتحلي بمكارم الصفات، واجتنابُ معايب المروءات، كل ذلك حقيقة الأدب، الذي هو أصل كل خير، ونواة كل معروف.
وإن من أعظم الأدب: حُسن الأدب مع الله -جل جلاله-، وإذا كان الأدب مع الخلق من أجلّ المهمات؛ فماذا عن الأدب مع الخالق -جل جلاله- عظيم الصفات؟!، لا شك أنه أرفع مراتب الأدب وأعلاها، وأجلُّها وأزكاها؛ فما تأدَّب متأدب بأحسن من أدبه مع ربه وخالقه، وما أساء امرؤ الأدب بأشنع من إساءته الأدب مع سيده ورازقه.
فتعالوا -أيها الإخوة- لنتعرف على حقيقة الأدب مع الله وأحواله ومقاماتِه، يقول ابن القيم -رحمه الله-: "الأدب مع الله حسن الصحبة مع الله بإيقاع الحركات الظاهرة والباطنة على مقتضى التعظيم والإجلال والحياء".
وهو مرتبة عَلِيَّةٌ، ومنزلة عظمى، لا تستقيم للعبد إلا بشروطها، كما قال ابن القيم: "ولا يستقيم لأحدٍ قط الأدب مع الله تعالى إلا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب ويكره، ونفسٌ مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علمًا وعملاً حالاً".
وقد ذكر الإمام ابن القيم أنواع الأدب مع الله فقال: "الأدب مع المولى -تبارك وتعالى- ثلاثة أنواع: أحدها: صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة، والثاني: صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره، والثالث: صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه".
عباد الله: وللخلق في الأدب مع الله مقامات، بحسب قربهم وتعظيمهم وإجلالهم لخالقهم وحيائهم منه -جل جلاله-، ولذا كان أعظم الناس أدبًا مع الله هم أنبياؤه ورسله -صلوات الله وسلامه عليهم-، كان الأدب مع الله يكسوهم ظاهرًا وباطنًا، استسلامًا لحكمه وانقيادًا لشرعه، وانتقاء للألفاظ في خطابه -جل جلاله-.
وأعظم مقامات الأدب مع الله وأخصها:
إخلاص التوحيد لله تعالى، قولاً واعتقادًا وعملاً، وتنزيهه عن الأنداد والشركاء. فهل إساءةٌ أعظم من اتخاذ شريك مع الله الواحد الأحد، الخالق الرازق المالك المدبر: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الروم:40]؛ وفي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قَالَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ".
وتأمل محاورة عيسى -عليه السلام- لربه، وكيف كانت مليئة بالأدب مع الله وتوحيده حينما قال الله -سبحانه- له: (أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ)[المائدة:116]؛ فلم يقل: أنا لم أقل ذلك، بل قال: (إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ)، وفرقٌ بين الجوابين في حقيقة الأدب، ثم أحال الأمر إلى علمه -سبحانه- بالسر والعلانية واختصاصه -سبحانه- بعلم الغيب؛ فقال: (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ).
وتأمل بهاء التوحيد في قوله: (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[المائدة:117]؛ ثم انظر إلى الاعتراف والإقرار بحكمة الله وعدله، وكمال علمه بحال خلقه في قوله: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[المائدة:118]، وهذا من أبلغ الأدب مع الله -تعالى- في مثل هذا المقام.
ومن مقامات الأدب مع الله: مقابلة نِعَمه المتتابعة علينا بالشكر والثناء عليه، والتواضع لله بها، وعدم جحدها وكفرها أو الكبر.
فهذا نبي الله سليمان -عليه السلام- لما وهبَه الله الملك الذي لا ينبغي لأحدٍ من بعده قال: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)[النمل:19].
وحين أكرم الله نبيبنا -صلى الله عليه وسلم- بختم رسالاته ورفعه بأعلى درجاته؛ يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، ويقول: "أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا"، ولما فتح الله له مكة الفتح العظيم، وبين يديه الناس مؤتمرون بأمره، وكان قبلُ قد خرج منها مكرهًا طريدًا، دخل على دابته وهو مطأطئ رأسه؛ تواضعًا وخشوعًا لله، حتى إن كاد شعر لحيته ليمسَّ واسطة الرَّحْل.
ومن مقامات الأدب مع الله -تعالى-: مراقبة الله في الغيب والشهادة، والسر والعلانية؛ فلا يُرى العبد خاليًا مع نفسه أو شاهدًا مع الناس إلا وهو يستشعر اطلاع الله عليه؛ ففي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن الإحسان؛ فقال: "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ".
وقال سفيان الثوري يومًا لجلسائه: "لو كان معكم مَن يرفع حديثكم إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء؟ قالوا: لا قال: "فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله"، يعني الملائكة.
بل من دقيق الأدب في ذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستر الإنسان عورته وإن كان خاليًا لا يراه أحد، فلما سُئل عن الرجل يكون خاليًا أيستر عورته؟! قال: "اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنَ النَّاسِ"؛ تأدبًا مع الله المطَّلِع عليه، وحياءً منه.
ومن مقامات الأدب مع الله: نسبةُ الخير له، ورد الفضل إليه، وترك نسبة الشر والضر إليه وإن كان -جل جلاله- هو خالقهما ومقدِّرهما.
فهذا إبراهيم الخليل -عليه السلام- لما ذكر الخلق والهداية والرزق نسبَها إلى الله تعالى فقال: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ)[الشعراء: 78- 79]، ولما ذكر المرض نسبه لنفسه فقال: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ). وهذا من رعاية الأدب مع الله –تعالى-.
ومنه قول أيوب -عليه السلام-: (إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[الأنبياء:83]، فترك نسبة الضر إلى الله تأدبًا معه سبحانه.
وكذلك قول الخضر -عليه السلام- في السفينة التي خرقها: (فَأَرَدْتُ أَنْ أعِيبَهَا)؛ فنسب العيب إلى نفسه، ولم يقل: "فأراد ربك"، ولما جاء ذكر الجدار والغلامين قال: (فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ)؛ ومع أن الكلَّ بأمر الله -عز وجل-؛ لكن حفظًا للأدب مع الله -تعالى- بعدم نسبة العيب إليه.
ومن لطيف رعاية الأدب في هذا المقام قول مؤمني الجن: (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً)[الجن:10]، ولم يقولوا: "أشرٌّ أراده الله بأهل الأرض"، وفي إرادة الرشد والهداية صرَّحوا بذكره -جل وعلا-، قال ابن كثير: "وَهَذَا مِنْ أَدَبِهِمْ فِي الْعِبَارَةِ؛ حَيْثُ أَسْنَدُوا الشَّرَّ إِلَى غَيْرِ فَاعِلٍ، وَالْخَيْرَ أَضَافُوهُ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-".
ومن مقامات الأدب مع الله -تعالى-: تعظيم شعائره وحرماته؛ فيعظِّم ما عظَّمه الله من شخص أو زمان أو مكان أو عمل، ويراعي ما يجب له من أدب وحرمة؛ تأدبًا مع الله -تعالى-، فيتأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأدب اللائق به وبمنزلته، ومع أهل العلم والدين، ومع والديه، ويتأدب مع الأزمنة المعظَّمة ومواسم العبادة، ومع الأماكن الشريفة؛ كالبيت الحرام ومسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة، وبيوت الله عامة في كل مكان: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)[الحج:30]، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج:32].
ومن مقامات الأدب مع الله -تعالى-: التسليم التام لآياته وأحكامه، وعدم الخوض فيها بغير علم، أو التقول على الله -تعالى- بغير دليل: (فَلَا وَرَبِّك لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِم حَرَجًا مِمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسلِيمًا)[النساء: 65]، (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالبَغْيَ بِغَيرِ الحَقِّ وِأَنْ تُشْرِكُوا باللهِ مَا لَم يُنَزِّل بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[الأعراف: 33].
ولذا كانت المجادلة في كتاب الله، واتباع المتشابه من الآيات، وتحكيم العقل عليه دون تحكيمه على العقل غايةً في إساءة الأدب مع الله، قال تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُم الكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفتَرُوا عَلَى اللهِ الكَذِبَ إِنَّ الذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ)[النحل:116].
نعوذ بالله من سوء الأدب معه ومع كتابه، ونسأله سبحانه أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
عباد الله: ومن مراعاة الأدب مع الله: التأدب للصلاة قبلها وأثناءها؛ بالتطهر لها وأخذ الزينة، والسكون فيها والخشوع والطمأنينة، فترك ذلك من إساءة الأدب مع الله، قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "من كمال أدب الصلاة أن يقف العبد بين يدي ربه مطرقًا، خافضًا طرفه إلى الأرض، ولا يرفع بصره إلى فوق". وسئل عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن قوله تعالى: (الذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) أهم الذين يصلون دائمًا؟! فقال: "لا، ولكنه إذا صلى لم يلتفت عن يمينه ولا عن شماله ولا خَلفَه".
فتأمل -يا رعاك الله- كم صلاة أسأت فيها الأدب مع الله فأديتها بغير قلب ولا طمأنينة ولا خشوع؟! قال الحسن البصري: "صلاة بلا خشوع هي إلى العقوبة أقرب".
ومن التأدب مع الله -تعالى-: التأدب في دعائه، بالانكسار له وإظهار الفقر والحاجة إليه دون غيره، وسؤاله بأسمائه وصفاته، وعدم الاعتداء فيه: (ادْعُوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّه لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ)، (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُم رَبَي لَولَا دُعَاؤُكُم فَقَد كَذَّبتُم فَسَوفَ يَكُونُ لِزَامًا)[الفرقان:77].
ومن الأدب مع الله: أن يحدث العبد توبة كلما أحدث ذنبًا، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور: 31]؛ فالمعاصي سوء أدب مع الله؛ فليتبعها المسلم بتوبة نصوح، فهذا نبي الله آدم -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- بعدما أُهبط من الجنة قال هو وزوجه: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23]، فما استكبر ولا أصرَّ ولكن اعترف وأقرَّ؛ فعفا عنه ربه وغفَر.
فتفكروا -رحمكم الله- في حالكم مع خالقكم، وأحسنوا الأدب مع مولاكم في جميع حركاتكم وسكناتكم، وكونوا له على مقتضى التعظيم والإجلال والحياء منه -تعالى-، فقد قيل: "الأدب في العمل علامة قبول العمل".
ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
المصدر: الأدب مع الله تعالى؛ للشيخ أحمد السويلم
تم تحميل المحتوى من موقع
الجمهرة معلمة مفردات المحتوى الأسلامي